‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية مهارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية مهارات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills





تنمية
مهارات إدارة العلاقات 
 
أولا - المقدمة :
إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع مختلف أنواع البشر واختلاف طباعهم وشخصياتهم واتجاهاتهم لابد من تعلم فن إدارة العلاقات الاجتماعية وتنمية هذه المهارات ، واكتساب العديد من الخبرات التي تؤهل لهذه المهمة ، وتساعد في تحقيق تعامل ناجح ومثمر وبناء علاقات إيجابية دون التعرض لكثير من المشاكل والعقبات .
في الحقيقة فإنَّ كل العلاقات تتطلَّب بذل مجهود حتَّى العلاقات التي تبدو أكثر يُسراً . حيث يستغرق العمل على تنمية العلاقة قدراً من الوقت والجهد والخبرة .
وهذه الخبرة هي الذكاء العاطفي ، فإذا أردت علاقةً لها القدرة على البقاء والنموّ عبر الزمن ويمكنك فيها إشباع حاجاتك وحاجات الطرف الآخر ، فإنَّ مهارة الذكاء العاطفي هي ( إدارة العلاقات ) .
فالعلاقات جزءٌ أساسيٌّ لا يتجزأ من الحياة ونظراً لأنّك تمثِّل شطر أيّ علاقةٍ يقع عليك نصف المسؤولية لتقوية روابط هذه العلاقة .

 

ثانيا - تنمية مهارات إدارة العلاقات :


١ - كن متفتِّحاً وفضوليّاً :
لكي ترتقي سلّم النجاح وتحافظ عليه لابدَّ أن تجعل التفتُّح والفضول جزءاً من وظيفتك لا محالة .

والتفتُّح معناه مشاركة المعلومات عن نفسك وعن الآخرين ، ويمكنك الاستفادة من مهاراتك في إدارة الذات لتختار الطريقة التي تبدو بها متفتِّحاً وما الذي تشارك به ، أيضاً عليك أن تُبرز اهتمامك بما لدى الطرف الآخر أي أن تكون فضوليّاً لتعرف ما لديه .

وكلّما أبديت اهتماماً واكتساباً للمعلومات عن الشخص الآخر وأحسنت تحديد حاجاته وقلَّت فُرَص سوء فهمك له ، وعندما تطرح أسئلةً اعتمد على مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتختار المكان والزمان المناسبين .
دع حُب الاستطلاع يبدو على نبرة صوتك وعندما يبدو الطرف الآخر متفتِّحاً أمامك فلن تكتسب معلومات تساعدك على إدارة العلاقة فحسب بل سوف يُقَدّر لك الطرف الآخر اهتمامك به . 
 

٢ - عزِّز أسلوب التواصل الطبيعي لديك :
سواءً أدليت بدلوك في حوار الآخرين أو تراجعت في صمتٍ معترضاً ، فإنَّ أسلوب تواصلك الطبيعي يحدِّد شكل علاقاتك .
صِفْ في أعلى صفحة يومياتك ماهيّة أسلوبك الطبيعي ، أطلق عليه ما تشاء من صفات .
هل هو أسلوبٌ مباشرٌ أم غير مباشر ، هل هو مريحٌ أم جاد ، حادٌ أم فضولي ، معتدلٌ أم متطفِّل ؟
يرجع اختيارك للاسم إلى أنَّك من المحتمل أن تكون قد سمعت ذلك الوصف لأسلوبك أكثر من مرّة .
وعلى الجانب الأيسر من الورقة دوِّن مميِّزات أسلوبك الطبيعي ، وهي الجوانب التي ينظر إليها الناس بعين الاعتبار عندما تتعامل معهم . وفي الجانب الأيمن جهِّز قائمةً بالمواضع السلبيّة التي تؤدِّي إلى وقوع اضطراب أو ردود فعل غريبة أو مشكلات . حينما تنتهي اختر ثلاثاً من المميِّزات التي يمكنك الإكثار من ممارستها لتطّور من تواصلك .
واختر بعد ذلك ثلاثة مواضع سلبيّة وفكِّر في طُرُق إمَّا للتخلُّص من هذه السلبيّات وإمَّا للتقليل من أهميّتها أو تحسينها .
كن صادقاً مع نفسك فيما سوف تفعله وما لا تنوي فعله ، وإذا احتجت مساعدةً لتحديد أيّ الجوانب سيعود عليك بأفضل النتائج فما عليك سوى أن تسأل أصدقائك وزملائك في العمل وأسرتك ليسعفوك باقتراحاتهم .

 
 
٣ - تجنَّب إصدار إشارات متضاربة :
التناغُم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد ، وثقة الناس فيما تراه أعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه .
وعندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك تصيب الآخرين بالارتباك والإحباط وبمرور الوقت سيتسبَّب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثِّر على علاقاتك .
وللتخلُّص من مشكلة تضارب الإشارات استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرُّف على مشاعرك واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبِّر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها .
في الفترة المقبلة ركِّز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله ، سجّل ملاحظات ذهنيّة عندما تخبر شخصاً ما بأنَّك على ما يرام ، بينما يُرسِل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة .
وعندما تعي أنَّك ترسل إشارات متضاربة ، عليك القيام بإعادة الضبط للتطابُق أو فسّر ذلك التعارض .




٤ - تذكّر الأمور الصغيرة التي تقوِّي التواصل :
في العلاقات المتعلِّقة بكلٍّ من الإطارين الشخصي والعملي نادرا ما نسمع كلمات مثل
(( من فضلك - شكراً جزيلاً - معذرةً )) .
إنَّ سماع هذه الكلمات قد يكون له أثرٌ إيجابيٌّ على الروح المعنويّة .
فكّر في أغلب المرّات التي تقول فيها كلماتٍ من العيّنة السابقة عندما يتطلَّب الأمر ذلك ، إن لم تكن تستخدمها غالباً فقد يرجع ذلك إلى قلّة الوقت أو التعُّود أو الإحراج او ألم نفسي .
اسعَ إلى تبنِّي عادة إدخال المزيد من هذه العبارات في علاقاتك .

 
 
٥ - تقبّل النصيحة :
يُعَدُّ التقييم او النصيحة هبةً فريدة تهدف إلى مساعدتنا على التطوُّر بطرقٍ قد لا ندركها في شخصنا .
وحتَّى تتقبَّل التقييم على نحوٍّ جيّد فكّر أوّلاً في مصدر تقييمك .
ينبغي أن يكون شخصاً لديه وجهة نظر مناسبة ، وأن يكون على درايةٍ بك وسبق له رؤية أدائك ومهتمّاً بأن يراك تتطوَّر .
وإذا تسلّمت التقييم عليك الاستعانة بمهاراتك في الوعي الاجتماعي لتستمع وتصغي بالفعل لما يُقال .
اطرح أسئلةً للتوضيح واسأل عن أمثلةٍ لتفهم وجهة نظر هذا الشخص على نحوٍ أفضل ، وسواءً وافقت على ما يقال أم لم توافق قم بشكر هذا الشخص على رغبته في المشاركة لأنَّ تقديم التقييم هدية يقابلها قبول التقييم .
ومن المحتمل أن يكون تلقِّي التقييم أصعب جزءٍ من العمليّة ، وإذا قرَّرت ماذا ستفعل بشأن التقييم فأَتْبِع ذلك بالخُطط .
- إنَّ القيام بالتعديلات في الواقع سوف يوضِّح للشخص الذي قام بتقييمك أنَّك تقدِّر تعليقاته .
- تناول تقييم هذا الشخص بمأخذ الجد وحاول تطبيق مقترحاته ، فليس هناك ما هو أفضل من هذه الطريقة لتقوِّي أواصر علاقتك به .

 
 
٦ - بناء روابط الثقة :
الثقة تستغرق وقتاً ليتم بناؤها ويمكن فقدها في ثوانٍ ويمكنها أن تكون الهدف الأهمّ والأصعب في إدارة علاقاتنا .
ولكي تبني روابط الثقة استخدم مهارات الوعي الذاتي وإدارة الذات لتكون أوّل من يقوم ببعض المجازفة ، وشارك بعض أو جزء من الأمور الشخصيّة عن نفسك في كلّ مرَّة .
لا تعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون كتاباً مفتوحاً دفعة واحدة .
إدارة علاقاتك تحتاج إلى إدارة ثقتك بالآخرين .
لذلك حدِّد العلاقات الموجودة في حياتك التي تحتاج لمزيدٍ من الثقة واستخدم مهارات الوعي الذاتي لديك لتسأل نفسك ما الذي ينقصها . استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتسأل الطرف الآخر ما الذي يجب فعله لبناء الثقة واستمع للإجابة .
السؤال سيُظهِر أنَّك تهتم بالعلاقة وهو ما سيساعد في بناء الثقة وتعميق العلاقة .



٧ - إتباع اسلوب الباب المفتوح :
إذا كنت في حاجةٍ لأن تصبح أكثر انفتاحاً وأن تُظهِر للناس أنَّ بإمكانهم إجراء حواراتٍ غير محدَّدة مسبقاً وغير رسميّة معك ، فاعلم أنَّ اعتماد هذه الاسلوب هو الحلّ الأمثل لك . تسمح سياسة الباب المفتوح لأيّ شخص بالتحدُّث مع أيّ شخصٍ على أيّ مستوى وتشجِّع الاتصال المباشر والسهل على كافة المستويات .
اسأل الأشخاص من حولك عمَّا إذا كنت في حاجة لتبنِّي سياسة الباب المفتوح لتدير علاقاتك بشكلٍ أفضل .
وتذكَّر إنَّ زيادة إمكانيّة الوصول الخاصة بك يمكنها أن تحسِّن علاقتك وأنها تفتح فعلياً باباً للاتصال حتَّى لو كان افتراضيّاً ( عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف ) .
سيشعر الاشخاص بالتقدير والاحترام بسبب الوقت الذي تخصِّصه لهم وأنت ستحصل على الفرصة لمعرفة المزيد عن الآخرين .


 
 
٨ - لا تغضب إلا عن قصد :
إنَّ الغضب عاطفةٌ موجودة لسببٍ ما ، وهي ليست عاطفة يمكن كبتها أو تجاهلها ، لكن إذا أدركتها كما ينبغي واستخدمتها بشكلٍ هادف فبإمكانك أن تحصل على نتائج تعزِّز علاقاتك من دون شك .
فالتعبير عن الغضب بالطرق المناسبة يُوْصِل مشاعرك القويّة ويذكِّر الناس بخطورة الموقف .
ولاكن التعبير المُفرِط عن الغضب أو التعبير عنه في الوقت غير المناسب سيتسبَّب في جمود عواطف الآخرين تجاه ما تشعر به ويجعل أخذُك على محمل الجدّ صعباً عليهم .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لديك للتفكير وتحديد درجات غضبك المتفاوتة .
اكتب ذلك ومتى تشعر بهذه الطريقة ، ثمَّ حدِّد متى يجب عليك أن تُظهر غضبك بناءً على معيار أنَّ مشاركة هذا الغضب سيحسِّن من هذه العلاقة بطريقةٍ ما .
استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتفكِّر في الأشخاص الآخرين المشاركين وردود أفعالهم .

 
 
٩ - لا تتجنّب الأمور الحتميّة :
اذا كان هناك شخص يزعجك وقام رئيسك في العمل بإعطائك مهمة ضخمة لتعملا عليها معاً . والآن عليك اكتشاف كيف ستعملان معاً ؟
عند هذه النقطة تكون مهارات إدارة العلاقة ضروريّة بمعنى الكلمة ، وإليك استراتيجيّة أساسيّة للعمل مع شخص مزعج :
لا تتجنّبه ولا تتجنّب الموقف ، تقبّل الموقف واختر أن تستخدم مهارات ذكائك العاطفي لتمضي قدماً معه .
ستحتاج لأن تراقب عواطفك وأن تتّخذ قراراتٍ عن كيفيّة إدارة تلك العواطف بما أنَّك لست بمفردك في هذا الأمر ، استحضر مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتجعل هذا الشخص تحت سيطرتك ، ولتضع نفسك مكانه.
تقابل معه لتعرف ما الخبرة التي سيضيفها وخياراته للعمل معك في هذا المشروع .
راقب لغته الجسديّة لترى كيف يستجيب معك ، ربّما تسبِّب له نفس القدر من الإحباط .
شارك خياراتك لإدارة هذا المشروع وتوصّلا لاتفاق .
يمكنك أن تقول له أنّك تفضِّل أن تعملا في أجزاء منفصلة من المهمة وتتقابلا كل فترة لتضمنا أنّكما تسلكان المسار الصحيح .
إذا وافق على ذلك فهذا يعني أنَّ صفقة عملك قد تمَّ إبرامها .
أمّا إذا لم يوافق فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتطبِّق الكثير من مهارات إدارة الذات والوعي الاجتماعي حتَّى تتوصَّلا إلى اتفاق .
إذا شعرت بالإحباط على طول الطريق اسأل نفسك عن السبب وقرِّر كيف ستوجِّه نفسك في اجتماعكما المقبل ، ذكِّرا نفسيكما بهدف هذه المهمة في نهايتها ، ابحث عن طريقة لتعترف بما تم إنجازه بالعمل معاً .


 
 
١٠ - تقبّل مشاعر الطرف الآخر :
إنَّ أحد مفاتيح إدارة العلاقات هو أن تميل إلى الشيء الذي يزعجك وتأخذ دقيقةً لتعترف بمشاعر الآخرين ، وليس لتكبتها أو تغيِّرها ، ماذا يمكنني أن أفعل؟
يمكنك أن تقول ( أنا حزين لأنّكِ منزعج ) ، سيُظهر هذا للشخص أنَّه إذا كان البكاء هو ما سيساعده ، فإنّك مستعد لتقدِّم له منديلاً ورقيّاً .
إنَّ مثل هذه التصرُّفات البسيطة توضِّح المشاعر من دون أن تجعل منها موضوعاً كبيراً أو تهمِّشها أو ترفضها .
كلّ شخصٍ لديه الحق في الإعلان عن مشاعره حتّى لو لم تمر أنت بنفس الشعور .
لا يجب عليك أن تتَّفق مع الطريقة التي يشعر بها الناس ، لكن يجب عليك أن تعترف بأنَّ تلك المشاعر مَشْرُوعَة وأن تحترمها .


١١ - جامل مشاعر الشخص أو موقفه :
لكي تتدرَّب على مجاملة المشاعر في علاقاتك فكِّر في موقفٍ عاطفيّ أو موقفين مررت بهما ، وكان هناك شخص حاضر كيف تَجَاوَبَ معك الشخص الآخر ؟
هل تسبَّب ردُّه في تحسين مزاجك ، أم في جعله أسوأ ؟
هل كان هذا الشخص قادراً على مجاملة حالتك العاطفيّة ؟
بمجرّد أن تُجيب عن هذه الأسئلة يكون دورك أن تركِّز على مجاملة مشاعر الآخرين في المواقف التي يواجهونها .
امنح نفسك أسبوعاً أو أسبوعين لتكون مستعدَّاً لمساعدة الأشخاص في علاقاتك الأكثر قُرباً .
اكد على نفسك أنَّ دورك هو أن تُلاحظ حالتهم المزاجيّة وأن تكون متواجداً من أجلهم بشكلٍ إيجابي .
سواء كنت متحمِّساً أو قلقاً بشأنهم ستظهر أنك مرهف الشعور وأنك مهتمٌّ بما يمرُّون به . 




١٢ - أظهر اهتمامك :
هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ حولك يوميّاً .
عندما تهتمّ لأمرٍ ما أظهر اهتمامك لا تتردَّد أو تؤجِّل هذا إلى الأسبوع المُقبل .
افعل شيئاً هذا الأسبوع أو حتّى هذا اليوم .
إنَّ الأشياء البسيطة مثل بطاقات التهنئة أو الأشياء الأخرى غير المُكلفة ولكنّها معبّرة والتي تُلخِّص ما تشعر به هي كلّ ما تحتاج إليه لتترك انطباعاً وتقوِّي العلاقة .


 
 

١٣ - اشرح القرارات التي تتّخذها :
نحن لسنا أطفالاً بل راشدون ولكي نؤيِّد فكرةً ما يجب أن نفهم لماذا تمَّ اتّخاذ القرار .
عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات ، ضع هذا في اعتبارك بدلاً من أن تُحدِث تغييراً وتتوقَّع من الآخرين أن يقبلوا به ، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار موضِّحاً البدائل ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية .
إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار ومقترحات في وقتٍ مبكِّر فسيكون هذا أفضل .
في النهاية اعترف كيف سيؤثِّر هذا القرار على كلّ شخص ، يُقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة ، حتّى لو كان القرار سيؤثِّر عليهم سلباً .
إنَّ الشفافية والصراحة أيضاً يوضِّحان للناس أنَّهم مصدر للثقة والاحترام بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله وإبقائهم في الظلام .


 
 
١٤ - اجعل توجيهك مباشراً وبنّاء :
إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التوجيه ، إليك كيف تفكِّر في التوجيه مع الذكاء العاطفي :
إنَّ إعطاء التوجيه هو حدثٌ يبني العلاقات ويتطلَّب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعّالاً .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدِّد مشاعرك عن التوجيه . هل أنت مرتاحٌ لهذه العملية ؟ لماذا نعم ؟ ولماذا لا ؟
بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرِّر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة .
ثمَّ بعد ذلك استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكِّر في الشخص الذي يتلقَّى التوجيه .
تذكَّر إنَّ التوجيه يهدف إلى مخاطبة المشكلة وليس الشخص .
كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكلٍ واضح ومُباشر وبنَّاء ومحترم ؟
إنَّ التوجيه البنَّاء يتكوَّن من شقّين :
مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير .
كمثال : أسامة زميل في العمل رقيقة المشاعر ، وبما أنَّ هذه تجربة بناء العلاقات ، فضع أسامة في اعتبارك عند تخطيطك للتوجيه ، إنَّ استخدام عبارات مثل ( أنا أظن - أنا أعتقد ) في بداية الجملة قد يخفِّف الصدمة .
وبدلاً من قول ( إنَّ تقريرك بشع ) ،
استخدم ( أنا أعتقد أنَّ هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة ، هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات ؟ ) .
هنا يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً وليس إلزاميّاً .
في النهاية اطلب من الشخص أن يقدِّم أفكاره وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك .


 
 
١٥ - وفِّق بين قصدك وتأثيرك :
لكي توفّق بين كلامك وتصرُّفاتك وبين نيّتك او قصدك ، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه ، فكِّر قبل أن تتكلَّم أو تتصرَّف وقم بعمل تحليلٍ سريع واتّخذ رد الفعل المناسب والدقيق .
فكِّر في موقفٍ حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته ، سجله على قطعة من الورق ، قم بوصف الواقعة ( قصدك - تصرّفاتك - التأثير - رد فعل الآخرين - النتيجة النهائية ) .
بعدها اكتب ما لم تستوعبه او تفهمه في هذا الموقف ، واكتب ما استوعبته متأخِّراً وتفهمه الآن متضمِّناً الإشارات الغائبة ، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين .
أخيراً أكتب ما كان يمكنك فعله بشكلٍ مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك .
إذا لم تكن متأكّداً فاسأل شخصاً آخر كان مشتركا في نفس الموقف .



١٦ - إصلاح المحادثات المتصدعة :
في المحادثات المتصدِّعة قد تظهر أخطاء الماضي على السطح ، ويتم قول تعليقات مؤسفة ويكون اللّوم حاضراً .
لا يهمّ من قال ماذا أو من بدأ هذا ، إنّه الوقت المناسب للتركيز في إصلاح المحادثة بعبارة تصحيح الأمور .
لكي تفعل هذا يجب أن تتخلّى عن اللوم وتركز على الإصلاح .
هل تريد أن تكون على حق ، أم تريد حلاً ؟
استخدم مهارات الوعي الذاتي لترى ما الذي تقدّمه للموقف ، استخدم إدارة الذات لتضع ميولك جانباً واختر الطريق السريع .
ستساعدك مهارات الوعي الاجتماعي في تحديد ما يطرحه الطرف الآخر على الطاولة أو ما يشعر به .
إنَّ النظر في كلا الجانبين سيساعدك في اكتشاف أين انهار التفاعل بينكما وما هي عبارة ( تصحيح الأمور ) المُناسبة لبدء الإصلاح .
إنَّ عبارات تصحيح الأمور مثل نسمة من الهواء المنعش لهجتها محايدة وتجد أرضاً مشتركة . قد تكون عبارة "تصحيح الأمور" في منتهى البساطة مثل قول ( هذا الأمر قاسٍ أو سؤال الشخص عما يشعر به ) .
بالمجهود الواعي والممارسة ستكون قادراً على إصلاح المحادثات المتصدِّعة قبل أن تصل لمرحلة غير قابلة للإصلاح . 
 


١٧ - تعامل مع المحادثات الصعبة :
لا مَفَرَّ من المحادثات الصعبة لا تفكِّر في الهروب منها لأنّها بالتأكيد ستلحق بك ، ورغم أنَّ مهارات الذكاء العاطفي لا تجعل هذه المحادثات تختفي إلّا أنّ اكتساب بعض المهارات الجديدة يمكن أن يجعل اجتياز هذه المحادثات أسهل بكثير من تدمير العلاقة .
ابدأ بالاتفاق : إذا كنت تعرف أنّك ستنتهي بخلافٍ ما ، ابدأ مناقشتك بالأشياء المشتركة بينكم ، سواءً كان هذا اتفاقاً على صعوبة المناقشة وأهميتها أو اتفاقاً على هدفٍ مشترك ، اخلق جواً من التوافق .
اطلب من الشخص أن يساعدك على فهم موقفه ( يريد الناس أن يُصغَى إليهم ) ، اطلب من الشخص أن يوضِّح وجهة نظره ، تحكَّم في مشاعرك إذا لزم الأمر ، لكن ركِّز على فهم وجهة نظر الطرف الآخر .
قاوم دافع التخطيط لـعودة جديدة أو رد ( لا يستطيع عقلك أن يستمع جيداً ويستعدّ للكلام في نفس الوقت ) . استخدم مهارات إدارة الذات لإسكات صوتك الداخلي ، وتوجيه انتباهك للشخص الموجود أمامك .
ساعد الطرف الآخر على فهم موقفك أنت أيضاً وفهم وجهة نظرك ، اشرح انزعاجك وخواطرك
وأفكارك والسبب وراء تلك الأفكار .
تحدَّث بوضوح وصراحة امض قُدُمَاً بالمحادثة ، بمجرد أن يفهم كلٌّ منكما وجهات نظر الآخر ، حتَّى لو كان هناك خلاف ، يجب على أحدكما أن ينتقل للخطوة التالية .
أبقِ على اتصال وتفقَّد التطوُّرات باستمرار إسأل الطرف الآخر إذا كان راضياً أم لا وابق على اتصالٍ معه كلّما مضيت قُدُمَاً .
لقد قمت بنصف ما يتطلبه الأمر لتحافظ على سير العلاقة بسلاسة . 

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

تنمية مهارات  الذكاء الاجتماعي skills development Social Intelligence

تنمية مهارات 
الذكاء الاجتماعي


١ - المقدمة :
الذكاء الاجتماعي ليس فطريًا وإنما مكتسبًا فلا أحد يولد ذكيًا اجتماعيًا ، بل إنّه يكتسب مجموعة من المهارات التي تسهم في تعزيز ذكائه الاجتماعي وتنميته ، وذلك يستلزم منه أن يتميز بدرجة من الذكاء الإجتماعي تؤهله للخوض في غمار الحياة والتعامل مع الآخرين بطريقة تحقق له غاياته ، فالذكاء الاجتماعي هو قدرة الفرد على فهم مشاعر وأفكار الاخرين وعلى تكوين علاقات اجتماعية ناجحة معهم والتعامل مع البيئة بنجاح ، والاستجابة بطريقة ذكية للمواقف الاجتماعية والنفسية في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه المرء .

٢ - مهارات الذكاء الاجتماعي :
يتمتع الأفراد الأذكياء اجتماعيا بمجموعة من الصفات والخصائص التي تساعدهم على التواصل بكفاءة مع الآخرين ، قد تعتقد أنّ مثل هؤلاء الأشخاص يمتلكون مهارات اجتماعية متقدّمة إلاّ أنهم في الواقع أذكياء اجتماعيًا .
وأهمّ هذه السمات :

 


أ - مهارات الاستماع :
لا يكتفي الشخص الذكي اجتماعيًا بالاستماع من أجلّ الردّ وحسب ، بل إنه يستمع للآخرين ويوليهم كامل انتباهه ، فيمضي هؤلاء المتحدّثون بعد أن يشعروا بأنّ هذا الشخص قد فهمهم حقًا ، ونشأ بينه وبينهم رابط خفي من المحبة والاحترام .

ب - مهارات الحوار :
هل سبق لك أن رأيت شخصيًا يستحوذ على اهتمام كلّ الحاضرين في المكان؟ يتمتّع هؤلاء الأشخاص على الأرجح بذكاء اجتماعي مرتفع ، ومهارات حوار متقدمة .
إنهم بارعون يحسنون انتقاء كلماتهم ولديهم حسّ فكاهة مناسب كما أنهم يتذكّرون التفاصيل الصغيرة عن الآخرين ، مما يجعل المحادثات معهم ذات معنى وقيمة . 
 
ج - إدارة الانطباعات :
يأخذ الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا بعين الاعتبار الانطباعات التي يشكّلونها عن الآخرين من حولهم ، وهي إحدى أعقد سمات الذكاء الاجتماعي ، فلابدّ للفرد أن يخلق انطباعًا مدروسًا عن الطرف الآخر الذي يقف أمامه مع الحرص على كونه أقرب ما يكون للواقع . 

 



د - قلّة الجدال :
إن رأيت شخصًا يقاطع ويُخالف ويعارض الآخرين في كلّ جلسة فهو على الأرجح يفتقر إلى الذكاء الاجتماعي .
فالذكي اجتماعيًا يدرك تمامًا أنّ الجدال وإثبات وجهة نظر ما من خلال جعل الآخر يشعر بالسوء ليس أمرًا صحيحًا . بدلاً من ذلك نجد أنّه يستمع للآخرين بعقل متفتّح حتى لو لم يكن رأيه متوافقًا مع آرائهم . 
 
٣ - إستراتيجيات تنمية الذكاء الاجتماعي : 
توجد إستراتيجيات متعددة يمكن استخدامها لتنمية الذكاء الاجتماعي مثل : 
أ - استراتيجية ( التعلم التعاوني - مشاركة الأقران في تنفيذ المهام والمشروعات - وجود النماذج البشرية التي تقدم القدوة وتعرض المظاهر الإجرائية للذكاء الاجتماعي التي يمكن أن يقلدها الآخرون - تنظيم الألعاب الجماعية التي تقوم على توزيع الأدوار والمهام والمسؤوليات تحقيقاً لأهداف مشتركة وغايات عامة ) .
ب - وفى  استراتيجية أخرى أن تنمية الذكاء الاجتماعي تكون من خلال تنمية ( الذاكرة الاجتماعية - سلوكيات رد الفعل - تحديد الأهداف - تنظيم المعرفة - الاستبصار الاجتماعي - فهم وتفسير التلميحات الاجتماعية - القلق الاجتماعي - الحكم الاجتماعي - احترام الذات - المناخ البيئي ) .

ج - وفي استراتيجية أخرى أمكن تنمية الذكاء الاجتماعي من خلال ( تنمية الكفاءة الذاتية الاجتماعية - الإدراك الاجتماعي - المعرفة الاجتماعية ) .
( ١ ) الكفاءة الذاتية الاجتماعية :
( قدرة الفرد على تكوين علاقات ناجحة - استعداده للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية - الاهتمام بالمجتمع والتوافق معه - حسن التصرف في المواقف الاجتماعية ) .

( ٢ ) الإدراك الاجتماعي :
( قدرة الفرد على فهم المشاعر والأحاسيس الذاتية للآخرين ، من خلال ملاحظته لتعبيرات الوجه ، أو السلوك التعبيري ) .  
 
( ٣ ) المعرفة الاجتماعية :
( الإلمام بالعادات والتقاليد الاجتماعية وآداب السلوك العامة والمعرفة بالقواعد الاجتماعية والسلوك المناسب في المواقف الاجتماعية المختلفة ) .

٤ - تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي :
لدى كل إنسان قدر من مهارات الذكاء الاجتماعي ، ونجد أن الجميع يريد المزيد من اكتساب هذه المهارة وتنميتها . 
 

  

أ - انتبه إلى محيطك :
يتمتّع الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا بدقة الملاحظة ويهتمّون بالتفاصيل الدقيقة والخفية في الأشخاص من حولهم .
لذا ابدأ بمراقبة محيطك من أشخاص وأشياء وطوّر مهارة تذكّر التفاصيل الصغيرة والدقيقة حول الآخرين . 

 


ب - طوّر ذكاءك العاطفي :
يتعلّق الذكاء العاطفي على وجه الخصوص بالتعامل مع مشاعرك الخاصة وإدارتها بكفاءة ، حيث أنّك وكلّما أصبحت أكثر قدرة على فهم مشاعرك الخاصة ازدادت قدرتك على فهم مشاعر الآخرين .
يستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفيًا التحكّم في المشاعر السلبية كالغضب والإحباط حينما يكونون في مواقف اجتماعية ، ممّا يجعلهم أكثر ذكاءً من الناحية الاجتماعية . 
 
 

ج - احترم الثقافات المختلفة :
اسعَ إلى فهم الاختلافات الثقافية بين الشعوب والبلدان حتى تكتسب وعيًا أفضل حولها ، على الرغم من أن الأغلبية يكتسبون مهاراتهم الاجتماعية من عائلاتهم أو أصدقائهم ، غير أنّ الأذكياء اجتماعيًا يدركون أنّ الآخرين قد يمتلكون آراءً وعادات مغايرة اعتمادًا على خلفياتهم الثقافية والبيئة التي تربوا فيها . 
 
 
د - تدرّب على مهارات الاستماع :
حتى تتمكّن من تطوير ذكائك الاجتماعي ، احرص على تنمية مهاراتك في التواصل وأهمُّها مهارات الاستماع الفعّال .
لا تقاطع الآخرين في حديثهم وخذ وقتك للتفكير فيما يقوله أحدهم قبل أن تبادر بالرد عليه ، أنصِت إلى نبرة محدّثك وافهم من خلالها ما يعنيه حقًا بكلامه . 
 

 

هـ - تقدير الآخرين :
قدّر الأشخاص المهمّين بالنسبة إليك يمتلك الأذكياء اجتماعيًا علاقات عميقة وقوّية ذات معنى بالنسبة إليهم . إن كنت ترغب في تنمية ذكائك الاجتماعي فاحرص على تقدير الآخرين ممّن تعزّهم . أظهِر اهتمامًا بمشاعر شريك حياتك أو أصدقائك المقرّبين أو زملائك في العمل . فكلّما تجاهلت أقرب الناس إليك أضعت فرص التواصل الفعّال معهم وهو ما لا يفعله أيّ شخص يمتلك ذكاءً اجتماعيًا مرتفعًا .  
 
 
و - تعلّم فنون حلّ النزاعات :
لابدّ أن تشهد العلاقات الاجتماعية بعض الخلافات والنزاعات فهو أمر لا مفرّ منه في أيّ بيئة اجتماعية . وفي حال عدم حلّها بشكل صحيح قد تؤدي هذه الخلافات إلى إفساد العلاقات تدميرها .
تعلّم أساليب حلّ النزاعات بطرق صحيّة ودرّب نفسك على ذلك ، استمع للأطراف المتنازعة جميعها وكن حياديًا واختر كلماتك بعناية وبادر بالصلح فجميع هذه الخطوات تضمن لك اكتساب مهارات اجتماعية قوية .
سوف تسهم هذه المهارات في جعلك أكثر ثقة بالنفس وقدرة على تكوين علاقات جديدة ناجحة .
ومع ذلك ليس من السهل إتقان الذكاء الاجتماعي ، لو كان الأمر سهل لما وجدنا هناك أيّ مواقف محرجة في المواقف الاجتماعية .
لذا ادرس الحالات الاجتماعية من حولك وراقب ما يفعله الآخرين ، حدّد الأخطاء التي ترغب في تجنبّها ، ثمّ انطلق بعد ذلك لتطبيق ما تعلّمته في الموقف التالي الذي يواجهُك ولا تيأس إن أخفقت فالتجارب هى الطريق الأسرع للتعلّم واكتساب الخبرة .

الأحد، 13 سبتمبر 2020

إستراتيجيات تنمية الإستقرار العاطفي Strategies Developing emotional stability

 



إستراتيجيات
تنمية الإستقرار العاطفي

١ - المقدمة : 
إن دائرة العواطف أوسع من دائرة الأفكار لدى الإنسان ذلك لأن الأفكار تصبح جامدة من دون العاطفة ، فلابد من أن ترتبط بها العاطفة فتكون روحها التي تشكل الأحاسيس والمشاعر المرتبطة بها ، والحقيقة أن الفكرة والعاطفة يرتبطان إرتباط وثيقا ، فلا توجد فكرة من دون عاطفة وكلما زاد الإيمان بالفكرة زادت العاطفة المرتبطة بها .
كما أن العواطف تحافظ على الإنسان وعلى شخصه ومتطلباته وأهدافه ، هي التي تحركه لتحقيق ذلك كله ، هي التي تدفعه لأن يعمل أو تخذله فيكسل ، وهي في كثير من الأحيان تملي عليه ما يفعل ، ذلك أن الرغبات والاحتياجات سواء منها الضروري أو التكميلي هي في الحقيقة عواطف . 
والعواطف هي السور الحصين المدافع أمام أي شيء يمس الإنسان ، إن قرون الإستشعار لدى الإنسان تعمل طوال الوقت لتتأكد من أنه آمن وأن أي شيء هو بصدده يحقق له الأمن ويتماشى مع حاجاته الأساسية ، وعند أي حدث يعتبر فيه تجاوز تكون ردة فعل المناسبة بالهجوم أو حتى الهورب ليرجع نفسه إلى منطقة الآمان الأولى .
إن تجاوز نقاط الحساسية هو الذي يستثير ردات الفعل المختلفة لدى الإنسان ، وهذه النقاط تتشكل في سنوات الطفولة الأولى ولكنها تتحرك مع الزمن ، وهي ليست ثابتة بل قد تضيق في حالات حدوث ما يمس هويته وما يعرفه بأنه تهديد لنفسه ولأهدافه .
إن العواطف هي بحيرة واسعة تستغرق الإنسان جميعا وتشمله في جميع أمور حياته . 
فعليه أن يحافظ على استقرار تلك البحيرة ولا يلقي عليها الاحجار الواحدة تلو الأخرى ، فيضطرب لديه مياهها أو تهيج ، ذلك أن من نعم الله على الإنسان أن الحوادث العاطفية تذهب بسرعة ، فسقوط حجر واحد يذهب اضطرابه بسرعة ولكن تكرار سقوط الأحجار هو الذي يهيجها ولا يدعها تستقر ، وقد وجد أن أكثر من يرمي الأحجار هو الإنسان ذاته باسترجاعه لأحداثه المؤلمة .
إن تتابع هذه الأحجار في السقوط يبقي البحيرة مضطربة بالوحل والتراب لمدة ليست بالقصيرة حتى ولو هدأت على سطحها من الخارج فلا تكون صافية وإنما متكدرة مضطربة ، وغالبا من تكون الأهداف الكبيرة التي يلتصق بها الإنسان لها معنى عميق في نفسه ، كما أنه يسعى جاهدا لتحقيق تلك الأهداف وكلما بعدت عنده المسافة بين ما يراه من واقع في نفسه وبين ما يأمله من وصول يكبر عنده الفراغ العاطفي المتثمل في بذل المزيد من الجهد في السعي لتحقيق ذلكم الهدف ، وهذا يولد عنده جهد عاطفي يسهل عنده استثارته .
وهيجان مياه البحيرة يسبب أثار نفسية لدى الشخص تتمثل في التردد وللوم ويستمر الإنسان في محاسبة نفسه سلبيا ، فيلقي عليها بالتانيب واللوم  حتى تستلم فتقع في الحزن والخوف والألم ، وقد يتحول ذلك إلى إرهاق وعدم تنظيم وهنا قد يدخل في دوامة تأكل حياته وتهيجه أكثر . ومن الأشياء الت تنجح فيها العاطفة أنها تستطيع التخفي بسهولة فتأتي لك في صورة الأفكار ويساعد على تكريسها واستفحالها ، فهي ترمي بنفسها بعيدا وتحاول أن لا تظهر نفسها كطاقة عاطفية متمثلة في البكاء أو غيره ، بل في كثير من الأحيان تكرس نفسها وتتخفى وراء الأفكار وتدور في ذلك الفلك  وذلك كله ينعكس على ثقة الإنسان بنفسه وعلى قدرته في التحكم بذاته .

 



٢ - كيفية السيطرة على عواطفك :
قد تصبح العواطف غير مريحة أو حتى مخيفة في بعض الأوقات ، ولكن يجب أن تعرف أنه لا يوجد مشاعر خاطئة من الأساس عند التعامل مع أي نوع من العاطفة .
السيطرة على عواطفك لا يعني التجاهل أو القمع ، السيطرة تعني ( الادراك والوعي ) تعلم المراقبة والمعالجة والاستجابة لها بطريقة صحية ومفيدة ، فكر في هذه التجربة كنوع من تنظيم العواطف ، تمامًا كما تراقب مؤشر السرعة فى سيارتك .
بالإضافة إلى أن تعلم التحكم في عواطفك يجعلك تشعر بالثبات ويحسن من صحتك النفسية .
يتكون الوعي من عدة مسارات أو طرق معلوماتية ، يحاول كل طريق منهم إخبارنا بشيء في الوقت ذاته ، الشعور بأنك مستغرق في مشاعرك قد يكون سببه مجموعة من ردود الأفعال العاطفية كخليط من المشاعر الحسية التي تتشابك معًا . 
تمهل وركز على كل عنصر على حدى ، مثل الرائحة التي تشمها والشيء الذي تلمسه وما تراه . سيساعد ذلك عقلك على تعلم معالجة هذه المسارات التي تحتوي على المعلومات بشكل أكثر فعالية والتحكم بها سواء لتنميتها  او تعديلها حتى لا تشعر في النهاية بأنك منهك عاطفيًا . 
 
٣ - استراتيجيات ضبط الإستقرار العاطفى :
من الضروري التعرّف على كيفية ضبطهما والسيطرة عليهما ، خصوصًا أن إحساس الإنسان وشعوره هما مرآة لشخصيته وطريقة تصرفاته وردود أفعاله . 
ومن أهم هذه الاستراتيجيات  :



أ - الاستراتيجية الأولى : 
(( تحكم في عواطفك في اللحظة الراهنة ))
 من السهل أن تغمرك عاطفة ما وينتهي بك الحال باتخاذ خطوات لا تفيدك في النهاية ، لكن لحسن الحظ يُمكنك إعادة تدريب الدماغ عن طريق التركيز على اللحظة الراهنة .
( ١ ) توقف وركز من جديد : 
افحص ردود أفعال جسدك بوعي ، لاحظ تأثير ذلك على جسدك ( نبضات قلبك تزداد ) عندما يتم استثارتك عاطفيًا فغالبًا ما ستشعر بردود أفعال جسدية ، مثل زيادة معدل ضربات القلب وانقباض العضلات أو توترها والتنفس السطحي السريع ،  
اعترف وتقبل هذه المشاعر كما هي ، بدلًا من الحكم عليها أنها مشاعر ( خاطئة ) أو أن تحاول التخلص منها . 
إذا بدأت تشعر برد فعل عاطفي لا يُمكن السيطرة عليه اتخذ خطواتٍ واعيةً بعيدًا عما يحدث وركز على حواسك المادية سيساعد ذلك على صرف انتباهك عن هذا  الشعور في اللحظة الراهنة .

( ٢ ) السيطرة علي التفاعل التلقائي :
وعليك تنمية رد الفعل العاطفي المتقدم والذى يُسمى ( التفاعل التلقائي ) ، يعتبر هذا التفاعل نوعًا من ( العادة ) التي كونها دماغك للاستجابة بشكل تلقائي للمؤثرات العاطفية بطريقة محددة ، ويُمكن أن تشعر في بعض الأحيان بعدم السيطرة على هذه التفاعلات .
 



( ٣ ) تحكم في التنفس : 
عندما تتعرض للمشاعر القوية يبدأ جسدك في الاستجابة وتحفز الجهاز العصبي الإرادي عن طريق إرسال الأدرينالين وبعض المواد الكيميائية الأخرى لتتسابق عبر جسدك ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وجعل التنفس أكثر سطحية ، حاول أن تتنفس بعمق وفي النهاية ستشعر بالهدوء وسيوفر لك ذلك الأكسجين الذي تحتاجه ما سيساعد على الشعور بالراحة وعلى صرف انتباهك عن هذا  الشعور في اللحظة الراهنة ، ( فقط حاول جعل النفس عميقًا لأقصى درجة ممكنة ) .

( ٤ ) استرخاء عضلات الوجه : 
قد يساعد على تقليل الشعور بالتوتر العاطفي . أوضحت الدراسات أن استرخاء العضلات والابتسام قد يساعد على جعلك أكثر سعادةً وأكثر هدوءًا .

( ٥ ) استعمل تقنيات التخيل : 
يعتبر استعمال التخيل عامل مساعد على التحكم في ردود الأفعال العاطفية على الفور . 
ولكن متى ما استطعت التحكم في تخيلاتك المفضلة سيصبح الأمر مفيدًا في تحويل لحظاتك المقلقة إلى لحظات تشعر بالثقة في التعامل معها .  
 
 


ب - 
الاستراتيجية الثانية : 
(( تطوير الصورة الزهنية للتفاعل مع العواطف ))
( ١ ) فكر في طريقة تعامل عائلتك مع العواطف  
( مدى القدرة على تنظيم والتحكم في العواطف ) عن طريق ملاحظة ردود أفعال أفراد العائلة في التعامل مع هذه العواطف . 
 لان ذلك يؤثر على طريقة تفاعلك مع هذه العواطف  فيما يعرف باسم ( أنماط التعلق ) . 
فهم كيفية تعامل عائلتك مع العواطف أثناء طفولتك قد يساعد على فهم عاداتك العاطفية الحالية . 
( أ ) هل كان التعبير عن العواطف علنًا ، أم كان قاعدة غير مكتوبة حيث يفترض تجنب الحديث عنها ؟
( ب ) كيف تعامل والديك مع العواطف ، هل أظهروها أم أخفوها ؟ 
( ج ) هل توجد بعض المشاعر التي تعتبر خارج الحدود ( خاطئة ) في عائلتك ؟ 
 
( ٢ ) فكر فيما يُمكن القيام به لحل مشكلة التعبير عن عواطفك ، قد تشعر في بعض الأوقات بعدم الرضا عن طريقة تعاملك مع العواطف لأنك لا تجد طريقة مناسبة للتفاعل مع هذه المشاعر .
حاول التركيز على تفاصيل المواقف التي يُمكن معالجتها ، اكتب قائمة بالأشياء التي يُمكن تغييرها والتي قد تساعدك على الشعور بمزيد من التحكم تجاه التفاعل مع عواطفك .

( ٣ ) تعلم أن تتعرف على التشوهات المعرفية وتتحداها ، حيث تنشأ التشوهات المعرفية من خلال السماح لعواطفنا بإقناعنا أن شيئًا ما حقيقيٌ دون فحصه . 
من الضروري التعرف على هذه التشوهات وتحديها عندما تظهر هذا سيساعدك على تدريب عقلك لرفض الافتراض التلقائي بأنك ( لست جيدًا بما فيه الكفاية ) .
تحد ذلك عن طريق البحث عن أدلة لجميع الأشياء التي تفعلها بصورة صحيحة في الحياة ( وسوف تجده إذا بحثت ) . 

( ٤ ) عدم أخذ الأمور بصورة شخصية ، أنت تعتقد أنك السبب في جميع الأشياء السيئة التي حدثت ولم تمتلك الكثير لفعله . 
قد تجعل جميع الأشياء تتمحور حولك ، على سبيل المثال : 
بدت زوجتي غاضبة عندما تحدثنا على الهاتف في وقت مبكر . إنها غاضبة مني . 
تحد ذلك عن طريق التفكير في جميع الاحتمالات الأخرى التي قد تسببت في هذا الحدث أو هذه التجربة والتي لا تتعلق بك : 
بدت زوجتي غاضبة . 
ربما قد تكون قد حظت بيوم سيء . 
ربما لا تشعر بخير . 
سأسألها كيف حالها عندما نرى بعضنا البعض مرة أخرى . 

 


( ٥ ) عدم الاعتماد على التخمينات ( قراءة الأفكار ) 
أنت تعتقد أنك تعرف ما يفكر به الآخرون أو كيف يشعرون ( وهو غالبًا أمر سلبي ) بدون سؤالهم  . وعلى وجه الخصوص ، أنت تعتقد أنك تفهم كيف يشعر الآخرون اتجاهك وكيف يؤثر ذلك على أفعالهم . 
على سبيل المثال، أنت تعتقد أن شخصًا ما يقلل من احترامك ولا يهتم حتى بالتحقق من ذلك .  
أنت فقد تفترض ذلك ، أنت تفعل ذلك لأنك تفترض أنك لا تستحق الاحترام ، وهكذا يتصرف شديدو الحساسية مع الأشخاص الذين يعتقدون أنهم لا يحترمونهم . 
تحدى ذلك عن طريق سؤال الشخص بطريقة مباشرة عما يفكر أو تفكر فيه وكيف تشعر دون الحكم قبل ذلك .

( ٦ ) تعرف وتحد الأفكار السلبية التي تنشأ من خوفك ، قد يخاف البشر من العديد من الأشياء ، فنحن نسمح لخوفنا بالسيطرة على تفكيرنا المنطقي لأننا نقتنع أن شيئًا سيحدث ، حتى مع عدم امتلاكنا الأدلة لحدوث ذلك . 
بمجرد فهم أن الخوف أساس هذه التشوهات يُمكنك التصدي لها من خلال وقف التجول في هذه المسارات والبحث عن حلول منطقية . 

( ٧ ) التعميم : 
 الحدث السيء الوحيد يتحول إلى سلسلة غير منتهية من الفشل ، ( لم أتلقَ مكالمة هاتفية ، لن يتصل بي أحد مجددًا ، لقد انفصلت عني ، ولماذا قد يرغب أحد ما بمواعدتي ) . 
( أ ) افتراضك التعميم ليس بسبب الأنماط ، ولكن بسبب خوفك من الأنماط ، تحدى ذلك عن طريق تذكير نفسك بأن هذا حدث فردي . 
ادرس الأدلة المنطقية للنمط ، هل جلست عدة أيام دون تلقي مكالمة هاتفية من قبل؟ 
هل يعني ذلك عدم رغبة أي أحد في محادثتك ، أم ببساطة بسبب انشغال الناس لمدة ؟
( ب ) وضع العناوين والعلامات الخاطئة : 
 هذا شكل متطرف من التعميم عند ارتكابك خطأ ما ، فإنك تعطي نفسك اسمًا مثل ( فاشل ) . عندما يستفزك سلوك شخص آخر بطريقة خاطئة فإنك تعطيه لقبًا سلبيًا خاصًا به مثل ( إنه حشرة ) . 

( ٨ ) القفز إلى الاستنتاجات : 
لقد أعطيت تفسيرًا سلبيًا على الرغم من عدم وجود حقائق مؤكدة تدعم استنتاجك ، فتظن أن الاستعداد للأسوأ أفضل من الأمل في الأفضل ، وذلك لأنك خائف ولست متفائلًا . على سبيل المثال قد تفترض أنه لا يجب عليك تكبد عناء طرح فكرة ما أثناء اجتماع العمل لأنه ( سيتم في النهاية إخمادها ) تحدى هذه الطريقة عبر التفكير في وقف نفسك عند كل خطوة وفحص الأدلة على استنتاجاتك .

( ٩ ) تعرف على الأفكار السلبية التي تنشأ من مشاعر مركبة وتحداها : 
قد يُسبب هذا النوع من التشوهات الألم العاطفي والشعور بالذنب . عندما تجد نفسك تفكر بهذه الطرق توقف للحظة ، حاول أن تطالب نفسك بتوفير أدلة منطقية لهذه الافتراضات .
( أ ) المبالغة : 
التكبير ( التهويل ) أو التقليل ، قد تعتقد أن الخطأ الذي ارتكبته أو إنجاز شخص ما آخر أكثر أهميةً مما هو عليه . 
وفي بعض الأحيان قد يبدو أقل أهميةً مما هو عليه ، وخطأ شخص آخر قد يبدو أقل أهميةً في الواقع هذه طريقة عمل التهويل أو التقليل . 
تحد ذلك عن طريق التحدث مع نفسك برحمة وفحص الأدلة من أجل افتراضك . 
( ب ) المنطق العاطفي : 
قد تفترض أن عواطفك السلبية تعكس بالضرورة حقيقة الأشياء ( أنا أشعر بذلك ، إذًا فهو صحيح ) أنت ترغب في أن تكون الأمور بالطريقة التي تشعر بها لأنها تساعدك على الشعور بعجز أقل . 
تحد ذلك عن طريق البحث عن المنطق وراء هذا الافتراض ويُمكن أيضًا أن تذكر نفسك أن هذه العواطف ليست حقائق .
( ج ) عبارات الوجوب : 
يُمكنك أن تنتصر على نفسك كطريقة لتظل متحمسًا لفعل شيء ما ( يجب أن تفعل ذلك ) وأيضًا ( من اللازم أن تفعل ذلك ) . 
لن يجعلك هذا راغبًا في فعل الأمر ولكنه سيشعرك فقط بالذنب . عندما توجه عبارات الوجوب إلى أشخاص آخرين ستشعر بالغضب والاستياء . 
تحد ذلك عن طريق استبدال ( عبارات الوجوب ) بلغة أقل ثقلًا مثل ( لابد أن أذهب للركض اليوم ) ستصبح ( كان سيصبح خيارًا صحيًا أكثر لو كنت ذهبت للركض اليوم ) . 

 

 


ج - الاستراتيجية الثالثة :
 (( الاستجابة للعواطف غير المريحة ))
( ١ ) دوّن الأدلة : 
سجل الأدلة التي تدعم الفكرة التي تسببت بهذه المشاعر أو تدحضها ، ابدأ بربط الأدلة حول سبب رد فعلك بهذه الطريقة .

( ٢ ) اسأل نفسك : 
ماهي الطريقة الأخرى التي يُمكن النظر بها إلى الموقف وتعتبر أكثر عقلانيةً وأكثر اتزانًا عن الطريقة التي نظرت بها من قبل ؟ ( ادرس جميع الاحتمالات المختلفة ) . 
التفكير بشأن التفسيرات الأخرى قد يلفت انتباهك إلى العديد من السيناريوهات المختلفة للتعامل مع العاطفة .
خذ هذه السيناريوهات الجديد في عين الاعتبار ، قد تشعر بشيء من الراحة اتجاه العاطفة التي كانت تزعجك .

( ٣ ) فكر في الاختيارات : 
الآن بعد أن عرفت المشاعر التي تتعامل معها ، فكر على الأقل في طريقتين مختلفتين لرد فعلك . 
إن مشاعرك تتحكم بك عندما تفترض أن هناك طريقة واحدة فقط لرد فعلك ، ولكنك دائمًا ما تملك الخيار . 
إذا قام شخص ما بإهانتك وشعرت بالغضب ، قد يكون رد فعلك اللحظي هو إهانته أيضًا . 
ولكن مهما كان الشعور المسيطر فإنه يوجد على الأقل بديلان ويُمكنك في الغالب التفكير في أكثر من ذلك لا تفعل شيئًا ) هذه الخطوة جيدة عندما تعرف أن الشخص يحاول استفزازك أو إحباطك . عندما تحافظ على هدوئك سيُحبَط في النهاية هذا الشخص وفي النهاية سيتوقف .
( اهدأ ) من السهل قول ذلك لكن من الصعب تنفيذه . 
يوجد العديد من الطرق لتهدأ والتي لا تتطلب الكثير من التمرين أو الخبرة والطاقة . 
عندما نشعر بالغضب أو الإحباط ، فإننا نغلق فكينا بإحكام ونغضب . 
أخذ نفس عميق هي طريقة سهلة وفعالة لإخماد هذا الغضب . 
لن يزيل ذلك الغضب ولكنه يُمكن تقليل حدة الغضب  لدرجة كافية لمنعنا من قول أو فعل شيء ما سنندم عليه لاحقًا .
افعل عكس ما تفعله في العادة ، بدلًا من الدخول في جدال فور رؤيتك للمنزل متسخ او غير منظم ، ابدأ بتنظيم المكان بهدوء بنفسك ثم أخبر الطرف الآخر ( بطريقة هادئة ومطمئنة ) أنك ستقدر مساعدتهم فى المحافظة على نظافة وتنظيم المنزل .
ابتعد عن مكان حدوث الموقف ، لنفترض أنك مشترك في صفحة أو مجموعة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي والذي يتناول موضوعات غير مفيدة او مزعجة . 
عليك إزالة نفسك من الصفحة او مجموعة اللتى تعلم أنها ستولد مشاعر قوية وسلبية وغير ضرورية .




( ٤ ) عليك أن تختار :  
عند اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله فمن المهم التأكد من أنه قرار واعي وليس رد فعل على عاطفة أخرى منافسة . 
( أ ) عليك أن تحدد المبادئ : 
من تريد أن تكون ؟ 
ما مبادئك الأخلاقية ؟ 
ما النتائج التي تريدها من هذا الموقف ؟ 
أي القرارات ستفتخر بها ؟
( ب ) عليك أن تحدد النتائج : 
ما التصرفات التي ستنتج عن الإختيار الذى تم تحديده ؟

( ٥ ) تواصل بحزم : 
تعلم التواصل بحزم قد يكون مفيدًا للسيطرة على عواطفك لأنها تساعدك في التعبير عنها بطريقة صحية ومتفتحة . 
أن تكون حازمًا لا يعني أن تعبر عن نفسك بطريقة تجرح الآخرين أو أن تتواصل بغرور . ولكن يعني احترام احتياجاتك ومشاعرك الخاصة والاعتراف بهما كما تفعل مع الآخرين . 
بعض الطرق للتواصل بحزم تشمل :
استعمال صيغة ( أنا ) قد يساعدك هذا التوع من التواصل في التعبير عن مشاعرك دون جعل الآخرين يشعرون كما لو أنه يُلقى اللوم عليهم أو يُقلل من شأنهم . 
على سبيل المثال بدلًا من قول ( أنت لا تهتم بشأني ) إذا جرح شخص ما مشاعرك ، 
يُمكنك قول ( لقد شعرت بالألم عندما لم تعاود الاتصال بي بينما قلت أنك ستفعل ، فما الذي حدث ؟ ) . 
 



( ٦ ) التعبير عن المشاعر بصورة واضحة ومباشرة : 
جزء كبير من التحدث بحزم يشمل عدم إهدار الوقت والتحدث بجدية . 
من الطبيعي أن ترفض الأشياء التي تجعلك غير مرتاحًا أو التي ببساطة لا تملك الوقت الكافي لها . 
فقط قل ما يدور ببالك بلباقة ولكن بوضوح . 
على سبيل المثال إذا دعاك شخص ما إلى حفل غنائى ضخم والتي لا ترغب بحضورها ، يُمكنك أن تقول ( شكرًا لدعوتك ، ولكني في الحقيقة لا أحب الأماكن الصاخبة والمزدحمة ، ولذلك سأفضل الجلوس في المنزل . ما رأيك بأن نلتقي الأسبوع المقبل لشرب القهوة بدلًا من ذلك ؟
  
 


د - الاستراتيجية الرابعة :
(( التفكير في مشاعرك ))
( ١ ) تحديد المشاعر :  
حدد مشاعرك لانه في بعض الأحيان قد لا تعرف حتى المشاعر التي تمر بها . أخذ الوقت الكافي للتفكير في مشاعرك والتعرف عليها قد يعطي لمشاعرك الهيكل المبدئي ، والذي سيساعدك على الشعور باستقرارية أكثر والقدرة على التعامل معها . 
( أ ) تحديد مشاعرك بانتظام قد يزيد من الوعي الذاتي ، والذي يعد مكونًا أساسيًا للثقة بالنفس . 
( ب ) وجود قائمة بأسماء العواطف التي تشعر بها قد يساعدك على تحديد مشاعرك في هذه اللحظة . 
( ج ) تأكد من أن القائمة تضم بعض المشاعر الطيبة مثل الحب والسعادة والفرح والامتنان والعاطفة والتسلية والأمل .
المشاعر غير السارة تشمل الاشمئزاز والسخط والحزن والغضب والإحباط والكآبة .
تذكر أنه على الرغم من أن هذه المشاعر تعتبر غير سارة ، لا يعني بالضرورة كونها سلبية . 
على سبيل المثال الخوف والغضب وجدا لتحذيرك عند وجود خطر . يكمن السر في التعرف على الوقت الذي لا تعتبر فيه هذه المشاعر مفيدة .

( ٢ ) تعلم التفرقة بين المشاعر الأولية والثانوية :  
بمجرد معرفتك للشعور العام الذي تشعر به فإن ذلك يجعل من السهل استبعاد العواطف الأخرى التي قد تشترك في هذه التجربة العاطفية بشكل عام . 
عندما تشعر أن هذه المشاعر تغمرك فقد يكون سبب ذلك أنك تشعر بالعديد من العواطف في وقت واحد ، خذ لحظة للتفكير بشأن العواطف المختلفة التي تشعر بها .
على سبيل المثال : إذا كنت في حفل زفاف ورأيت شريكك يتحدث مع شخص آخر في الحفل وشعرت بالغضب ، قد يكون هذا هو الشعور الأولي .
لكن إذا فحصت أفكارك وعواطفك قد تكتشف أنك تشعر بالغيرة . وقد تشعر بالإحراج لأن شريكك يعير شخصًا آخر الاهتمام بدلًا من الاهتمام بك ، وقد تعتقد أن الآخرين يحكمون على هذه العلاقة بناء على هذه الموقف .
بمجرد فهمك للعواطف الأخرى التي تشترك في هذا الموقف سوف تكتشف سبب شعورك بهذه الطريقة . يُمكنك أيضًا اتخاذ بعض الخطوات لمنع هذه المشاعر من هزيمتك .
قد يكون من المفيد أن تذكر نفسك أن شريكك اختار أن يكون معك وليس أي شخص آخر .

 




( ٣ ) حاول أن تحتفظ بمدونة : 
التدوين بشأن عواطفك قد يساعدك في تعلم التعرف على هذه العواطف . 
ستساعدك أيضًا على تعلم التعرف على ما يحفز هذه المشاعر والطرق المفيدة وغير المفيدة للتعامل معها .
سيساعدك التدوين في التعرف على هذه المشاعر منذ لحظة تكوينها في مقابل السماح لها بالنمو والتشكيل . 
عندما تتجاهل أو تقمع هذه المشاعر فإنها تميل إلى أن تصبح أسوأ ثم الانفجار في وقت لاحق .
إحدى طرق التدوين عبر كتابة المزاج أو الشعور الذي تمر به . 
فكر من هذه النقطة بتحليل  السبب الذي جلب هذه العاطفة . 
على سبيل المثال : لم تتواصل خطيبتك معك بالعين أثناء حفل للعشاء . قد تكون هذه الفكرة في الجزء الخلفي من عقلك دون حتى أن تدرك ذلك ، ( إن خطيبتك تستعد لإنهاء الخطبة ) . 
قد يتسبب هذا بقلقك أو انفعالك لبقية اليوم .
اسأل نفسك بعض الأسئلة في مقدمة المدونة . 
بعض الأسئلة الجيدة تشمل :
ماذا أشعر في هذه اللحظة ؟
هل أعتقد أن هناك شيئًا ما قد حدث تسبب برد الفعل ذلك ؟
ما الذي أحتاجه عند التفكير بهذه الطريق ؟
هل شعرت بهذه الطريقة من قبل ؟
يجب أن تتعلم أيضًا تقبل الذات في هذه المدونة . حاول ألا تحكم على عواطفك حتى العواطف التي تراها سلبية . 
تذكر أن العواطف ليست شيء ما نستطيع التحكم به ، ولكن يُمكن التحكم في تفسيرك لها ورد فعلك تجاهها .
دوّن جميع المناسبات أو الخبرات التي تشعرك بالسوء . 
مثل إذا صرخت في وجه أحد مقدمى الخدمة الذي أسقط الشراب عليك ، حاول كتابة ما حدث دون أن تكون متحيزًا لنفسك أو للآخرين . 
( لقد أسقط مقدم الخدمة الشاي علي ، شعرت بالغضب وصرخت في وجهه ، لقد شعرت بالغضب لأنه كان قميصًا جديدًا وأحببته بشدة ) .
ذكر نفسك أن الجميع يرتكبون الأخطاء ، لا تعتبر هذه طريقة لتبرير السلوك السيء ، بل هذه طريقة لتذكير نفسك أنك بشر ومثل جميع البشر تفعل الأشياء التي تندم عليها . 
توبيخ نفسك بشأن شيء ما قد يتركك منتبهًا على الماضي بدلًا من المستقبل ، أظهر لنفسك بعض اللطف ، سامح لنفسك أفعالك السيئة . 
فكر في بعض الطرق التي يٌمكن أن تجعل الوضع صحيحًا ، فكر في رغبتك في الرد على الحالات المماثلة في المستقبل وضع خطة . 
على سبيل المثال : لقد صرخت في وجه مقدم الخدمة ، وهو تصرف لا أحبه لأنني لا أود أن أكون قاسيًا مثل الآخرين ولن أسمح لغضبي بالفوز علي . 
في المرة القادمة التي أتناول الطعام فيها هناك سأعتذر لمقدم الخدمة عن سلوكي السابق . 
إذا تكرر هذا الحادث ثانية سأذكر نفسي أن الجميع يرتكب الأخطاء ، سأتحدث بلطف بدلًا من الغضب .

( ٤ ) فكر في وجهة نظرك : 
إن الأشخاص المتفائلين يتجاوبون مع القلق بصورة أفضل .  
( أ تعلم أن تصبح أكثر إيجابيةً في نظرتك : 
سيستغرق وقتًا وتمرينًا ولكنها ستزيد من مرونتك للعواطف والخبرات غير المؤكدة أو المزعجة .
( ب ) ابحث عن الإيجابيات : 
للبشر ميول سيئة للتركيز بصورة أساسية على الأشياء السلبية في تجاربنا وترك الأشياء الإيجابية تطير بعيدًا ( انظر إلى نصف الكوب الممتلئ) . 
( ج خذ الوقت الكافي لتدوين : 
بتدوين جميع الأشياء الصغيرة الجميلة في كل يوم .
( د ) تمرن على استبدال المعلومات الثابتة والشاملة بأخرى محدودة ومرنة . 
مثال أن يتعرض شخص ما للقلق بسبب امتحان مهم ويفكر ( لا يوجد حل ، أنا فاشل في مادة الرياضيات  ، لماذا أتكبد عناء الدراسة وأنا أعرف أنني سأرسب ) يفترض هذا التكفير أن مهاراتك في الرياضيات دائمة ، بدلًا من التحقق من ذلك عبر الممارسة والعمل . 
قد يؤدي ذلك إلى تحقق التوقعات الذاتية ، ويمكن أن ترسب بسبب عدم عملك ( لأنك توقعت الفشل ) . 
بدلًا من ذلك، عليك الإستفادة من الشعور بالقلق بسبب امتحان مهم وتفكر ( أنا أشعر بالقلق لأنني لم أستعد جيدًا ، سأستفيد من وقتي للعمل وسأنضم إلى مجموعة الدراسة ، قد لا أحصل على أعلى الدرجات ولكنني أعلم بأنني بذلت كل ما أستطيع ) . 
برؤيتك للموقف بمرونة ( شيء صغير قد يتغير بقليل من المجهود ) ستصبح أكثر قابليةً للنجاح .

 



( ٥ ) مواجهة الافتراضات الخاطئة عن نفسك : 
يوجد العديد من الأفكار غير العقلانية التي تصيبنا بشكل مستمر بالغضب وجميعها خاطئة ، ولكن يميل أغلبنا لتصديق بعضها أغلب الوقت . 
إليك بعض الأفكار المسبقة حول الذات والتي يُمكن أن تعيقك عن الشعور بالرضا تجاه نفسك أو حياتك .
( أ ) يجب أن أكون مثاليًا من جميع النواحي حتى أصبح جديرًا بالاهتمام : 
لا يمكن لأحد أن يصبح مثاليًا في جميع الأشياء التي نفعلها في الحياة في جميع الأوقات . لا يوجد معيار ثابت للمثالية ، وتثبيت نفسك عند معيار واحد بعيد المنال قد يسبب لك التعاسة . بدلًا من ذلك اطمح لهدف يعني لك الكثير ولكن تذكر يوجد سبب ما لتسميته مثالي .
( ب ) يجب أن أكون محبوبًا ومتقبلًا من كل من هو مهم بالنسبة لي : 
كل شخص فريد من نوعه وبعض الأشخاص لا يتوافقون بشكل جيد مع بعضهم بعضًا ، محاولة التحكم في ردود أفعال الآخرين لك لا يعتبر فقط عديم الجدوى ، ولكنه سيتركك غير سعيدًا وغير راضيًا . 
( ج ) مراعيًا لمشاعر الآخرين :
عندما يعاملني الناس بعدم إنصاف أشعر بالإحباط عندما أتعرض لمعاملة سيئة أو الرفض .  
في أغلب الوقت يرتكب الجميع الأخطاء وقد لا يعرف الناس أنهم عاملوك بشكل سيء ، الناس غير معصومين ولا يوجد أحد ( جيد بصورة كاملة أو سيء بشكل كامل ) .
يمتلك بعض الأشخاص قدرة تحمل قليلة ، فيخسرون وظائفهم أو يعرضون صداقتهم للخطر لأنهم غير قادرين على تحمل أقل مشاعر الإحباط ، فكن مراعيًا لمشاعر الآخرين . 
( د ) القلق لا يحل المشكلات :
يعتقد أغلب الناس أن ( عملية القلق ) ستساعد على حل المشكلة مما يقودهم إلى الجنون لاختلاق الأشياء التي يجب أن يقلقوا بشأنها . 
( حسنًا لقد انتهى ، والآن ما الشيء التالي الذي يجب أن أقلق بشأنه ؟ ) . 
تذكر أنه لا يمكنك السيطرة على أي شيء بخلاف تصرفاتك وردود أفعالك . 
هـ ) عدم المبالغة في توقع طريقة سير الأمور :
إنه أمر فظيع عندما لا تسير الأمور كما أردتها . 
هل استطعت تنبؤ مجرى حياتك ؟ في الغالب لا . وكذلك لا يمكنك توقع طريقة سير الأمور بالتحديد كما أرتدها أن تكون حتى على المدى القصير .



( ٦ ) تحد المعتقدات السلبية عن الذات : 
قد تكون طريقة تفكيرك طورت بعض المعتقدات السلبية عن نفسك التي تعتبر متأصلة بعمق . 
تعلم النظر إلى هذه المعتقدات السلبية عن الذات  كأفكار خاطئة قد يساعدك على تغييرها . 
( أ ) تحمل مسؤولية أفعالك :
يصف بعض الأشخاص حياتهم كما لو أنها كانت بالون ، تتصاعد إلى أعلى أو أسفل بسبب تقلبات الريح وتموجات الظروف ، ( ينشأ البؤس من قوى خارجية لا أستطيع فعل الكثير لتغييرها ) .
يمكنك اختيار إما أن ترى نفسك نتيجة للظروف ، أو تحمل مسؤولية أفعالك .  
 
( ب ) عليك أن تثق بنفسك : 
من السهل تجنب صعوبات الحياة ومسؤولياتها بدلًا من مواجهتها . 
حتى التجارب المؤلمة بمجرد مرورك بها قد تشكل أساسًا للتعلم والنمو المستقبلي .
قد تكون الظروف في الماضي تحكمت بي سيطرت على حياتي ، يمكنها أن تفعل ذلك الآن وفي المستقبل . 
إذا كان هذا صحيحًا فإن هذا يعني أننا سجناء ماضينا والتغيير أمر مستحيل . 
ولكن الناس يتغيرون في جميع الأوقات وفي بعض الأحيان يتغيرون بشكل كبير . 
( لديك القدرة لتكون من تريد أن تكون عليك فقط أن تثق بنفسك ) .  
 
( ج ) لكل مجتهد نصيب :
يعتقد البعض أنه يستطيع أن أكون سعيدًا فقط عن طريق عدم القيام بشيء ما والاستمتاع بنفسه والتعامل مع الحياة كما تأتي . 
إذا كان ذلك حقيقيًا فكل شخص ثري أو متقاعد مرتاحًا سيفعل أقل قدر ممكن ، لكن بدلًا من ذلك فإنهم يطمحون إلى تحديات جديدة كطريقة لتحقيق المزيد من النمو . 
إنك تخدع نفسك لتقنع نفسك أنك سعيدًا أثناء عدم القيام بشيء . 
يحتاج الناس إلى الإبداع ليصبحوا راضيين عن أنفسهم . 
 
( ٧ ) تعلّم طرق التعامل مع القلق والشك :
( أ ) تعلم التغاضي عن عدم اليقين : 
لا يعتبر الشك عاطفة لطيفة لأغلب الأشخاص ولكن من المهم تعلم تقبل حقيقة أن الشك سيحدث في بعض الأوقات في حياة كل واحد منا . 
عدم القدرة على التعامل مع الشك قد يؤدي إلى الخوف الدائم أو القلق أو يجعلك معتمدًا على الآخرين بشكل كبير . قد يمنعك من القيام ببعض التصرفات أو فعل الأشياء لا ترضى عنها لأنك تخاف من الفشل . 
التمرين التدريجي على تقبل الشك سيساعدك على بناء هذه القدرة على التحمل .
حافظ على مدونة خلال اليوم اكتب أثناء شعورك بالقلق أو الشك ، دون ما الذي حدث قبل هذا الشعور وكيف استجبت في نفس اللحظة ؟ كيف كان إحساسك بها ؟
اكتب قائمة مرتبة عن الشكوك الخاصة بك . 
من الجيد ان يكون للشخص قائمةً بالأشياء التي تقلقه أو لا تشعره بالراحة . 
حاول أن ترتب هذه الأشياء على مستوى محدد . 
مثل ( الذهاب إلى مطعم جديد ) 
حاول أن تبدأ التدريب على مواقف صغيرة وآمنة . حاول أن تبدأ بخطوات صغيرة عن طريق محاولة أقل العناصر في الترتيب في قائمتك . على سبيل المثال: يُمكنك الذهاب إلى مطعمك المفضل ولكن تجربة شيء لم تجربه من قبل .
اكتب في مدونتك عن هذه التجارب ، كيف شعرت ؟ هل كانت نتائج الموقف كما كنت تأمل ؟ 
إن لم تنجح فكيف كان رد فعلك ؟ 
هل تعتقد أنك يُمكن أن تستجيب بشكل مختلف في المستقبل ؟

( ب ) استخدام تقنيات التهدئة الذاتية : 
من المهم امتلاك مجموعة من تقنيات التهدئة في متناول اليد عند الشعور بالحزن او الضيق . 
قد تختلف هذه التقنيات من شخص إلى أخر ولكنها في العادة ستقوم بتهدئة حواسك بطريقة أو بأخرى قم بتجربة بعضها لتعلم أفضلها بالنسبة لك . 
جرب الاستماع إلى موسيقى هادئة : 
يمكنك وضع قائمة للأغاني الموسيقية التي تتساعدك على الاسترخاء .
افعل شيئًا هادئًا ومتكررًا : 
مثل السباحة أو الجلوس على كرسي هزاز أو أرجوحة أو التسبيح . 
استخدام حاسة اللمس : 
عن طريق احدى الهوايات المحببة اليك  سيمنحك فرصة للتركيز على حواسك ، لقد أظهرت الدراسات أن ممارسة الهوايات المحببة قد يساعد في تقليل الاكتئاب . 
اذهب في تمشية هادئة : 
مع التركيز على جمال الأشياء المحيطة بك .
خذ حمامًا دافئًا : 
لان الحرارة الجسدية تساعد على الإسترخاء والهدوء النفسي ، وذكر نفسك أنك تستحق التدليل .

( ج ) حاول تهدئة النفس عن طريق اللمس : 
يحتاج الإنسان إلى لمسة حنونة للنجاح ، تساعد اللمسة الإيجابية على إفراز الأوكسيتوسين ، وهو هرمون قوي يحسن من الحالة المزاجية ويزيل القلق ويزيد من إحساس الارتباط مع الآخرين . 
إليك بعض الطرق التي يُمكن تجربتها لتساعدك على الاسترخاء في لحظة تزيد فيها العواطف .
- ضع يدك على قلبك ، تحسس دفء جلدك تحت يدك ، تحسس نبضات قلبك ، اشعر بارتفاع صدرك وانخفاضه أثناء التنفس ، كرر بعض الكلمات الإيجابية لنفسك أثناء ملاحظة هذه المشاعر مثل ( أنا أستحق أو أنا شخص جيد ) . 

- امنح نفسك عناقًا ، ضع يديك بصورة متقاطعة على صدرك وضع يديك على أعلى الذراعين ، ثم قم بقليل من الضغط ، لاحظ الإحساس في جسدك ، ولاحظ الدفء في يدك والضغط من ذراعيك ، كرر عبارة إيجابية لتقدير الذات .
- أحط وجهك بيديك ، مثل ما ستفعله مع الطفل الصغير أو أحد الأعزاء على قلبك ، داعب وجهك بأصابعك واشعر بدفء يديك على وجهك ، كرر عبارات إيجابية لطيفة عن نفسك مثل ( أنا استطيع ، انا اقوى من أى شيء  ) .

 

 

( د ) تعلم تحسين اللحظة : 
إحدى الطرق لتجنب زيارة المشاعر إتجاه موقف عاطفي عبر تحدي رد الفعل المعتاد الفوري تجاه موقف ما أو تجربة . 
ابحث عن طرق لخلق معنى جديد لهذه التجربة الحالية عبر إعادة صياغة هذه التجربة . 
على سبيل المثال قد تشعر بالإحباط لأن مديرك يتغاضى عن مجهودك . 
محاولة ( تجاهل ) هذا الإحباط غير صحيحة ، ولكن بدلًا من ذلك حاول إعادة صياغة هذه التجربة بأنها تجربة لتعلم كيف تتعامل مع الأشخاص المزعجين وهي مهارة مهمة للحياة .
الاستعانة بالمعتقدات الدينية أو الروحية قد يساعدك على إيجاد العبرة من هذا الموقف ويساعدك على تحسين اللحظة ( ذكر النعم يزيل النقم ) .

 



هـ ) مارس التأمل الذهني :  
الهدف الأساسي من التأمل الذهني هو تقبل التجربة الراهنة في هذه اللحظة دون مقاومة أو حكم . ولكنك ستكتشف أنه بممارسة تقنيات التأمل الذهني ، سوف تكتسب عادات جديد والتي سيعتادها عقلك .
أوضحت الدراسات أن التأمل الذهني يساعد على تخفيف القلق والاكتئاب وقد يساعد أيضًا على تحسين طريقة تعاملك مع القلق والتأمل الذهني المنتظم قد يساعد على تنظيم العواطف .
ابحث عن مكان مريح وهادئ يخلو من المشتتات ، اجلس على كرسي مستقيم الظهر أو اجلس في وضع مستقيم على الأرض ، تجنب الانحناء فذلك سيجعل التنفس صعبًا ، ركز على عنصر واحد من تنفسك ، قد يكون ذلك صوت تنفسك ، كيف تشعر أثناء أخذ نفس نظيف وعميق ، ركز على هذا العنصر لعدة دقائق أثناء النفس العميق .
وسع حدود تركيزك لتشمل باقي جسدك ، لاحظ ما تشعر به باقي الحواس الأخرى ، حاول عدم التركيز كثيرًا على إحساس واحد ، حاول أن تعيد التركيز مرة أخرى على نفسك إذا لاحظت أن تركيزك بدأ يضعف .





( و ) تعرف على مشاعرك : 
دون وصفها بالجيدة أو السيئة ، مثال إذا شعرت بالغضب من نفسك بسبب شعور ما ، خذ دقيقة للاعتراف بهذه العاطفة لنفسك ( أنني غاضب من نفسي لأنني تناولت طعامًا غير صحي ، على الرغم من أنني وضعت هدفًا لنفسي لتناول الطعام الصحي ، وهذه إحدى الأفكار التي سأواجهها اليوم ) . 
 
( ز ) تقبل صوت عاطفتك : 
أخبر نفسك أنك تتقبل هذه العاطفة التي تشعر بها ، ذكر نفسك أن العواطف جزء طبيعي من الحياة الإنسانية ، تقبل هذه العواطف سيجعلك أكثر قدرةً على تنظيمها في المستقبل .

 




هـ الحصول على مشورة متخصص : 
يُمكنك في بعض الأحيان محاولة أفضل ما لديك للسيطرة على عواطفك ولكنك تستمر في الشعور بالإرهاق بسببها . صعوبة تنظيم العواطف قد تكون في بعض الأحيان مؤشرًا على مشكلة خطيرة ، مثل حدوث صدمات في الماضي ، أو علامة على وجود اضطراب مثل الاكتئاب . 
الحصول على مشورة متخصص قد يساعدك على اكتشاف بعض الطرق غير المفيدة في التفكير أو الاستجابة للعواطف ، وتعلم طرق جديدة لمعالجة مشاعرك بطريقة صحية ومفيدة .

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...