الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

مستويات العلاقات الاجتماعية Levels Social relations

  


مستويات 
العلاقات الاجتماعية 

 

١ - المقدمة : 
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله ،
خلق الله الإنسان في حالة من الضعف الشديد لا تمكنه من إشباع حاجاته . فالطفل لا يستطيع القبض على الأشياء بيديه إلا في الشهر السادس تقريباً . 
ومع أن هذا الضعف دليل العجز إلا أن له ميزة ووظيفة كبيرة في حياة الإنسان ، لأن هذا الضعف يجعله دائماً في حاجة إلى الآخر الذي يقوم بإشباع حاجاته .
من هنا ينشأ التفاعل الاجتماعي بين الوليد وأمه ، ثم يتسع نطاق تفاعله الاجتماعي مع الآخرين من الأقارب ثم الغرباء ثم جماعة الرفاق والأصحاب ثم زملاء المدرسة ... وهكذا . 
وهذا معناه أنه كلما نما الفرد زاد نطاق تفاعله مع الآخرين من خلال ما يُعرف أو يُسمى بـ ( العلاقات الاجتماعية ) . 
 

٢ - مفهوم العلاقات الاجتماعية : 
يعد التفاعل الاجتماعي من أكثر المفاهيم انتشاراً في علم الاجتماع وعلم النفس على السواء ، وهو الاساس في دراسة علم النفس الاجتماعي الذي يتناول دراسة كيفية تفاعل الفرد في البيئة وما ينتج عن هذا التفاعل من قيم وعادات واتجاهات ويحتل موضوع العلاقات الاجتماعية مكانة هامة في علم الاجتماع وقد عرفت العلاقات الاجتماعية بأنها 
( الروابط والآثار المتبادلة بين الافراد والمجتمع وهي تنشأ من طبيعة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع ) .
وتعتبر العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد في مجتمع ما نتيجة تفاعلهم مع بعضهم البعض من أهم ضرورات الحياة . ولا يمكن تصور أية هيئة أو مؤسسة أن تسير في طريقها بنجاح ما لم تسعى جاهدة في تنظيم علاقاتها الاجتماعية .
 
 

٣ - العلاقات الاجتماعية المتبادلة :
تتأثر العلاقات التبادلية بالروابط داخل الجماعة وتؤثر في تشكيل بنيتها وتوجيه مسيرتها ، من خلال عمليات محددة منها التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية .

أ - التفاعل الاجتماعي :
هو العملية والموقف الذي تكون فيه ردود أفعال الفرد إستجابة لردود أفعال فرد آخر . ويتميز التفاعل الاجتماعي بعدة خصائص 
منها :
( ١ ) أنه وسيلة للاتصال بين الأفراد وعن طريقه تفهم الأم حاجة طفلها وبواسطته يفهم المرؤوس ما يريده رئيسه منه ، ومن خلاله تحكم الجماعة على درجة سوية أو سوء تصرفات أعضائها .
( ٢ ) للتفاعل الاجتماعي مظاهر واضحة سواء كانت في صورة لفظية أو غير لفظية ( كالإيماءات والإشارات والحركات والمسافة بين الأفراد وغيرها ) وبواسطة تلك المظاهر تدرك الجماعة مقدار تماسك أعضائها أو تفككهم وموقفهم من السلطة والقيادة الرسمية وغير الرسمية ، والعلاقات الوجدانية المتبادلة بينهم .
( ٣ ) يتميز التفاعل الاجتماعي بالتوقع ، فيتوقع أن يوجد تشابه كبير بين قيم أعضاء الجماعة الواحدة ، فإذا حدثت فجوة كبيرة اختل التفاعل الجتماعى وتأثرت الروابط الخاصة بالجماعة .
( ٤ ) التفاعل الاجتماعي دائماً موجه نحو هدف ، وهذا الهدف بدوره يدعم الروابط المستمدة من وجود هدف مشترك وفي الوقت نفسه يتأثر هذا الهدف الخاص بالأهداف المشتركة للجماعة .
( ٥ ) يؤدي التفاعل الاجتماعي إلى تمايز الادوار داخل الجماعة ، إذ يؤدي إلى تحديد الأدوار الاجتماعية أو المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الأعضاء .

ب - مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي :
الأساس في علاقات التفاعل الاجتماعي تبادل التأثير و التأثر ويعد التبادل بهذا المعنى أعلى أنواع علاقات التفاعل الاجتماعي .
العلاقات الاجتماعية هي الصلة التي تقوم بين فردين أو أكثر يحدث بينهم تأثير متبادل بناءً على ما يراه او يتوقعه الفرد في الآخر . 
وتتمثل هذه العلاقات في الاختيارات التلقائية لبعضهم سلباً أو إيجاباً في مختلف المواقف ، ويُقصد بالسلب أو الإيجاب نمط التجاذب أو التنافر بين الفرد والآخرين .
والأساس في العلاقات الاجتماعية تباين التأثير والتأثر ، ويُعد التبادل أرقى أنواع العلاقات الاجتماعية إذ إن للعلاقات الاجتماعية عدة مستويات هي : 
 
  
 
( ١ ) المستوى الأول : 
( العلاقات اللاتبادلية ) 
وهي علاقات تعتمد على الصدفة ، حيث يوجد فردان أو أكثر ولا يوجد بينهما تعامل حقيقي ومن ثم لا يحدث أي تأثير أو تأثر بينهما .
في هذا النوع من العلاقات اللاتبادلية لا يتزامن وجود الفرد( أ ) مع وجود الفرد ( ب ) . 
ولا يؤثر ( أ ) في ( ب ) ولا يتأثر به ، و كذلك الحال بالنسبة للفرد (ب) . 
ومعنى هذا أن يوجد ( أ ) ويوجد ( ب ) ولا يوجد بينهما تفاعل اجتماعي حقيقي . 
أو يوجد ( ا ) وتوجد بيانات عن ( ب ) ويطلب من ( ا ) أن يحكم على سلوك ( ب ) . 
ولقد كان ذلك هو الأسلوب الذي اتبعه الباحثون قديما في دراساتهم لعملية الإدراك الاجتماعي .

 

  
( ٢ ) المستوى الثاني : 
( علاقات الاتجاه الواحد )
في هذا النوع من علاقات الاتجاه الواحد
 لا يتزامن فيها وجود الفردين ولكن يتأثر أحدهما فقط بسلوك الآخر ، مثل المذيع والمشاهدين حيث لا يوجد بينهم تفاعل حقيقي .

 

   
( ٣ ) المستوى الثالث : 
( علاقات شبه تبادلية )
في هذا النوع يتزامن وجود الفردين وتتم العلاقة بينهما وفق خطة مرسومة أو حوار مكتوب مثل التمثيل المسرحي .
حيث يقوم كل ممثل بدوره في مواجهة الآخر ، و لكن كل شيء يقوم به قد حدد له من قبل فهو عندما يغضب على الممثل الذي يواجهه أو يعطف عليه أو يحاوره فانه يبدو أمام الناس على انه يتفاعل معه ، لكنه في الحقيقة يؤدي دوره وفق خطة مرسومة ووفق حوار مكتوب و تبعا لتوجيهات مخرج يترجم الحوار الى واقع .

 

  
( ٤ ) المستوى الرابع : 
( العلاقات المتوازية )
وفيها يتزامن وجود الفردين ويجمعهما موقف واحد ، ولكن أحدهما يتحدث والآخر لا ينصت إليه ثم يحدث العكس .
و مثال ذلك ما يحدث أحيانا بين الأمهات حيث تستغرق كل منهما في حديثها عن طفلها ولا تتنبه الى حديث الأخرى لأنها إنما تجد متعتها في حديثها عن طفلها لا في حديث الأم الأخرى .
و يحدث مثل هذا التوازي أيضا في حديث مرضى الشيزوفرانيا حيث يتحدث كل منهما الى الآخر دون أن يعي ما يقوله الآخر أو يتأثر به ، وإنما هو يتحدث عن عالمه هو الذي يصوره له مرضه ويظن انه عالم واقعي وهو عالم غير واقعي وكذلك حال الشخص الآخر .

 

  
( ٥ ) المستوى الخامس : 
( العلاقات المتبادلة غير المتناسقة )
وفيها يتزامن وجود الفردين ، ولكن تعتمد استجابات أحدهما على سلوك الآخر ، ولا تعتمد استجابات الآخر على سلوك الأول ، كما في المقابلة الشخصية.
ومثال ذلك العلاقات التي تنشا بين المعلم وتلميذه في سؤال المعلم لتلميذه وكذلك بين الطبيب والمريض ، فجميعها علاقات غير متناسقة قد تتحول الى شبه متبادلة إذا تأثرت أسئلة المعلم و الطبيب بالاستجابات التي تصدر عن الفرد الآخر .

 

  
( ٦ ) المستوى السادس : 
( العلاقات المتبادلة )
تكون علاقات التفاعل بصورة اجتماعية صحيحة عندما تصل إلى هذا المستوى ، حيث يتزامن وجود الفردين أو الأفراد . 
ويعني التبادل تحول اتجاه التأثير من فرد إلى آخر فكما يؤثر فرد ما في غيره فإنه أيضاً يتأثر به ويصبح الفرد بذلك مؤثراً ومستجيبا في نفس الوقت وتتأثر هذه المستويات بالروابط داخل الجماعة .
 
٤ - الروابط داخل الجماعات :
وللجماعات أهميتها للأفراد والمجتمعات ، وتتميز الجماعات بخصائص معينة تظهر واضحة جلية في الروابط داخل تلك الجماعات . وتتعدد الروابط ما بين روابط للسلطة والقوة وروابط وجدانية وروابط اتصالية وروابط مستمدة من وجود هدف مشترك . 
وهذه الروابط ذات علاقات تبادلية بينها وبين كل من التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بمستوياتها المختلفة .
وتأخذ العلاقة التبادلية شكل التأثير والتأثر ، أي أنها ليست علاقة ذات اتجاه واحد .  
 
٥ - تعديل الروابط داخل الجماعة : 
أثبتت الدراسات أن تلك الروابط تتأثر بعوامل متعددة ومن ثم يمكن تشكيلها بالتحكم في تلك العوامل . 
فمثلاً روابط السلطة يمكن تشكيلها إذا استطاعت قيادة الجماعة تجنب الصراعات حول السلطة وإذا لم تنعزل عن سائر أفراد الجماعة وإذا قامت القيادة الوظيفية على توزيع السلطة وعدم تركيزها في يد فرد أو مجموعة .
والروابط الوجدانية يمكن تشكيلها إذا تبنت الجماعة نمطاً قيمياً موجهاً لصالح الجماعة وأعضائها وساد بين الأعضاء معيار المساندة الاجتماعية تحقيقاً لأهدافهم الفردية التي هي جزء من الأهداف العامة للجماعة .
والروابط الاتصالية يمكن تشكيلها وتعديلها إذا كانت المعلومات مشتركة بين الأعضاء من خلال نظام متعارف عليه لتبادل المعلومات .
وجود هدف مشترك يمكن تشكيل وتعديل الروابط المستمدة منها بزيادة الشفافية بين أعضاء الجماعة في معرفة الأهداف المشتركة وعدم شيوع ( الأجندات ) الخاصة بالأعضاء . 
كما أن وضع خطة منظمة لتحقيق الهدف والتغلب على ما يواجهه من عقبات ومشاركة الأعضاء في وضع هذه الخطة وتوزيع الأدوار يسهم في تقوية هذا النوع من الروابط وتشكيله .

 موضوعات ذات صلة :

 الذكاء الاجتماعي  Social Intelligence


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...