‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة الذات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة الذات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية إدارة الذات Self management development exercises  

تدريبات تنمية إدارة الذات 

١ - المقدمة :
إدارة الذات ركن أساسي في حياة الإنسان، هي عنصر ضروري يسبق إدارة الآخرين وأحد شروط النجاح سواء في الحياة الخاصة أو الحياة العملية ، ومن لا يستطيع قيادة نفسه لن يستطيع قيادة الآخرين .
وهي لهذا السبب تساعد الإنسان على التكيف مع الظروف المحيطة به ، هذا يتطلب معرفة الإنسان لذاته ومصادر قوته والخضوع للتقييم الذاتي بهدف التطوير . 


٢ - إدارة الذات : 
أ - أهمية إدارة الذات :  
إنَّ إدارة الذات هي القدرة على استخدام وعيك بمشاعرك من أجل اختيارٍ فعّال لما تقوله أو تفعله . 
فعندما تفهم مشاعرك وتستطيع أن تختار الأسلوب الذي تستجيب به إليها ، فقد صارت بيديك سطوة التحكُّم في المواقف الصعبة والتعامُل مع التغيير بمرونة والقيام بالمبادرات اللازمة لتحقيق أهدافك . 
وارتفاع مستوى إدارة الذات دلالةٌ على أنَّك لا تقف عائقاً في طريق ذاتك ، ولا تفعل ما يمكن أن يقف حائلاً دون نجاحك . كما أنَّ ذلك يدلّ على أنَّك لا تثبط عزيمة الآخرين للدرجة التي تجعلهم يستاؤون وينفرون منك . 
حيث أنَّك عندما لا تتوقَّف وتفكِّر في أحاسيسك بما في ذلك كيف تؤثِّر تلك المشاعر على سلوكك حاليّاً وكيف سيستمر ذلك الأثر مستقبلاً ، فإنَّك تلقي بنفسك على الدوام ضحيّةً للاختطاف العاطفي . 
وسواءً كنت تعي ذلك أم لا فسوف تفرض مشاعرك سيطرتها عليك ، وسوف تُمضِي يومك في التعامل مع مشاعرك بقدرٍ ضئيل من الاختيار فيما تقوله وتفعله . 
 

ب - تدريبات إدارة الذات : 
( ١ ) تنفّس بشكلٍ صحيح : 
 معظم الناس تتنفَّس أنفاساً قصيرة وضحلة طوال اليوم ، ولا يصل النفس حجابك الحاجز ولا يملأ الهواء الرئتين ولا تدرك حتَّى أنَّك تفعل هذا . 
في حال مررت بموقفٍ عاطفيّ أو كنت تحت وطأة ضغوط ، ركِّز على استنشاق أنفاسٍ بطيئةٍ عميقة وأدخل الهواء من أنفك حتَّى تحسّ بأنَّ معدتك تبرز للأمام وتصير مشدودةُ ثمَّ أخرج الزفير بأكمله برفق عبر فمك ، وبينما تُخرِج الزفير اعمل على أن تفرِّغ رئتيك تماماً من الهواء . 
وعندما تختار التنفُّس السليم ليتدفَّق الأكسجين إلى عقلك، فسوف تُلاحظ أثر ذلك على الفور . يصف العديد من الأشخاص هذا الشعور كالدخول في حالة أكثر هدوءاً وأعمق استرخاءً حيث يحصلون على صفاء الذهن ، ممَّا يجعل التنفُّس السليم أحد أسهل الأساليب المتاحة وأقواها تأثيراً لإدارة مشاعرك ، إضافةً إلى ذلك يُعَد التنفُّس السليم أداةً رائعةً لصرف تركيزك عن الأفكار المزعجة المقلقة التي يصعب التخلُّص منها .  
 


( ٢ ) أنشئ قائمة العواطف مقابل المنطق : 
هناك العديد من المرَّات التي تُطلق فيها العنان لمشاعرك لِتُوَجِّهَكَ في اتجاهٍ ما ، بينما يدفعك عقلك المنطقي نحو السير في اتجاهٍ مغاير . ومتى وجدت عقلك قد أصبح ساحة قتال بين شقّي العقل ( الشق العاطفي في مواجهة الشق المنطقي ) ، قم بإعداد قائمة ( مواجهة العواطف بالمنطق ) ، قم برسم خط طولي في وسط الصفحة لتقسمها إلى عمودين واكتب في العمود الأيسر ما الذي تدفعك العواطف لفعله وفي الأيمن ما يمليه عليك المنطق . 
والآن اطرح على نفسك سؤالين مهمّين : 
أين تعمل عواطفك على تشويش حكمك المنطقي ؟ 
وأين يتجاهل منطقك ما تقدّمه العواطف من تلميحات مهمّة ؟ 
وبمساعدة القائمة الموجودة أمامك سوف يصبح الأمر أكثرَ سهولةً عندما تحاول أن ترى إذا ما كان عليك أن تترك المزيد من المساحة في اتخاذ القرار للجانب العاطفي أم للجانب المنطقي .  
 

( ٣ ) أَشْهِر أهدافك : 
ليس هناك دافع لتحقيق أهدافك أقوى من دافع إشهارك لها ، فإذا أخبرت الآخرين بوضوحٍ عما تنوي تحقيقه سواءً كان الأصدقاء أو الأسرة أو الزوجة ، فإنَّ وعيهم بمدى تقدُّمك ينتج عنه إحساسٌ مدهشٌ بالمسؤوليّة . 
يرجع قدر كبير من إدارة الذات إلى التحفيز ، ويمكنك أن تستخدم توقّعات الآخرين منك كقوّةٍ كبيرةٍ تدفعك إلى التحرُّك والارتقاء بمستواك . 
فإذا حدَّد لك المعلم موضوع أو التزمت بالجري مع زميل لك كل يوم في الخامسة صباحاً بالضبط ، فالاحتمال أن تلتزم بذلك أكبر ممَّا لو كنت تعمل من تلقاء نفسك . 
انتقِ الشخص الذي تدرك أنه سوف يولي تقدُّمك اهتماماً واطلب منه أن يراقب مدى تقدُّمك ويضعك بموضع المسؤوليّة .  
 

( ٤ ) قم بالعدّ حتّى العشرة : 
عندما تشعر أنَّك قد أصبت بالإحباط أو الغضب يمكنك أن تتخلَّص من ذلك بأن تستنشق نفساً عميقاً ، وعند إخراج الزفير تقول ( واحد ) في سرّك ، استمر في التنفُّس والعد حتَّى تصل إلى عشرة . 
حيث سيعمل العد والتنفُّس على وضعك في حالةٍ من الاسترخاء ويمنعك من عمل أيَّ شيءٍ متهوّرٍ لفترةٍ طويلة تكفي لكي تستعيد تركيزك وترى الموقف من منظار أكثر وضوحاً وعقلانيّة ، أحياناً قد لا تصل إلى الرقم عشرة إلّا أنَّ مجرد العد حتَّى اثنان يُمَكِّنك من أن تُوقِف التيار المتدفِّق من الإحباط والغضب لفترة تكفي لتهدئة الغضب ، وتُتيح قدراً ثميناً من الوقت للجانب المنطقي من عقلك ليدرك الموقف .  
 

( ٥ ) انتظر حتَّى يهدأ الغبار : 
كتب ليو تولستوي في رواية الحرب والسلم قائلاً ( إنَّ أقوى مُحَارِبَيْن هما الوقت والصبر ) . وتنبع قوَّتهما من قدرتهما على تغيير المواقف وتخفيف الآلام وإزالة الغشاوة . 
فأحياناً قد نشعر بالسخط وعدم الراحة والقلق في المواقف التي تتطلَّب الصبر فنندفع نحو القيام بالفعل لنخفِّف من حدَّة البركان الداخلي ، إلَّا أنَّ كل ما تحتاجه (( حتَّى لا يخرج الأمر من قبضتك )) هو أن تُتيح لنفسك يوماً أو أسبوعاً أو شهراً إضافياً لتُلِمَّ بالموقف قبل المضي قدماً وقد تظهر على السطح بعض الأمور تجعل اتخاذك للقرار أمراً أكثر سهولة . 
ويساعدك الوقت في إدارة الذات لأنَّه يعطى مزيد من الضوحاً على آلاف الأفكار التي تجول في خاطرك ، كما يساعدك في السيطرة على المشاعر التي قد تقودك في الاتجاه الخطأ إذا ما سلّمت لها الزمام . 
إنَّ كل ما تحتاج إلى فعله هو أن تُجبر نفسك على الانتظار حتَّى يهدأ الغبار قبل أن تتحرَّك .  
 
 
( ٦ ) تعلم من المتمرَّسين في إدارة الذات : 
إحدى أكثر الطرق فاعليّةً لتعلُّم إدارة الذات هي السعي للعثور على أشخاص متمرِّسين في إدارة الذات لتعلُّم مهاراتهم . 
في البداية ابحث عن شخصٍ تعتبره متقناً لإدارة الذات ، ووضِّح له أنَّك ترغب في تطوير تلك المهارة ، وشاركه في أهدافه الخاصة لتطوير إدارة الذات ، واسأله عما يتبنّاه من وسائل لإدارة الذات على نحوٍ جيّد . 
تأكّد من أن تُشْرِكَه في المشاعر والمواقف التي أوقعتك في أكبر المآزق ، ومن الممكن أن تتعلَّم بعض الأساليب الفريدة والفعّالة لإدارة ذاتك والتي قد لا تتعرَّض لها بأيّ طُرُقٍ أخرى . 
وقبل أن تختم اللقاء دوِّن أفضل النصائح واختر اثنين منها لتبدأ بهما على الفور . 
 

( ٧ ) ابتسم واضحك أكثر : 
عندما تضحك وتبتسم فإنَّ وجهك يرسل إشاراتٍ إلى العقل تفيد بأنَّك سعيد  وعندما تنتابك فكرةٌ محبطةٌ أو مقلقة أجبر نفسك على الابتسام فذلك يبطل أثر الحالة النفسيّة السلبيّة . 
وإذا أردت أن تبدو متفائلاً ولم تكن مستعدّاً لذلك ، فارسم على وجهك ابتسامةً كبيرة ، وسوف تعمل تلك الابتسامة على إقناع عقلك بالشعور بالحالة المزاجية التي تحتاجها في تلك اللحظة . 
فيمكنك أن تعتمد على الضحك والابتسام لرفع حالتك المزاجيّة ، قد يبدو ذلك خياراً غريباً عندما تشعر بالإحباط، لكنّه ( في نفس الوقت ) أسلوبٌ مدهشٌ للتغلُّب على المشاعر السلبيّة وتصفية الذهن وخاصةً إذا كانت حالتك المزاجيّة تعوق قدرتك على الحكم على الأشياء . 
 

( ٨ ) خصِّص بعض الوقت من يومك لحل المشكلات : 
تمرّ يومياً بمئات الأنماط الشعوريّة وتقضي اليوم متنقّلاً من شعورٍ إلى آخر ممَّا قد يؤدِّي إلى اتخاذ بعض القرارات في أوقاتٍ غير مناسبة . 
استرجع بعض ما اتخذته من قراراتٍ مؤخّراً وتفكِّر فيها ، وسوف تجد أنَّ تلك القرارات التي اتخذتها على عجل عبر اليوم لم تكن مناسبة لمعالجة الموضوع مثل القرارات التي استغرقت قدراً من التخطيط والتفكير بذهنٍ صافٍ . والطريقة الوحيدة التي تضمن لك وجود ذلك المتّسع لاتخاذ القرارات المناسبة هي تخصيص فترة عشرة دقائق يوميّاً تغلق فيها هاتفك المحمول وتبتعد عن الكمبيوتر وتستغرق وقتاً في التفكير لحل المشكلات . 
 

( ٩ ) اضبط حديثك الذاتي : 
هناك علاقة وثيقة بين ما تفكِّر فيه وما تشعر به على الصعيدين البدني والشعوري ، وإنَّ أكثر الأفكار تأثيراً هي التي تتحدَّث فيها إلى نفسك . فكلّ شخصٍ منّا لديه صوتٌ داخليٌّ يصيح داخل عقولنا ويؤثِّر على إدراكنا للأمور ويُعرَف ذلك الحديث الدائر في الداخل بـ ( حديث الذات ) . 
وعبر الأفكار ( التي تُعَدّ الوسيلة الأساسيّة لتنظيم تدفُّق مشاعرك ) فإنَّ ما تسمح لنفسك بالتفكير فيه قد يدفع المشاعر للظهور على السطح أو تخزينها في الأعماق . 
وعندما تسيطر عليك حالة اهتياج المشاعر فإنَّ أفكارك تعمل على إذكاء النار المضطرمة أو تهدئتها . 
أمَّا عندما تتعلَّم كيف تُمسك بزمام حديث ذاتك ، فيمكنك بذلك أن تَصُبّ تركيزك على الأمور الصحيحة وتُدير مشاعرك على نحوٍ أكثر فاعليّة . 
ففي كثيرٍ من الأوقات يغدو حديثك الذاتي أمراً إيجابيّاً ويساعدك خلال يومك لكن متى أصبح حديثك الذاتي سلبيّاً فإنّه يُلحق الضرر بقدرتك على إدارة الذات في أي وقت . 
 

( ١٠ ) تصوَّر نجاحك : 
إنْ تصوَّرت نفسك تُدير مشاعرك وسلوكك بشكلٍ فعّال فذلك أسلوبٌ رائعٌ لتمارس مهاراتك الجديدة حتَّى تصير عادة . 
ولكى تقوم بهذا يجب أن تكون في غرفةٍ تخلو من أيّ مصدرٍ من مصادر التشويش ، ومن أفضل الأوقات التي يُمكنك أن تُمارس التصوُّر فيها هي قبل أن تأوي إلى الفراش ليلاً . 
فقط أغلق عينيك وتصوَّر نفسك في مواقف تواجهك فيها أقصى صعوبات إدارة ذاتك ، ركِّز على تفاصيل كلّ موقف والتي تجعل ضبط النفس بالنسبة لك أمراً عصيباً ، ركِّز على ما سوف تراه وتسمعه إذا كنت في ذلك الموقف بالفعل حتَّى تشعر بنفس المشاعر بكل ما تعنيه الكلمة . 
ثمَّ تخيَّل صورةً لنفسك وأنت تؤدِّي بالطريقة التي ترغب فيها . 
تخيَّل نفسك وأنت تفعل وتقول كل ما هو صحيح ، وأتح لنفسك الفرصة لأن تشعر بالرضا والمشاعر الإيجابية التي تنتج عن مثل هذا الموقف . 
 

( ١١ ) رتِّب عادات نومك : 
تتطلَّب إدارة الذات صبراً ومرونةً ويقظة ، وتلك هي أوَّل ثلاثة أشياء تفقدها إن لم تنعم بنوم ليلةٍ هادئة . 
إنَّ زيادة عدد ساعات النوم قد يُساعدك على تطوير إدارة ذاتك ، فأهم عناصر العقل اليقظ الحاد المتزن هو جودة نومك والتي تحتاج إلى ترتيب عادات النوم . 
ويمكنك تطوير جودة نومك باتباع الخطوات التالية من أجل عادات نوم صحّيّة : 
- ممارسة الأنشطة البدنية ضمن روتينك واقضِ عشرين دقيقة في ضوء شمس الصباح . 
- ألتزم بجدول للنوم وأغلق الكمبيوتر قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم . 
- اضبط لنفسك بيئة مريحة وخصِّص فراشك للنوم وتحكم في القلق .
- انتبه لما تأكل أو تشرب وتجنَّب تناول الكافيين خاصةً في ساعات المساء . 
 

( ١٢ ) ركِّز انتباهك على الفرص لا القيود : 
عندما تجد نفسك تفكِّر في موقفٍ ما أنّك لا تستطيع القيام به ، ألقِ نظرةً ثاقبةً في السبل التي تسلكها في التعامل مع الموقف نفسه . فالتركيز على القيود لا يُثبِّط العزيمة فحسب بل يجعل المشاعر السلبيّة تطفو على السطح فتؤكِّد على إحساسك بالعجز . 
يجب أن تلتزم بالمسؤوليّة تجاه ما يقع تحت سيطرتك ، وتُركِّز طاقتك على البقاء مرناً واسع الأفق مهما كان ذلك الموقف . 
 

( ١٣ ) حافظ على التزامن : 
يُعَدّ التزامن (( عندما لا تنطبق لغة الجسد مع المشاعر التي يتمّ التعبير عنها )) أداةً مهمّةً للمتميزين في إدارة الذات ، فعندما تقوم بأفضل عملٍ في إدارة المشاعر تتوافق لغة جسدك مع الطابع الشعوري تجاه الموقف . 
بينما إذا لم تستطع التحكُّم في لغة جسدك ، فتلك إشارةٌ واضحةٌ لطغيان المشاعر عليك . حتماً ستمرّ بلحظاتٍ تسيطر فيها مشاعرك على مجريات أمورك ، ولكي تحافظ على التزامن اصرف انتباهك بعيداً عن مشاعرك ووجهه على المهمّة القائمة . 
 

( ١٤ ) تحدَّث إلى شخصٍ ليس طرفاً في مشكلتك : 
عندما تواجه موقفاً عصيباً ابحث عن شخصٍ ما تثق به وتشعر بالراحة معه ، على ألَّا يكون قد تأثَّر بالموقف ، فكلّما كان لمستشاريك شأنٌ شخصيٌّ في الموقف كانت آراؤهم أكثر تأثُّراً بحاجاتهم ومشاعرهم وأدَّت لإفساد الموقف ولذلك فينبغي تجنبها . 
احرص على اختيار الطرف الثالث بحكمة ، واعتبر هذا الشخص بمثابة المعلِّم الحكيم الذي يُنْصِتُ لما مَرَرْتَ به ولما تفكِّر فيه وتشعر به تجاه الموقف الشائك ، فوجهة نظره الفريدة سوف تساعدك على رؤية الأشياء على نحوٍ مختلف ، وتتيح أمامك المزيد من الخيارات . تجنَّب الشخص الذي تعرف أنَّه بمنتهى البساطة يوافقك في الرأي دائماً ، فعلى الرغم من أنَّ ما يقدِّمه من دعمٍ يبدو أمراً محبَّباً إلّا أنَّ ذلك يعوقك عن إدراك الصورة كاملةً . 
والجلوس مع شخصٍ يُعارض وجهة نظرك تماماً ( قد يضايقك مؤقتاً ) لكن سيتيح لك فرصةً أفضل في رؤية الأمور من وجهة نظرٍ مختلفة .
( شاهد عيوبك في عيون الآخرين وحاول إصلاحها ) . 
 

( ١٥ ) تعلَّم درساً قيّماً من كل شخصٍ تقابله : 
إنَّ الاقتراب من كل شخص تلاقيه كما لو كان لديه شيء قيِّم يعلِّمك إياه وتستفيد منه هو أفضل الطرق لتحتفظ بمرونتك وتفتح أفقك وتصير أقلَّ عرضةً للضغط . 
ويمكنك أن تتصرَّف على هذا النحو في معظم  ما تلاقيه من مواقف في حياتك . 
استغلّ تلك الفرص لتتعلَّم شيئاً ما وسواءً كنت تتعلَّم من تقييمات الآخرين أو من سلوكيّاتهم ، فإنَّ الاحتفاظ بتلك الرؤية هو السبيل لتُحافظ على ضبط النفس . 
 

( ١٦ ) أضف التدريب الذهني إلى جدولك : 
الشحن الذهني هو أكثر ما يغفل الناس عن ملاحظته على الرغم من أهميّة التمارين وأنشطة الاسترخاء والشحن الأخرى للعقل . 
إذا أردت أن تصير كفئاً في إدارة الذات خصِّص فترةً من يومك لتساعد على تدفُّق الدم والمحافظة على صحَّة جسدك ، فإنَّ ذلك يُتيح لعقلك قسطاً مهمّاً من الراحة . يُعَد النشاط البدني المكثَّف أمراً مثاليّاً ، إلّا أنَّ هناك المزيد من الأنشطة التي قد يكون لها أثرٌ كبيرٌ على عقلك كاليوغا أو التدليك أو التجوُّل في المتنزّهات وجميعها أساليب للاسترخاء تتيح لعقلك متنفّساً . 
فتلك الأنشطة تعمل على شحذ الذهن وتحافظ عليه في حالةٍ من السعادة واليقظة كما أنّها تتعامل مع مواضع معيَّنة من عقلك وتقوِّيها ، وهي المواضع المسؤولة عن حسن اتخاذ القرار والتخطيط والترتيب والتفكير المنطقي . 
 

( ١٧ ) تقبَّل أنَّ التغيير واقع لا محالة : 
لأنَّك تستطيع أن تتقبل كلّ ما تلاقيه من تغيُّراتٍ وعقباتٍ في حياتك ، فإنَّ السبيل الذي تسلكه لتمرّ بتلك التغيُّرات بأمانٍ هو أن تضبط منظورك قبل أن تقع التغيُّرات وتكمن الفكرة هنا في الاستعداد للتغيُّر . 
إنَّ أولى الخطوات نحو ذلك هي أن تُقِرَّ لنفسك بأنّه حتّى أكثر أوجه الحياة استقراراً وأماناً ليست تحت سيطرتك بشكلٍ كامل ، فالناس تتغيَّر والأمور لا تبقى على نفس الحال لفترةٍ طويلة ، وعندما تعطي لنفسك الفرصة لتتوقَّع التغيُّر وتدرك خياراتك إذا وَقَعَتِ التغيُّرات فأنت تقي نفسك من الوقوع فريسةً لمشاعرَ كالصّدمة والمفاجأة والخوف والإحباط عندما تقع التغيُّرات بالفعل . 
وبينما لا تزال عرضةً للإصابة بتلك المشاعر السلبيّة فإنَّ تقبّلك لحقيقة أنَّ التغيُّر أمر حتميّ في الحياة يُمَكّنُك من التركيز والتفكير بعقلانيّة ، ممَّا يصل بك إلى أفضل النتائج في موقفٍ غير محتملٍ أو مرغوب فيه أو حتَّى متوقَّع .

تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

الخميس، 17 سبتمبر 2020

تنمية مهارات إدارة الذات Self management skills development


تنمية مهارات إدارة الذات


١ - المقدمة : 
لقد حظية الذات ودراستها باهتمام كبير ومنذ فترة بعيدة ، وبدا ذلك واضحاً في تعدد مناحي دراستها التي انعكست في كثرة المصطلحات المرتبطة بها .
وإذا كان مفهوم الذات من أقدم المصطلحات أو الصفات التي خضعت للدراسة سواء من الفلاسفة أو من علماء النفس ، فإن إدارة الذات مصطلح حديث نسبياً .
 
 
٢ - أهمية إدارة الذات : 
ظهر الاهتمام بإدارة الذات ضمن دراسات التعلم الوجداني الاجتماعي وفي مجال تعديل السلوك الذي يستخدم تكتيكات خاصة للتخلص من السلوك غير السوي وإحلال سلوك سوي محله ، ويسعى إلى استمرارية السلوك السوي بناءً على التعزيز الذاتي وإدارة الذات .
إن الاهتمام بإدارة الذات لم يكن لبواعث علمية فقط بل لبواعث عملية أيضاً .
 
لقد بينت الدراسات أن إدارة الذات تمكّن الأفراد من الاستفادة بالطاقات والإمكانات والمهارات الكامنة لديهم ، وتحقق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعملي والنجاح في إحداث توازن بين متطلبات الأدوار المختلفة التي يكون على الفرد القيام بها ، واكتساب العديد من المهارات مثل القدرة على التخطيط ومهارة ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية ومهارة التطوير الذاتي . 
 

٣ - تعريف إدارة الذات :
تعددت واختلفت تعريفات إدارة الذات فمن الباحثين من تناولها كتكوين فرضي أو مفهوم ، ومنهم من تناولها كأسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً .
أ - النوع الأول ( كتكوين فرضي أو مفهوم ) :  
إدارة الذات هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إليها ، أي هي عملية الإنجاز الشخصي الذاتي . وتشمل إدارة الذات مجموعة من المهارات مثل : 
تنظيم الفرد لانفعالاته حتى يستطيع التعامل مع القلق وضبط الاندفاعية التعبير عن والتعامل مع القلق والغضب والمثابرة في التغلب على العقبات ووضع ومراقبة التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية والتعبير عن العواطف بشكل مناسب والسيطرة على العدوان والضغوط الشخصية وبين الأشخاص وتعديل الأوامر في ضوء ردود الفعل .
وإن إدارة الذات هي مهارات وآليات شاملة ، تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد في مواقف متعددة ومن خلال أنماط سلوكية متنوعة كوسيط يدل على فاعليته في تحسين السلوك . 
وتشمل مهارات الانضباط الوجداني والثقة والتكيف الواعي والتفاؤل الإنجازي وتحديد المشكلات والتعرف عليها .
ويُلاحظ على تعريفات هذه الفئة أنها تُعد إدارة الذات مجموعة من المهارات والقدرات التي تظهر في شكل إجراءات يمارسها الأفراد تحقيقاً لأهداف معينة وأن هذه الإجراءات تتضمن مراقبة الذات في أدائها وتقييم هذا الأداء في ضوء الأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها  وتوجيه الذات في ضوء نتائج تقييم الذات، وتقدير الذات بناءً على إنجازها . 
  

ب - النوع الثاني من التعريفات ( أسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً ) :
فيمثلها تعريف إدارة الذات بأنها إجراء يتم فيه تعليم الأفراد أن يصفوا سلوكهم المستهدف ، وأن يسجلوا حدوث هذا السلوك أو عدم حدوثه . 
إنها أسلوب لمساعدة الأفراد على تحقيق مستويات أكبر من الاستقلالية في ممارسة الأنشطة وبتعلم أساليب إدارة الذات يمكن أن يصبح الفرد أكثر قدرة على توجيه ذاته وأقل اعتماداً على الإشراف المستمر .
ومن تعريفات الفئة نفسها ، أن إدارة الذات برنامج علاجي سلوكي يتدرب فيه الفرد على أن يطبق بنفسه الفنيات التي تساعده على أن يعدل سلوكه الشخصي ، فيتعلم الشخص أن يحدد المشكلة وأن يضع أهدافاً واقعية وأن يستخدم الاحتمالات العديدة ليصدر السلوك المرغوب فيه ويحافظ عليه وأن يراقب تقدمه الشخصي .
وهي عملية تتضمن توجيه الفرد لذاته للقيام بالتطبيق العملي لفنيات تعديل السلوك على نفسه وبنفسه ، من أجل ضبط سلوكه وإحداث التعديل المطلوب فيه بما يحقق قيامه بالسلوك الإيجابي المستهدف على النحو المطلوب وفق المعيار المحدد سلفاً ، خلال فترة زمنية محددة .
يُلاحظ على تعريفات هذه الفئة نظرتها إلى إدارة الذات بوصفها برنامجاً أو عملية يقوم بها الفرد أو يدربه عليها مدرب وذلك حتى يمكن تعديل السلوك وضبطه وتوجيهه ذاتياً . 
 
٤ - مهارات إدارة الذات :
تنقسم مهارات إدارة الذات إلى ثلاث فئات:
- مهارات مُهيَّئة .
- مهارات التمكين .
- مهارات التدعيم . 
 
أ - مهارات مُهيِّئة :
( ١ ) التغلب على المعوقات : 
يُقصد بها المهارات التي تساعد الفرد في التغلب على معوقات حل المشكلة مثل نقص الإمكانات .
( ٢ ) بناء الثقة بالنفس : 
زيادة الدافعية للإنجاز فمع كل خطوة إنجاز تزداد الثقة بالنفس وتزداد الدافعية الذاتية .
( ٣ ) الاتجاهات المتوازنة : 
تبني اتجاهات متوازنة ، بمعنى التوازن بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية ، ثم تنمية الاتجاهات الإيجابية ومواجهة الاتجاهات السلبية .
( ٤ ) زيادة المعلومات : 
يؤدي حرص الفرد على زيادة معلوماته إلى زيادة فهمه للمشكلات والقضايا ووقوفه على الحقائق . 
 
ب - مهارات التمكين :
( ١ ) وضع الأهداف :
 
وتتضمن مهارات وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق ، فإذا استطاع الفرد تحقيق هذه الأهداف زادت ثقته بنفسه ودافعيته للإنجاز .
( ٢ ) التقييم الذاتي : 
ويتضمن تقدير الفرد نفسه حق قدرها ، والقدرة على تفسير إمكاناته وفهمها بصورة حقيقية واقعية .
( ٣ ) المتابعة الذاتية : 
ويُقصد بها المهارات التي يمارسها الفرد لمتابعة تقدمه وإنجازاته ، وتساعد هذه المهارات في ان يكَوِّن الفرد صورة واقعية عن ذاته .
( ٤ ) التخطيط الذاتي : 
يُقصد بها تخطيط الفرد بنفسه ولنفسه من أجل تحقيق الأهداف .
( ٥ ) حسن الأداء : 
ويُقصد بها امتلاك الفرد للمهارات اللازمة للأداء الناجح للعمل .
( ٦ ) التعامل والتفاعل مع المواقف : 
ويُقصد بها النظر إلى الأمور والأشياء بطرق جديدة ومناظير مختلفة ، وهذا يساعد على المزيد من الفهم ، ومن ثم المزيد من الثقة بالذات وبالإنجاز .
( ٧ ) إدارة الوقت : 
يؤدي حُسن إدارة الوقت والتوزيع الزمني للمهام في ضوء اولوياتها ومحددات إنجازها إلى المزيد من النجاح . 
 
ج - مهارات التدعيم :
( أ ) التدعيم الاجتماعي : 
ويتضمن تعلم مهارات كيفية الحصول على الدعم الاجتماعي من الآخرين .
( ب ) التدعيم الذاتي : 
المشتق من الأداء الناجح والإنجاز الفعال . 
 
هذه المجموعة من المهارات لا بد من اكتسابها حتى يمكن للفرد إدارة ذاته بطريقة صحيحة ، مستخدماً تدريبات وإستراتيجيات متعددة منها :
أ - مراقبة الذات : وتتضمن ملاحظة الذات والتقارير الذاتية والتسجيل الذاتي .
ب - التعليقات والتغذية الراجعة الذاتية .
ج - تقويم الذات .
د - تعزيز الذات .
هـ - توجيه الذات .

 تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

 

موضوعات ذات صلة :

لغة الذات The language of the self

 تدريبات تنمية إدارة الذات  Self management development exercises   

السبت، 5 سبتمبر 2020

المشاعر ولغة الذات Feelings and Self Language


المشاعر ولغة الذات


١ - المقدمة :
أن تكون قادرًا على الإحساس هو جزء من كونك انسانًا ، والكثير من الأشخاص يعانون لفهم مشاعرهم أو سبب إحساسهم بهذا العمق .
ومن ناحية عاطفية نحن غالبًا نواجه مشاعر عديدة كردة فعل لموقف ما ، إذا كنت مكتئبًا فهنالك اعتقاد سائد أنك تشعر بالحزن ، ولكن على الأرجح أنت تشعر بالعديد من الأحاسيس مثل : 
الوحدة وأنك غير مرئي وغير مهم وبائس والعديد من الأحاسيس الأخرى .
والسبب وراء معاناة الكثير في تحديد مشاعره هو أنها غالبًا تختفي بسرعة ، فنحن نتعرض إلى الكثير من الأحداث الجديدة مما يعني أن مشاعرنا غير مستقرة وبالتالي تحديدها أمر معقد .

٢ - الإحساس والشعور :
الإحساس والشعور كلمتان مترادفتان في المعنى إلى حدٍ كبير ، فالإحساس نابعٌ من الحواس التي تُعدّ وسيلة الإدراك لدى جميع الكائنات الحية ، وهي التي تُساعد في معرفة الأشياء وتصنيفها .
أما الشعور فهو تابعٌ للإحساس ، لهذا يتداخل معنى الإحساس والشعور دون أن يعي الكثير من الناس ما الفرق بين الإحساس والشعور .
أما الشعور أو المشاعر فهو نشاط عقلي شديد يأتي نتيجة تجربة واعية لها درجة معينة من المعاناة أو المتعة ، ورغم كل هذا لا يوجد تعريف واضح للشعور ، لأنه متشابك بين العواطف والأحاسيس الإنسانية والشخصية والمزاج والدافعية وغير ذلك .
 
 
٣ - الفرق بين الإحساس والشعور : 
يتداول الناس كلمات الإحساس والشعور بشكلٍ شبه يومي ليصفوا حالاتٍ عدّة يمرّون بها ، لكنهم قد لا يعرفون ما الفرق بين الإحساس والشعور وقد يخلط الكثير من الناس بين هذين المصطلحين ويعتبرون أن معناهما واحدًا ، لكن في الحقيقة يوجد بعض الفروقات بين هذين المصطلحين ، وأوّل هذه الفروقات هو الفرق في المعنى . 
أ - معنى الإحساس في معجم المعاني : 
ظاهرة فسيولوجية نابعة من الداخل مثل ( العطش والجوع والألم ) وهو ناتج عن إحدى حواس الإنسان حين تتأثر بمؤثر ما ويمكن قياس الإحساس بحسب المتغيرات والمنبهات كما يمكن أن يكون الإحساس متبادلًا ويعني ( الانسجام والتفاهم والاتفاق ) وعكس الإحساس هو التبلّد . 
 
ب - معنى الشعور في معجم المعاني :
هو العلم بما في النفس أو بما يُحيط ويشمل ما في العقل من وجدانيات وإدراكات ونزعات ولهذا في علم النفس يوجد للشعور ثلاثة مظاهر وهي ( الوجدان والنزوع والإدراك ) ، والشعور هو الإدراك بلا دليل ، أما الشعور المشترك بين الناس فهو التضامن والإحساس الجماعي ، وعكس الشعور هو اللاشعور ، وينتج عن عدم خضوع العقل الباطن أو ما فيه من تكوين نفسي وعقلي للسيطرة والإدراك مما يؤثر على طريقة التفكير والتصرف .
 

٤ - مفهوم المشاعر :
المشاعر ( Emotion ) هي كلمة مشتقة من المصطلح اللاتيني ( emovere ) ويعني التجاوز ، المصطلح مزيج من الطاقة والحركة ويعد تعبيرًا يوضح أن الحياة حركة دائمة . 
المشاعر هي شيء نشعر به باستمرار عندما يحصل حدثًا يتطلب استجابة معينة في داخلنا قد نحس بالمشاعر من موقف أو تجربة أو ذكرى ، تساعدنا العاطفة على فهم التجارب التي نتعرض لها وتوضح لنا كيف نشعر تجاه تلك التجارب سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية .
احياناً في حالة الصدمة قد لا نستطيع تحديد مشاعرنا لأنها قد تتعثر ولا يمكننا معالجة المشاعر أو التفاعل معها بطريقة صحيحة .
تهدف المشاعر الإيجابية إلى تعزيز متعة التجربة حتى نسعى إليها مرة أخرى وتُنشّط المشاعر الإيجابية نظام المكافأة في أدمغتنا والذي يجعلنا نشعر بالأمان .
أما المشاعر السلبية فهي تحذرنا من المواقف الخطيرة وترفع من غرائز البقاء داخلنا حتى نصبح أكثر وعياً . 

٥ - تصنيف المشاعر :
المشاعِر المتعرّف عليها ثمان وأربعون والمقررة في الملاحظاتِ العاطفية واللغات التعبيرية .
ويمكن وُصف المشاعر على شكل شجرة تبدأ بجذعها الشخصية ثم بفروعها المشاعر الأولية ثم الثانوية ثم ما بعد الثانوية ، تلك الشجرة كانت الخطوة التالية من عجلة ( بلوتشك ) . 
أ - المشاعر الأولية :
المشاعر الأولية هي استجابة الجسد الأولى وغالباً يسهل التعرف عليها لأنها قوية جداً .
تخيل أن شيئاً قد حدث وفجأة شعرت بإحساس ، إحساس قوي ، إحساس يعبر عن ردة الفعل الأولى لما حدث وأكثر المشاعر الأولية شيوعاً ( الخوف والسعادة والحزن والغضب ) وهي مشاعر غريزية أولية تبقينا على قيد الحياة .
هذه المشاعر قد تكون مشاعر ثانوية أيضًا في مواقف مختلفة ، ولكن ردة الفعل الأولى هي عادة إحدى تلك المشاعر ، فإذا رن الهاتف وبدأ شخص ما بالصراخ بلا سبب فأنت على الأرجح قد تشعر بالغضب أو الخوف أو إذا اتصل شخصٌ ما وأخبرك بأن كلبك قد مات سوف تشعر بالحزن ، بالرغم من أنه ليس هناك دافع قوي يستخرج مشاعرنا الأولية فهي قابلة للتكيّف .
المشاعر الأولية عابرة أو مؤقتة أكثر من المشاعر الثانوية ولهذا السبب هي أقل تعقيداً وأسهل للفهم ، أول شيء نشعر به مرتبط مباشرةً بالحدث أو المحفز ولكن مع مرور الوقت نكافح لربط تلك المشاعر بالحدث لأن عواطفنا قد تغيرت .

ب - المشاعر الثانوية :
تعد العواطف الثانوية أكثر تعقيداً لأنها غالباً تشير إلى شعورك تجاه المشاعر الأولية وتلك هي المشاعر التي نتعلمها من والدينا أو أولياء أمورنا مع تقدمنا في العمر مثال ( عندما تشعر بالخوف قد يؤدي إلى الغضب والغضب يؤدي إلى الكراهية والكراهية تؤدي إلى المعاناة ) .
 
٦ - دائرة بلوتشك للعواطف : ( خارطة المشاعر )
أسس عالم النفس روبرت بلوتشك خارطة للمشاعر ( عجلة العواطف ) صممت العجلة بطريقة سهلة حتى يفهمها العملاء ، لأنها أيضاً تستخدم الألوان لتصنيف كل من المشاعر الإيجابية والسلبية، وأيضا سهلت تحديد المشاعر المعاكسة ، من فوائد هذه العجلة أنها سهلت التعرف على شدة المشاعر والعلاقة بين شعور واحد بالمشاعر الأخرى .
 حيث  اعتقد أن هناك ثمانية عواطف أولية ذات قطبين : 
الفرح مقابل الحزن . 
غضب ضد الخوف . 
الثقة مقابل الاشمئزاز . 
والمفاجأة مقابل الترقب . 
نموذجه أيضا يربط بين فكرة دائرة العاطفة وعجلة الألوان . العواطف الأولية يمكن التعبير عنها تماما مثل الألوان في كثافات مختلفة ويمكنك خلط مع واحد مع الآخر لتشكيل المشاعر المختلفة .
العدوان = الغضب + حذر رعب ورهبة
ازدراء = الاشمئزاز + الغضب . ويقابله : تسليم وخضوع
الندم = الحزن + الاشمئزاز. ويقابله: الحب
استنكار = وخيبة مفاجأة + الحزن. ويقابله: التفاؤل
رهبة = الخوف + مفاجأة. ويقابله: العدوان
تسليم وانقياد = الثقة + الخوف. ويقابله: الاحتقار وازدراء
حب = مرح + الثقة. ويقابله: الندم
التفاؤل = التوقع + الفرح . ويقابله: الرفض





المشاعر الأساسية :
في عام ١٩٨٠ وضع روبرت بلوتشيك مخطط عجلة العواطف و وضح فيه ثمانية مشاعر أساسية
وقسمها على أربع مجموعات زوجية متضادة وهي 
( الفرح والحزن - الغضب والخوف - الثقة والارتياب - الاندهاش و التوقع ) .
وهذه المشاعر الأساسية المترابطة أو ما تسمى ( ببرامج التأثير ) هي فطرية و شاملة و تلقائية ومحفز عالي لسلوك قيمة البقاء ، 
أن المشاعر الأساسية لها دور أساسي في انتاج مشاعر معقدة عن طريق دمج المشاعر الأساسية . على سبيل المثال: 
الاحتقار هو عبارة عن دمج بين الغضب والاشمئزاز
وضع روبرت بلوتشيك مخطط عجلة العواطف ووضح فيه ثمانية مشاعر أساسية باللإضافة إلى ثمانية مشاعر مشتقة تتكون كل منها من عاطفتين أساسيتين .
في حين أن المشاعر المعقدة قد تكون نتيجة مزج بين المشاعر الأساسية والإدراكية ويكون هذا المزيج شائع ومهم بشكلٍ كافٍ لتسميته في اللغة ، وبالتالي يمكن للإحباط أن يرقى إلى مستوى الغضب ممزوجاً بالاعتقاد وبأنه ليس هناك ما يمكن فعله ، 
إضافة إلى أن المشاعر الأساسية قد تكون الى حد ما نتيجة الإدراك المعقد جدا ، فالمشاعر المعقدة هي المشاعر نفسها التي كونتها وأنشئها ثقافة الفرد وليست دوافعها المحتملة ، فالشماتة مثلا ليست شعور شائع مع كل الناس في مختلف الازمنة .
مثال : ذعر أحمد عندما أدرك أو حتى اعتقد أنه نام عن اختبار مهم واذا كان أحمد المسكين خائف من فوات اختباره فإن التأثير الأكبر يعود الى قيمة النجاح الأكاديمي لثقافته وخلفيته .
 


٧ - تصنيف بلوتشك للعواطف : 
وطبقا لهذا التصنيف يمكن تميز  ٤٨ عاطفة .
مشاعر سلبية قوية :
( غضب - انزعاج - اشمئزاز - ثوران - احتقار ) 
مشاعر سلبية استسلامية :
( ملل - يأس - إحباط - جرح - حزن )
أفكار ايجابية :
( شجاعة - أمل - تواضع - ثقة - إشباع - اقتناع )
سلبية وغير متحكم فيها :
( توتر - خوف - بؤس - عجز - قلق - ارتباك )
إيجابية هادئة :
( هدوء - استرخاء - راحة - قناعة - صفاء )
إيجابية نشطة :
( إثارة - سعادة - سرور - مرح - بهجة - تسلية )
أفكار سلبية : 
( فخر - شك - حقد - شعور بالذنب - عار - إحباط )
مشاعر اهتمام :
( مودة - تعاطف - حب - تودد )
مشاعر تفاعلية :
( لطف - أدب - دهشة - تشويق )
مشاعر إثارة : 
( هياج - ضغط - صدمة - شد عصبي )

الأحد، 5 يوليو 2020

تنمية مهارات التفكير Improving thinking skills

 
 
تنمية مهارات التفكير

١ - المقدمة :
 التفكير ضرورة من ضروريات الحياة بالنسبة للإنسان ولا غنى عنه كالتنفس ، ويبدو أن تنمية مهارات التفكير بات حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى ، لأن العلم أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة ، 
 ولذلك اصبح من الضروري التعرف على استراتيجيات التفكير المختلفة والتي تقودنا إلى تفكير منظم وهادف .
فهناك مثل صيني مشهور يقول ( أعطني سمكة أشبع اليوم وعلمني كيف أصطاد أشبع مدى الحياة ) .
 
٢ - مفهوم مهارات التفكير :
يتمتع كل شخص بمهارات تفكير مختلفة عن الآخر ، حيث يستخدمها كل منا بطريقة ما ، فقد يُحسن أحدهم استخدامها بفعالية في حين يفشل آخر في تطويعها بشكل مفيد ، فمهارات التفكير هي عبارة عن مجموعة من العمليات المحددة التي يقوم الفرد بممارستها بشكل منظم بهدف معالجة البيانات والمعلومات وحفظها، وذلك من خلال وصف الأشياء وتصنيفها وتدوين الملاحظات والتخطيط والتحليل والتنبؤ بالأمور والتقييم بهدف الوصول للاستنتاجات
 

٣ - مهارات التفكير الأساسية :

تتعدد مهارات التفكير التي يجب أن يكتسبها الفرد وقد يتقن شخص إحدى هذه المهارات في حين يصعب عليه تنفيذ مهارة أخرى ، ومن بين أبرز مهارات التفكير هي الأصالة والطلاقة والمرونة وتدوين الملاحظات والتصنيف وتحمل المسؤولية وتنمية المفاهيم وتطويرها وحل المشكلات والاستنتاج وغيرها من المهارات ، 
ومن أبرزها :
 ا - مهارة الأصالة :
تستخدم هذه المهارة بهدف خلق طرق جديدة واستثنائية للتفكير بهدف الوصول إلى أفكار فريدة من نوعها وذكية وغير مسبوقة .

 ب - مهارة المرونة :
هي المهارة التي يتم من خلالها فعل الأشياء بطرق مختلفة ، كما أنها تستخدم لتوليد أنماط وأصناف متنوعة من التفكير وعدم الاعتماد على اتجاه واحد فقط للتفكير .

ج - مهارة الطلاقة :
تسمح هذه المهارة بالوصول إلى أفكار جديدة كلياً من خلال التفكير بحرية تامة في ضوء عدد من الأفكار ذات العلاقة .

د - مهارة تدوين الملاحظات :
تعتمد على تسجيل البيانات والمعلومات ذات الأهمية باختصار في شكل ملاحظات للاستعانة بها .
 
هـ - مهارة تحمُّل المسؤولية :
هي مهارة تعتمد على إدراك الشخص لأهمية وضرورة قيامه بشيء ما اعتماداً على نفسه بهدف بناء نوع من الدافعية الذاتية .

و - مهارة الوصول إلى المعلومات :
تستخدم هذه المهارة بهدف الوصول إلى المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة محل التفكير لاستخدامها في الوصول لحل .

ز - مهارة التذكر :
تعتمد هذه المهارة على تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى بالعقل بهدف الرجوع إليها لاحقاً عند الحاجة لاستخدامها .

 ح - مهارة إصدار الأحكام :
هي مهارة تعتمد على استخدام المعلومات المتوفرة والبيانات المقدمة للوصول إلى حكم أو حل نهائي اعتماداً على الاستنتاجات .

ط - مهارة إدارة الوقت :
تستخدم هذه المهارة لتحقيق الاستغلال الأمثل للوقت المحدد للقيام بأعمال ومهام معينة لتحقيق أهداف شخصية .

ى - مهارة التصنيف : 
هي مهارة تعتمد على تقسيم الأشياء وتوزيعها ضمن فئات محددة ومجموعات ، بناءً على صفاتها وخصائصها المختلفة وأوجه التشابه والاختلاف .

ك - مهارة الاستنتاج :
هي مهارة تحتاج لاستخدام جميع المعلومات والمعطيات المتاحة للاستفادة منها في التفكير للوصول إلى نتيجة معينة .

ل - مهارة التفكير الناقد :
يقوم الشخص بالتفكير في المشكلة من جميع جوانبها والأخذ في الحسبان جميع الحقائق والمعلومات وفحص وتحليل الآراء المختلفة للوصول لحل .

م - مهارة وضع البدائل والخيارات :
تعتمد هذه المهارة على وضع خيارات وحلول عديدة للمشكلة، من خلال إيجاد الحل وبديله حتى لا يتعثر الشخص في التفكير .

ن - مهارة المقارنة :
هذه المهارة تعتمد على البحث عن أوجه الاختلاف والتشابه بين الأشياء المختلفة وبين المشكلة وأخرى .

 س - مهارة التلخيص :
تستخدم هذه المهارة لإيجاز واختصار المعلومات وصياغتها بطريقة مبسطة من خلال التركيز على النقاط الأساسية فقط واستبعاد غير المهمة .

ع - مهارة التخطيط :
تعتمد هذه المهارة على وضع نقاط معينة في شكل خطة للتطبيقها بشكل منظم بهدف تحقيق الهدف المنشود .
 
ف - مهارة ترتيب الأولويات :
هذه المهارة تستخدم لتنسيق وتنظيم الأفكار والأشياء والمشاريع المختلفة وفقاً لأهميتها ، حيث تكون متدرجة من الأكثر أهمية إلى الأقل .
 

٤ - تنمية مهارات التفكير :

أ - مهارات الإعداد النفسي .
ب - مهارات الإدراك الحسي والمعلومات والخبرة .
ج - المهارات المتعلقة بإزالة العقبات وتجنب أخطاء التفكير .
د - مهارات تطويع العقل للموقف .
 
أ - مهارات الإعداد النفسي :
( ١ ) الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج .
( ٢ ) المرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير .
( ٣ ) الإقرار بالجهل إن لزم ، الاستماع إلى وجهة نظر الآخرين ( فتأخذ بها أو ترفضها ) ، استشارة الآخرين .
( ٤ ) الاستعداد للعدول عن وجهة نظرك وتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر ، التريُّث في استخلاص النتائج .
( ٥ ) تجنب التناقض والغموض ، وسهولة التواصل مع الآخرين بأفكار مُقنعة وواضحة ومفهومة .
 
ب - مهارات الإدراك الحسي :
( ١ ) توجيه الحواس حسب الهدف والخلفية العلمية أو الفكرية للموضوع .
( ٢ ) الاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية ، أي تمحيص الاحساسات والتأكد من خلوها من الوهم والتخيلات .
( ٣ ) توسيع نطاق الرؤية بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا .
( ٤ ) تخزين المعلومات وتذكرها بطريقة منظمة واستكشافية ( إثارة التساؤلات ، استكشاف الأنماط ، استخدام الأمارات الدالة والأشياء المميزة ، اللجوء إلى القواعد التي تسهل تذكر الأشياء ) .
 
ج - المهارات المتعلقة بتجنب أخطاء التفكير :
( ١ ) الابتعاد عن التمركز حول الذات .
( ٢ ) استخدام التفكير للاستكشاف و ليس للدفاع عن وجهة النظر .
( ٣ ) تجنب القفز إلى النتائج، أو الخلط بين الفرضيات والحقائق .
( ٤ ) تجنب التعميم بغير أساس .
( ٥ ) تجنب المبالغة (التهويل) أو التبسيط الزائد .
( ٦ ) تجنب النمطية .
( ٧ ) تجنب الأطراف (أبيض/أسود) إذا كان هناك بدائل أخرى .
( ٨ ) معالجة أسباب المشكلات، وليس الأعراض .
( ٩ ) تجنب أخذ الأمور على محمل شخصي .
 تجنب الاستنتاج من التفاصيل و إهمال باقي الموضوع .
 تجنب الاستنتاج من التفاصيل و إهمال باقي الموضوع .
( ١٠ ) تجنب التحيز و الاعتياد و الاستيعاب الاختياري .
( ١١ ) تجنب الانسياق وراء الزحام بغير تحليل .
( ١٢ ) ابحث عن حلول و بدائل غير تقليدية .
( ١٣ ) شجع التفكير الابتكاري كهدف بغض النظر عن نتائجه .
( ١٤ ) لا تنفي وجود الشيء، لمجرد أنك لا تعلمه .
( ١٥ ) تجنب الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في اتخاذ القرار دون اعتبار لخصوصيات الموقف .
 
د - مهارات تطويع العقل للموقف :
( ١ ) التعرف على الغرض من التفكير .
( ٢ ) تحديد نمط التفكير الملائم للموقف ومرحلة التفكير .
( ٣ ) الاستعداد لتقبل نواتج التفكير .
( ٤ ) الاستعداد لتغيير نمط التفكير إذا تغير الموقف أو مرحلة التفكير .
( ٥ ) قبول نواتج التفكير إذا حققت أهدافك في الوقت المحدد .

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...