أهمية العاطفة
١ - المقدمة :
إن العاطفة هى جوهر الإنسان وفطرة قد جبلها الله في الإنسان لتحافظ عليه وتدفعه إلى العمل والرقي ، وهي بحنب ذلك فتنة ، شأنها كالعقل فإما أن يستخدمها في الخير ، أو تغلبه فتهوي به إلى الشهوات أو حتى الوساوس .
والعاطفة تمثل حيات الإنسان فبدونها ما هو إلا آلة عديمة الإحساس والشعور ، فالعاطفه هي التي تعطي الحياة والقوة ، وهي التي تعطي الحزن والألم ، فلذلك ليس للحياة دونها طعم أو معنى .
٢ - قوت العاطفة :
وتختلف هذه العاطفة قوة وضعفا ، فقد تكون ضعيفة رخوة لا تحرك شعورا ولا تثمر عملا .٣ - أهمية العاطفة :
وقد تكون متذبذبة لا تتحرك إلا إذا أثيرت بالصدمات أو الشهوات وهذه بطبيعة الحال وكما يقال ( لا تكاد تثور حتى تغور ، ولا تكاد تتأجج نارها حتى تنطفيء ) . وقد تكون هذه العاطفة عقيدة راسخة متمكنة في القلب والنفس فتستولي عليهما فتثمر عملا طيبا أو شريرا .
وهكذا تصنع هذه المشاعر الإنسان وتصيغ كيانه فالشخص المتفائل على سبيل المثال غير الشخص المتشائم ، والإنسان ذو الهمة العالية يختلف عن الكسول الجامد وهكذا تصوغ العاطفة حياة الفرد والمجتمع .
إن العواطف في الحقيقة هي ما يشعر الإنسان بالسعادة أو الشقاوة في هذه الحياة الدنيا ، فالإنسان المتزن عاطفيا هو الإنسان الناجح المثمر ، أما الإنسان ذو الفراغ العاطفي أو الإنسان المكتئب أو القلق أو الإنهزامي فهذا لن يكون ناجحا بطبيعة الحال ، بل هو إنسان مريض بحاجة إلى علاج .
والعواطف لدى الإنسان كثيرة فهي بعدد دوافعه وغرائزه ورغباته ، سواء في ذلك الفردية منها أو الجماعية وسواء في ذلك ما يدعوه إلى البهيمة أو الملائكية ، ولأجل هذا كان جهاد النفس في الإسلام هو الجهاد الأكبر .
٤ - توازن العواطف :
والكبت لهذه العواطف عند علماء النفس يعتبر خطأ جثيم لأنه ينتج شخصا غير متزن وغير سوي ، كما أن الإنجراف وراء ثورات العواطف يلغي العقل ويحجب الرؤية عنه ، فلا بد من الإتزان وذلك بالتحكم في هذه العواطف ومعرفة الرسائل التي تحملها ، ولا يمكن هذا إلا بفهم هذه المشاعر لإنها هي المفتاح والدليل لشخصياتنا وهي الوسيلة في التواصل مع أنفسنا والأخريين .
والإنسان غالبا لا يعرف التصرف مع هذه المشاعر فتجده يخفيها ثم يفرغها في المكان الخطأ أو عند الشخص الخطأ ، فقد يجد المرء أنه من الأسهل عنده أن يفرغ الطاقات السالبة التي أخذها من العمل في زوجته وأولاده في المنزل ، وأن توبيخه للسائق الآخر أسهل عنده من الإعتذار والإعتراف بأنه هو كان المسرع والمتهور في القيادة .
وهكذا يكون التحكم في العواطف هو الأمر الأمثل فلا كبت ولا انجراف ، وبالتحكم تكون هذه العواطف وسائل بناء ورقي لا معاول هدم وإغلاق للعقول . إن العواطف الراسخة الحية في القلب هي في الحقيقة البذرة الأولى للحياة وبدونها لا حياة .
وما أن تثبت تلك العاطفة في القلب حتى يتبعه الجسد بالعمل والجد فليس هناك عمل ذو شأن ليس وراءه دافع قوي للقيام به .
موضوعات ذات صلة :
المشاعر ولغة الذات Feelings and Self Language
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق