الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills





تنمية
مهارات إدارة العلاقات 
 
أولا - المقدمة :
إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع مختلف أنواع البشر واختلاف طباعهم وشخصياتهم واتجاهاتهم لابد من تعلم فن إدارة العلاقات الاجتماعية وتنمية هذه المهارات ، واكتساب العديد من الخبرات التي تؤهل لهذه المهمة ، وتساعد في تحقيق تعامل ناجح ومثمر وبناء علاقات إيجابية دون التعرض لكثير من المشاكل والعقبات .
في الحقيقة فإنَّ كل العلاقات تتطلَّب بذل مجهود حتَّى العلاقات التي تبدو أكثر يُسراً . حيث يستغرق العمل على تنمية العلاقة قدراً من الوقت والجهد والخبرة .
وهذه الخبرة هي الذكاء العاطفي ، فإذا أردت علاقةً لها القدرة على البقاء والنموّ عبر الزمن ويمكنك فيها إشباع حاجاتك وحاجات الطرف الآخر ، فإنَّ مهارة الذكاء العاطفي هي ( إدارة العلاقات ) .
فالعلاقات جزءٌ أساسيٌّ لا يتجزأ من الحياة ونظراً لأنّك تمثِّل شطر أيّ علاقةٍ يقع عليك نصف المسؤولية لتقوية روابط هذه العلاقة .

 

ثانيا - تنمية مهارات إدارة العلاقات :


١ - كن متفتِّحاً وفضوليّاً :
لكي ترتقي سلّم النجاح وتحافظ عليه لابدَّ أن تجعل التفتُّح والفضول جزءاً من وظيفتك لا محالة .

والتفتُّح معناه مشاركة المعلومات عن نفسك وعن الآخرين ، ويمكنك الاستفادة من مهاراتك في إدارة الذات لتختار الطريقة التي تبدو بها متفتِّحاً وما الذي تشارك به ، أيضاً عليك أن تُبرز اهتمامك بما لدى الطرف الآخر أي أن تكون فضوليّاً لتعرف ما لديه .

وكلّما أبديت اهتماماً واكتساباً للمعلومات عن الشخص الآخر وأحسنت تحديد حاجاته وقلَّت فُرَص سوء فهمك له ، وعندما تطرح أسئلةً اعتمد على مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتختار المكان والزمان المناسبين .
دع حُب الاستطلاع يبدو على نبرة صوتك وعندما يبدو الطرف الآخر متفتِّحاً أمامك فلن تكتسب معلومات تساعدك على إدارة العلاقة فحسب بل سوف يُقَدّر لك الطرف الآخر اهتمامك به . 
 

٢ - عزِّز أسلوب التواصل الطبيعي لديك :
سواءً أدليت بدلوك في حوار الآخرين أو تراجعت في صمتٍ معترضاً ، فإنَّ أسلوب تواصلك الطبيعي يحدِّد شكل علاقاتك .
صِفْ في أعلى صفحة يومياتك ماهيّة أسلوبك الطبيعي ، أطلق عليه ما تشاء من صفات .
هل هو أسلوبٌ مباشرٌ أم غير مباشر ، هل هو مريحٌ أم جاد ، حادٌ أم فضولي ، معتدلٌ أم متطفِّل ؟
يرجع اختيارك للاسم إلى أنَّك من المحتمل أن تكون قد سمعت ذلك الوصف لأسلوبك أكثر من مرّة .
وعلى الجانب الأيسر من الورقة دوِّن مميِّزات أسلوبك الطبيعي ، وهي الجوانب التي ينظر إليها الناس بعين الاعتبار عندما تتعامل معهم . وفي الجانب الأيمن جهِّز قائمةً بالمواضع السلبيّة التي تؤدِّي إلى وقوع اضطراب أو ردود فعل غريبة أو مشكلات . حينما تنتهي اختر ثلاثاً من المميِّزات التي يمكنك الإكثار من ممارستها لتطّور من تواصلك .
واختر بعد ذلك ثلاثة مواضع سلبيّة وفكِّر في طُرُق إمَّا للتخلُّص من هذه السلبيّات وإمَّا للتقليل من أهميّتها أو تحسينها .
كن صادقاً مع نفسك فيما سوف تفعله وما لا تنوي فعله ، وإذا احتجت مساعدةً لتحديد أيّ الجوانب سيعود عليك بأفضل النتائج فما عليك سوى أن تسأل أصدقائك وزملائك في العمل وأسرتك ليسعفوك باقتراحاتهم .

 
 
٣ - تجنَّب إصدار إشارات متضاربة :
التناغُم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد ، وثقة الناس فيما تراه أعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه .
وعندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك تصيب الآخرين بالارتباك والإحباط وبمرور الوقت سيتسبَّب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثِّر على علاقاتك .
وللتخلُّص من مشكلة تضارب الإشارات استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرُّف على مشاعرك واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبِّر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها .
في الفترة المقبلة ركِّز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله ، سجّل ملاحظات ذهنيّة عندما تخبر شخصاً ما بأنَّك على ما يرام ، بينما يُرسِل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة .
وعندما تعي أنَّك ترسل إشارات متضاربة ، عليك القيام بإعادة الضبط للتطابُق أو فسّر ذلك التعارض .




٤ - تذكّر الأمور الصغيرة التي تقوِّي التواصل :
في العلاقات المتعلِّقة بكلٍّ من الإطارين الشخصي والعملي نادرا ما نسمع كلمات مثل
(( من فضلك - شكراً جزيلاً - معذرةً )) .
إنَّ سماع هذه الكلمات قد يكون له أثرٌ إيجابيٌّ على الروح المعنويّة .
فكّر في أغلب المرّات التي تقول فيها كلماتٍ من العيّنة السابقة عندما يتطلَّب الأمر ذلك ، إن لم تكن تستخدمها غالباً فقد يرجع ذلك إلى قلّة الوقت أو التعُّود أو الإحراج او ألم نفسي .
اسعَ إلى تبنِّي عادة إدخال المزيد من هذه العبارات في علاقاتك .

 
 
٥ - تقبّل النصيحة :
يُعَدُّ التقييم او النصيحة هبةً فريدة تهدف إلى مساعدتنا على التطوُّر بطرقٍ قد لا ندركها في شخصنا .
وحتَّى تتقبَّل التقييم على نحوٍّ جيّد فكّر أوّلاً في مصدر تقييمك .
ينبغي أن يكون شخصاً لديه وجهة نظر مناسبة ، وأن يكون على درايةٍ بك وسبق له رؤية أدائك ومهتمّاً بأن يراك تتطوَّر .
وإذا تسلّمت التقييم عليك الاستعانة بمهاراتك في الوعي الاجتماعي لتستمع وتصغي بالفعل لما يُقال .
اطرح أسئلةً للتوضيح واسأل عن أمثلةٍ لتفهم وجهة نظر هذا الشخص على نحوٍ أفضل ، وسواءً وافقت على ما يقال أم لم توافق قم بشكر هذا الشخص على رغبته في المشاركة لأنَّ تقديم التقييم هدية يقابلها قبول التقييم .
ومن المحتمل أن يكون تلقِّي التقييم أصعب جزءٍ من العمليّة ، وإذا قرَّرت ماذا ستفعل بشأن التقييم فأَتْبِع ذلك بالخُطط .
- إنَّ القيام بالتعديلات في الواقع سوف يوضِّح للشخص الذي قام بتقييمك أنَّك تقدِّر تعليقاته .
- تناول تقييم هذا الشخص بمأخذ الجد وحاول تطبيق مقترحاته ، فليس هناك ما هو أفضل من هذه الطريقة لتقوِّي أواصر علاقتك به .

 
 
٦ - بناء روابط الثقة :
الثقة تستغرق وقتاً ليتم بناؤها ويمكن فقدها في ثوانٍ ويمكنها أن تكون الهدف الأهمّ والأصعب في إدارة علاقاتنا .
ولكي تبني روابط الثقة استخدم مهارات الوعي الذاتي وإدارة الذات لتكون أوّل من يقوم ببعض المجازفة ، وشارك بعض أو جزء من الأمور الشخصيّة عن نفسك في كلّ مرَّة .
لا تعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون كتاباً مفتوحاً دفعة واحدة .
إدارة علاقاتك تحتاج إلى إدارة ثقتك بالآخرين .
لذلك حدِّد العلاقات الموجودة في حياتك التي تحتاج لمزيدٍ من الثقة واستخدم مهارات الوعي الذاتي لديك لتسأل نفسك ما الذي ينقصها . استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتسأل الطرف الآخر ما الذي يجب فعله لبناء الثقة واستمع للإجابة .
السؤال سيُظهِر أنَّك تهتم بالعلاقة وهو ما سيساعد في بناء الثقة وتعميق العلاقة .



٧ - إتباع اسلوب الباب المفتوح :
إذا كنت في حاجةٍ لأن تصبح أكثر انفتاحاً وأن تُظهِر للناس أنَّ بإمكانهم إجراء حواراتٍ غير محدَّدة مسبقاً وغير رسميّة معك ، فاعلم أنَّ اعتماد هذه الاسلوب هو الحلّ الأمثل لك . تسمح سياسة الباب المفتوح لأيّ شخص بالتحدُّث مع أيّ شخصٍ على أيّ مستوى وتشجِّع الاتصال المباشر والسهل على كافة المستويات .
اسأل الأشخاص من حولك عمَّا إذا كنت في حاجة لتبنِّي سياسة الباب المفتوح لتدير علاقاتك بشكلٍ أفضل .
وتذكَّر إنَّ زيادة إمكانيّة الوصول الخاصة بك يمكنها أن تحسِّن علاقتك وأنها تفتح فعلياً باباً للاتصال حتَّى لو كان افتراضيّاً ( عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف ) .
سيشعر الاشخاص بالتقدير والاحترام بسبب الوقت الذي تخصِّصه لهم وأنت ستحصل على الفرصة لمعرفة المزيد عن الآخرين .


 
 
٨ - لا تغضب إلا عن قصد :
إنَّ الغضب عاطفةٌ موجودة لسببٍ ما ، وهي ليست عاطفة يمكن كبتها أو تجاهلها ، لكن إذا أدركتها كما ينبغي واستخدمتها بشكلٍ هادف فبإمكانك أن تحصل على نتائج تعزِّز علاقاتك من دون شك .
فالتعبير عن الغضب بالطرق المناسبة يُوْصِل مشاعرك القويّة ويذكِّر الناس بخطورة الموقف .
ولاكن التعبير المُفرِط عن الغضب أو التعبير عنه في الوقت غير المناسب سيتسبَّب في جمود عواطف الآخرين تجاه ما تشعر به ويجعل أخذُك على محمل الجدّ صعباً عليهم .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لديك للتفكير وتحديد درجات غضبك المتفاوتة .
اكتب ذلك ومتى تشعر بهذه الطريقة ، ثمَّ حدِّد متى يجب عليك أن تُظهر غضبك بناءً على معيار أنَّ مشاركة هذا الغضب سيحسِّن من هذه العلاقة بطريقةٍ ما .
استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتفكِّر في الأشخاص الآخرين المشاركين وردود أفعالهم .

 
 
٩ - لا تتجنّب الأمور الحتميّة :
اذا كان هناك شخص يزعجك وقام رئيسك في العمل بإعطائك مهمة ضخمة لتعملا عليها معاً . والآن عليك اكتشاف كيف ستعملان معاً ؟
عند هذه النقطة تكون مهارات إدارة العلاقة ضروريّة بمعنى الكلمة ، وإليك استراتيجيّة أساسيّة للعمل مع شخص مزعج :
لا تتجنّبه ولا تتجنّب الموقف ، تقبّل الموقف واختر أن تستخدم مهارات ذكائك العاطفي لتمضي قدماً معه .
ستحتاج لأن تراقب عواطفك وأن تتّخذ قراراتٍ عن كيفيّة إدارة تلك العواطف بما أنَّك لست بمفردك في هذا الأمر ، استحضر مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتجعل هذا الشخص تحت سيطرتك ، ولتضع نفسك مكانه.
تقابل معه لتعرف ما الخبرة التي سيضيفها وخياراته للعمل معك في هذا المشروع .
راقب لغته الجسديّة لترى كيف يستجيب معك ، ربّما تسبِّب له نفس القدر من الإحباط .
شارك خياراتك لإدارة هذا المشروع وتوصّلا لاتفاق .
يمكنك أن تقول له أنّك تفضِّل أن تعملا في أجزاء منفصلة من المهمة وتتقابلا كل فترة لتضمنا أنّكما تسلكان المسار الصحيح .
إذا وافق على ذلك فهذا يعني أنَّ صفقة عملك قد تمَّ إبرامها .
أمّا إذا لم يوافق فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتطبِّق الكثير من مهارات إدارة الذات والوعي الاجتماعي حتَّى تتوصَّلا إلى اتفاق .
إذا شعرت بالإحباط على طول الطريق اسأل نفسك عن السبب وقرِّر كيف ستوجِّه نفسك في اجتماعكما المقبل ، ذكِّرا نفسيكما بهدف هذه المهمة في نهايتها ، ابحث عن طريقة لتعترف بما تم إنجازه بالعمل معاً .


 
 
١٠ - تقبّل مشاعر الطرف الآخر :
إنَّ أحد مفاتيح إدارة العلاقات هو أن تميل إلى الشيء الذي يزعجك وتأخذ دقيقةً لتعترف بمشاعر الآخرين ، وليس لتكبتها أو تغيِّرها ، ماذا يمكنني أن أفعل؟
يمكنك أن تقول ( أنا حزين لأنّكِ منزعج ) ، سيُظهر هذا للشخص أنَّه إذا كان البكاء هو ما سيساعده ، فإنّك مستعد لتقدِّم له منديلاً ورقيّاً .
إنَّ مثل هذه التصرُّفات البسيطة توضِّح المشاعر من دون أن تجعل منها موضوعاً كبيراً أو تهمِّشها أو ترفضها .
كلّ شخصٍ لديه الحق في الإعلان عن مشاعره حتّى لو لم تمر أنت بنفس الشعور .
لا يجب عليك أن تتَّفق مع الطريقة التي يشعر بها الناس ، لكن يجب عليك أن تعترف بأنَّ تلك المشاعر مَشْرُوعَة وأن تحترمها .


١١ - جامل مشاعر الشخص أو موقفه :
لكي تتدرَّب على مجاملة المشاعر في علاقاتك فكِّر في موقفٍ عاطفيّ أو موقفين مررت بهما ، وكان هناك شخص حاضر كيف تَجَاوَبَ معك الشخص الآخر ؟
هل تسبَّب ردُّه في تحسين مزاجك ، أم في جعله أسوأ ؟
هل كان هذا الشخص قادراً على مجاملة حالتك العاطفيّة ؟
بمجرّد أن تُجيب عن هذه الأسئلة يكون دورك أن تركِّز على مجاملة مشاعر الآخرين في المواقف التي يواجهونها .
امنح نفسك أسبوعاً أو أسبوعين لتكون مستعدَّاً لمساعدة الأشخاص في علاقاتك الأكثر قُرباً .
اكد على نفسك أنَّ دورك هو أن تُلاحظ حالتهم المزاجيّة وأن تكون متواجداً من أجلهم بشكلٍ إيجابي .
سواء كنت متحمِّساً أو قلقاً بشأنهم ستظهر أنك مرهف الشعور وأنك مهتمٌّ بما يمرُّون به . 




١٢ - أظهر اهتمامك :
هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ حولك يوميّاً .
عندما تهتمّ لأمرٍ ما أظهر اهتمامك لا تتردَّد أو تؤجِّل هذا إلى الأسبوع المُقبل .
افعل شيئاً هذا الأسبوع أو حتّى هذا اليوم .
إنَّ الأشياء البسيطة مثل بطاقات التهنئة أو الأشياء الأخرى غير المُكلفة ولكنّها معبّرة والتي تُلخِّص ما تشعر به هي كلّ ما تحتاج إليه لتترك انطباعاً وتقوِّي العلاقة .


 
 

١٣ - اشرح القرارات التي تتّخذها :
نحن لسنا أطفالاً بل راشدون ولكي نؤيِّد فكرةً ما يجب أن نفهم لماذا تمَّ اتّخاذ القرار .
عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات ، ضع هذا في اعتبارك بدلاً من أن تُحدِث تغييراً وتتوقَّع من الآخرين أن يقبلوا به ، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار موضِّحاً البدائل ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية .
إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار ومقترحات في وقتٍ مبكِّر فسيكون هذا أفضل .
في النهاية اعترف كيف سيؤثِّر هذا القرار على كلّ شخص ، يُقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة ، حتّى لو كان القرار سيؤثِّر عليهم سلباً .
إنَّ الشفافية والصراحة أيضاً يوضِّحان للناس أنَّهم مصدر للثقة والاحترام بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله وإبقائهم في الظلام .


 
 
١٤ - اجعل توجيهك مباشراً وبنّاء :
إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التوجيه ، إليك كيف تفكِّر في التوجيه مع الذكاء العاطفي :
إنَّ إعطاء التوجيه هو حدثٌ يبني العلاقات ويتطلَّب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعّالاً .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدِّد مشاعرك عن التوجيه . هل أنت مرتاحٌ لهذه العملية ؟ لماذا نعم ؟ ولماذا لا ؟
بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرِّر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة .
ثمَّ بعد ذلك استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكِّر في الشخص الذي يتلقَّى التوجيه .
تذكَّر إنَّ التوجيه يهدف إلى مخاطبة المشكلة وليس الشخص .
كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكلٍ واضح ومُباشر وبنَّاء ومحترم ؟
إنَّ التوجيه البنَّاء يتكوَّن من شقّين :
مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير .
كمثال : أسامة زميل في العمل رقيقة المشاعر ، وبما أنَّ هذه تجربة بناء العلاقات ، فضع أسامة في اعتبارك عند تخطيطك للتوجيه ، إنَّ استخدام عبارات مثل ( أنا أظن - أنا أعتقد ) في بداية الجملة قد يخفِّف الصدمة .
وبدلاً من قول ( إنَّ تقريرك بشع ) ،
استخدم ( أنا أعتقد أنَّ هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة ، هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات ؟ ) .
هنا يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً وليس إلزاميّاً .
في النهاية اطلب من الشخص أن يقدِّم أفكاره وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك .


 
 
١٥ - وفِّق بين قصدك وتأثيرك :
لكي توفّق بين كلامك وتصرُّفاتك وبين نيّتك او قصدك ، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه ، فكِّر قبل أن تتكلَّم أو تتصرَّف وقم بعمل تحليلٍ سريع واتّخذ رد الفعل المناسب والدقيق .
فكِّر في موقفٍ حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته ، سجله على قطعة من الورق ، قم بوصف الواقعة ( قصدك - تصرّفاتك - التأثير - رد فعل الآخرين - النتيجة النهائية ) .
بعدها اكتب ما لم تستوعبه او تفهمه في هذا الموقف ، واكتب ما استوعبته متأخِّراً وتفهمه الآن متضمِّناً الإشارات الغائبة ، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين .
أخيراً أكتب ما كان يمكنك فعله بشكلٍ مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك .
إذا لم تكن متأكّداً فاسأل شخصاً آخر كان مشتركا في نفس الموقف .



١٦ - إصلاح المحادثات المتصدعة :
في المحادثات المتصدِّعة قد تظهر أخطاء الماضي على السطح ، ويتم قول تعليقات مؤسفة ويكون اللّوم حاضراً .
لا يهمّ من قال ماذا أو من بدأ هذا ، إنّه الوقت المناسب للتركيز في إصلاح المحادثة بعبارة تصحيح الأمور .
لكي تفعل هذا يجب أن تتخلّى عن اللوم وتركز على الإصلاح .
هل تريد أن تكون على حق ، أم تريد حلاً ؟
استخدم مهارات الوعي الذاتي لترى ما الذي تقدّمه للموقف ، استخدم إدارة الذات لتضع ميولك جانباً واختر الطريق السريع .
ستساعدك مهارات الوعي الاجتماعي في تحديد ما يطرحه الطرف الآخر على الطاولة أو ما يشعر به .
إنَّ النظر في كلا الجانبين سيساعدك في اكتشاف أين انهار التفاعل بينكما وما هي عبارة ( تصحيح الأمور ) المُناسبة لبدء الإصلاح .
إنَّ عبارات تصحيح الأمور مثل نسمة من الهواء المنعش لهجتها محايدة وتجد أرضاً مشتركة . قد تكون عبارة "تصحيح الأمور" في منتهى البساطة مثل قول ( هذا الأمر قاسٍ أو سؤال الشخص عما يشعر به ) .
بالمجهود الواعي والممارسة ستكون قادراً على إصلاح المحادثات المتصدِّعة قبل أن تصل لمرحلة غير قابلة للإصلاح . 
 


١٧ - تعامل مع المحادثات الصعبة :
لا مَفَرَّ من المحادثات الصعبة لا تفكِّر في الهروب منها لأنّها بالتأكيد ستلحق بك ، ورغم أنَّ مهارات الذكاء العاطفي لا تجعل هذه المحادثات تختفي إلّا أنّ اكتساب بعض المهارات الجديدة يمكن أن يجعل اجتياز هذه المحادثات أسهل بكثير من تدمير العلاقة .
ابدأ بالاتفاق : إذا كنت تعرف أنّك ستنتهي بخلافٍ ما ، ابدأ مناقشتك بالأشياء المشتركة بينكم ، سواءً كان هذا اتفاقاً على صعوبة المناقشة وأهميتها أو اتفاقاً على هدفٍ مشترك ، اخلق جواً من التوافق .
اطلب من الشخص أن يساعدك على فهم موقفه ( يريد الناس أن يُصغَى إليهم ) ، اطلب من الشخص أن يوضِّح وجهة نظره ، تحكَّم في مشاعرك إذا لزم الأمر ، لكن ركِّز على فهم وجهة نظر الطرف الآخر .
قاوم دافع التخطيط لـعودة جديدة أو رد ( لا يستطيع عقلك أن يستمع جيداً ويستعدّ للكلام في نفس الوقت ) . استخدم مهارات إدارة الذات لإسكات صوتك الداخلي ، وتوجيه انتباهك للشخص الموجود أمامك .
ساعد الطرف الآخر على فهم موقفك أنت أيضاً وفهم وجهة نظرك ، اشرح انزعاجك وخواطرك
وأفكارك والسبب وراء تلك الأفكار .
تحدَّث بوضوح وصراحة امض قُدُمَاً بالمحادثة ، بمجرد أن يفهم كلٌّ منكما وجهات نظر الآخر ، حتَّى لو كان هناك خلاف ، يجب على أحدكما أن ينتقل للخطوة التالية .
أبقِ على اتصال وتفقَّد التطوُّرات باستمرار إسأل الطرف الآخر إذا كان راضياً أم لا وابق على اتصالٍ معه كلّما مضيت قُدُمَاً .
لقد قمت بنصف ما يتطلبه الأمر لتحافظ على سير العلاقة بسلاسة .  
 
موضوعات ذات صلة :

الذكاء العاطفي ولغة العقل Emotional Intelligence and Mind Language

الذكاء الاجتماعي Social Intelligence

مستويات العلاقات الاجتماعية Levels Social relations



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...