‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية إدارة الذات Self management development exercises  

تدريبات تنمية إدارة الذات 

١ - المقدمة :
إدارة الذات ركن أساسي في حياة الإنسان، هي عنصر ضروري يسبق إدارة الآخرين وأحد شروط النجاح سواء في الحياة الخاصة أو الحياة العملية ، ومن لا يستطيع قيادة نفسه لن يستطيع قيادة الآخرين .
وهي لهذا السبب تساعد الإنسان على التكيف مع الظروف المحيطة به ، هذا يتطلب معرفة الإنسان لذاته ومصادر قوته والخضوع للتقييم الذاتي بهدف التطوير . 


٢ - إدارة الذات : 
أ - أهمية إدارة الذات :  
إنَّ إدارة الذات هي القدرة على استخدام وعيك بمشاعرك من أجل اختيارٍ فعّال لما تقوله أو تفعله . 
فعندما تفهم مشاعرك وتستطيع أن تختار الأسلوب الذي تستجيب به إليها ، فقد صارت بيديك سطوة التحكُّم في المواقف الصعبة والتعامُل مع التغيير بمرونة والقيام بالمبادرات اللازمة لتحقيق أهدافك . 
وارتفاع مستوى إدارة الذات دلالةٌ على أنَّك لا تقف عائقاً في طريق ذاتك ، ولا تفعل ما يمكن أن يقف حائلاً دون نجاحك . كما أنَّ ذلك يدلّ على أنَّك لا تثبط عزيمة الآخرين للدرجة التي تجعلهم يستاؤون وينفرون منك . 
حيث أنَّك عندما لا تتوقَّف وتفكِّر في أحاسيسك بما في ذلك كيف تؤثِّر تلك المشاعر على سلوكك حاليّاً وكيف سيستمر ذلك الأثر مستقبلاً ، فإنَّك تلقي بنفسك على الدوام ضحيّةً للاختطاف العاطفي . 
وسواءً كنت تعي ذلك أم لا فسوف تفرض مشاعرك سيطرتها عليك ، وسوف تُمضِي يومك في التعامل مع مشاعرك بقدرٍ ضئيل من الاختيار فيما تقوله وتفعله . 
 

ب - تدريبات إدارة الذات : 
( ١ ) تنفّس بشكلٍ صحيح : 
 معظم الناس تتنفَّس أنفاساً قصيرة وضحلة طوال اليوم ، ولا يصل النفس حجابك الحاجز ولا يملأ الهواء الرئتين ولا تدرك حتَّى أنَّك تفعل هذا . 
في حال مررت بموقفٍ عاطفيّ أو كنت تحت وطأة ضغوط ، ركِّز على استنشاق أنفاسٍ بطيئةٍ عميقة وأدخل الهواء من أنفك حتَّى تحسّ بأنَّ معدتك تبرز للأمام وتصير مشدودةُ ثمَّ أخرج الزفير بأكمله برفق عبر فمك ، وبينما تُخرِج الزفير اعمل على أن تفرِّغ رئتيك تماماً من الهواء . 
وعندما تختار التنفُّس السليم ليتدفَّق الأكسجين إلى عقلك، فسوف تُلاحظ أثر ذلك على الفور . يصف العديد من الأشخاص هذا الشعور كالدخول في حالة أكثر هدوءاً وأعمق استرخاءً حيث يحصلون على صفاء الذهن ، ممَّا يجعل التنفُّس السليم أحد أسهل الأساليب المتاحة وأقواها تأثيراً لإدارة مشاعرك ، إضافةً إلى ذلك يُعَد التنفُّس السليم أداةً رائعةً لصرف تركيزك عن الأفكار المزعجة المقلقة التي يصعب التخلُّص منها .  
 


( ٢ ) أنشئ قائمة العواطف مقابل المنطق : 
هناك العديد من المرَّات التي تُطلق فيها العنان لمشاعرك لِتُوَجِّهَكَ في اتجاهٍ ما ، بينما يدفعك عقلك المنطقي نحو السير في اتجاهٍ مغاير . ومتى وجدت عقلك قد أصبح ساحة قتال بين شقّي العقل ( الشق العاطفي في مواجهة الشق المنطقي ) ، قم بإعداد قائمة ( مواجهة العواطف بالمنطق ) ، قم برسم خط طولي في وسط الصفحة لتقسمها إلى عمودين واكتب في العمود الأيسر ما الذي تدفعك العواطف لفعله وفي الأيمن ما يمليه عليك المنطق . 
والآن اطرح على نفسك سؤالين مهمّين : 
أين تعمل عواطفك على تشويش حكمك المنطقي ؟ 
وأين يتجاهل منطقك ما تقدّمه العواطف من تلميحات مهمّة ؟ 
وبمساعدة القائمة الموجودة أمامك سوف يصبح الأمر أكثرَ سهولةً عندما تحاول أن ترى إذا ما كان عليك أن تترك المزيد من المساحة في اتخاذ القرار للجانب العاطفي أم للجانب المنطقي .  
 

( ٣ ) أَشْهِر أهدافك : 
ليس هناك دافع لتحقيق أهدافك أقوى من دافع إشهارك لها ، فإذا أخبرت الآخرين بوضوحٍ عما تنوي تحقيقه سواءً كان الأصدقاء أو الأسرة أو الزوجة ، فإنَّ وعيهم بمدى تقدُّمك ينتج عنه إحساسٌ مدهشٌ بالمسؤوليّة . 
يرجع قدر كبير من إدارة الذات إلى التحفيز ، ويمكنك أن تستخدم توقّعات الآخرين منك كقوّةٍ كبيرةٍ تدفعك إلى التحرُّك والارتقاء بمستواك . 
فإذا حدَّد لك المعلم موضوع أو التزمت بالجري مع زميل لك كل يوم في الخامسة صباحاً بالضبط ، فالاحتمال أن تلتزم بذلك أكبر ممَّا لو كنت تعمل من تلقاء نفسك . 
انتقِ الشخص الذي تدرك أنه سوف يولي تقدُّمك اهتماماً واطلب منه أن يراقب مدى تقدُّمك ويضعك بموضع المسؤوليّة .  
 

( ٤ ) قم بالعدّ حتّى العشرة : 
عندما تشعر أنَّك قد أصبت بالإحباط أو الغضب يمكنك أن تتخلَّص من ذلك بأن تستنشق نفساً عميقاً ، وعند إخراج الزفير تقول ( واحد ) في سرّك ، استمر في التنفُّس والعد حتَّى تصل إلى عشرة . 
حيث سيعمل العد والتنفُّس على وضعك في حالةٍ من الاسترخاء ويمنعك من عمل أيَّ شيءٍ متهوّرٍ لفترةٍ طويلة تكفي لكي تستعيد تركيزك وترى الموقف من منظار أكثر وضوحاً وعقلانيّة ، أحياناً قد لا تصل إلى الرقم عشرة إلّا أنَّ مجرد العد حتَّى اثنان يُمَكِّنك من أن تُوقِف التيار المتدفِّق من الإحباط والغضب لفترة تكفي لتهدئة الغضب ، وتُتيح قدراً ثميناً من الوقت للجانب المنطقي من عقلك ليدرك الموقف .  
 

( ٥ ) انتظر حتَّى يهدأ الغبار : 
كتب ليو تولستوي في رواية الحرب والسلم قائلاً ( إنَّ أقوى مُحَارِبَيْن هما الوقت والصبر ) . وتنبع قوَّتهما من قدرتهما على تغيير المواقف وتخفيف الآلام وإزالة الغشاوة . 
فأحياناً قد نشعر بالسخط وعدم الراحة والقلق في المواقف التي تتطلَّب الصبر فنندفع نحو القيام بالفعل لنخفِّف من حدَّة البركان الداخلي ، إلَّا أنَّ كل ما تحتاجه (( حتَّى لا يخرج الأمر من قبضتك )) هو أن تُتيح لنفسك يوماً أو أسبوعاً أو شهراً إضافياً لتُلِمَّ بالموقف قبل المضي قدماً وقد تظهر على السطح بعض الأمور تجعل اتخاذك للقرار أمراً أكثر سهولة . 
ويساعدك الوقت في إدارة الذات لأنَّه يعطى مزيد من الضوحاً على آلاف الأفكار التي تجول في خاطرك ، كما يساعدك في السيطرة على المشاعر التي قد تقودك في الاتجاه الخطأ إذا ما سلّمت لها الزمام . 
إنَّ كل ما تحتاج إلى فعله هو أن تُجبر نفسك على الانتظار حتَّى يهدأ الغبار قبل أن تتحرَّك .  
 
 
( ٦ ) تعلم من المتمرَّسين في إدارة الذات : 
إحدى أكثر الطرق فاعليّةً لتعلُّم إدارة الذات هي السعي للعثور على أشخاص متمرِّسين في إدارة الذات لتعلُّم مهاراتهم . 
في البداية ابحث عن شخصٍ تعتبره متقناً لإدارة الذات ، ووضِّح له أنَّك ترغب في تطوير تلك المهارة ، وشاركه في أهدافه الخاصة لتطوير إدارة الذات ، واسأله عما يتبنّاه من وسائل لإدارة الذات على نحوٍ جيّد . 
تأكّد من أن تُشْرِكَه في المشاعر والمواقف التي أوقعتك في أكبر المآزق ، ومن الممكن أن تتعلَّم بعض الأساليب الفريدة والفعّالة لإدارة ذاتك والتي قد لا تتعرَّض لها بأيّ طُرُقٍ أخرى . 
وقبل أن تختم اللقاء دوِّن أفضل النصائح واختر اثنين منها لتبدأ بهما على الفور . 
 

( ٧ ) ابتسم واضحك أكثر : 
عندما تضحك وتبتسم فإنَّ وجهك يرسل إشاراتٍ إلى العقل تفيد بأنَّك سعيد  وعندما تنتابك فكرةٌ محبطةٌ أو مقلقة أجبر نفسك على الابتسام فذلك يبطل أثر الحالة النفسيّة السلبيّة . 
وإذا أردت أن تبدو متفائلاً ولم تكن مستعدّاً لذلك ، فارسم على وجهك ابتسامةً كبيرة ، وسوف تعمل تلك الابتسامة على إقناع عقلك بالشعور بالحالة المزاجية التي تحتاجها في تلك اللحظة . 
فيمكنك أن تعتمد على الضحك والابتسام لرفع حالتك المزاجيّة ، قد يبدو ذلك خياراً غريباً عندما تشعر بالإحباط، لكنّه ( في نفس الوقت ) أسلوبٌ مدهشٌ للتغلُّب على المشاعر السلبيّة وتصفية الذهن وخاصةً إذا كانت حالتك المزاجيّة تعوق قدرتك على الحكم على الأشياء . 
 

( ٨ ) خصِّص بعض الوقت من يومك لحل المشكلات : 
تمرّ يومياً بمئات الأنماط الشعوريّة وتقضي اليوم متنقّلاً من شعورٍ إلى آخر ممَّا قد يؤدِّي إلى اتخاذ بعض القرارات في أوقاتٍ غير مناسبة . 
استرجع بعض ما اتخذته من قراراتٍ مؤخّراً وتفكِّر فيها ، وسوف تجد أنَّ تلك القرارات التي اتخذتها على عجل عبر اليوم لم تكن مناسبة لمعالجة الموضوع مثل القرارات التي استغرقت قدراً من التخطيط والتفكير بذهنٍ صافٍ . والطريقة الوحيدة التي تضمن لك وجود ذلك المتّسع لاتخاذ القرارات المناسبة هي تخصيص فترة عشرة دقائق يوميّاً تغلق فيها هاتفك المحمول وتبتعد عن الكمبيوتر وتستغرق وقتاً في التفكير لحل المشكلات . 
 

( ٩ ) اضبط حديثك الذاتي : 
هناك علاقة وثيقة بين ما تفكِّر فيه وما تشعر به على الصعيدين البدني والشعوري ، وإنَّ أكثر الأفكار تأثيراً هي التي تتحدَّث فيها إلى نفسك . فكلّ شخصٍ منّا لديه صوتٌ داخليٌّ يصيح داخل عقولنا ويؤثِّر على إدراكنا للأمور ويُعرَف ذلك الحديث الدائر في الداخل بـ ( حديث الذات ) . 
وعبر الأفكار ( التي تُعَدّ الوسيلة الأساسيّة لتنظيم تدفُّق مشاعرك ) فإنَّ ما تسمح لنفسك بالتفكير فيه قد يدفع المشاعر للظهور على السطح أو تخزينها في الأعماق . 
وعندما تسيطر عليك حالة اهتياج المشاعر فإنَّ أفكارك تعمل على إذكاء النار المضطرمة أو تهدئتها . 
أمَّا عندما تتعلَّم كيف تُمسك بزمام حديث ذاتك ، فيمكنك بذلك أن تَصُبّ تركيزك على الأمور الصحيحة وتُدير مشاعرك على نحوٍ أكثر فاعليّة . 
ففي كثيرٍ من الأوقات يغدو حديثك الذاتي أمراً إيجابيّاً ويساعدك خلال يومك لكن متى أصبح حديثك الذاتي سلبيّاً فإنّه يُلحق الضرر بقدرتك على إدارة الذات في أي وقت . 
 

( ١٠ ) تصوَّر نجاحك : 
إنْ تصوَّرت نفسك تُدير مشاعرك وسلوكك بشكلٍ فعّال فذلك أسلوبٌ رائعٌ لتمارس مهاراتك الجديدة حتَّى تصير عادة . 
ولكى تقوم بهذا يجب أن تكون في غرفةٍ تخلو من أيّ مصدرٍ من مصادر التشويش ، ومن أفضل الأوقات التي يُمكنك أن تُمارس التصوُّر فيها هي قبل أن تأوي إلى الفراش ليلاً . 
فقط أغلق عينيك وتصوَّر نفسك في مواقف تواجهك فيها أقصى صعوبات إدارة ذاتك ، ركِّز على تفاصيل كلّ موقف والتي تجعل ضبط النفس بالنسبة لك أمراً عصيباً ، ركِّز على ما سوف تراه وتسمعه إذا كنت في ذلك الموقف بالفعل حتَّى تشعر بنفس المشاعر بكل ما تعنيه الكلمة . 
ثمَّ تخيَّل صورةً لنفسك وأنت تؤدِّي بالطريقة التي ترغب فيها . 
تخيَّل نفسك وأنت تفعل وتقول كل ما هو صحيح ، وأتح لنفسك الفرصة لأن تشعر بالرضا والمشاعر الإيجابية التي تنتج عن مثل هذا الموقف . 
 

( ١١ ) رتِّب عادات نومك : 
تتطلَّب إدارة الذات صبراً ومرونةً ويقظة ، وتلك هي أوَّل ثلاثة أشياء تفقدها إن لم تنعم بنوم ليلةٍ هادئة . 
إنَّ زيادة عدد ساعات النوم قد يُساعدك على تطوير إدارة ذاتك ، فأهم عناصر العقل اليقظ الحاد المتزن هو جودة نومك والتي تحتاج إلى ترتيب عادات النوم . 
ويمكنك تطوير جودة نومك باتباع الخطوات التالية من أجل عادات نوم صحّيّة : 
- ممارسة الأنشطة البدنية ضمن روتينك واقضِ عشرين دقيقة في ضوء شمس الصباح . 
- ألتزم بجدول للنوم وأغلق الكمبيوتر قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم . 
- اضبط لنفسك بيئة مريحة وخصِّص فراشك للنوم وتحكم في القلق .
- انتبه لما تأكل أو تشرب وتجنَّب تناول الكافيين خاصةً في ساعات المساء . 
 

( ١٢ ) ركِّز انتباهك على الفرص لا القيود : 
عندما تجد نفسك تفكِّر في موقفٍ ما أنّك لا تستطيع القيام به ، ألقِ نظرةً ثاقبةً في السبل التي تسلكها في التعامل مع الموقف نفسه . فالتركيز على القيود لا يُثبِّط العزيمة فحسب بل يجعل المشاعر السلبيّة تطفو على السطح فتؤكِّد على إحساسك بالعجز . 
يجب أن تلتزم بالمسؤوليّة تجاه ما يقع تحت سيطرتك ، وتُركِّز طاقتك على البقاء مرناً واسع الأفق مهما كان ذلك الموقف . 
 

( ١٣ ) حافظ على التزامن : 
يُعَدّ التزامن (( عندما لا تنطبق لغة الجسد مع المشاعر التي يتمّ التعبير عنها )) أداةً مهمّةً للمتميزين في إدارة الذات ، فعندما تقوم بأفضل عملٍ في إدارة المشاعر تتوافق لغة جسدك مع الطابع الشعوري تجاه الموقف . 
بينما إذا لم تستطع التحكُّم في لغة جسدك ، فتلك إشارةٌ واضحةٌ لطغيان المشاعر عليك . حتماً ستمرّ بلحظاتٍ تسيطر فيها مشاعرك على مجريات أمورك ، ولكي تحافظ على التزامن اصرف انتباهك بعيداً عن مشاعرك ووجهه على المهمّة القائمة . 
 

( ١٤ ) تحدَّث إلى شخصٍ ليس طرفاً في مشكلتك : 
عندما تواجه موقفاً عصيباً ابحث عن شخصٍ ما تثق به وتشعر بالراحة معه ، على ألَّا يكون قد تأثَّر بالموقف ، فكلّما كان لمستشاريك شأنٌ شخصيٌّ في الموقف كانت آراؤهم أكثر تأثُّراً بحاجاتهم ومشاعرهم وأدَّت لإفساد الموقف ولذلك فينبغي تجنبها . 
احرص على اختيار الطرف الثالث بحكمة ، واعتبر هذا الشخص بمثابة المعلِّم الحكيم الذي يُنْصِتُ لما مَرَرْتَ به ولما تفكِّر فيه وتشعر به تجاه الموقف الشائك ، فوجهة نظره الفريدة سوف تساعدك على رؤية الأشياء على نحوٍ مختلف ، وتتيح أمامك المزيد من الخيارات . تجنَّب الشخص الذي تعرف أنَّه بمنتهى البساطة يوافقك في الرأي دائماً ، فعلى الرغم من أنَّ ما يقدِّمه من دعمٍ يبدو أمراً محبَّباً إلّا أنَّ ذلك يعوقك عن إدراك الصورة كاملةً . 
والجلوس مع شخصٍ يُعارض وجهة نظرك تماماً ( قد يضايقك مؤقتاً ) لكن سيتيح لك فرصةً أفضل في رؤية الأمور من وجهة نظرٍ مختلفة .
( شاهد عيوبك في عيون الآخرين وحاول إصلاحها ) . 
 

( ١٥ ) تعلَّم درساً قيّماً من كل شخصٍ تقابله : 
إنَّ الاقتراب من كل شخص تلاقيه كما لو كان لديه شيء قيِّم يعلِّمك إياه وتستفيد منه هو أفضل الطرق لتحتفظ بمرونتك وتفتح أفقك وتصير أقلَّ عرضةً للضغط . 
ويمكنك أن تتصرَّف على هذا النحو في معظم  ما تلاقيه من مواقف في حياتك . 
استغلّ تلك الفرص لتتعلَّم شيئاً ما وسواءً كنت تتعلَّم من تقييمات الآخرين أو من سلوكيّاتهم ، فإنَّ الاحتفاظ بتلك الرؤية هو السبيل لتُحافظ على ضبط النفس . 
 

( ١٦ ) أضف التدريب الذهني إلى جدولك : 
الشحن الذهني هو أكثر ما يغفل الناس عن ملاحظته على الرغم من أهميّة التمارين وأنشطة الاسترخاء والشحن الأخرى للعقل . 
إذا أردت أن تصير كفئاً في إدارة الذات خصِّص فترةً من يومك لتساعد على تدفُّق الدم والمحافظة على صحَّة جسدك ، فإنَّ ذلك يُتيح لعقلك قسطاً مهمّاً من الراحة . يُعَد النشاط البدني المكثَّف أمراً مثاليّاً ، إلّا أنَّ هناك المزيد من الأنشطة التي قد يكون لها أثرٌ كبيرٌ على عقلك كاليوغا أو التدليك أو التجوُّل في المتنزّهات وجميعها أساليب للاسترخاء تتيح لعقلك متنفّساً . 
فتلك الأنشطة تعمل على شحذ الذهن وتحافظ عليه في حالةٍ من السعادة واليقظة كما أنّها تتعامل مع مواضع معيَّنة من عقلك وتقوِّيها ، وهي المواضع المسؤولة عن حسن اتخاذ القرار والتخطيط والترتيب والتفكير المنطقي . 
 

( ١٧ ) تقبَّل أنَّ التغيير واقع لا محالة : 
لأنَّك تستطيع أن تتقبل كلّ ما تلاقيه من تغيُّراتٍ وعقباتٍ في حياتك ، فإنَّ السبيل الذي تسلكه لتمرّ بتلك التغيُّرات بأمانٍ هو أن تضبط منظورك قبل أن تقع التغيُّرات وتكمن الفكرة هنا في الاستعداد للتغيُّر . 
إنَّ أولى الخطوات نحو ذلك هي أن تُقِرَّ لنفسك بأنّه حتّى أكثر أوجه الحياة استقراراً وأماناً ليست تحت سيطرتك بشكلٍ كامل ، فالناس تتغيَّر والأمور لا تبقى على نفس الحال لفترةٍ طويلة ، وعندما تعطي لنفسك الفرصة لتتوقَّع التغيُّر وتدرك خياراتك إذا وَقَعَتِ التغيُّرات فأنت تقي نفسك من الوقوع فريسةً لمشاعرَ كالصّدمة والمفاجأة والخوف والإحباط عندما تقع التغيُّرات بالفعل . 
وبينما لا تزال عرضةً للإصابة بتلك المشاعر السلبيّة فإنَّ تقبّلك لحقيقة أنَّ التغيُّر أمر حتميّ في الحياة يُمَكّنُك من التركيز والتفكير بعقلانيّة ، ممَّا يصل بك إلى أفضل النتائج في موقفٍ غير محتملٍ أو مرغوب فيه أو حتَّى متوقَّع .

تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

الخميس، 17 سبتمبر 2020

تنمية مهارات إدارة الذات Self management skills development


تنمية مهارات إدارة الذات


١ - المقدمة : 
لقد حظية الذات ودراستها باهتمام كبير ومنذ فترة بعيدة ، وبدا ذلك واضحاً في تعدد مناحي دراستها التي انعكست في كثرة المصطلحات المرتبطة بها .
وإذا كان مفهوم الذات من أقدم المصطلحات أو الصفات التي خضعت للدراسة سواء من الفلاسفة أو من علماء النفس ، فإن إدارة الذات مصطلح حديث نسبياً .
 
 
٢ - أهمية إدارة الذات : 
ظهر الاهتمام بإدارة الذات ضمن دراسات التعلم الوجداني الاجتماعي وفي مجال تعديل السلوك الذي يستخدم تكتيكات خاصة للتخلص من السلوك غير السوي وإحلال سلوك سوي محله ، ويسعى إلى استمرارية السلوك السوي بناءً على التعزيز الذاتي وإدارة الذات .
إن الاهتمام بإدارة الذات لم يكن لبواعث علمية فقط بل لبواعث عملية أيضاً .
 
لقد بينت الدراسات أن إدارة الذات تمكّن الأفراد من الاستفادة بالطاقات والإمكانات والمهارات الكامنة لديهم ، وتحقق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعملي والنجاح في إحداث توازن بين متطلبات الأدوار المختلفة التي يكون على الفرد القيام بها ، واكتساب العديد من المهارات مثل القدرة على التخطيط ومهارة ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية ومهارة التطوير الذاتي . 
 

٣ - تعريف إدارة الذات :
تعددت واختلفت تعريفات إدارة الذات فمن الباحثين من تناولها كتكوين فرضي أو مفهوم ، ومنهم من تناولها كأسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً .
أ - النوع الأول ( كتكوين فرضي أو مفهوم ) :  
إدارة الذات هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إليها ، أي هي عملية الإنجاز الشخصي الذاتي . وتشمل إدارة الذات مجموعة من المهارات مثل : 
تنظيم الفرد لانفعالاته حتى يستطيع التعامل مع القلق وضبط الاندفاعية التعبير عن والتعامل مع القلق والغضب والمثابرة في التغلب على العقبات ووضع ومراقبة التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية والتعبير عن العواطف بشكل مناسب والسيطرة على العدوان والضغوط الشخصية وبين الأشخاص وتعديل الأوامر في ضوء ردود الفعل .
وإن إدارة الذات هي مهارات وآليات شاملة ، تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد في مواقف متعددة ومن خلال أنماط سلوكية متنوعة كوسيط يدل على فاعليته في تحسين السلوك . 
وتشمل مهارات الانضباط الوجداني والثقة والتكيف الواعي والتفاؤل الإنجازي وتحديد المشكلات والتعرف عليها .
ويُلاحظ على تعريفات هذه الفئة أنها تُعد إدارة الذات مجموعة من المهارات والقدرات التي تظهر في شكل إجراءات يمارسها الأفراد تحقيقاً لأهداف معينة وأن هذه الإجراءات تتضمن مراقبة الذات في أدائها وتقييم هذا الأداء في ضوء الأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها  وتوجيه الذات في ضوء نتائج تقييم الذات، وتقدير الذات بناءً على إنجازها . 
  

ب - النوع الثاني من التعريفات ( أسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً ) :
فيمثلها تعريف إدارة الذات بأنها إجراء يتم فيه تعليم الأفراد أن يصفوا سلوكهم المستهدف ، وأن يسجلوا حدوث هذا السلوك أو عدم حدوثه . 
إنها أسلوب لمساعدة الأفراد على تحقيق مستويات أكبر من الاستقلالية في ممارسة الأنشطة وبتعلم أساليب إدارة الذات يمكن أن يصبح الفرد أكثر قدرة على توجيه ذاته وأقل اعتماداً على الإشراف المستمر .
ومن تعريفات الفئة نفسها ، أن إدارة الذات برنامج علاجي سلوكي يتدرب فيه الفرد على أن يطبق بنفسه الفنيات التي تساعده على أن يعدل سلوكه الشخصي ، فيتعلم الشخص أن يحدد المشكلة وأن يضع أهدافاً واقعية وأن يستخدم الاحتمالات العديدة ليصدر السلوك المرغوب فيه ويحافظ عليه وأن يراقب تقدمه الشخصي .
وهي عملية تتضمن توجيه الفرد لذاته للقيام بالتطبيق العملي لفنيات تعديل السلوك على نفسه وبنفسه ، من أجل ضبط سلوكه وإحداث التعديل المطلوب فيه بما يحقق قيامه بالسلوك الإيجابي المستهدف على النحو المطلوب وفق المعيار المحدد سلفاً ، خلال فترة زمنية محددة .
يُلاحظ على تعريفات هذه الفئة نظرتها إلى إدارة الذات بوصفها برنامجاً أو عملية يقوم بها الفرد أو يدربه عليها مدرب وذلك حتى يمكن تعديل السلوك وضبطه وتوجيهه ذاتياً . 
 
٤ - مهارات إدارة الذات :
تنقسم مهارات إدارة الذات إلى ثلاث فئات:
- مهارات مُهيَّئة .
- مهارات التمكين .
- مهارات التدعيم . 
 
أ - مهارات مُهيِّئة :
( ١ ) التغلب على المعوقات : 
يُقصد بها المهارات التي تساعد الفرد في التغلب على معوقات حل المشكلة مثل نقص الإمكانات .
( ٢ ) بناء الثقة بالنفس : 
زيادة الدافعية للإنجاز فمع كل خطوة إنجاز تزداد الثقة بالنفس وتزداد الدافعية الذاتية .
( ٣ ) الاتجاهات المتوازنة : 
تبني اتجاهات متوازنة ، بمعنى التوازن بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية ، ثم تنمية الاتجاهات الإيجابية ومواجهة الاتجاهات السلبية .
( ٤ ) زيادة المعلومات : 
يؤدي حرص الفرد على زيادة معلوماته إلى زيادة فهمه للمشكلات والقضايا ووقوفه على الحقائق . 
 
ب - مهارات التمكين :
( ١ ) وضع الأهداف :
 
وتتضمن مهارات وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق ، فإذا استطاع الفرد تحقيق هذه الأهداف زادت ثقته بنفسه ودافعيته للإنجاز .
( ٢ ) التقييم الذاتي : 
ويتضمن تقدير الفرد نفسه حق قدرها ، والقدرة على تفسير إمكاناته وفهمها بصورة حقيقية واقعية .
( ٣ ) المتابعة الذاتية : 
ويُقصد بها المهارات التي يمارسها الفرد لمتابعة تقدمه وإنجازاته ، وتساعد هذه المهارات في ان يكَوِّن الفرد صورة واقعية عن ذاته .
( ٤ ) التخطيط الذاتي : 
يُقصد بها تخطيط الفرد بنفسه ولنفسه من أجل تحقيق الأهداف .
( ٥ ) حسن الأداء : 
ويُقصد بها امتلاك الفرد للمهارات اللازمة للأداء الناجح للعمل .
( ٦ ) التعامل والتفاعل مع المواقف : 
ويُقصد بها النظر إلى الأمور والأشياء بطرق جديدة ومناظير مختلفة ، وهذا يساعد على المزيد من الفهم ، ومن ثم المزيد من الثقة بالذات وبالإنجاز .
( ٧ ) إدارة الوقت : 
يؤدي حُسن إدارة الوقت والتوزيع الزمني للمهام في ضوء اولوياتها ومحددات إنجازها إلى المزيد من النجاح . 
 
ج - مهارات التدعيم :
( أ ) التدعيم الاجتماعي : 
ويتضمن تعلم مهارات كيفية الحصول على الدعم الاجتماعي من الآخرين .
( ب ) التدعيم الذاتي : 
المشتق من الأداء الناجح والإنجاز الفعال . 
 
هذه المجموعة من المهارات لا بد من اكتسابها حتى يمكن للفرد إدارة ذاته بطريقة صحيحة ، مستخدماً تدريبات وإستراتيجيات متعددة منها :
أ - مراقبة الذات : وتتضمن ملاحظة الذات والتقارير الذاتية والتسجيل الذاتي .
ب - التعليقات والتغذية الراجعة الذاتية .
ج - تقويم الذات .
د - تعزيز الذات .
هـ - توجيه الذات .

 تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

 

موضوعات ذات صلة :

لغة الذات The language of the self

 تدريبات تنمية إدارة الذات  Self management development exercises   

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية الوعي الذاتي Exercises Self awareness development

تدريبات
 تنمية الوعي الذاتي

أ - المقدمة :  
الوعي الذاتي يعني أن تُدرك ذاتك كما هي وأن تدرك مشاعرك التي تمكنك من العثور على قدر أكبر من السلام والقوة الداخلية والثقة . عندما نعرف أنفسنا فإن شعورنا بالقلق يتضاءل ونتوقف عن الخوف بشأن العوامل الخارجية التي لا نستطيع السيطرة عليها ، ومن هنا تأتي أهمية الوعي الذاتي الذي يساعدنا على تقدير أنفسنا ويمكننا من الحكم على أنفسنا بالطريقة الصحيحة .
إنَّ معرفتك بذاتك داخليّاً وخارجيّاً يشبه رحلةً مستمرَّةً في تركيب الالوان فهناك الوان تشعرك بالراحة ، وعند مزجها بالوان اخرى قد تشعر بالراحة أكثر وأكثر وقد يحدث العكس .  

ب - مفهوم الوعي الذاتي : 
الوعي الذاتي هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه ،
إن الوعي الذاتي هو العامل الرئيسي الذي يساعدنا على تقدير أنفسنا ، ويمكننا من الحكم على أنفسنا بالطريقة الصحيحة ، فعندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية حيث إنه يكون كالمخزون لدى الفرد . 
 
ج -  تدريبات الوعي الذاتي : 
 تساعدنا هذه التدريبات على فهم مشاعرنا وأفعالنا والتعرف على أنفسنا ومعرفة كيف نؤثر على الآخرين وكيف نتأثر بهم . نحن نركز باهتمام كبير على نظرة الآخرين إلينا ، هو ما يتناقض مع الوعي الذاتي الذي يركز على أن نكون مُلمين وواعين بعيوبنا ومميزاتنا .

 


١ - توقَّف عن تصنيف مشاعرك إلى جيّدة أو سيّئة :
فعندما تشعر بتنامي شعورٍ ما انتبه إليه على الفور ، توقَّف عن تصنيفه في إحدى خانتي المشاعر الجيّدة أو السيّئة . 
على سبيل المثال يُصنِّف الناس الشعور بالذنب تلقائيّاً في خانة المشاعر السيّئة حيث لا تريد أن تشعر بهذا الشعور ، وقد تلوم نفسك بشدّة بسببه وتفعل كل ما بوسعك حتَّى تتخلَّص منه . وعلى نفس النحو نُطلق العنان للمشاعر الجيّدة كالابتهاج . 
والمشكلة أنَّ تصنيفك لمشاعرك والحكم على المشاعر بهذا الأسلوب يعوقك عن فهم واقع ما تحس به . 
ولاكن عندما تتيح لنفسك الفرصة لأن تتقبل شعوراً ما وتعيه وعياً كاملاً يمكنك عندها أن تتوصَّل إلى ما يُسبِّب الإحساس بهذا الشعور . 
 

٢ - لاحظ الأثر المتزايد لمشاعرك : 
إنَّ مشاعرك أسلحة قوية واستمرارك في الاعتقاد بأنَّ أثر المشاعر عَرَضِي وزائل أمرٌ يلحق بك أذىً كبيراً وأفضل الطرق لملاحظة الأثر المتزايد لمشاعرك هو مراقبة الأثر الفوري لها على الآخرين ، ثمَّ استفد من تلك المعلومات في إدراك مدى الأثر الممتد المحتمل لمشاعرك على مجموعةٍ من الناس بعد أن تكون قد أفرغت شحنة مشاعرك . كما أنَّك في حاجةٍ إلى سؤال الآخرين عن أثر مشاعرك عليهم فكلما ازددت فهماً لأثر مشاعرك المتزايد على من حولك زاد استعدادك لاختيار الأثر المتزايد الذي تُريد أن يكون صدىً لمشاعرك . 
 

٣ - لا تتجنَّب ما يُزعجك : 
إنَّ كبرى العقبات التي تعترض طريقك لزيادة الوعي الذاتي هي تلك النزعة لتجنُّب الأمور المزعجة التي تنتج عن إدراكك ذاتك الحقيقي ، وإنَّ تجنُّبها يسبِّب المزيد من المشكلات لأنَّ التجنُّب ليس إلّا حلاًّ مؤقّتاً ولن تستطيع إدارة ذاتك على نحو فعّال ما دُمتَ تجهل ما تحتاج إلى تغييره ، لذلك ينبغي أن يصبح هدفك المضي قدماً نحو هذا الإحساس والمرور من خلاله ، وينطبق هذا على كل ما تحسّ به حتَّى تلك الأحاسيس المزعجة كالملل أو الحيرة أو الترقُّب ، فعندما تتجنَّب إحساساً ما مهما كان صغيراً تفقد الفرصة في الاستفادة من هذا الإحساس على نحوٍ مُثمر . 
وما يزيد الأمر سوءاً هو أنَّ تجنُّبك لشعورٍ ما لا يخلِّصُك منه بل يُساعد على ظهوره مجدَّداً عندما لا تتوقَّع ذلك على الإطلاق .  
 

٤ - اشعر بأثر مشاعرك على جسدك : 
نظراً للترابط الوثيق بين عقلك وبدنك فإنَّ إحدى أكثر الطرق فاعليةً لتتفهَّم مشاعرك أثناء حدوثها هي أن تتعلَّم كيف تُحدِّد التغيُّرات الجسديَّة التي تقع متزامنة مع تلك المشاعر . 
حاول أن تُغلق عينيك في المرّة المقبلة التي تجلس فيها وحيداً لبضع لحظات ثم فكِّر في حَدَثَين من حياتك إيجابي وسلبي حيث يعمل ذلك على توليد قدر كبير من المشاعر ثمَّ فكِّر في أحد الحَدَثَين على نحوٍ مفصَّل بالقدر الكافي لإثارة مشاعرك ، وراقب ما يقع من تغيُّرات على جسدك بالتزامن مع تلك الأحاسيس . 
هل تقوم تلك المشاعر بتغيير معدَّل نبضات القلب أو التنفُّس ؟ 
هل تنقبض عضلاتك ؟ 
هل تشعر بارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها ؟ كرِّر ما سبق مع الحدث الثاني وراقب أوجه الاختلاف التي تقع في جسدك إثر المشاعر التي تتولَّد من المواقف السلبيَّة والإيجابيَّة . 
يُعَد إغلاق عينيك والتفكير في أحداث مثيرة للمشاعر بمثابة تدريبٍ بسيطٍ على أمرٍ واقعيّ أَلَا وهو تحديد المؤشِّرات البدنيّة لمشاعرك بشكلٍ سريع .  
 

٥ - اعرف مَن وما الذي يغضبك : 
إنَّ معرفتك بمن يُثير غيظك وما هي طُرُقُهُ إلى ذلك أمرٌ أساسيٌّ حتَّى تُنَمّيَ قدرتك على التحكُّم في تلك الأمور والاحتفاظ برزانتك وتهدئة نفسك . 
لذلك حدِّد الأشخاص والمواقف التي تُثير مشاعرك ودَوِّنْهَا في قائمة ، وما إن تتَّضح الرؤية لديك حول ما ومَنْ يُثير غضبك حتَّى يخفِّف ذلك من وطأة تلك المواقف والأشخاص قليلاً ، لأنَّها لن تصير أمراً مفاجئاً بعد ذلك الحين . 
كما يُمكنك أن تخطو خطوة كبيرة في وعيك الذاتي ، وذلك باستكشاف مصدر هذه المشاعر بالبحث عن الأسباب التي تجعل هذه المواقف والأشخاص تُثير غضبك ، فذلك يُتيح لك الفرصة لإدارة مشاعرك تجاه تلك الأمور . 
  

٦ - راقب نفسك كالصقر : 
سوف يكون الأمر رائعاً لو أصبحت كالصقر تنظر إلى نفسك من أعلى في المواقف الوعرة التي تسعى للسيطرة على سلوكك . 
فكِّر في كلِّ الأشياء التي سوف يصبح بإمكانك أن تراها وتفهمها عندما تحلِّق عالياً ، وسيكون بإمكانك أن تطوِّر فهماً أكثر موضوعيّة لسلوكك الخاص . 
يمكنك ممارسة ذلك عبر ملاحظة مشاعرك وأفكارك وسلوكياتك أثناء ظهور الموقف أمامك ، إنَّ الهدف الأساسى هو أن تُهدِّئ نفسك وتستوعب كلّ ما تلاقيه أمامك فتتيح الفرصة لعقلك حتَّى يعمل على معالجة كافة المعلومات المتاحة قبل أن تفعل شيئاً .  
 

٧ - سجِّل مشاعرك في يومياتك : 
يمكنك تدوين الأحداث التي أثارت في نفسك مشاعر قويّة وكيف كانت استجابتك لتلك الأحداث . 
اكتب عن الوقت الذي تمضيه في المنزل والعمل ، وخلال شهرٍ واحدٍ سوف تدرك أنماطاً جديدةً من مشاعرك وستعمل على تطوير فهمٍ أفضلَ لميولك وستتَّضح أمامك الرؤية حول أيّ المشاعر يثبِّط من عزيمتك وأيّها يرفع من همَّتك وأيّها لا يمكنك تقبّله على الإطلاق . 
انتبه جيّداً لما يثيرك من أشخاص أو مواقف ، فيُثير في داخلك مشاعر مُستَعِرة . 
قم بوصف المشاعر التي تحسّها كلَّ يوم ولا تنسَ أن تُسجِّل التأثيرات الجسديّة التي تتزامن مع المشاعر . 
هذا سيساعدك على رؤية نفسك بشكلٍ أوضح  
بالإضافة إلى أن تدوين مشاعرك يجعل تذكّرك لميولك أكثر سهولةً كما تُعَدّ اليوميات مرجعاً رائعاً في الوقت الذي تنمِّي فيه وعيك الذاتي . 
  

٨ - لا يخدعنَّك المزاج السيئ : 
ننصاع جميعاً بين الحين والآخر إلى تلك الحالات المزاجيّة السيّئة حيث يبدو الأمر كله كما لو كنَّا نسير عكس اتجاه التيّار . 
لذلك اعترف أمام نفسك بأنَّ المزاج السيئ ما هو إلا نظارة سوداء تظلِّل كل ما ترى ، وذكِّر نفسك بأنَّ الحالات المزاجيّة ليست أمراً دائماً . وعندما تكون في مزاجٍ سيّء فإنَّ ذلك ليس بالوقت المناسب لاتخاذ القرارات . 
وإن أردت أن تتجنَّب دفع الحالة المزاجيّة لك لاقتراف أخطاء تزيد الوضع سوءاً ، فابقَ على درايةٍ بهذه الحالة وتَفَهَّمْهَا . 
إنَّ التفكُّر في المواقف الحاليّة التي تسبِّب في الحالة المزاجيّة فكرةٌ رائعةٌ ما دمت لا تستغرق في ذلك ، لأنَّ ذلك خير أسلوب حتَّى تَمُرّ الحالة المزاجيّة بسلام .  
 

٩ - لا تنخدع بالمزاج الجيّد : 
اعتدال المزاج قد يُضلِّل تفكيرك بنفس القدر مثل المزاج السيّء ، عندما تشعر بالحماس والسعادة الحقيقيّة يصبح من السهل القيام بما تندم على فعله لاحقاً ، فما تتمتَّع به من حماسٍ وطاقةٍ في الحالة المزاجيّة الجيّدة يرسم أمامك صورةً ورديّةً لكلّ ما تصادفه ، ويتركك ذلك في حالةٍ تصبح فيها أكثر عرضةً لاتخاذ قرارات متهوّرة ، فتتجاهل النتائج المحتملة لأفعالك . 
احذر المزاج الجيّد وما قد يؤدِّي إليه من قراراتٍ متهوِّرة وستستطيع أن تنعم بالسعادة دون ندم يعقبها . 
 

١٠ -  توقف واسأل نفسك لماذا تفعل ما تفعله : 
تظهر المشاعر وفق هواها وليس حينما تريد أنت ، وعندما تسعى وراء مصدر مشاعرك فسوف ينمو وعيك الذاتي بشكلٍ كبير . 
أروع ما في هذه التدريب هو إمكانيّة اكتفائك بالانتباه إلى مشاعرك وطرح أسئلة جيّدة على نفسك حتَّى تتطوَّر . 
هل تتذكَّر أوَّل مرَّة قمت فيها بردَّة الفعل تلك ومع من ؟ 
هل يمكن لأي شخص أن يثير ردَّة الفعل تلك في نفسك أم أنَّها مقتصرةً على أشخاص معيَّنين ؟ 
فكلَّما ازدادت درايتك بأسباب قيامك بما تفعله من أمور اصبحت أكثر استعداداً للسيطرة على مشاعرك حتَّى لا تظهر من تلقاء نفسها . 
 

١١ - استرجع قِيَمَك ومبادئك : 
إنَّ الحفاظ على التوازن في حياتك يستنزف تركيزك على الأمور الخارجيّة بدلاً من الأمور الداخليّة ، فيصبح من السهل فقدان الدليل او سعة الإدراك فيما يخص قِيَمَكَ ومعتقداتك الأساسيّة . 
كأن تجد نفسك تصرخ في وجه أحد زملائك وقد ارتكب خطأً ما مع أنَّك عادةً لا تتقبَّل الأمور بمثل هذه العدائيّة . 
اقض الوقت في التواصل مع ذاتك وتدوين قيمك ومعتقداتك الأساسيّة . 
تساءل ما القيم التي أودّ اتّباعها طوال حياتي ؟ 
أحضر ورقة واقسمها إلى عمودين ، خصِّص الأيسر لكتابة معتقداتك وقِيَمَك الأساسيّة أمَّا العمود الأيمن فدوِّن فيه كل ما قمت بفعله أو قوله مؤخَّراً ولا تشعر بالفخر به . 
هل يسير ما تدوّنه من قيم بمحاذاة ما تنتهجه من أساليب ؟ 
إن لم يكن الوضع كذلك ففكِّر في خيارات بديلة لما قلته وفعلته ، على أن تصبح فخوراً بتلك الخيارات أو على الأقل تنعم بالراحة . 
إنَّ ممارسة هذا التدريب في موضعٍ ما بين الأيام والشهور سوف يُعَدّ دفعةً كبيرةً تعزِّز من وعيك الذاتي . 
 
١٢ - راجِع نفسك : 
ما تشعر به ينعكس على مظهرك فتعبيرات وجهك ووضعية جلوسك وسلوكك وملابسك وحتَّى شعرك ، كلَّها دلالاتٌ مهمَّةٌ لحالتك المزاجيّة . 
ويُعَد المظهر البدني أكثر إفصاحاً ، فما ترتديه يعتبر بمثابة رسالةٍ ثابتةٍ وواضحةٍ للغاية عما تشعر به ، كما أنَّ سلوكك يُفصِح دائماً عن حالتك المزاجيّة . 
إن وجدت نفسك في موقفٍ مشابه فمن المهم أن تُلاحظ حالتك المزاجيّة وتضع في الاعتبار تأثيرها على سلوكك . 
هل اخترت مظهرك الذي تظهر به للعالم بنفسك ، أم أنَّه نتج عن حالتك المزاجيّة ؟ 
إنَّ قضاء لحظاتٍ بين الحين والآخر في إلقاء نظرةٍ على ذاتك يتيح لك الفرصة لتفهُّم حالتك المزاجيّة قبل أن تشكل لنفسك صورة تستمر معك في باقي اليوم .  
 

١٣ - تعرّف على مشاعرك في كتاب أو فيلم أو قطعة موسيقيّة : 
إذا واجهتك مشكلة في تحديد أنماطك الشعوريّة وميولك فيمكنك الحصول على نفس المعلومات التي سعيت إليها بالنظر خارج ذاتك كمشاهدة فيلم أو الاستماع لقطعة موسيقيّة أو قراءة كتاب تتعرَّف عن طريقه على مشاعرك . وعندما تجد أنَّ كلمات أو جو الأغنية يردِّد صدى بداخلك ، فإن ذلك ينبئ بالكثير من مشاعرك وعندما تَعْلَق في عقلك شخصيّةٌ ما من فيلمٍ أو كتاب فمن المحتمل أنَّ ذلك يرجع إلى توازي الجوانب المهمّة في تفكير ومشاعر تلك الشخصيّة مع ما يخصّك من أفكار ومشاعر ، كما تُعْتَبَر تلك العملية أداةً فعّالةً في توضيح مشاعرك للآخرين .  
 

١٤ - اسعَ للحصول على تقييم : 
هناك اختلافٌ كبيرٌ في الغالب بين رؤيتك لذاتك ورؤية الآخرين لك ، فالوعي الذاتي هو عمليّة معرفتك لذاتك من الداخل إلى الخارج ، ومن الخارج إلى الداخل ، والسبيل الوحيد للحصول على الجانب الثاني بأن تتيح لنفسك الفرصة لتلقّي التقييم من الآخرين بما في ذلك الأصدقاء وزملاء العمل  والأسرة . 
وعندما تقوم بذلك تأكَّد من وجود أمثلة ومواقف محدَّدة ، وبينما تجمع الإجابات ركِّز على أوجه التشابه في المعلومات الواردة فوجهات نظر الآخرين قد تبدو أمراً مثيراً للدهشة فيما توضّحه أمامك من آراء الآخرين فيك . 
إن وضع وجهات النظر جميعاً جنباً إلى جنب يساعدك على رؤية الصورة كاملةً ، بما في ذلك أثر مشاعرك وردود أفعالك على الآخرين . 
إذا تشجّعت لتتمعّن فيما يراه الآخرون فقد تصل إلى مستوى من الوعي الذاتي قلَّما يصل إليه أحد . 
 

١٥ - اكتشف ذاتك تحت وطأة الضغوط : 
ما إن تتعلَّم كيف تلاحظ أولى علامات الضغط حتَّى يعود ذلك عليك بفائدةٍ كبرى . 
إن لِعَقْلِ وجسم الإنسان لغة وصوت خاص يعلو عندما يتعلَّق الأمر بالضغوط ، فيخبرك عقلك وجسمك بالوقت الذي يحين فيه التوقُّف لنيل قسطٍ من الراحة . 
على سبيل المثال قد يكون اضطراب المعدة مؤشِّراً على العصبيّة والقلق اللذين يسيطران على الجسم ، وينبغي أن يلعب وعيك الذاتي في وقت الضغوط دور الأذن الثالثة التي تستمع بها إلى صيحات جسمك طلباً للمساعدة . لذلك خذ من الوقت ما يكفي لإدراك تلك المؤشِّرات  وإعادة تنظيم وشحن عواطفك قبل أن يتسبَّب الضغط في مزيد من الاضطرابات النفسية والجسدية .

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...