‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقة بالنفس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقة بالنفس. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية الذكاء الاجتماعي Social intelligence development exercises



تدريبات 
تنمية الذكاء الاجتماعي

أولا - المقدمة :
 
إنَّ الذكاء الاجتماعي هو النظر إلى خارج الذات للتعلُّم من الآخرين وتقديرهم ، بدلاً من النظر إلى الداخل وإدراك وفهم ذاتك . 
ويعتمد الوعي الاجتماعي على قدرتك على ملاحظة وفهم مشاعر الآخرين ، فتآلفك مع مشاعر الآخرين أثناء تعاملك معهم سوف يساعدك على الوصول لرؤيةٍ أكثر دِقّةً لما يحيط بك من أمور ، ممَّا يؤثِّر على كلّ أشكال العلاقات الإنسانية .  
بينما يبدو أن بعض الأشخاص قادرون على تعزيز وتطوير الذكاء الاجتماعي دون بذل أي مجهود ، يكون آخرون في حاجة إلى العمل بجد من أجل تطوير ذكائهم الاجتماعي ، وبإمكانهم فعل ذلك من خلال اتباع بعض التدريبات .
 
ثانيا - تدريبات تنمية الذكاء الاجتماعي :


١ - حيِّ الناس بأسمائهم : 
تُعَد تحيّة الأشخاص بأسمائهم أحد أكثر تدريبات الوعي الاجتماعي أهميّةً وتأثيراً ، فهي طريقةٌ شخصيّةٌ معبّرةٌ لجذب انتباه شخصٍ ما . 
إذا كانت لديك نزعةٌ للانسحاب من المواقف الاجتماعيّة ، فإنَّ تحية شخصٍ ما باسمه طريقةٌ بسيطةٌ تدفعك في خِضَمّ الموقف حيث أنَّ استخدام اسم شخصٍ ما يُحطِّم الحواجز بما ينطوي على ودٍّ وترحيب . 
وحتَّى إن كنت شخصاً اجتماعياً فإنَّ تحية الناس بأسمائهم استراتيجيّة تُفيد في التعايش . 
إذا كنت تنسى الأسماء كثيراً فخصِّص هذا الشهر للتدريب على قول ( أهلاً يا .... ) لشخص ما كلَّ مرةٍ تدخل فيها إلى غرفة أو يتم تقديم بعض الأشخاص إليك . تأكَّد من استخدام اسم الشخص مرّتين على الأقل خلال المحادثة .  
 

٢ - راقِب لغة الجسد : 
تُمكِّنك لغة الجسد من إدراك حقيقة مشاعر الناس ومن ثمَّ الرد بالاستجابة المناسبة . وعليه فإنَّ تقييم لغة الجسد من الرأس لأخمص القدمين يُمكِّنك من الحصول على إدراكٍ تامّ لمكنون شخصٍ ما ، وأكثر أجزاء الجسم تواصلاً هي العين ، يُمكِنُك الحصول على كثير من المعلومات عبر العينين ، لكن حذارِ من التحديق . 
اعقد النيَّة على مراقبة لغة الجسد خلال الاجتماعات واللقاءات الوديّة والمقابلات الأولى ، وحينما تألف لغة الجسد ستغدو رسائله واضحةً وسرعان ما ستلاحظ التلميحات وتكشف خبايا شخصٍ ما .  
 

٣ - اختر التوقيت الصحيح : 
لعلَّك قد سمعت العبارة القائلة ( التوقيت هو كلّ شيء )  لتوضيح مئات من المواقف وتطوُّرات الأحداث ، فعند التعامل مع الناس ومشاعرهم يكون التوقيت فعلاً كلّ شيء ، لذلك لا تطلب زيادةً في المُرتَّب بينما العمل ليس على ما يرام ولا تطلب معروفاً من شخصٍ يقع تحت وطأة الضغوط أو يشتعل غضباً . 
ولكي تمارس اختيار التوقيت كجزءٍ مرتبطٍ بالوعي الاجتماعيّ اسعَ للعمل على اختيار التوقيت عبر طرح الأسئلة . 
والهدف من ذلك هو طرح الأسئلة الصحيحة في الإطار العقلي السليم واضعاً المتلقِّي نصب عينيك وبينما تتدرَّب على اختيار التوقيت تذكَّر أنَّ أساس الوعي الاجتماعي هو التركيز على الآخرين بدلاً من التركيز على ذاتك، واستمر على ذلك حتَّى تصبح أكثر فاعليّة . 
 
٤- جهّز سؤالاً في حافظة الجيب : 
في بعض الأحيان لا تسير المحادثات وفق ما هو مخطَّطٌ لها . 
يمكنك استخدام ( سؤال الجيب ) في حالة الطوارئ عندما تسعى للتخلُّص من لحظات الصمت أو اللحظات غير المريحة . 
ويعمل هذه التدريب على إمدادك بالمزيد من الوقت حتَّى تستطيع أن تتعرَّف على الشخص على نحوٍ أفضل وتوضِّح له اهتمامك بآرائه ومشاعره وأفكاره . 
وقد يكون السؤال كالآتي : 
ما رأيك في .....  ؟ 
إختر أحد الموضوعات التي تتطلَّب بعضاً من الشرح كالعمل أو الأحداث الجارية ، لكن تجنَّب السياسية والدين والمواضع الحسَّاسة الأخرى . 
 

 
٥ - لا تدوِّن ملاحظات في الاجتماعات : 
عندما تشغل عقلك بأوراقك ويديك بالتدوين ستفقد دلالاتٍ مهمّة توضِّح بشكلٍ كاملٍ حقيقة مشاعر الآخرين وما يدور ببالهم من أفكار . 
لا تدوِّن أيَّة ملاحظات وانظر في وجه كلّ شخصٍ ، ولاحظ ما يظهر عليه من تعبيرات . تَوَاصَل بالعينين مع المتحدِّث أيّاً كان . 
سوف تشعر بزيادة التركيز والتفاعل مع الآخرين وتنتبه إلى أمور يُفقدك إياها القلم والورق . 
لا شكَّ أنَّ لتدوين الملاحظات قيمته الخاصّة لكن لا حاجة ليكون أسلوبك في العمل ، وإذا احتجت إلى تدوين ملاحظات لأغراضٍ عمليَّة ، فتوقّف مؤقّتاً على فترات منتظمة لتراقب ما يدور حولك . 
 

٦ - خطِّط مقدَّماً للقاءات اجتماعية : 
إنَّ التخطيط المُسبَق لحدثٍ ما قد يبدو لك طوق النجاة ، سواءً كان الحَدَث حفل عشاءٍ أو اجتماع عمل . 
إذا خَطَوْتَ عبر الباب مخطِّطاً لذلك فإنَّك توفِّر طاقتك العقليّة وقوَّتك الذهنيّة ومن ثمَّ تستطيع التركيز على اللحظة الراهنة . 
لن يعمل بعض التخطيط على تجهيزك للحدث فحسب بل سوف يساعدك على الاستمتاع بالحَدَث بشكلٍ أكبر لأنَّك سوف تصير أقلّ توتُّراً وأكثر حضوراً بينما تتواجد في الحَدَث . 
 

٧ - حافظ على تركيزك :
تخلّص من الركام حتَّى يرتفع وعيك الاجتماعي يجب أن يكون لديك حضورٌ اجتماعي ، وأن تتخلَّص من جميع مصادر التشويش داخل عقلك حيث تُعَدّ مصادر التشويش الداخليّ بمثابة الركام الموجود في مِرآبك أو خزانتك . 
ولترتيب ذلك الركام اتّبع بعض الخطوات البسيطة ، إذا كنت طرفاً في محادثة فلا تُقاطع الطرف الآخر ما لم ينته من كلامه بالكامل ،
والآن ركِّز تفكيرك من جديد على وجه وكلمات الطرف الآخر ، وإذا لزم الأمر فمِل للأمام ناحية المتحدِّث ليعبِّر جسمك عن تركيزك في المحادثة . 
إذا اعتدت أن تسترد تركيزك فسوف يتحسَّن مستواك في تهدئة الأفكار المستعرة داخليّاً وترتفع مهاراتك في الاستماع . 

 


 
٨ - عش اللحظة : 
اجعل من العيش في اللحظة الحاليّة عادةً بأيّ مكانٍ ، وسوف يعمل ذلك على الارتقاء بمهاراتك في الوعي الاجتماعي . 
فلتتَّسم بالحضور قدر الإمكان وتدرك الناس من حولك وتعش الحياة في لحظتها . 
وإذا وجدت عقلك قد رحل ذهنيّاً إلى مكانٍ آخر فارجع بسرعةٍ إلى الحاضر . 
تذكَّر أنَّ التخطيط للمُستقبل والتأمُّل في الماضي بمثابة تمارين قيّمة لكنَّ القيام بذلك طوال اليوم يتداخل مع حاضرك .  
 

٩ - اخرج في جولة بعض الوقت :
خصِّص خمس عشرة دقيقة من جدولك الزمني للمرور في مكان عملك مرَّتين في الأسبوع لمدَّة شهرٍ لملاحظة الأشياء التي لم تُلاحظها من قبل كمظهر الآخرين ومشاعرهم تجاه العمل ، وأيّ الأشخاص يسعى للتفاعل مع الآخرين في مقابل من يبقون على مكاتبهم طوال اليوم .
ثم اختر يوماً آخر لتقوم بجولةٍ في مكان العمل متقصِّياً الحالات المزاجيّة للآخرين التي قد تمدّك بلمحاتٍ مهمَّةً عن مجرى الأمور على الصعيدين الفردي والجماعي .
في الأيام التي تعقد فيها جولاتك تجنَّب الافتراضات أو الاستنتاجات المسبقة ، لاحظ الوضع فحسب وسوف تُدهَش لما سوف تراه . 
 

 ١٠ - اعمل على تعزيز ذكائك العاطفي :
يعتمد الذكاء العاطفي على كيفية التحكم في مشاعرك وكيف تعبر عنها إزاء الآخرين ، ويتطلب الذكاء العاطفي معرفة أي من العواطف عليك التعبير عنها بصورة تخدم موقفك وتساعدك على تعزيز علاقتك بالآخرين وتنظيم المشاعر والعواطف وعدم الإسراف في التعبير عنها .
الشخص الذكي عاطفياً هو القادر على السيطرة على مشاعره السلبية مثل الإحباط والغضب والحد من تأثيرها السلبي على علاقاته بالآخرين .

١١ - شاهد الذكاء العاطفي في الأفلام : 
الفنّ مُحاكاةٌ للحياة والأفلام مصدرٌ ثريٌّ بمهارات الذّكاء العاطفيّ بشكلٍ عملي ، راقب السلوكيات إمّا لمحاكاتها وإمّا لتجنّبها بشكلٍ تام . 
حدد في هذا الشهر هدفاً بأن تُشاهد فيلمين خاصةً لملاحظة تعامل الشخصيّات مع بعضها وعلاقاتها وصراعاتها . 
راقب دلالات لغة الجسد لتخمِّن مشاعر كل شخصيّة وراقب كيفيّة تعامُل الشخصيّات مع الصراعات . 
استكشف المزيد من المعلومات حول الشخصيّات ، استرجع اللحظات الماضية وراقبها لتحدِّد الدلالات التي فاتتك في المرّة الأولى . 
تُعَدّ مشاهدة أفلام أحد أكثر الطرق المفيدة والمسليّة لممارسة مهارات ذكائك الاجتماعي على أرض الواقع . 
  

١٢ - أنصت إلى الآخرين :
من أجل تعزيز ذكائك الاجتماعي عليك تطوير مهارات الاتصال الخاصة بك ، ما يتطلب الاستماع إلى الآخرين والاهتمام بما يقولونه لك . 
لا تقاطع حديث أي شخص ، وخذ وقتك للتفكير فيما يقولونه لك ، وفكر جيداً قبل الإجابة على أي سؤال .
يعتقد أغلب الناس أنَّهم يجيدون الإنصات ، إلَّا أنَّ الإنصات يتطلَّب تركيزاً وهو ليس بالأمر السهل لأنَّه يمتدّ في عدّة جوانب . فالإنصات لا يتوقّف على الاستماع للكلمات فحسب ، بل يتعدّاه للاستماع إلى نبرة الصوت وسرعة الكلام ومستوى الصوت . 
ما الذي يُقال ؟ هل هناك أشياء لا تُقال ؟ 
ما الرسائل الكامنة تحت السطح ؟ 
عندما يتحدَّث شخصٌ ما إليك ، توقّف عن أيِّ شيءٍ آخر ، وأنصت إليه بشكلٍ تام حتَّى ينتهي من حديثه . 
وعندما يسألك ابنك سؤالاً ما ضع الكمبيوتر المحمول الخاص بك جانباً  ، وانظر إليه حينما تجيبه . فمثل تلك الأمور البسيطة ستساعدك على استيعاب التلميحات التي يبثّها الطرف الآخر .
 

١٣ - لاحظ الناس من حولك : 
انتبه لما يُقال ولمن يتحدث حولك
الأشخاص الذين يتحلون بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي يراقبون من حولهم وينتبهون لما يُقال وكيف يُقال ، إذا كنت ترى أن أحد الأشخاص يتحلى بمهارات قوية في التواصل مع الآخرين، فربما عليك مراقبة تصرفاته ومعرفة كيف يتفاعل مع الآخرين .
في بعض الأحيان يكون كلّ ما تحتاج إليه هو أن تستلقي مسترخياً وتراقب كلّ ما يجري في العالم أو تُراقب الناس . 
استرخِ في مقعدك في النادى او على المقهى ، ولاحظ فحسب المترددين ، فأنت في تلك الحال تشارك بالفعل في إحدى أكثر تدريبات الوعي الاجتماعي تأثيراً على الإطلاق . 
إنَّ مُراقبة الناس أمرٌ آمنٌ لتدرك عبره الإشارات وتُلاحظ التعاملات وتخمِّن الدوافع أو المشاعر الخفيّة من دون أن تكون طرفاً في ذلك التواصل بذاتك . 
فالقدرة على التعرُّف على حالات الآخرين المزاجية ومشاعرهم يُمثِّل الشقّ الأكبر من الوعي الاجتماعي ، وهي في الغالب أمورٌ تقع في مستوى نظرك . 
 

١٤ - احترم اختلاف الثقافات :
عليك احترام الاختلافات الثقافية والتعرف على الثقافات المختلفة بهدف فهمها . لا تستقِ المعلومات المتعلقة بالثقافات من عائلتك واصدقائك والبيئة الصغيرة التي تعيش فيها ، فالشخص الذي يتحلى بالذكاء الاجتماعي يحاول استيعاب الآخر واكتشاف عوالم وثقافات مختلفة .
إنَّ أولى الخطوات لتتقن مجموعات عدَّة من قواعد الثقافة في الوقت ذاته هي المزيد من الاستماع والمشاهدة لفترةٍ زمنيّةٍ أطول من الوقت الذي تستغرقه في مشاهدة أناس من ثقافتك الخاصّة . 
 

١٥ - تحقَّق من دقّة ملاحظاتك : 
سواء كنت مبتدئاً أو خبيراً بالوعي الاجتماعي، نحتاج جميعنا إلى التأكُّد من الملاحظات الاجتماعيّة في بعض المواضع . 
وأفضل السبل لتتأكَّد من دقَّتك أن تسأل عمّا إذا كان ما لاحظته في الناس أو المواقف هو ما يحدث في الواقع أم لا . 
لعلَّك سعيت في اتجاه زميلك في العمل ، ولاحظت تلك النظرة الواجمة التي ارتسمت على وجهه وقد أطرق الرأس وخفض عينيه نحو الأرض . 
فتسأله عن حاله ويجيب بأنَّه ( على ما يرام ) يخبرك حدسك بخلاف ذلك ، فهو لا يبدو كذلك على الإطلاق . 
في هذه اللحظة ، اسأله سؤالاً تأمُّليّاً يشي بما تراه . مثلاً ( يبدو أنّك تشعر بالإحباط بسبب أمرٍ ما ؟ هل حدث شيءٌ ما؟ . 
قد تسمع ما يريد هو أن تعرفه الآن ، لكنّك على كلّ حال تواصلت معه وجعلته يُدرك اهتمامك بالأمر . 
إنَّ التحقُّق من دقّة ملاحظتك سوف يُضفي على فهمك للمواقف الاجتماعيّة المزيد من الوضوح ، وسوف يساعدك أيضاً على الانتباه للتلميحات التي عادةً ما توجد جوارك ولا تراها ، إن لم تسأل فلن تتأكَّد على الإطلاق . 
 

١٦ - ضع نفسك في مكانهم : 
إنَّ تقمُّص دور شخصٍ آخر أحد أفضل أشكال الوعي الاجتماعي . وذلك لكلّ من يريد أن تكون له رؤيةٌ وفهمٌ أكثرَ عُمقاً للآخرين ، وتواصلٌ أكثر تطوّراً وإدراكاً للمشكلات قبل وقوعها . ولكي تُمارس هذا التدريب عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة من النوعية التي تبدأ بـ ( ماذا أفعل لو كنت مكان هذا الشخص...؟ ) . 
 
١٧ - انظر للصورة بأكملها : 
نظراً لأنَّنا نرى أنفسنا من منظورنا الخاص ، فإنَّ الاحتمالات تشير إلى أنَّنا نرى جزءاً من الصورة فحسب . إذا أتتك فرصة ، هل تود أن ترى صورتك في أعين هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونك جيّداً ؟ . 
إنَّ التطلُّع إلى من حولك والسعي للحصول على التقييم أمورٌ تدخل ضمن أسس الوعي الاجتماعي ، لأنَّ ذلك يفتح أمامنا الأفق لندرك رؤية الآخرين لنا ولنشاهد الصورة كاملة ( ما يقوله الآخرون عنك في العادة أكثر دِقّة ممَّا تعتقده عن نفسك ) . وأيّاً كانت الإجابات ، فإنَّ رؤياهم مهمَّةٌ قطعاً لأنَّ آراء الآخرين فيك تؤثِّر عليك وعلى حياتك ، فإنَّ الوصول إلى الوعي بهذه الرؤى أمرٌ مهمٌّ لأنَّه يوضِّح لك الصورة التي يرسمونها لك . 
 
١٨ - التقط المزاج العام للمكان : 
حينما تتقن استيعاب تلميحات ومشاعر الأشخاص الآخرين ، فسوف تصبح مستعدَّاً لاستيعاب ذلك في غرفة ممتلئة بالأشخاص . هناك طريقتان تتوصَّل من خلالهما إلى الحالة المزاجيّة في غرفة مليئةٍ بالكامل : 
الطريقة الأولى : 
بالاعتماد على الغريزة الفطرية فحسب ، فالمشاعر مُعدِيَة أي أنَّها تنتقل من شخصٍ إلى آخر ، ما دامت هناك حالةٌ مزاجيّةٌ عامّةٌ واضحةٌ سوف تحسّ بها عند درجةٍ ما . 
أمَّا الطريقة الثانية : 
فتتمّ بإحضار مرشد خبير بالوعي الاجتماعي ، اتبعه واستمع إلى ما يشعر به ويراه . 
اسأله عما يحسّ به وما الدلائل التي تكشف عن الحالة المزاجيّة . 
ثمَّ تولّى القيادة وخمّن الحالة المزاجيّة في الغرفة وقارن أفكارك بأفكار مرشدك .


١٩ - قدّر قيمة الأشخاص الموجودين في حياتك :
الأشخاص الذين يتحلون بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي تجمعهم علاقات قوية مع الأشخاص المحيطين بهم ، والذين يعنون لهم الكثير . 
من الضروري أن تُشعر الأشخاص المقربين منك بأنهم مُهمون وبأنك تقدر وجودهم في حياتك ، وتثمن الجهود التي يقومون بها من أجلك .

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية إدارة الذات Self management development exercises  

تدريبات تنمية إدارة الذات 

١ - المقدمة :
إدارة الذات ركن أساسي في حياة الإنسان، هي عنصر ضروري يسبق إدارة الآخرين وأحد شروط النجاح سواء في الحياة الخاصة أو الحياة العملية ، ومن لا يستطيع قيادة نفسه لن يستطيع قيادة الآخرين .
وهي لهذا السبب تساعد الإنسان على التكيف مع الظروف المحيطة به ، هذا يتطلب معرفة الإنسان لذاته ومصادر قوته والخضوع للتقييم الذاتي بهدف التطوير . 


٢ - إدارة الذات : 
أ - أهمية إدارة الذات :  
إنَّ إدارة الذات هي القدرة على استخدام وعيك بمشاعرك من أجل اختيارٍ فعّال لما تقوله أو تفعله . 
فعندما تفهم مشاعرك وتستطيع أن تختار الأسلوب الذي تستجيب به إليها ، فقد صارت بيديك سطوة التحكُّم في المواقف الصعبة والتعامُل مع التغيير بمرونة والقيام بالمبادرات اللازمة لتحقيق أهدافك . 
وارتفاع مستوى إدارة الذات دلالةٌ على أنَّك لا تقف عائقاً في طريق ذاتك ، ولا تفعل ما يمكن أن يقف حائلاً دون نجاحك . كما أنَّ ذلك يدلّ على أنَّك لا تثبط عزيمة الآخرين للدرجة التي تجعلهم يستاؤون وينفرون منك . 
حيث أنَّك عندما لا تتوقَّف وتفكِّر في أحاسيسك بما في ذلك كيف تؤثِّر تلك المشاعر على سلوكك حاليّاً وكيف سيستمر ذلك الأثر مستقبلاً ، فإنَّك تلقي بنفسك على الدوام ضحيّةً للاختطاف العاطفي . 
وسواءً كنت تعي ذلك أم لا فسوف تفرض مشاعرك سيطرتها عليك ، وسوف تُمضِي يومك في التعامل مع مشاعرك بقدرٍ ضئيل من الاختيار فيما تقوله وتفعله . 
 

ب - تدريبات إدارة الذات : 
( ١ ) تنفّس بشكلٍ صحيح : 
 معظم الناس تتنفَّس أنفاساً قصيرة وضحلة طوال اليوم ، ولا يصل النفس حجابك الحاجز ولا يملأ الهواء الرئتين ولا تدرك حتَّى أنَّك تفعل هذا . 
في حال مررت بموقفٍ عاطفيّ أو كنت تحت وطأة ضغوط ، ركِّز على استنشاق أنفاسٍ بطيئةٍ عميقة وأدخل الهواء من أنفك حتَّى تحسّ بأنَّ معدتك تبرز للأمام وتصير مشدودةُ ثمَّ أخرج الزفير بأكمله برفق عبر فمك ، وبينما تُخرِج الزفير اعمل على أن تفرِّغ رئتيك تماماً من الهواء . 
وعندما تختار التنفُّس السليم ليتدفَّق الأكسجين إلى عقلك، فسوف تُلاحظ أثر ذلك على الفور . يصف العديد من الأشخاص هذا الشعور كالدخول في حالة أكثر هدوءاً وأعمق استرخاءً حيث يحصلون على صفاء الذهن ، ممَّا يجعل التنفُّس السليم أحد أسهل الأساليب المتاحة وأقواها تأثيراً لإدارة مشاعرك ، إضافةً إلى ذلك يُعَد التنفُّس السليم أداةً رائعةً لصرف تركيزك عن الأفكار المزعجة المقلقة التي يصعب التخلُّص منها .  
 


( ٢ ) أنشئ قائمة العواطف مقابل المنطق : 
هناك العديد من المرَّات التي تُطلق فيها العنان لمشاعرك لِتُوَجِّهَكَ في اتجاهٍ ما ، بينما يدفعك عقلك المنطقي نحو السير في اتجاهٍ مغاير . ومتى وجدت عقلك قد أصبح ساحة قتال بين شقّي العقل ( الشق العاطفي في مواجهة الشق المنطقي ) ، قم بإعداد قائمة ( مواجهة العواطف بالمنطق ) ، قم برسم خط طولي في وسط الصفحة لتقسمها إلى عمودين واكتب في العمود الأيسر ما الذي تدفعك العواطف لفعله وفي الأيمن ما يمليه عليك المنطق . 
والآن اطرح على نفسك سؤالين مهمّين : 
أين تعمل عواطفك على تشويش حكمك المنطقي ؟ 
وأين يتجاهل منطقك ما تقدّمه العواطف من تلميحات مهمّة ؟ 
وبمساعدة القائمة الموجودة أمامك سوف يصبح الأمر أكثرَ سهولةً عندما تحاول أن ترى إذا ما كان عليك أن تترك المزيد من المساحة في اتخاذ القرار للجانب العاطفي أم للجانب المنطقي .  
 

( ٣ ) أَشْهِر أهدافك : 
ليس هناك دافع لتحقيق أهدافك أقوى من دافع إشهارك لها ، فإذا أخبرت الآخرين بوضوحٍ عما تنوي تحقيقه سواءً كان الأصدقاء أو الأسرة أو الزوجة ، فإنَّ وعيهم بمدى تقدُّمك ينتج عنه إحساسٌ مدهشٌ بالمسؤوليّة . 
يرجع قدر كبير من إدارة الذات إلى التحفيز ، ويمكنك أن تستخدم توقّعات الآخرين منك كقوّةٍ كبيرةٍ تدفعك إلى التحرُّك والارتقاء بمستواك . 
فإذا حدَّد لك المعلم موضوع أو التزمت بالجري مع زميل لك كل يوم في الخامسة صباحاً بالضبط ، فالاحتمال أن تلتزم بذلك أكبر ممَّا لو كنت تعمل من تلقاء نفسك . 
انتقِ الشخص الذي تدرك أنه سوف يولي تقدُّمك اهتماماً واطلب منه أن يراقب مدى تقدُّمك ويضعك بموضع المسؤوليّة .  
 

( ٤ ) قم بالعدّ حتّى العشرة : 
عندما تشعر أنَّك قد أصبت بالإحباط أو الغضب يمكنك أن تتخلَّص من ذلك بأن تستنشق نفساً عميقاً ، وعند إخراج الزفير تقول ( واحد ) في سرّك ، استمر في التنفُّس والعد حتَّى تصل إلى عشرة . 
حيث سيعمل العد والتنفُّس على وضعك في حالةٍ من الاسترخاء ويمنعك من عمل أيَّ شيءٍ متهوّرٍ لفترةٍ طويلة تكفي لكي تستعيد تركيزك وترى الموقف من منظار أكثر وضوحاً وعقلانيّة ، أحياناً قد لا تصل إلى الرقم عشرة إلّا أنَّ مجرد العد حتَّى اثنان يُمَكِّنك من أن تُوقِف التيار المتدفِّق من الإحباط والغضب لفترة تكفي لتهدئة الغضب ، وتُتيح قدراً ثميناً من الوقت للجانب المنطقي من عقلك ليدرك الموقف .  
 

( ٥ ) انتظر حتَّى يهدأ الغبار : 
كتب ليو تولستوي في رواية الحرب والسلم قائلاً ( إنَّ أقوى مُحَارِبَيْن هما الوقت والصبر ) . وتنبع قوَّتهما من قدرتهما على تغيير المواقف وتخفيف الآلام وإزالة الغشاوة . 
فأحياناً قد نشعر بالسخط وعدم الراحة والقلق في المواقف التي تتطلَّب الصبر فنندفع نحو القيام بالفعل لنخفِّف من حدَّة البركان الداخلي ، إلَّا أنَّ كل ما تحتاجه (( حتَّى لا يخرج الأمر من قبضتك )) هو أن تُتيح لنفسك يوماً أو أسبوعاً أو شهراً إضافياً لتُلِمَّ بالموقف قبل المضي قدماً وقد تظهر على السطح بعض الأمور تجعل اتخاذك للقرار أمراً أكثر سهولة . 
ويساعدك الوقت في إدارة الذات لأنَّه يعطى مزيد من الضوحاً على آلاف الأفكار التي تجول في خاطرك ، كما يساعدك في السيطرة على المشاعر التي قد تقودك في الاتجاه الخطأ إذا ما سلّمت لها الزمام . 
إنَّ كل ما تحتاج إلى فعله هو أن تُجبر نفسك على الانتظار حتَّى يهدأ الغبار قبل أن تتحرَّك .  
 
 
( ٦ ) تعلم من المتمرَّسين في إدارة الذات : 
إحدى أكثر الطرق فاعليّةً لتعلُّم إدارة الذات هي السعي للعثور على أشخاص متمرِّسين في إدارة الذات لتعلُّم مهاراتهم . 
في البداية ابحث عن شخصٍ تعتبره متقناً لإدارة الذات ، ووضِّح له أنَّك ترغب في تطوير تلك المهارة ، وشاركه في أهدافه الخاصة لتطوير إدارة الذات ، واسأله عما يتبنّاه من وسائل لإدارة الذات على نحوٍ جيّد . 
تأكّد من أن تُشْرِكَه في المشاعر والمواقف التي أوقعتك في أكبر المآزق ، ومن الممكن أن تتعلَّم بعض الأساليب الفريدة والفعّالة لإدارة ذاتك والتي قد لا تتعرَّض لها بأيّ طُرُقٍ أخرى . 
وقبل أن تختم اللقاء دوِّن أفضل النصائح واختر اثنين منها لتبدأ بهما على الفور . 
 

( ٧ ) ابتسم واضحك أكثر : 
عندما تضحك وتبتسم فإنَّ وجهك يرسل إشاراتٍ إلى العقل تفيد بأنَّك سعيد  وعندما تنتابك فكرةٌ محبطةٌ أو مقلقة أجبر نفسك على الابتسام فذلك يبطل أثر الحالة النفسيّة السلبيّة . 
وإذا أردت أن تبدو متفائلاً ولم تكن مستعدّاً لذلك ، فارسم على وجهك ابتسامةً كبيرة ، وسوف تعمل تلك الابتسامة على إقناع عقلك بالشعور بالحالة المزاجية التي تحتاجها في تلك اللحظة . 
فيمكنك أن تعتمد على الضحك والابتسام لرفع حالتك المزاجيّة ، قد يبدو ذلك خياراً غريباً عندما تشعر بالإحباط، لكنّه ( في نفس الوقت ) أسلوبٌ مدهشٌ للتغلُّب على المشاعر السلبيّة وتصفية الذهن وخاصةً إذا كانت حالتك المزاجيّة تعوق قدرتك على الحكم على الأشياء . 
 

( ٨ ) خصِّص بعض الوقت من يومك لحل المشكلات : 
تمرّ يومياً بمئات الأنماط الشعوريّة وتقضي اليوم متنقّلاً من شعورٍ إلى آخر ممَّا قد يؤدِّي إلى اتخاذ بعض القرارات في أوقاتٍ غير مناسبة . 
استرجع بعض ما اتخذته من قراراتٍ مؤخّراً وتفكِّر فيها ، وسوف تجد أنَّ تلك القرارات التي اتخذتها على عجل عبر اليوم لم تكن مناسبة لمعالجة الموضوع مثل القرارات التي استغرقت قدراً من التخطيط والتفكير بذهنٍ صافٍ . والطريقة الوحيدة التي تضمن لك وجود ذلك المتّسع لاتخاذ القرارات المناسبة هي تخصيص فترة عشرة دقائق يوميّاً تغلق فيها هاتفك المحمول وتبتعد عن الكمبيوتر وتستغرق وقتاً في التفكير لحل المشكلات . 
 

( ٩ ) اضبط حديثك الذاتي : 
هناك علاقة وثيقة بين ما تفكِّر فيه وما تشعر به على الصعيدين البدني والشعوري ، وإنَّ أكثر الأفكار تأثيراً هي التي تتحدَّث فيها إلى نفسك . فكلّ شخصٍ منّا لديه صوتٌ داخليٌّ يصيح داخل عقولنا ويؤثِّر على إدراكنا للأمور ويُعرَف ذلك الحديث الدائر في الداخل بـ ( حديث الذات ) . 
وعبر الأفكار ( التي تُعَدّ الوسيلة الأساسيّة لتنظيم تدفُّق مشاعرك ) فإنَّ ما تسمح لنفسك بالتفكير فيه قد يدفع المشاعر للظهور على السطح أو تخزينها في الأعماق . 
وعندما تسيطر عليك حالة اهتياج المشاعر فإنَّ أفكارك تعمل على إذكاء النار المضطرمة أو تهدئتها . 
أمَّا عندما تتعلَّم كيف تُمسك بزمام حديث ذاتك ، فيمكنك بذلك أن تَصُبّ تركيزك على الأمور الصحيحة وتُدير مشاعرك على نحوٍ أكثر فاعليّة . 
ففي كثيرٍ من الأوقات يغدو حديثك الذاتي أمراً إيجابيّاً ويساعدك خلال يومك لكن متى أصبح حديثك الذاتي سلبيّاً فإنّه يُلحق الضرر بقدرتك على إدارة الذات في أي وقت . 
 

( ١٠ ) تصوَّر نجاحك : 
إنْ تصوَّرت نفسك تُدير مشاعرك وسلوكك بشكلٍ فعّال فذلك أسلوبٌ رائعٌ لتمارس مهاراتك الجديدة حتَّى تصير عادة . 
ولكى تقوم بهذا يجب أن تكون في غرفةٍ تخلو من أيّ مصدرٍ من مصادر التشويش ، ومن أفضل الأوقات التي يُمكنك أن تُمارس التصوُّر فيها هي قبل أن تأوي إلى الفراش ليلاً . 
فقط أغلق عينيك وتصوَّر نفسك في مواقف تواجهك فيها أقصى صعوبات إدارة ذاتك ، ركِّز على تفاصيل كلّ موقف والتي تجعل ضبط النفس بالنسبة لك أمراً عصيباً ، ركِّز على ما سوف تراه وتسمعه إذا كنت في ذلك الموقف بالفعل حتَّى تشعر بنفس المشاعر بكل ما تعنيه الكلمة . 
ثمَّ تخيَّل صورةً لنفسك وأنت تؤدِّي بالطريقة التي ترغب فيها . 
تخيَّل نفسك وأنت تفعل وتقول كل ما هو صحيح ، وأتح لنفسك الفرصة لأن تشعر بالرضا والمشاعر الإيجابية التي تنتج عن مثل هذا الموقف . 
 

( ١١ ) رتِّب عادات نومك : 
تتطلَّب إدارة الذات صبراً ومرونةً ويقظة ، وتلك هي أوَّل ثلاثة أشياء تفقدها إن لم تنعم بنوم ليلةٍ هادئة . 
إنَّ زيادة عدد ساعات النوم قد يُساعدك على تطوير إدارة ذاتك ، فأهم عناصر العقل اليقظ الحاد المتزن هو جودة نومك والتي تحتاج إلى ترتيب عادات النوم . 
ويمكنك تطوير جودة نومك باتباع الخطوات التالية من أجل عادات نوم صحّيّة : 
- ممارسة الأنشطة البدنية ضمن روتينك واقضِ عشرين دقيقة في ضوء شمس الصباح . 
- ألتزم بجدول للنوم وأغلق الكمبيوتر قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم . 
- اضبط لنفسك بيئة مريحة وخصِّص فراشك للنوم وتحكم في القلق .
- انتبه لما تأكل أو تشرب وتجنَّب تناول الكافيين خاصةً في ساعات المساء . 
 

( ١٢ ) ركِّز انتباهك على الفرص لا القيود : 
عندما تجد نفسك تفكِّر في موقفٍ ما أنّك لا تستطيع القيام به ، ألقِ نظرةً ثاقبةً في السبل التي تسلكها في التعامل مع الموقف نفسه . فالتركيز على القيود لا يُثبِّط العزيمة فحسب بل يجعل المشاعر السلبيّة تطفو على السطح فتؤكِّد على إحساسك بالعجز . 
يجب أن تلتزم بالمسؤوليّة تجاه ما يقع تحت سيطرتك ، وتُركِّز طاقتك على البقاء مرناً واسع الأفق مهما كان ذلك الموقف . 
 

( ١٣ ) حافظ على التزامن : 
يُعَدّ التزامن (( عندما لا تنطبق لغة الجسد مع المشاعر التي يتمّ التعبير عنها )) أداةً مهمّةً للمتميزين في إدارة الذات ، فعندما تقوم بأفضل عملٍ في إدارة المشاعر تتوافق لغة جسدك مع الطابع الشعوري تجاه الموقف . 
بينما إذا لم تستطع التحكُّم في لغة جسدك ، فتلك إشارةٌ واضحةٌ لطغيان المشاعر عليك . حتماً ستمرّ بلحظاتٍ تسيطر فيها مشاعرك على مجريات أمورك ، ولكي تحافظ على التزامن اصرف انتباهك بعيداً عن مشاعرك ووجهه على المهمّة القائمة . 
 

( ١٤ ) تحدَّث إلى شخصٍ ليس طرفاً في مشكلتك : 
عندما تواجه موقفاً عصيباً ابحث عن شخصٍ ما تثق به وتشعر بالراحة معه ، على ألَّا يكون قد تأثَّر بالموقف ، فكلّما كان لمستشاريك شأنٌ شخصيٌّ في الموقف كانت آراؤهم أكثر تأثُّراً بحاجاتهم ومشاعرهم وأدَّت لإفساد الموقف ولذلك فينبغي تجنبها . 
احرص على اختيار الطرف الثالث بحكمة ، واعتبر هذا الشخص بمثابة المعلِّم الحكيم الذي يُنْصِتُ لما مَرَرْتَ به ولما تفكِّر فيه وتشعر به تجاه الموقف الشائك ، فوجهة نظره الفريدة سوف تساعدك على رؤية الأشياء على نحوٍ مختلف ، وتتيح أمامك المزيد من الخيارات . تجنَّب الشخص الذي تعرف أنَّه بمنتهى البساطة يوافقك في الرأي دائماً ، فعلى الرغم من أنَّ ما يقدِّمه من دعمٍ يبدو أمراً محبَّباً إلّا أنَّ ذلك يعوقك عن إدراك الصورة كاملةً . 
والجلوس مع شخصٍ يُعارض وجهة نظرك تماماً ( قد يضايقك مؤقتاً ) لكن سيتيح لك فرصةً أفضل في رؤية الأمور من وجهة نظرٍ مختلفة .
( شاهد عيوبك في عيون الآخرين وحاول إصلاحها ) . 
 

( ١٥ ) تعلَّم درساً قيّماً من كل شخصٍ تقابله : 
إنَّ الاقتراب من كل شخص تلاقيه كما لو كان لديه شيء قيِّم يعلِّمك إياه وتستفيد منه هو أفضل الطرق لتحتفظ بمرونتك وتفتح أفقك وتصير أقلَّ عرضةً للضغط . 
ويمكنك أن تتصرَّف على هذا النحو في معظم  ما تلاقيه من مواقف في حياتك . 
استغلّ تلك الفرص لتتعلَّم شيئاً ما وسواءً كنت تتعلَّم من تقييمات الآخرين أو من سلوكيّاتهم ، فإنَّ الاحتفاظ بتلك الرؤية هو السبيل لتُحافظ على ضبط النفس . 
 

( ١٦ ) أضف التدريب الذهني إلى جدولك : 
الشحن الذهني هو أكثر ما يغفل الناس عن ملاحظته على الرغم من أهميّة التمارين وأنشطة الاسترخاء والشحن الأخرى للعقل . 
إذا أردت أن تصير كفئاً في إدارة الذات خصِّص فترةً من يومك لتساعد على تدفُّق الدم والمحافظة على صحَّة جسدك ، فإنَّ ذلك يُتيح لعقلك قسطاً مهمّاً من الراحة . يُعَد النشاط البدني المكثَّف أمراً مثاليّاً ، إلّا أنَّ هناك المزيد من الأنشطة التي قد يكون لها أثرٌ كبيرٌ على عقلك كاليوغا أو التدليك أو التجوُّل في المتنزّهات وجميعها أساليب للاسترخاء تتيح لعقلك متنفّساً . 
فتلك الأنشطة تعمل على شحذ الذهن وتحافظ عليه في حالةٍ من السعادة واليقظة كما أنّها تتعامل مع مواضع معيَّنة من عقلك وتقوِّيها ، وهي المواضع المسؤولة عن حسن اتخاذ القرار والتخطيط والترتيب والتفكير المنطقي . 
 

( ١٧ ) تقبَّل أنَّ التغيير واقع لا محالة : 
لأنَّك تستطيع أن تتقبل كلّ ما تلاقيه من تغيُّراتٍ وعقباتٍ في حياتك ، فإنَّ السبيل الذي تسلكه لتمرّ بتلك التغيُّرات بأمانٍ هو أن تضبط منظورك قبل أن تقع التغيُّرات وتكمن الفكرة هنا في الاستعداد للتغيُّر . 
إنَّ أولى الخطوات نحو ذلك هي أن تُقِرَّ لنفسك بأنّه حتّى أكثر أوجه الحياة استقراراً وأماناً ليست تحت سيطرتك بشكلٍ كامل ، فالناس تتغيَّر والأمور لا تبقى على نفس الحال لفترةٍ طويلة ، وعندما تعطي لنفسك الفرصة لتتوقَّع التغيُّر وتدرك خياراتك إذا وَقَعَتِ التغيُّرات فأنت تقي نفسك من الوقوع فريسةً لمشاعرَ كالصّدمة والمفاجأة والخوف والإحباط عندما تقع التغيُّرات بالفعل . 
وبينما لا تزال عرضةً للإصابة بتلك المشاعر السلبيّة فإنَّ تقبّلك لحقيقة أنَّ التغيُّر أمر حتميّ في الحياة يُمَكّنُك من التركيز والتفكير بعقلانيّة ، ممَّا يصل بك إلى أفضل النتائج في موقفٍ غير محتملٍ أو مرغوب فيه أو حتَّى متوقَّع .

تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

الخميس، 17 سبتمبر 2020

تنمية مهارات إدارة الذات Self management skills development


تنمية مهارات إدارة الذات


١ - المقدمة : 
لقد حظية الذات ودراستها باهتمام كبير ومنذ فترة بعيدة ، وبدا ذلك واضحاً في تعدد مناحي دراستها التي انعكست في كثرة المصطلحات المرتبطة بها .
وإذا كان مفهوم الذات من أقدم المصطلحات أو الصفات التي خضعت للدراسة سواء من الفلاسفة أو من علماء النفس ، فإن إدارة الذات مصطلح حديث نسبياً .
 
 
٢ - أهمية إدارة الذات : 
ظهر الاهتمام بإدارة الذات ضمن دراسات التعلم الوجداني الاجتماعي وفي مجال تعديل السلوك الذي يستخدم تكتيكات خاصة للتخلص من السلوك غير السوي وإحلال سلوك سوي محله ، ويسعى إلى استمرارية السلوك السوي بناءً على التعزيز الذاتي وإدارة الذات .
إن الاهتمام بإدارة الذات لم يكن لبواعث علمية فقط بل لبواعث عملية أيضاً .
 
لقد بينت الدراسات أن إدارة الذات تمكّن الأفراد من الاستفادة بالطاقات والإمكانات والمهارات الكامنة لديهم ، وتحقق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعملي والنجاح في إحداث توازن بين متطلبات الأدوار المختلفة التي يكون على الفرد القيام بها ، واكتساب العديد من المهارات مثل القدرة على التخطيط ومهارة ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية ومهارة التطوير الذاتي . 
 

٣ - تعريف إدارة الذات :
تعددت واختلفت تعريفات إدارة الذات فمن الباحثين من تناولها كتكوين فرضي أو مفهوم ، ومنهم من تناولها كأسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً .
أ - النوع الأول ( كتكوين فرضي أو مفهوم ) :  
إدارة الذات هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إليها ، أي هي عملية الإنجاز الشخصي الذاتي . وتشمل إدارة الذات مجموعة من المهارات مثل : 
تنظيم الفرد لانفعالاته حتى يستطيع التعامل مع القلق وضبط الاندفاعية التعبير عن والتعامل مع القلق والغضب والمثابرة في التغلب على العقبات ووضع ومراقبة التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية والتعبير عن العواطف بشكل مناسب والسيطرة على العدوان والضغوط الشخصية وبين الأشخاص وتعديل الأوامر في ضوء ردود الفعل .
وإن إدارة الذات هي مهارات وآليات شاملة ، تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد في مواقف متعددة ومن خلال أنماط سلوكية متنوعة كوسيط يدل على فاعليته في تحسين السلوك . 
وتشمل مهارات الانضباط الوجداني والثقة والتكيف الواعي والتفاؤل الإنجازي وتحديد المشكلات والتعرف عليها .
ويُلاحظ على تعريفات هذه الفئة أنها تُعد إدارة الذات مجموعة من المهارات والقدرات التي تظهر في شكل إجراءات يمارسها الأفراد تحقيقاً لأهداف معينة وأن هذه الإجراءات تتضمن مراقبة الذات في أدائها وتقييم هذا الأداء في ضوء الأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها  وتوجيه الذات في ضوء نتائج تقييم الذات، وتقدير الذات بناءً على إنجازها . 
  

ب - النوع الثاني من التعريفات ( أسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً ) :
فيمثلها تعريف إدارة الذات بأنها إجراء يتم فيه تعليم الأفراد أن يصفوا سلوكهم المستهدف ، وأن يسجلوا حدوث هذا السلوك أو عدم حدوثه . 
إنها أسلوب لمساعدة الأفراد على تحقيق مستويات أكبر من الاستقلالية في ممارسة الأنشطة وبتعلم أساليب إدارة الذات يمكن أن يصبح الفرد أكثر قدرة على توجيه ذاته وأقل اعتماداً على الإشراف المستمر .
ومن تعريفات الفئة نفسها ، أن إدارة الذات برنامج علاجي سلوكي يتدرب فيه الفرد على أن يطبق بنفسه الفنيات التي تساعده على أن يعدل سلوكه الشخصي ، فيتعلم الشخص أن يحدد المشكلة وأن يضع أهدافاً واقعية وأن يستخدم الاحتمالات العديدة ليصدر السلوك المرغوب فيه ويحافظ عليه وأن يراقب تقدمه الشخصي .
وهي عملية تتضمن توجيه الفرد لذاته للقيام بالتطبيق العملي لفنيات تعديل السلوك على نفسه وبنفسه ، من أجل ضبط سلوكه وإحداث التعديل المطلوب فيه بما يحقق قيامه بالسلوك الإيجابي المستهدف على النحو المطلوب وفق المعيار المحدد سلفاً ، خلال فترة زمنية محددة .
يُلاحظ على تعريفات هذه الفئة نظرتها إلى إدارة الذات بوصفها برنامجاً أو عملية يقوم بها الفرد أو يدربه عليها مدرب وذلك حتى يمكن تعديل السلوك وضبطه وتوجيهه ذاتياً . 
 
٤ - مهارات إدارة الذات :
تنقسم مهارات إدارة الذات إلى ثلاث فئات:
- مهارات مُهيَّئة .
- مهارات التمكين .
- مهارات التدعيم . 
 
أ - مهارات مُهيِّئة :
( ١ ) التغلب على المعوقات : 
يُقصد بها المهارات التي تساعد الفرد في التغلب على معوقات حل المشكلة مثل نقص الإمكانات .
( ٢ ) بناء الثقة بالنفس : 
زيادة الدافعية للإنجاز فمع كل خطوة إنجاز تزداد الثقة بالنفس وتزداد الدافعية الذاتية .
( ٣ ) الاتجاهات المتوازنة : 
تبني اتجاهات متوازنة ، بمعنى التوازن بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية ، ثم تنمية الاتجاهات الإيجابية ومواجهة الاتجاهات السلبية .
( ٤ ) زيادة المعلومات : 
يؤدي حرص الفرد على زيادة معلوماته إلى زيادة فهمه للمشكلات والقضايا ووقوفه على الحقائق . 
 
ب - مهارات التمكين :
( ١ ) وضع الأهداف :
 
وتتضمن مهارات وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق ، فإذا استطاع الفرد تحقيق هذه الأهداف زادت ثقته بنفسه ودافعيته للإنجاز .
( ٢ ) التقييم الذاتي : 
ويتضمن تقدير الفرد نفسه حق قدرها ، والقدرة على تفسير إمكاناته وفهمها بصورة حقيقية واقعية .
( ٣ ) المتابعة الذاتية : 
ويُقصد بها المهارات التي يمارسها الفرد لمتابعة تقدمه وإنجازاته ، وتساعد هذه المهارات في ان يكَوِّن الفرد صورة واقعية عن ذاته .
( ٤ ) التخطيط الذاتي : 
يُقصد بها تخطيط الفرد بنفسه ولنفسه من أجل تحقيق الأهداف .
( ٥ ) حسن الأداء : 
ويُقصد بها امتلاك الفرد للمهارات اللازمة للأداء الناجح للعمل .
( ٦ ) التعامل والتفاعل مع المواقف : 
ويُقصد بها النظر إلى الأمور والأشياء بطرق جديدة ومناظير مختلفة ، وهذا يساعد على المزيد من الفهم ، ومن ثم المزيد من الثقة بالذات وبالإنجاز .
( ٧ ) إدارة الوقت : 
يؤدي حُسن إدارة الوقت والتوزيع الزمني للمهام في ضوء اولوياتها ومحددات إنجازها إلى المزيد من النجاح . 
 
ج - مهارات التدعيم :
( أ ) التدعيم الاجتماعي : 
ويتضمن تعلم مهارات كيفية الحصول على الدعم الاجتماعي من الآخرين .
( ب ) التدعيم الذاتي : 
المشتق من الأداء الناجح والإنجاز الفعال . 
 
هذه المجموعة من المهارات لا بد من اكتسابها حتى يمكن للفرد إدارة ذاته بطريقة صحيحة ، مستخدماً تدريبات وإستراتيجيات متعددة منها :
أ - مراقبة الذات : وتتضمن ملاحظة الذات والتقارير الذاتية والتسجيل الذاتي .
ب - التعليقات والتغذية الراجعة الذاتية .
ج - تقويم الذات .
د - تعزيز الذات .
هـ - توجيه الذات .

 تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

 

موضوعات ذات صلة :

لغة الذات The language of the self

 تدريبات تنمية إدارة الذات  Self management development exercises   

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...