تعـديـل الاتجاهـات النفسية Modification psychological trends

 


تعـديـل الاتجاهـات النفسية 

١ - مقدمـة : 
يحتل موضوع الاتجاهات أهمية خاصة في علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي فالاتجاهات النفسية الاجتماعية من أهم نواتج عملية التنشئة الاجتماعية وهي في نفس الوقت من أهم دوافع السلوك التي تؤدي دورا أساسيا في ضبطه وتوجيهه  والتكيف مع متطلبات العصر .
يعتبر تعـديـل الاتجاهـات من أهم موضوعات علم النفس الاجتماعي الذي اعتبره علماء الدراسات السلوكية والنفسية أنه الميدان الوحيد لذلك العلم .
ويستند أصحاب هذه الآراء إلى أن جميع الظواهر النفسية الاجتماعية بسيطة كانت أم مركبة ، خاصة أو عامة ، تخضع في أساسها لمحددات السلوك الإنساني الذي يواجهه ويسيطر عليه تركيب خاص 
يسمى ( الاتجاه النفسي ) . 
 
٢ - مفهوم الاتجاهات والقيم والاهتمامات :  
 القيمة تعنى ما يرغب فيه شخص معين أو يحترمه وفي هذا المعنى تختلف القيمة من شخص إلى آخر بحسب الموقف الذي يحيط بكل منهم وحاجتهم وأذواقهم وثمة قيمة لا حصر لها في كل مجتمع كالقيم الجمالية التي ترسم معايير القبح والجمال والقيم الأخلاقية وهي التي ترسم معايير الخير والشر وتبين متى يكون الفعل أو الشيء خيراً ومتى يكون شراً ، وأن القيم والاهتمامات تؤثر بشكل واضح وفعال على هذا السلوك الإنساني .
فالقيم : هي تلك العملية التي تدفع الفرد إلى سلوك معين في موقف معين 
وبمعنى آخر هي ذلك التنظيم الخاص للخبرة الناتجة عن مواقف الاختيار والمفاضلة والذي يدفع إلى أن يتصرف بصورة محددة في مواقف حياته اليومية .
وترتبط القيمة ارتباطاً وثيقاً بسلوك الفرد طالما هي التي تكمن وراءه فمثلاً ( عندما يصدق الطفل في حديثه ولو أنه سوف يشعر بشيء من الألم نتيجة اعترافه صدقاً بما فعل ) فإنما يؤكد ذلك أن الطفل لم يصدر عنه مثل هذا السلوك إلا لقوة التنظيم الخاص للخبرة والذي نسميه في هذه الحالة ( قيمة الصدق ) وبالتالي فإن السلوك أو الأداء يكون جزءاً من التفاعل الاجتماعي للأفراد والذي يبني شبكة العلاقات البشرية أوالاجتماعية داخل الجماعة .
هذه العلاقات البشرية بطبيعتها وتكوينها تحدد مواقف الاختيار والتفاضل التي تنشأ فيها القيم من جيل إلى جيل ومن بيئة إلى أخرى .
وحينما يتم تعميق القيمة وتأكيدها تصبح في موقف يتطلب منها تبرير أنماط من التفاعل والسلوك والدوافع عنها أو العكس بحيث يمكن للقيمة من أن تؤكد أو تلغي نوعاً آخر من السلوك الإنساني تدخله وتثبته في شبكة العلاقات الإنسانية أو تخرجه منها ويأتي بعد ذلك ما يعرف ( بالاهتمامات أو الميول ) بحيث يبدو وكأن هناك تشابهاً قائماً بينها وبين ( الاتجاهات ) وذلك لأن الاهتمام أو الميل شيء ما يعبر في مضمونه عن الاتجاه نحو هذا الشيء ورغم هذا يمكن أن نضع خطاً فاصلاً  بين الميل والاتجـاه ويتضح ذلك حينما نقول أن ( فلان يميل إلى…أو مهتم بالموسيقى ) ، كما نقول أيضاً أن ( فلان لديه اتجاه مضاد نحو الغرباء ) . 
بذلك يمكن أن نستخلص أن الميل أو الاهتمام هو خليط من الاحساسات والمشاعر الذاتية وبعض الأنماط السلوكية الموضوعية ، وإن الميل أو الاهتمام يختلف عن الاتجاه .

 

أ - مفهوم الاتجاه :
الاتجاه عبارة عن مفهوم يستدل عليه من سلوك الفرد و آرائه ودوافعه نحو موضوع معين والاتجاه ليس تصرفاً يري بشكل مباشر وبه نتنبأ بسلوك وآراء الفرد.
ب - مفهوم الاهتمام :
الاهتمام يتمثل فى اتجاه إيجابي نحو بعض الأشياء يجعل الشخص يشعر نحوها بحب وجاذبية خاصة وانتباه ويستمر فى أدائه بالاستماع وهى ليست فطرية أي لا يولد الطفل بها وإنما مكتسبة يتعلمها الشخص من خلال خبرات ومواقف ترضي حاجاته وتشجعه على استمرار اهتماماته .
ج - مفهوم القيمة :
القيمة فتعني كل ما هو جدير باهتمام الشخص وعنايته لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو نفسية وهى نوعين القيم الاجتماعية العامة والقيم الفردية . 
 


٣ - مفهوم الاتجاه النفسي : 
الاتجاه النفسى عبارة عن مجموعة من الأفكار والمشاعر والادراكات والمعتقدات حول موضوع ما ، توجه سلوك الفرد وتحدد موقفه من ذلك الموضوع . 
أ - تعريف جوردون ألبورت الذي يصف الاتجاه بأنه 
( إحدى حالات التهيؤ والتأهب العقلي العصبي التي تنظمها الخبرة ، وما يكاد يثبته الاتجاه حتى يمضي مؤثراً وموجها لاستجابات الفرد للأشياء والمواقف المختلفة فهو بذلك ديناميكي عام ) .
ب - يعرف  بوجاردس الاتجاه بأنه ( ميل الفرد الذي ينحو سلوكه تجاه بعض عناصر البيئة أو بعيداً عنها متأثراً في ذلك بالمعايير الموجبة أو السالبة تبعاً لقربه من هذه أو بعده عنها ) . 
وهو يشير بذلك إلى مستويين للتأهب ، أن يكون لحظياً أو قد يكون ذات أمد بعيد .
( ١ ) التأهب المؤقت أو اللحظي : 
وينتج بطبيعة الحال من التفاعل اللحظي بين الفرد وعناصر البيئة التي يعيش فيها ، ويمثل ذلك ، اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع وينتهي هذا التهيؤ المؤقت بمجرد إحساس الجائع بالشبع .
( ٢ ) التهيؤ ذا المدى الطويل : 
ويتميز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار ، ويمثل ذلك اتجاه الفرد نحو صديق له فهو ثابت نسبياً ولا يتأثر غالباً بالمضايقات العابرة ، ولذلك فمن أهم خصائص هذا النوع من الاتجاهات أنه تأهب أو التهيؤ له صفة الثبات أو الاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع البيئة الاجتماعية والمادية . 
( ٣ ) وعليه فالاتجاهات هي حصيلة تأثر الفرد بالمثيرات العديدة التي تصدر عن اتصاله بالبيئة وأنماط الثقافة والتراث الحضاري للأجيال السابقة كما أنها مكتسبة وليست فطرية . 

٤ - مكونات الاتجاهـات النفسية :
إن عملية تكون أو اكتساب الاتجاهات النفسية هي عملية دينامية أو هي محصلة عمليات تفاعل معقدة بين الفرد وبين معالـم بيئتـه الفيزيقيـة والاجتماعية بحيث يمكن عبر القنوات المتعددة لهذا التفاعل امتصاص واكتساب الاتجاهات النفسية .
أ - المكـون المعرفـي : 
يتمثل المكون المعرفي في كل ما لدى الفرد من عمليات إدراكية ومعتقدات و أفكار تتعلق بموضوع الاتجاه ويشمل ما لديه من أسباب تقف وراء تقبله لموضوع الاتجاه .
ب - المكـون العاطفـي ( الانفعالي ) : 
يتجلى من خلال مشاعر الشخص و رغباته نحو الموضوع ومن إقباله عليه أو نفوره منه وحبه أو كرهه له .
ج - المكـون السلوكـي : 
يتضح في الاستجابة العملية نحو الاتجاه بطريقة ما ، فالاتجاهات كموجهات سلوك للإنسان تدفعه إلى العمل على نحو إيجابي عندما يمتلك اتجاهات إيجابية نحو الموضوع او العمل على نحو سلبي عندما يمتلك اتجاهات سلبية لموضوعات أخرى .
 
٤ - مراحل تكوين الاتجاهات :
يمر تكوين الاتجاهات بثلاث مراحل أساسية هي :

٥ - عوامل تكوين الاتجاهات النفسية :
هناك عدة عوامل يشترط توافرها لتكوين الاتجاهات النفسية الاجتماعية نذكر منها :
أ - قبول للمعايير الاجتماعية عن طريق الإيحاء :
يعتبر الإيحاء من أكثر العوامل شيوعاً في تكوين الاتجاهات النفسية ، ذلك أنه كثيراً ما يقبل الفرد اتجاهاً ما دون أن يكون له أي اتصال مباشر بالأشياء أو الموضوعات المتصلة بهذا الاتجاه . 
فالاتجاه أو تكوين رأي ما لا يكتسب بل تحدده المعايير الاجتماعية العامة التي يمتصها الأطفال عن آبائهم دون نقد أو تفكير ، فتصبح جزءاً نمطياً من تقاليدهم وحضارتهم يصعب عليهم التخلص منه ، ويلعب الإيحاء دوراً هاماً في تكوين هذا النوع من الاتجاهات فهو أحد الوسائل التي يكتسب بها المعايير السائدة في المجتمع دينية كانت أو اجتماعية أو خلقية أو جمالية ، فإذا كانت النزعة في بلد ما ديمقراطية فإن الأفراد فيه يعتنقون هذا المبدأ .
ب- تعميم الخبرات : 
وهو تعميم الخبرات فالإنسان دائماً يستعين بخبراته الماضية ويعمل على ربطها بالحياة الحاضرة فالفرد ( مثلاً ) يدرب منذ صغره على الصدق وعدم الكذب أو عدم أخذ شيء ليس له ، أو احترام الأكبر منه عمراً..الخ . والطفل ينفذ إرادة والديه في هذه النواحي دون أن يكون لديه فكرة عن أسباب ذلك ودون أن يعلم أنه إذا خالف ذلك يعتبر خائناً وغير آمن ، ولكنه عندما يصل إلى درجة من النضج يدرك الفرق بين الأعمال الأخرى التي يوصف فاعلها بالخيانة ، وحينما يتكون لديه هذا المبدأ ( أي المعيار ) يستطيع أن يعممه في حياته الخاصة والعامة .
ج- تمايز الخبرة : 
إن اختلاف وحدة الخبرة وتمايزها عن غيرها يبرزها ويؤكدها عند التكرار لترتبط بالوحدات المشابهة فيكون الاتجاه النفسي ، ونعني بذلك أنه يجب أن تكون الخبرة التي يمارسها الفرد محددة الأبعاد واضحة في محتوى تصويره وإدراكه حتى يربطها بمثلها فيما سبق أو فيما سيجد من تفاعله مع عناصر بيئته الاجتماعية . 
د - حدة الخبرة :
 
لا شك أن الخبرة التي يصحبها انفعال حاد تساعد على تكوين الاتجاه أكثر من الخبرة التي لا يصحبها مثل هذا الانفعال ، فالانفعال الحاد يعمق الخبرة ويجعلها أعمق أثراً في نفس الفرد وأكثر ارتباطاً بنزوعه وسلوكه في المواقف الاجتماعية المرتبطة بمحتوى هذه الخبرة وبهذا تتكون العاطفة عند الفرد وتصبح ذات تأثير على أحكامه ومعاييره .

 


٦ - أنواع الاتجاهات :
تصنف الاتجاهات النفسية إلى الأنواع التالية :
أ - الاتجاه القوي : 
يبدو الاتجاه القوي في موقف الفرد من هدف الاتجاه موقفاً حاداً لا رفق فيه ولا هوادة ، فالذي يرى المنكر فيغضب ويثور ويحاول تحطيمه إنما يفعل ذلك لأن اتجاهاً قوياً حاداً يسيطر على نفسه.
ب - الاتجاه الضعيف : 
هذا النوع من الاتجاه يتمثل في الذي يقف من هدف الاتجاه موقفاً ضعيفاً رخواً خانعاً مستسلماً ، فهو يفعل ذلك لأنه لا يشعر بشدة الاتجاه كما يشعر بها الفرد في الاتجاه القوي .
ج - الاتجاه الموجب : 
هو الاتجاه الذي ينحو بالفرد نحو شيء ما ( أي إيجابي ) .
د - الاتجاه السلبي : 
هو الاتجاه الذي يجنح بالفرد بعيداً عن شيء آخر( أي سلبي) .
هـ - الاتجاه العلني : 
هو الاتجاه الذي لا يجد الفرد حرجاً في إظهاره والتحدث عنه أمام الآخرين .
و - الاتجاه السري : 
هو الاتجاه الذي يحاول الفرد إخفائه عن الآخرين ويحتفظ به في قرارة نفسه بل ينكره أحياناً حين يسأل عنه .
ز - الاتجاه الجماعي : 
هو الاتجاه المشترك بين عدد كبير من الناس فإعجاب الناس بالأبطال اتجاه جماعي .
ح - الاتجاه الفردي : 
هو الاتجاه الذي يميز فرداً عن آخر ، فإعجاب الإنسان بصديق له اتجاه فردي .
ط - الاتجاه العام : 
هو الاتجاه الذي ينصب على الكليات وقد دلت الأبحاث التجريبية على وجود الاتجاهات العامة ، فأثبتت أن الاتجاهات الحزبية السياسية تتسم بصفة العموم ، ويلاحظ أن الاتجاه العام هو أكثر شيوعاً واستقراراً من الاتجاه النوعي .
ى - الاتجاه النوعي : 
هو الاتجاه الذي ينصب على النواحي الذاتية،وتسلك الاتجاهات النوعية مسلكاً يخضع في جوهره لإطار الاتجاهات العامة وبذلك تعتمد الاتجاهات النوعية على العامة وتشتق دوافعها منها.

 



٧ - وظائف الاتجاهات النفسية :
يمكن تحديد وظائف الاتجاه في إنه :
أ - يحدد طريق السلوك ويفسره .
ب - ينعكس على سلوك الفرد في أقواله وأفعاله وتفاعله مع الآخرين ومع الجماعات المختلفة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه .
ج - ينظم العمليات الدفاعية والانفعالية والإدراكية والمعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المجال الذي يعيش فيه الفرد .
د - مساعد الفرد فى القدرة على السلوك واتخاذ القرارات في المواقف النفسية المتعددة في شيء من الاتساق والتوحيد دون تردد أو تفكير في كل موقف  تفكيرا مستقلا .
هـ - يبلور ويوضح صورة العلاقة بين الفرد وعالمه الاجتماعي .
و - يوجه استجابات الفرد للأشخاص والأشياء والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة .
ز - تحمل الفرد على إن يحس و يدرك و يفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة الخارجية .
ح - أن تضفي على إدراك الفرد ونشاطه اليومي معنى ودلالة ومغزى .
ط - أن تكسب شخصية الفرد دوام اتصالها بمؤثراتها البيئية .
ى - أن تساعد الفرد في محاولته لتحقيق أهدافه .
والواقع أن الاتجاهات هي دوافع مكتسبة إدراكية في نشأتها الأولى وفي بعض أهدافها ، وهي بتكوينها وبمقوماتها وأركانها تتخذ لنفسها وظائف عامة وخاصة تسعى لتحقيق أهداف الجماعة والفرد ، وهي ديناميكية في تفاعلها مع الموقف الذي يحتويه الفرد والبيئة فهي بذلك ادراكية ، وظيفية ديناميكية . 
 
٨ - قياس الاتجاهات النفسية :
تشير البحوث والدراسات النفسية إلى وجود طرق عديدة لقياس الاتجاهات النفسية وقبل أن نذكر الطرق المختلفة المستخدمة لقياس الاتجاه النفسي الاجتماعي لابد أن نشير إلى الشروط الأساسية التي يجب توافرها في بناء المقاييس .
أ - الشروط الواجب توافرها في بناء المقاييس :
( ١ ) اختيار عبارات المقياس وتركيب العبارة في بناءها يعتبر أساسا ضرورياً وهذا يعني انتقاء عباراته وتركيبها بطريقة صحيحة ملائمة لنوعية الاتجاه المراد قياسه وتقديره .
( ٢ ) تحليل عبارات المقاييس ، ويعني ذلك الناحية الكيفية للحكم على صلاحية كل عبارة من عبارات المقياس لتقدير الاتجاه المطلوب قياسه . وبتفسير أوضح لا بد من معرفة مدى اتفاق كل عبارة مع الهدف العام للاختيار .
 
ب - طرق قياس الاتجاهات النفسية :
( ١ ) طرق تعتمد على التعبير اللفظي للفرد :
يعتبر من أكثر الطرق تقدماً نظراً للاعتماد فيه على الاستفتاءات والحصول على الإجابات لعدد كبير من الأفراد في وقت وجيز .
( ٢ ) طرق تعتمد على الملاحظة أو المراقبة البصرية للسلوك الحركي للفرد :
عملية ملاحظة السلوك الحركي للفرد تتطلبي وقتاً طويلاً وتستدعي تكرار الملاحظة في ظروف مختلفة مثل ( الحكم على الاتجاه النفسي للفرد عن طريق ملاحظة ذهابه إلى الجامعة أو لتأدية الصلاة ) .
( ٣ ) طرق تعتمد على قياس التعبيرات الانفعالية للفرد :
وهي تتمثل في دراسة ردود الشخص الانفعالية على مجموعة من المؤثرات ، وهذا الأسلوب لا يصلح للاتجاهات النفسية عند مجموعة كبيرة من الأفراد . ويلاحظ أن قياس الاتجاه يتطلب بناء اختبار خاص أو مقياس خاص لهذا الغرض .
 

٩ - تعديل وتغيير الاتجاهات :
من أهم خصائص الاتجاهات أنها تقبل التغيير والتعديل والتنمية وعملية تغيير الاتجاهات هذه قد تتم تلقائيا وتؤدي إليها ظروف خاصة ، كما قد نعتمد بأنفسنا إلى العمل على تغيير الاتجاه تحقيقا لأهداف نرمى إليها وأيا كانت عملية التغيير فان هناك عوامل تؤدى إليها . ومن هذه العوامل :

( ١ ) عندما تكون الاتجاهات مؤدية إلى إشباع حاجات الفرد ومنسجمة مع متطلباته الشخصية ، وهذا يؤدى إلى تيسير عملية التغيير ويؤدى إليها .
( ٢ ) عندما يتعرض المجتمع لتعديلات أساسية أو تغييرات تلفت نظر أفراده ، فان هذه التعديلات والتغييرات تعمل على أن يفكر الفرد فى تغيير اتجاهه .
( ٣ ) عندما تتغير الجماعة المرجعية الآسرة للفرد . فانتماء الفرد إلى جماعة جديدة يهيئ له تعديل اتجاهه واكتساب اتجاهات جديدة غالبا ما تكون اتجاهات الجماعة المرجعية الجديدة التى ينتمي إليها .
( ٤ ) وسائل الإعلام وما تقدمه للأفراد من معارف ومعلومات وأخبار وكلها تضيف رصيدا جديدا للفرد يعمل بمقتضاه ، ومن ثم يؤدى إلى تغيير اتجاهه .
 
ب - االسمات الشخصية المرتبطة بتغيير الاتجاهات :  
( ١ ) الذكاء :
فالأشخاص الأذكى تتغير استجاباتهم أسرع بسبب قدرتهم على الفهم وتقويم الأفكار المتعارضة.
( ٢ ) القابلية العامة للاستهواء أو الإغراء :
أى الاستعداد لتقبل التأثير الاجتماعي .
( ٣ ) الدفاعية الذاتية :
فالأشخاص الذين لديهم درجة عالية من الدفاعية ، ويستخدمون الحيل اللاشعورية بإسراف ( كالتبرير والإسقاط وغيرهما ) يتمسكون بالاتجاهات التى تحقق لهم تقدير الذات .

ج - مبادئ تغيير الاتجاهات النفسية :
( ١ ) تقديم معلومة جديدة للفرد المراد التأثير فيه بتحفيز موضوع الاتجاه المراد تحقيقه ، ومن أفضل الطرائق التي يمكن الاعتماد عليها لبلوغ ذلك ، هو زيادة دافعية الشخص المستقبل للتعامل مع المعلومة المقدمةوإثارة رغبته في ذلك ، بحيث يتسنى له فهمها وإدراك دلالتها المختلفة .

( ٢ ) توجيه الرسالة مباشرة إلى موضوع الاتجاه بالتنفير أو بالترغيب ، ويجب إن تتعامل الرسالة أو المعلومة المقنعة المراد استخدامها في تغيير الاتجاهات بموضوعية مع كل من الخصائص الإيجابية والسلبية لموضوع الاتجاه المراد تغييره .

( ٣ ) إدراك إن هناك اتجاهات قوية أو محورية لها ثقل كبير في تحديد أدوار الفرد في الحياة وفي إدراكه لذاته وللآخرين وفي تقييمه للعناصر المختلفة في بيئته . كما ينبغي إن نعلم بأن هناك اتجاهات أخرى أقل قوة وشدة وهامشية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...