تنمية مهارات إدارة الضغوط Developing stress management skills




تنمية مهارات إدارة الضغوط

 

١ - المقدمة :
الضغوط النفسية ظاهرة قديمة ملازمة للإنسان منذ وجوده على الأرض ، إلاً أنها أصبحت سمة هذا العصر الذي يتميز بالتغير المتسارع والتقدم العلمي والتكنولوجي ويسيطر عليه مفاهيم مادية . وبالتالي لم يكن الإنسان بحاجة إلى فهم نفسه أكثر مما هو عليه الآن بعد أن اتسعت معارف الإنسان المادية وازدادت سيطرته على الظواهر الطبيعية تزايدًا ملحوظًا وحقق إنجازات حضارية فذة ، ولكنها تحمل في طياتها أيضًا الكثير من الآلام والمتاعب النفسية والكثير من مقومات الشقاء الإنساني . 
وهذا يستلزم بناءً للشخصية أقدر على مواجهة ضغوط هذا العصر ومتطلباته وأكثر استجابة لمقومات التقدم والارتقاء من خلال استخدام استراتيجيات تساعده على التخفيف مما يعانيه من ضغوط نفسية . 
 
٢ - تعريف الضغوط النفسيّة : 
تعددت تعريفات الضغوط النفسيّة بتعدد موضوعاتها حيث أجمعَت التعريفات كلُّها على مفاهيم تُساهمُ في بَلورة الأبعاد المُختلِفة للضغوط النفسيّة .
ومن أهمِّ هذه التعريفات ما يأتي :
تعريف هانز سيلي حيث يعرّفه بأنّه: ( استجابة غير نوعيّة يقوم بها الجسم لأيِّ مَطلب أو حَدث خارجيّ لحدوث تكيّف مع مُتطلَّبات البيئة عن طريق استخدام أساليب جديدة لجهاز المناعة ) .
تعريف مونتا لازاروس حيث يقول بأنّه: ( حالة تنتجُ عن عَدم حدوث توازُن بين المطالب البيئيّة والداخليّة والموارد التكيُّفيّة للفرد ) .
تعريف علي اسماعيل حيث يعرّفه بأنّه: ( استجابة داخليّة لما يدركُه الفرد من مُؤثِّرات داخليّة أو خارجيّة تسبِّب تغييراً في توازُنه الحاليّ ) .

٣ - مفهوم الضغوط :

أ ـ الضغوط عبارة عن مجموعة مؤثرات خارجية تؤدى إلى إحداث تغيير سيكولوجي سلوكي بدرجات مختلفة على الأفراد طبقاً لقدرتهم الجسمية والشخصية على التوافق مع هذه المؤثرات .
ب ـ هو تعامل الفرد مع الموقف الضاغط و تشمل التغيرات الفسيولوجيه التى تطرأ على الجسم أثناء تعرضه لموقف ضاغط و كذا العمليات العقليه والإستجابات الإنفعالية والعمليات المعرفية والإدراكية وتوجد العديد من المواقف الضاغطه كالمواقف الضاغطه البدنيه والتي على النقيض من المواقف الضاغطه العقليه فالمواقف الضاغطه البدنيه هي التى لها تأثير مباشر على البدن أما المواقف الضاغطه العقليه فهي التى يصل تأثيرها مباشرة للمخ بدون أى تأثيرات على الجسم . 

٤ - الموقف الضاغط :
هو أي حدث أو موقف يتطلب تغير غير معتاد للسلوك وعادة ما يكون غير مألوف ويخلق نوع من الصراع بين الدوافع داخل الفرد وممكن أن يؤدى إلي فرض تحدى أو تهديد للفرد و صحته و تقييمه الذاتي ومن الممكن أن تكون إيجابية أو سلبية .
وهي احدى ظواهر الحياه الانسانيه يمر بها الانسان في مواقف وأوقات مختلفه تتطلب منه توافقا أو اعادة توافق مع البيئه ، وهذه الظاهره شأنها شأن معظم الظواهر النفسيه كالقلق والصراع والأحباط والعدوان فضلا عن أنها من طبيعة الوجود الأنساني ، و ليس بالضرورة أن تكون الضغوط ظاهرة سلبية وبالتالي لا نستطيع الهروب منها أو أن نكون بمنأى عنها لأن ذلك يعني نقص فعاليات الفرد وقصور كفاءته ومن ثم الاخفاق في الحياه ، والانسان الذى يعيش بدون درجه من الضغوط يعد انسانا ميتا ولكن شدة الضغوط والتعرض المتكرر لها يترتب عليها الكثير من التأثيرات السلبيه كالفوضى والأرتباك والعجز عن اتخاذ القرارات وتناقص فاعلية السلوك والعجز عن التفاعل مع الآخرين وظهور أعراض بعض الامراض الجسميه وغير ذلك من نواحي الأختلال الوظيفي .

٥ ـ دورة حياة الضغوط :
أ - مرحلة التنبيه :
تتميز بالقلق والانفعال وتختلف حسب شدة المؤثر حيث تحدث الإثارة من خارج الجسم ويتحرك بعدها الجسم لمواجهة التحديات المفروضة عليه من جانب المثير للضغوط وقد تستغرق هذه المرحلة لحظات قليلة تختلف فى مدتها من شخص لآخر .  
 
ب - مرحلة المقاومة :
ويستخدم فيه الإنسان أساليب توافقية لمواجهة الضغوط حسب البناء النفسي للفرد حيث يحاول أن يحول الرعب والذعر الخاص بالمرحلة الأولى إلى طاقة جديدة لإبتكار خطة عقلانية لمواجهة حقيقة وفعالية نحو عملية التوافق مع الضغوط وتأثيرها ويتوقف نجاح هذه المرحلة على قدرة الشخص على إستخدام عقله جيداً .

جـ - مرحلة الإنهاك (الإستنزاف) :
ويحدث فيها الانهيار التام وقد تأخذ شكل أمراض سيكوسوماتية وصراعات نفسية يتم التعبير عنها بالجسم مثل قرحة المعدة و الذبحة الصدرية و هنا قد يصل الإنسان لمرحلة تدمير الذات .

 

 
 
٦ ـ تقسيم الضغوط حسب مدى إستمراريتها :
أ ـ الضغوط المؤقتة :
فهناك الضغوط التي تحيط بالفرد لفترة وجيزة ثم تنقشع ، مثل الضغوط الناشئة عن الامتحانات أو مواجهة موقف صعب مفاجئ أو الزواج الحديث إلي غير ذلك من الظروف المؤقتة التي لا يدوم أثرها لفترة طويلة ، و مثل هذه الضغوط تكون سويه في معظمها إلا إذا كان الموقف الضاغط أشد صعوبة من مقدرة الفرد على التحمل مثلما يحدث مع المواقف العديدة الضاغطة التي تؤدى إلي أمراض نفس جسمية .

ب ـ الضغوط المزمنة :
تشمل الضغوط التي تحيط بالفرد لفترة طويلة نسبيا مثل التعرض لألام مزمنة ، أو وجود الفرد في أجواء اجتماعيه واقتصادية غير ملائمة بشكل مستمر وفي الغالب تكون الضغوط المزمنة بمثابة ضغوط سالبه من حيث تأثيرها لأن حشد الفرد لطاقاته لمواجهة تلك الضغوط قد يدفع الفرد ثمنها في شكل أمراض نفسيه فسيولوجية ، وغير ذلك من نواحي الاختلال الوظيفي وهذا هو الجانب السلبي للضغوط .
 

٧ ـ الإنفعالات المصاحبة للضغوط :

ترتبط الانفعالات بالاضطرابات في الحياة النفسية ، فهو يعطل السلوك عن بلوغ هدفه غير أن هذا يمكن أن يطلق على بعض الانفعالات وقد لا يطلق على البعض الآخر فالخوف قد يحمل الفرد على القيام بأعمال منتظمة هادفة ويزوده بطاقة تعينه على التصرف في الطوارئ ، فالإنفعال في اتجاه نفسي يساعد على إثارة و استمرار و توجيه نشاط الكائن الحي .
أن الانفعالات تتولد و تنتظم كنتيجة لإدراك الفرد واستيعابه لمؤثرات البيئة وترجمته لها ، ويعتبر الغضب أو الضيق من أهم الإنفعالات المألوفة ،
والضغوط النفسية تؤدى إلى العديد من الانفعالات التي تجعل نظرة الإنسان للحياة نظرة تشاؤمية فضلا عما يشعر به من قلق وضيق وغضب ورفض نظم وقواعد البيئة التي يعيش فيها .

٨ ـ 
عوامل الضغوط :
أ - العوامل النفسية الاجتماعية :
تتفاوت العوامل النفسية الاجتماعية ( العوامل البيئية ) من المستويات الحياتية اليومية إلى الأحداث والتغيرات التي يمر بها الفرد ببعديها السلبي والإيجابـي وتنشـأ هـذه العوامـل او المسببـات من التفاعـل بين الإدراك  وعمليات التأهيل الاجتماعي  ومنها :
( ١ ) الفشل فى العلاقات الاجتماعية / العاطفية .
( ٢ ) المشكلات الاقتصادية / المادية .
( ٣ ) التفكك الأسرى .
( ٤ ) الأزمات والكوارث .
( ٥ ) ضغوط الدونية ( بدنياً- اجتماعياً - فكرياً ) .
( ٦ ) ضغوط الجنس .
( ٧ ) ضغط النبذ وعدم الاهتمام .
( ٨ ) الأمراض النفسية (إحباطات - اكتئاب …الخ ) . 
  
ب - العوامل المهنية ( فى العمل ) ومنها :
( ١ ) الضغوط فى العمل ( مهام العمل - فرص التدريب - نمط التعامل ) .
( ٢ ) صراع / تعارض الأدوار .
( ٣ ) غموض الدور .
( ٤ ) طبيعة العمل .
( ٥ ) المناخ الفيزيقي ( درجة الحرارة - جغرافية المنطقة - موقع العمل ) .
( ٦ ) ضغوط العمل ( سوء التنظيم او التوزيع - التحاق الفرد بالعمل دون رغبته ) .
( ٧ ) عدم الاندماج فى البيئة المحيطة .
( ٨ ) النقص الحاد أو التدني فى توفير متطلبات إشباع الفرد لحاجاته الأسـاسيـة ( المرتب - الدخل - الآكل - الشرب - الإيواء - أجازات - زواج … الخ) .

 


٩ ـ مؤشرات عدم القدرة على تحمل الضغوط :
أ - العـزلة .
ب - الشعور بالضجر والملل .
جـ - الاغتراب والعزلة الثقافية .
د - افتقاد القدرة على التوافق النفسي .
هـ - اللجوء إلي الانحرافات السلوكية ( انتحار - مخدرات … الخ ) ميكانيزمات دفاعية للتوافق .
و - الإحتراق النفسي ( التعب - الإرهاق - الشعور بالعجز - الكآبة - السلبية ) .

١٠ ـ الأعراض والمظاهر والفسيولوجية المصاحبة :
عند تعرض الفرد للانفعالات الشديدة والظروف والمواقف الضاغطة وهى ما تعرف بالأمراض السيكوسوماتية وفيها يصعب عزل العوامل النفسية عن العوامل الجسمية حيث أن الشخص السوي يصرف انفعالاته وتوتراته بطريقة إيجابية أما عند المرضى السيكوسوماتيين فأن قنوات التصريف تكون مسدودة ويتصرف التوتر خلال الأعضاء الحشوية وتتم هذه العملية على مستوى اللاشعور حيث لا يدرك الفرد السبب الحقيقي وراء آلامه وهى :
أ - الجهاز الدوري : 
ارتفاع ضغط الدم - زيادة عدد ضربات القلب - الجلطات - تصلب الشرايين .
ب - الجهاز الهضمي :
 
قرحة المعدة - الأنثى عشر - البنكرياس - الإسهال/الإمساك المزمن .
جـ - الجهاز العظمى :
 
الآلام الروماتيزمية / آلام العضلات .
د - الجهاز السطحي :
 
٩٠ % من الأمراض الجلدية - زيادة إفراز العرق .
هـ - الجهاز التناسلي :
 
البرود الجنسي - الضعف الجنسي - الشغف الجنسي .   
١١ ـ أنواع الضغوط :
يوجد ثلاثة أنواع من الضغوط : 
أ - يشمل التوترات العادية في الحياة اليومية .
ب - التوترات التي تنشأ عن عدم إشباع حاجات الفرد وأهدافه الشخصية .
ج - النوع الثالث من الضغوط فينشأ من وجود الحاجة إلي بذل مجهود كبير .

١٢ ـ آثار الضغوط النفسية :
من المؤكد أن تعرض الأفراد للضغوط الشديدة , قد يؤدى بهم إلى العديد من الآثار السلبية السيئة ، يتصدرها اضطراب واضح على المستوى الفسيولوجى ومن قبيل إصابتهم بالإضطرابات السيكوسوماتيه فضلا عن عدم قدرتهم على التوافق الجيد بشقيه النفسي و الاجتماعي ، الأمر الذي يدعونا إلى القول بأن الضغوط الواقعة على الأفراد لا يمكن تفسيرها إلا من خلال قدرة الفرد على مواجهتها و الإقلال من حدتها .
ومن المؤكد أن ثمة فروقا فرديه في الإدراك وان قضية العلاقة بين الضغوط وما تؤدى إليه من تأثيرات سلبيه قد تأكدت بشكل واضح من خلال كم لا بأس به من البحوث ،
 
أ - يجود بعض الأفراد قد يتعرضون لأحداث ضاغطة و يحتفظون بصحتهم الجسمية والنفسية بل أن لديهم القدرة على مواجهة المواقف و التعامل معها ب - الموقف الضاغط الواحد قد يفجر استجابتين نوعيتين وفقا لطبيعة الفرد النوعية( استعداداته , قدراته , سماته , خصائصه) .
ج - عوامل النضج الانفعالي ( قوة الأنا - الثقة بالنفس - مفهوم الذات ) من العوامل التي تساعد على تحديد الأزمات و كيفية حلها .
د - وجود الفرد الذي يتعرض إلي ضغوط داخل جماعه من الناس يسلكون سلوكا هادئا طبيعيا رغم اهتمامهم بمواقف الضغوط تعتبر من الأساليب القوية التي تساعد على خفض هذا الاضطراب الذي يشعر الفرد به ، وتعتبر العدوى السلوكية هامة بصفة خاصة لأن الفرد الذي يتعرض لضغط يكون عرضه للإيحاء الذاتي أكثر من الشخص العادي .

١٣ ـ الإحباط كمصدر للضغط النفسي:
أ - هو حالة من التأزم النفسي تنشأ عن مواجهة الفرد لعائق يحول دون تحقيق دافع أو حاجة ملحة .
ب - إن قوة الإحباط كمصدر للضغط النفسي والتأزم ترتبط بعدة عوامل ، ومن هذه العوامل :
 
( ١ ) استمرار حالة الإحباط مده طويلة أو تراكم مواقف إحباط محتمله وسرعان ما تتحول إلى حادة فيحدث أنفجار أو مواجهة عدة مواقف محبطه في آن واحد وكأن يصاب الفرد بمرض ما و في نفس الوقت يطرد من عمله و يسرق منزله ومن هذه العوامل أيضا . 
( ٢ ) ارتباط الموقف بدافع قوى ، فقوة الدوافع المحبطة تزيد من تأثير الإحباط في الضغط النفسي وبخاصة تلك الدوافع المهددة للبقاء أو باحترام الفرد لذاته وتقديرها .

١٤ ـ أثر الإحباط :
أ - يعمل على تغيير سلوك الفرد حينما يواجه موقفا إحباطيا فى حياته ويتخذ ذلك الصور التالية :
( ١ ) من الناس حينما يواجه موقفا إحباطيا فأنه لا يستسلم له بل يمضى فى التفكير وتكرار المحاولات وتجريب وسائل عدة حتى يصل فى النهاية للهدف الذي يشبع هذا الدافع .
( ٢ ) من الناس حينما يواجه موقفا إحباطيا ولا يستطيع إشباع دوافعه فإنه يستسلم من أول مرة وذلك بكبت دوافعه فى صورة دوافع مكبوتة تبقى فى اللاشعور وتظهر فى صورة أعراض مرضية . 
 
ب - إن توافق الإنسان وتوازنه يتحقق بالنسبة لبعض الناس الذين يستطيعون الوصول إلى الوسائل التي تشبع دوافعهم وتنهى المواقف الإحباطية لديهم . 
 
١٥ ـ مصادر الإحباط :
أ - العقبات البيئية :
إن العقبات البيئية المادية واللامادية تعتبر من المصادر الرئيسية التي يمكن أن تحبط دوافع الإنسان وهى عقبات متعددة بحيث لا يمكن حصرها نظرا لما تحتويه هذه البيئة من عوامل فيزيقية كالطقس والبحار وعوامل لا مادية كالقواعد والقوانين والتي قد تكون سببا مباشر أو غير مباشر في إحداث الإحباط .
 
 
ب - العقبات الذاتية والشخصية :
هي التي تحول وصول الإنسان إلى أهدافه وإشباع دوافعه هي عقبات متعددة وذات أثر عميق فى نفسية الفرد وترجع العقبات الذاتية والمسببة للإحباط للآتي :
( ١ ) الأهداف بعيدة المنال :
وهى عندما نختار مجموعة أهداف غير واقعية تمليها علينا طموحاتنا الشخصية التي لا تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا واستعداتنا لتحقيقها فتشكل مصدر قوى للإحباط وهناك العديد من الدوافع التي لا يعمل العقل على موازنتها مع إمكانيات الفرد وقدراته ومن ثم استحالة إشباعها لأنها تصبح دوافع ذات أهداف بعيده المنال والتحقيق .
( ٢ ) تعدد أهداف الفرد وعدم تناسقها مع الوقت :
كثير من الناس يطمعون فى تحقيق العديد من الأهداف جملة واحدة فى وقت لا يتسع لتحقيقها مهما بلغت امكانتهم وقدراتهم مما يؤدى بهم إلى الإحباط الشديد وقد يصل الأمر بهم إلى عدم إشباع دافع واحد إشباعا كاملا من هذه الدوافع المتعددة .

 


١٦ ـ الصراع : 
أ - هو حالة نفسية مؤلمة تنشأ نتيجة التنافس بين دافعين كل منهما يريد الإشباع فالصراع سمة من سمات الحياة .  
ب - الصراع لغويا يعنى تعارض أو تصادم بين قوتين متضادتين ومن الناحية النفسية يعنى تعارض أو تصادم بين أجزاء الشخصية المختلفة . 
والصراع يؤدى إلى خلق نوع من القلق النفسي ويحاول الشخص أن يجد له مخرجا من هذا القلق ،
ويمكن تقسيم هذا الصراع على حسب الهدف والغرض إذا كان مرغوبا فيه أو غير مرغوب إلى ثلاث أنواع :
( ١ ) صراع الاقتراب ضد الاقتراب :
وفى هذا النوع من الصراع يريد فيه الشخص أن يحقق رغبتين او اكثر يستحيل الجمع بينهما .
مثال ذلك الصراع الذي يحدث داخل الشخص الطموح عندما يريد أن يحقق تفوقا علميا والحصول على دراسات عليا وفى نفس الوقت يريد الحصول على أموال كثيرة .

( ٢ ) صراع الاقتراب ضد التجنب :
وفى هذا النوع يحدث الصراع نتيجة صعوبة الاختبار بين ما أن يفقد شئ محبب له أو يقبل شئ غير مرغوب فيه لتحقيق ما يحبه .
مثل أن يريد شخص أن يتزوج من فتاة يحبها ويحب أن يقبل المعيشة مع حماته التي لا تطاق أو أن يفتقد هذا الزواج ، وينطبق على ذلك المثل ( من أجل الورد ينسقى العليق ) . 

( ٣ ) صراع التجنب ضد التجنب :
وفى هذا النوع يكون الصراع لدى الفرد بين أمرين كلهما مر  ( احلاهما مر ) . 
وأمثلة هذا النوع كثيرة في حياتنا اليومية فمثلا الشخص الذي أمامه أن يعمل في مهنة شاقة لا يحبها أو يموت جوعا ، أو يمد يده للناس ويذل نفسه .

١٧ - الميكانيزمات الدفاعية :
هي عمليات نفسية تنشأ لدى الإنسان آليا أو لاشعوريا لخفض القلق والتوتر أو لصد الهجمات الناتجة عن الفشل أو الإحباط أو الصراع وهذا الإستخدام اللاشعوري لتلك الآليات لا يجنب الإنسان بعض التصرفات الشعورية والتي يعيها تماما لإخفاض حالات القلق . 
وفى النهاية فان الأساليب الدفاعية تهدف إلى حفظ تماسك الفرد وحفظ ذاته ونوعه أي إنها تهدف إلى التكيف مع البيئة والدفاع عن كيان الشخص فى أن واحد .
أ ـ أهداف الأساليب الدفاعية :
( ١ ) أهداف مباشرة أولية :
( أ ) تعمل على تحقيق الإتزان النفسي إلى حد معقول .
( ب ) تعمل إلى حد ما فى تحقيق الشعور بالأمن والاطمئنان مما يحقق الهدوء النفسي .
( جـ ) تعمل على إزالة الصراع النفسي الموجود داخل الفرد بين دوافعه الداخلية المتنازعة .
( د ) تعين الفرد وتساعده على أداء بعض العمليات كضبط نفسه وانفعالاته والتنكر لدوافعه الخبيثة وإنكار وجودها .
(هـ) يحافظ على بقاء الدوافع المكبوتة فى اللاشعور ويمنع ظهورها فى حيز الشعور والوعى حتى لا تؤدى إلى الاضطراب النفسي .  
 
( ٢ ) أهداف غير مباشرة وثانوية :
( أ ) تعمل الآليات العقلية إلى حد ما فى رفع مستوى كفاية الشخص مما يؤدى إلى رضائه عن ذاته .
(ب) تعاون الفرد وتساعده على تحديد ما يرغبه الفرد من خصال وسمات ومثاليات سلوكياته .
(جـ) تساعده أيضا على الاحتفاظ بمبادئه الملزم على ثباتها . 
 
ب ـ عيوب الأساليب الدفاعية :
( ١ ) إنها قد تعوق النمو النفسي للفرد وذلك بحجرها على طاقات الفرد النفسية وتعطيلها فإذا نجحت هذه الحيل وصارت ذات اثر فعال فى خفض التوتر استمرت سيطرتها واستبدادها على الأنا وأمعنت فى إنقاص مرونته على التوافق وهنا يقع الفرد فى عوائق الانهيار العصبي .
( ٢ ) إنها تستنفذ طاقة هائلة من الأنا لان الأنا حينما يواجهها عائق فى إشباع الدوافع تلجأ إلى هذه الحيل والآليات العقلية لخفض القلق والتوتر بصورة وقتية ولما كانت هذه الآليات لا تستهدف حل الأزمة فسرعان ما يعود هذا العائق فى صراع جديد مع الأنا يستلزم العودة مرة أخرى لاستخدام هذه الآلية وهكذا مع تكرار الصراع بين الأنا وعوائقه يستنفذ طاقة هائلة من الأنا ويؤدى لضعفها .

 


١٨ ـ أقسام الأساليب الدفاعية :
أ - الأساليب الشعورية :
ويقصد بها الأساليب التي تخضع للتفكير والإرادة مثل الوصول إلى قرار والعمل والمثابرة .
ب - الأساليب اللاشعورية :
وهى الأساليب التي لا دخل فيها للتفكير أو الإرادة وهى أساليب دفاعية يلجا إليها أغلب الأسوياء ولكنها قد تزيد عن الحد المعقول وتصبح وسائل هروبية ومن ثم يكون الإغراق فيها من مظاهر المرض النفسي وسوف نتناول تلك الأساليب اللاشعورية بشيء من التفصيل ويمكن تقسيمها ومناقشتها كما يلى :
( ١ ) الأساليب (الحيل ) اللاشعورية :  
( أ ) الكبت :
وهى العملية اللاإرادية اللاشعورية التي تحدث بصفة آلية فتنتقل الأفكار والخبرات من دائرة الشعور والوعي إلى دائرة اللاشعور حيث لا يمكن في الأحوال العادية إسترجاعها أو نذكرها وهذه العملية تعد من أكثر العمليات المتواترة الحدوث لحل الصراع وتجنب القلق وهى عمليه تسبق كل الحيل الأخرى ، ويحتاج الكبت لطاقة نفسية حتى يستمر فى حفظ المحتويات المكبوتة فى اللاشعور ، والكبت مقبول فى الصغر فهو يساعد على نضج الشخصية ولكنه لا معنى له فى النضج ويصبح خطراً على الشخصية .
ومن أمثلة الكبت :
- شعور الطفل بميول عدوانية نحو والده مثلاً فبكبتها وينكرها على نفسه إذ أن إعترافه بها يحطم المثل الذي تربى عليها .
- إذا أحسست برغبة فى مصاحبة فتاة وامتنعت عن ذلك لظروف اجتماعية أو شخصية فهذا ليس كبتاً لأنك أدركت رغبتك واحترمتها ثم تحكمت فيها ، أما إذا أنكرت أصلاً أنك ترغب فى مصاحبتها فإن إلغاء الإعتراف بهذه الرغبة مع وجودها فى اللاشعور هو الكبت بعينه وفيه ما فيه من خداع للنفس .
وإذا حاولنا دراسة الحيل الدفاعية فإننا نجد أنه تهدف إلى خفض التوتر بتجنب الألم والإنصراف عنه أو بتأجيله إلى وقت يكون الإنسان فيه أقدر على مجابهته .

( ٢ ) الحيل الدفاعية الإبدالية :
وهى الحيل التي تهدف إلى إبدال هدف مكان هدف أو إزاحة شعور وإنفعال إلى هدف آخر أو إبداله بعكسه وتشمل :
( أ ) الإزاحة :
وهى عبارة عن إبدال أهداف مقبولة مكان أهداف لا ترضى عنها مثال ذلك أن تتحول مشاعر الكره عند الطفل تجاه أحد الوالدين إلى هدف أكثر إحتمالاً لهذا الشعور دون أن يلحق به شعور بالذنب فيكره الطفل مدرسه .
(ب) تكوين رد الفعل :
وهى الحيلة التي يظهر بها الإنسان عكس ما يضمر دون أن يدرك هو نفسه أنه يفعل ذلك ومثال ذلك ما نشاهده من الطفل ذو الأربعة أعوام مثلاً من عطف زائد على أخيه الصغير وما يفرقه من قبلات وفجأة تظهر حقيقة مشاعره فلا نسمع إلا صياح الرضيع ونتبين بعد لحظات أنه قد عضه رغم ما كان يحول أن يبديه من عطف وحنان .
(ج) التقمص :
له دور هام فى النضج والتطور كما يؤدى وظيفة أساسية فى الإستمتاع بمباهج الحياة والتقمص هو الحيلة التي يدمج بها الفرد شخصيته فى شخصية أخرى مثال الطفل الذي يتقمص شخصية أبيه وقارئ القصة قد يتقمص شخصية بطلها .
(د) التعويض :
هو وسيلة شعورية إرادية لمقاومة النقص والتغلب عليه وهو أيضاً وسيلة لا شعورية ترمى إلي نفس الغرض ، والتعويض هنا محاولة للتوازن حتى يتميز المرء فى نواح معينة من النشاط والخبرات ليعوض ما يشعر من نقص فى بعض الخواص الأخرى .
مثال ذلك: الطالب ذو المستوى العلمي الضعيف يبذل جهداً كبيراً فى التفوق فى نوع معين من أنواع الرياضة أو أي نشاط إجتماعى آخر والتعويض نشاهده أيضاً فى السيدة التي حرمت من الجمال فتحاول تعويضه بأن تكون خفيفة الظل حتى المثل القائل ( يا وحشة كوني نغشه ) أي خفيفة الظل والحركة .

( ٣ ) الحيل الإنسحابية أو الهروبية : 
وفى هذا النوع ينسحب الإنسان من المعركة التى لم يعد يحتمل الصراع الناشئ منها وما يستتبعه من قلق يؤدى إلى الألم والإنسحاب هنا الذى نقصده ليس خطة مدروسة ولا عملاً إرادياً وإنما هو تجاهل للصراع أى أنه نوع من الهروب اللاشعوري ويشمل:
( أ ) الإنسحاب :
يتوافق بعض الأفراد لحالة الإحباط بالإنسحاب أو بالإبتعاد عن العوائق التي تعترض سبيلهم ويتجنب المواقف التي تسبب لهم الفشل أو التي تؤدى إلى النقد والعقاب والشخص الذي يلجأ لهذه الحيلة منعزلاً وحيداً غير قادر على مواجهة الحياة أو الناس .
ومن الصور المتطرفة للإنسحاب الذي يحدث فى ظل الصراع أو المشقة الشديدة الإنتحار أو التفكير فيه ، بإعتبار أن الإنتحار قرار بالتوقف عن المشاركة فــى
حياة شاقة مليئة بالصراع وهو حل نهائي لا عودة فيه إذا تم تنفيذه ورغم هذا فإن بعض الذين فكروا فى الإنتحار وفشلوا فيه وجدوا طرقاً أخرى للتوافق واستطاعوا الإستمرار فى الحياة بعد ذلك .
( ب ) الإنكار :
وفيه يرفض الإنسان قبول الحقيقة ، مثلاً يرفض الإنسان أنة مريض بمرض خطير أو أن شريك حياته غير أمين أو أن أحد أقاربه قد مات كالأم التى تفقد وحيدها فتنكر موته وتقوم بتنظيف حجرته وترتيب ملابسه حتى تتجنب التوتر والقلق الشديد المصاحب للموت ، ويعد الإنكار أكثر الحيل بدائية .
( ج ) النكوص :
هو الرجوع لغوياً وفى علم النفس يعنى الرجوع إلى طور سابق من أطوار النضج وهى حيلة تحقق لصاحبها الحماية وتخرجه من القلق فالكهل مثلاً إذا نكص إلى مرحلة الطفولة كان ذلك لتحقيق الإعتماد على الغير وهى صفة من صفات الطفولة والتصرف كالأطفال بدون مسئولية ، والطفل ذو الخمسة أعوام حين يشعر بالغيرة ممن هو أصغر منه سناً يعود للتبول اللاإرادي بعد أن كان قد كف عنه ليحظى بالإهتمام والعناية كما كان هو فى الطور الذي يباح فيه التبول .
( د ) التبرير :
هو محاولة من جانب الشعور لتفسير فعل أو رأى ليس له ما يبرره إلا دوافع خفية لا يقبلها الإنسان على نفسه ويأبى الإعتراف بها أي أنه يقدم أعذار مقبولة للنفس تبدو مقنعة ولكنها ليست الأسباب الحقيقية .
مثال : الطالب الذي يرسب فى دراسته يبرر ذلك لسوء مستوى المدرسين أي أن التبرير يعمل على تغطية الشعور بالنقص فى الخبرة أو عجز فى القدرات .

( ٤ ) الحيل الدفاعية العدوانية :
وتشمل الاعتداء وتوجيه الأذى إلى الغير أو إلى الذات نفسها ويمكن تقسيمها إلى العدوان والإسقاط .
( أ ) العدوان :
وهو يعنى العدوان غير المباشر وهو الذي يتجه إلى هدف غير سبب التعويق ولا نجد أصدق من المثل الذي يصور تحول العدوان نتيجة حرمان إشباع دافع ما إلى هدف لا دخل له بالموضوع ذلك المثل القائل ( ما لقوش عيش يتعشوا بيه ، جابوا عبد يلطشوا فيه) فهذا يظهر كيف أن العجز عن إشباع دافع الجوع أنشأ حالة من التوتر حاول صاحبها خفضها بعدوان غير مباشر على شخص لم يكن هو سبب التعويق .
( ب ) الإسقاط :
وهو حيلة لاشعورية نبعد بها اللوم عن أنفسنا فنتحرر من المسئولية التي نشعر بها بأن ننسبها للآخرين ، وهى حيلة تجعل صاحبها يشعر أن الأفكار التي تراوده والتي لا يتقبلها وأن النزعات والرغبات البغيضة التي فى نفسه إنما هي صفات غيره فهو بهذا يلحق بغيره ما يشعر به هو فى داخل نفسه . 
 
١٩ ـ السيطرة على الضغوط :
إن الشخص يعانى من الضغوط أو التوتر عندما يخضع لعامل ضغط أو توتر محتمل ( شخص ، مكان ، حدث …. إلخ ) ويقول لنفسه إنه غير قادر على التعامل بفاعلية مع عامل الضغط هذا .
ولكي تتم السيطرة على الضغوط يجب أن تكون على إستعداد لقطع إلتزام على نفسك بالسيطرة على الضغوط التي تواجهك والتصرف بأساليب أكثر فاعلية ، فإن الضغوط تقع عندما يضع شخص ما تقديرا إدراكيا لموقف أو ظروف ويقرر أن هناك حالة من عدم التوازن بين الطلب والقدرة على التنفيذ
. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...