‏إظهار الرسائل ذات التسميات تطوير الذات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تطوير الذات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills





تنمية
مهارات إدارة العلاقات 
 
أولا - المقدمة :
إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع مختلف أنواع البشر واختلاف طباعهم وشخصياتهم واتجاهاتهم لابد من تعلم فن إدارة العلاقات الاجتماعية وتنمية هذه المهارات ، واكتساب العديد من الخبرات التي تؤهل لهذه المهمة ، وتساعد في تحقيق تعامل ناجح ومثمر وبناء علاقات إيجابية دون التعرض لكثير من المشاكل والعقبات .
في الحقيقة فإنَّ كل العلاقات تتطلَّب بذل مجهود حتَّى العلاقات التي تبدو أكثر يُسراً . حيث يستغرق العمل على تنمية العلاقة قدراً من الوقت والجهد والخبرة .
وهذه الخبرة هي الذكاء العاطفي ، فإذا أردت علاقةً لها القدرة على البقاء والنموّ عبر الزمن ويمكنك فيها إشباع حاجاتك وحاجات الطرف الآخر ، فإنَّ مهارة الذكاء العاطفي هي ( إدارة العلاقات ) .
فالعلاقات جزءٌ أساسيٌّ لا يتجزأ من الحياة ونظراً لأنّك تمثِّل شطر أيّ علاقةٍ يقع عليك نصف المسؤولية لتقوية روابط هذه العلاقة .

 

ثانيا - تنمية مهارات إدارة العلاقات :


١ - كن متفتِّحاً وفضوليّاً :
لكي ترتقي سلّم النجاح وتحافظ عليه لابدَّ أن تجعل التفتُّح والفضول جزءاً من وظيفتك لا محالة .

والتفتُّح معناه مشاركة المعلومات عن نفسك وعن الآخرين ، ويمكنك الاستفادة من مهاراتك في إدارة الذات لتختار الطريقة التي تبدو بها متفتِّحاً وما الذي تشارك به ، أيضاً عليك أن تُبرز اهتمامك بما لدى الطرف الآخر أي أن تكون فضوليّاً لتعرف ما لديه .

وكلّما أبديت اهتماماً واكتساباً للمعلومات عن الشخص الآخر وأحسنت تحديد حاجاته وقلَّت فُرَص سوء فهمك له ، وعندما تطرح أسئلةً اعتمد على مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتختار المكان والزمان المناسبين .
دع حُب الاستطلاع يبدو على نبرة صوتك وعندما يبدو الطرف الآخر متفتِّحاً أمامك فلن تكتسب معلومات تساعدك على إدارة العلاقة فحسب بل سوف يُقَدّر لك الطرف الآخر اهتمامك به . 
 

٢ - عزِّز أسلوب التواصل الطبيعي لديك :
سواءً أدليت بدلوك في حوار الآخرين أو تراجعت في صمتٍ معترضاً ، فإنَّ أسلوب تواصلك الطبيعي يحدِّد شكل علاقاتك .
صِفْ في أعلى صفحة يومياتك ماهيّة أسلوبك الطبيعي ، أطلق عليه ما تشاء من صفات .
هل هو أسلوبٌ مباشرٌ أم غير مباشر ، هل هو مريحٌ أم جاد ، حادٌ أم فضولي ، معتدلٌ أم متطفِّل ؟
يرجع اختيارك للاسم إلى أنَّك من المحتمل أن تكون قد سمعت ذلك الوصف لأسلوبك أكثر من مرّة .
وعلى الجانب الأيسر من الورقة دوِّن مميِّزات أسلوبك الطبيعي ، وهي الجوانب التي ينظر إليها الناس بعين الاعتبار عندما تتعامل معهم . وفي الجانب الأيمن جهِّز قائمةً بالمواضع السلبيّة التي تؤدِّي إلى وقوع اضطراب أو ردود فعل غريبة أو مشكلات . حينما تنتهي اختر ثلاثاً من المميِّزات التي يمكنك الإكثار من ممارستها لتطّور من تواصلك .
واختر بعد ذلك ثلاثة مواضع سلبيّة وفكِّر في طُرُق إمَّا للتخلُّص من هذه السلبيّات وإمَّا للتقليل من أهميّتها أو تحسينها .
كن صادقاً مع نفسك فيما سوف تفعله وما لا تنوي فعله ، وإذا احتجت مساعدةً لتحديد أيّ الجوانب سيعود عليك بأفضل النتائج فما عليك سوى أن تسأل أصدقائك وزملائك في العمل وأسرتك ليسعفوك باقتراحاتهم .

 
 
٣ - تجنَّب إصدار إشارات متضاربة :
التناغُم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد ، وثقة الناس فيما تراه أعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه .
وعندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك تصيب الآخرين بالارتباك والإحباط وبمرور الوقت سيتسبَّب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثِّر على علاقاتك .
وللتخلُّص من مشكلة تضارب الإشارات استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرُّف على مشاعرك واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبِّر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها .
في الفترة المقبلة ركِّز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله ، سجّل ملاحظات ذهنيّة عندما تخبر شخصاً ما بأنَّك على ما يرام ، بينما يُرسِل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة .
وعندما تعي أنَّك ترسل إشارات متضاربة ، عليك القيام بإعادة الضبط للتطابُق أو فسّر ذلك التعارض .




٤ - تذكّر الأمور الصغيرة التي تقوِّي التواصل :
في العلاقات المتعلِّقة بكلٍّ من الإطارين الشخصي والعملي نادرا ما نسمع كلمات مثل
(( من فضلك - شكراً جزيلاً - معذرةً )) .
إنَّ سماع هذه الكلمات قد يكون له أثرٌ إيجابيٌّ على الروح المعنويّة .
فكّر في أغلب المرّات التي تقول فيها كلماتٍ من العيّنة السابقة عندما يتطلَّب الأمر ذلك ، إن لم تكن تستخدمها غالباً فقد يرجع ذلك إلى قلّة الوقت أو التعُّود أو الإحراج او ألم نفسي .
اسعَ إلى تبنِّي عادة إدخال المزيد من هذه العبارات في علاقاتك .

 
 
٥ - تقبّل النصيحة :
يُعَدُّ التقييم او النصيحة هبةً فريدة تهدف إلى مساعدتنا على التطوُّر بطرقٍ قد لا ندركها في شخصنا .
وحتَّى تتقبَّل التقييم على نحوٍّ جيّد فكّر أوّلاً في مصدر تقييمك .
ينبغي أن يكون شخصاً لديه وجهة نظر مناسبة ، وأن يكون على درايةٍ بك وسبق له رؤية أدائك ومهتمّاً بأن يراك تتطوَّر .
وإذا تسلّمت التقييم عليك الاستعانة بمهاراتك في الوعي الاجتماعي لتستمع وتصغي بالفعل لما يُقال .
اطرح أسئلةً للتوضيح واسأل عن أمثلةٍ لتفهم وجهة نظر هذا الشخص على نحوٍ أفضل ، وسواءً وافقت على ما يقال أم لم توافق قم بشكر هذا الشخص على رغبته في المشاركة لأنَّ تقديم التقييم هدية يقابلها قبول التقييم .
ومن المحتمل أن يكون تلقِّي التقييم أصعب جزءٍ من العمليّة ، وإذا قرَّرت ماذا ستفعل بشأن التقييم فأَتْبِع ذلك بالخُطط .
- إنَّ القيام بالتعديلات في الواقع سوف يوضِّح للشخص الذي قام بتقييمك أنَّك تقدِّر تعليقاته .
- تناول تقييم هذا الشخص بمأخذ الجد وحاول تطبيق مقترحاته ، فليس هناك ما هو أفضل من هذه الطريقة لتقوِّي أواصر علاقتك به .

 
 
٦ - بناء روابط الثقة :
الثقة تستغرق وقتاً ليتم بناؤها ويمكن فقدها في ثوانٍ ويمكنها أن تكون الهدف الأهمّ والأصعب في إدارة علاقاتنا .
ولكي تبني روابط الثقة استخدم مهارات الوعي الذاتي وإدارة الذات لتكون أوّل من يقوم ببعض المجازفة ، وشارك بعض أو جزء من الأمور الشخصيّة عن نفسك في كلّ مرَّة .
لا تعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون كتاباً مفتوحاً دفعة واحدة .
إدارة علاقاتك تحتاج إلى إدارة ثقتك بالآخرين .
لذلك حدِّد العلاقات الموجودة في حياتك التي تحتاج لمزيدٍ من الثقة واستخدم مهارات الوعي الذاتي لديك لتسأل نفسك ما الذي ينقصها . استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتسأل الطرف الآخر ما الذي يجب فعله لبناء الثقة واستمع للإجابة .
السؤال سيُظهِر أنَّك تهتم بالعلاقة وهو ما سيساعد في بناء الثقة وتعميق العلاقة .



٧ - إتباع اسلوب الباب المفتوح :
إذا كنت في حاجةٍ لأن تصبح أكثر انفتاحاً وأن تُظهِر للناس أنَّ بإمكانهم إجراء حواراتٍ غير محدَّدة مسبقاً وغير رسميّة معك ، فاعلم أنَّ اعتماد هذه الاسلوب هو الحلّ الأمثل لك . تسمح سياسة الباب المفتوح لأيّ شخص بالتحدُّث مع أيّ شخصٍ على أيّ مستوى وتشجِّع الاتصال المباشر والسهل على كافة المستويات .
اسأل الأشخاص من حولك عمَّا إذا كنت في حاجة لتبنِّي سياسة الباب المفتوح لتدير علاقاتك بشكلٍ أفضل .
وتذكَّر إنَّ زيادة إمكانيّة الوصول الخاصة بك يمكنها أن تحسِّن علاقتك وأنها تفتح فعلياً باباً للاتصال حتَّى لو كان افتراضيّاً ( عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف ) .
سيشعر الاشخاص بالتقدير والاحترام بسبب الوقت الذي تخصِّصه لهم وأنت ستحصل على الفرصة لمعرفة المزيد عن الآخرين .


 
 
٨ - لا تغضب إلا عن قصد :
إنَّ الغضب عاطفةٌ موجودة لسببٍ ما ، وهي ليست عاطفة يمكن كبتها أو تجاهلها ، لكن إذا أدركتها كما ينبغي واستخدمتها بشكلٍ هادف فبإمكانك أن تحصل على نتائج تعزِّز علاقاتك من دون شك .
فالتعبير عن الغضب بالطرق المناسبة يُوْصِل مشاعرك القويّة ويذكِّر الناس بخطورة الموقف .
ولاكن التعبير المُفرِط عن الغضب أو التعبير عنه في الوقت غير المناسب سيتسبَّب في جمود عواطف الآخرين تجاه ما تشعر به ويجعل أخذُك على محمل الجدّ صعباً عليهم .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لديك للتفكير وتحديد درجات غضبك المتفاوتة .
اكتب ذلك ومتى تشعر بهذه الطريقة ، ثمَّ حدِّد متى يجب عليك أن تُظهر غضبك بناءً على معيار أنَّ مشاركة هذا الغضب سيحسِّن من هذه العلاقة بطريقةٍ ما .
استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتفكِّر في الأشخاص الآخرين المشاركين وردود أفعالهم .

 
 
٩ - لا تتجنّب الأمور الحتميّة :
اذا كان هناك شخص يزعجك وقام رئيسك في العمل بإعطائك مهمة ضخمة لتعملا عليها معاً . والآن عليك اكتشاف كيف ستعملان معاً ؟
عند هذه النقطة تكون مهارات إدارة العلاقة ضروريّة بمعنى الكلمة ، وإليك استراتيجيّة أساسيّة للعمل مع شخص مزعج :
لا تتجنّبه ولا تتجنّب الموقف ، تقبّل الموقف واختر أن تستخدم مهارات ذكائك العاطفي لتمضي قدماً معه .
ستحتاج لأن تراقب عواطفك وأن تتّخذ قراراتٍ عن كيفيّة إدارة تلك العواطف بما أنَّك لست بمفردك في هذا الأمر ، استحضر مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتجعل هذا الشخص تحت سيطرتك ، ولتضع نفسك مكانه.
تقابل معه لتعرف ما الخبرة التي سيضيفها وخياراته للعمل معك في هذا المشروع .
راقب لغته الجسديّة لترى كيف يستجيب معك ، ربّما تسبِّب له نفس القدر من الإحباط .
شارك خياراتك لإدارة هذا المشروع وتوصّلا لاتفاق .
يمكنك أن تقول له أنّك تفضِّل أن تعملا في أجزاء منفصلة من المهمة وتتقابلا كل فترة لتضمنا أنّكما تسلكان المسار الصحيح .
إذا وافق على ذلك فهذا يعني أنَّ صفقة عملك قد تمَّ إبرامها .
أمّا إذا لم يوافق فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتطبِّق الكثير من مهارات إدارة الذات والوعي الاجتماعي حتَّى تتوصَّلا إلى اتفاق .
إذا شعرت بالإحباط على طول الطريق اسأل نفسك عن السبب وقرِّر كيف ستوجِّه نفسك في اجتماعكما المقبل ، ذكِّرا نفسيكما بهدف هذه المهمة في نهايتها ، ابحث عن طريقة لتعترف بما تم إنجازه بالعمل معاً .


 
 
١٠ - تقبّل مشاعر الطرف الآخر :
إنَّ أحد مفاتيح إدارة العلاقات هو أن تميل إلى الشيء الذي يزعجك وتأخذ دقيقةً لتعترف بمشاعر الآخرين ، وليس لتكبتها أو تغيِّرها ، ماذا يمكنني أن أفعل؟
يمكنك أن تقول ( أنا حزين لأنّكِ منزعج ) ، سيُظهر هذا للشخص أنَّه إذا كان البكاء هو ما سيساعده ، فإنّك مستعد لتقدِّم له منديلاً ورقيّاً .
إنَّ مثل هذه التصرُّفات البسيطة توضِّح المشاعر من دون أن تجعل منها موضوعاً كبيراً أو تهمِّشها أو ترفضها .
كلّ شخصٍ لديه الحق في الإعلان عن مشاعره حتّى لو لم تمر أنت بنفس الشعور .
لا يجب عليك أن تتَّفق مع الطريقة التي يشعر بها الناس ، لكن يجب عليك أن تعترف بأنَّ تلك المشاعر مَشْرُوعَة وأن تحترمها .


١١ - جامل مشاعر الشخص أو موقفه :
لكي تتدرَّب على مجاملة المشاعر في علاقاتك فكِّر في موقفٍ عاطفيّ أو موقفين مررت بهما ، وكان هناك شخص حاضر كيف تَجَاوَبَ معك الشخص الآخر ؟
هل تسبَّب ردُّه في تحسين مزاجك ، أم في جعله أسوأ ؟
هل كان هذا الشخص قادراً على مجاملة حالتك العاطفيّة ؟
بمجرّد أن تُجيب عن هذه الأسئلة يكون دورك أن تركِّز على مجاملة مشاعر الآخرين في المواقف التي يواجهونها .
امنح نفسك أسبوعاً أو أسبوعين لتكون مستعدَّاً لمساعدة الأشخاص في علاقاتك الأكثر قُرباً .
اكد على نفسك أنَّ دورك هو أن تُلاحظ حالتهم المزاجيّة وأن تكون متواجداً من أجلهم بشكلٍ إيجابي .
سواء كنت متحمِّساً أو قلقاً بشأنهم ستظهر أنك مرهف الشعور وأنك مهتمٌّ بما يمرُّون به . 




١٢ - أظهر اهتمامك :
هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ حولك يوميّاً .
عندما تهتمّ لأمرٍ ما أظهر اهتمامك لا تتردَّد أو تؤجِّل هذا إلى الأسبوع المُقبل .
افعل شيئاً هذا الأسبوع أو حتّى هذا اليوم .
إنَّ الأشياء البسيطة مثل بطاقات التهنئة أو الأشياء الأخرى غير المُكلفة ولكنّها معبّرة والتي تُلخِّص ما تشعر به هي كلّ ما تحتاج إليه لتترك انطباعاً وتقوِّي العلاقة .


 
 

١٣ - اشرح القرارات التي تتّخذها :
نحن لسنا أطفالاً بل راشدون ولكي نؤيِّد فكرةً ما يجب أن نفهم لماذا تمَّ اتّخاذ القرار .
عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات ، ضع هذا في اعتبارك بدلاً من أن تُحدِث تغييراً وتتوقَّع من الآخرين أن يقبلوا به ، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار موضِّحاً البدائل ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية .
إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار ومقترحات في وقتٍ مبكِّر فسيكون هذا أفضل .
في النهاية اعترف كيف سيؤثِّر هذا القرار على كلّ شخص ، يُقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة ، حتّى لو كان القرار سيؤثِّر عليهم سلباً .
إنَّ الشفافية والصراحة أيضاً يوضِّحان للناس أنَّهم مصدر للثقة والاحترام بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله وإبقائهم في الظلام .


 
 
١٤ - اجعل توجيهك مباشراً وبنّاء :
إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التوجيه ، إليك كيف تفكِّر في التوجيه مع الذكاء العاطفي :
إنَّ إعطاء التوجيه هو حدثٌ يبني العلاقات ويتطلَّب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعّالاً .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدِّد مشاعرك عن التوجيه . هل أنت مرتاحٌ لهذه العملية ؟ لماذا نعم ؟ ولماذا لا ؟
بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرِّر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة .
ثمَّ بعد ذلك استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكِّر في الشخص الذي يتلقَّى التوجيه .
تذكَّر إنَّ التوجيه يهدف إلى مخاطبة المشكلة وليس الشخص .
كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكلٍ واضح ومُباشر وبنَّاء ومحترم ؟
إنَّ التوجيه البنَّاء يتكوَّن من شقّين :
مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير .
كمثال : أسامة زميل في العمل رقيقة المشاعر ، وبما أنَّ هذه تجربة بناء العلاقات ، فضع أسامة في اعتبارك عند تخطيطك للتوجيه ، إنَّ استخدام عبارات مثل ( أنا أظن - أنا أعتقد ) في بداية الجملة قد يخفِّف الصدمة .
وبدلاً من قول ( إنَّ تقريرك بشع ) ،
استخدم ( أنا أعتقد أنَّ هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة ، هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات ؟ ) .
هنا يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً وليس إلزاميّاً .
في النهاية اطلب من الشخص أن يقدِّم أفكاره وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك .


 
 
١٥ - وفِّق بين قصدك وتأثيرك :
لكي توفّق بين كلامك وتصرُّفاتك وبين نيّتك او قصدك ، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه ، فكِّر قبل أن تتكلَّم أو تتصرَّف وقم بعمل تحليلٍ سريع واتّخذ رد الفعل المناسب والدقيق .
فكِّر في موقفٍ حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته ، سجله على قطعة من الورق ، قم بوصف الواقعة ( قصدك - تصرّفاتك - التأثير - رد فعل الآخرين - النتيجة النهائية ) .
بعدها اكتب ما لم تستوعبه او تفهمه في هذا الموقف ، واكتب ما استوعبته متأخِّراً وتفهمه الآن متضمِّناً الإشارات الغائبة ، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين .
أخيراً أكتب ما كان يمكنك فعله بشكلٍ مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك .
إذا لم تكن متأكّداً فاسأل شخصاً آخر كان مشتركا في نفس الموقف .



١٦ - إصلاح المحادثات المتصدعة :
في المحادثات المتصدِّعة قد تظهر أخطاء الماضي على السطح ، ويتم قول تعليقات مؤسفة ويكون اللّوم حاضراً .
لا يهمّ من قال ماذا أو من بدأ هذا ، إنّه الوقت المناسب للتركيز في إصلاح المحادثة بعبارة تصحيح الأمور .
لكي تفعل هذا يجب أن تتخلّى عن اللوم وتركز على الإصلاح .
هل تريد أن تكون على حق ، أم تريد حلاً ؟
استخدم مهارات الوعي الذاتي لترى ما الذي تقدّمه للموقف ، استخدم إدارة الذات لتضع ميولك جانباً واختر الطريق السريع .
ستساعدك مهارات الوعي الاجتماعي في تحديد ما يطرحه الطرف الآخر على الطاولة أو ما يشعر به .
إنَّ النظر في كلا الجانبين سيساعدك في اكتشاف أين انهار التفاعل بينكما وما هي عبارة ( تصحيح الأمور ) المُناسبة لبدء الإصلاح .
إنَّ عبارات تصحيح الأمور مثل نسمة من الهواء المنعش لهجتها محايدة وتجد أرضاً مشتركة . قد تكون عبارة "تصحيح الأمور" في منتهى البساطة مثل قول ( هذا الأمر قاسٍ أو سؤال الشخص عما يشعر به ) .
بالمجهود الواعي والممارسة ستكون قادراً على إصلاح المحادثات المتصدِّعة قبل أن تصل لمرحلة غير قابلة للإصلاح . 
 


١٧ - تعامل مع المحادثات الصعبة :
لا مَفَرَّ من المحادثات الصعبة لا تفكِّر في الهروب منها لأنّها بالتأكيد ستلحق بك ، ورغم أنَّ مهارات الذكاء العاطفي لا تجعل هذه المحادثات تختفي إلّا أنّ اكتساب بعض المهارات الجديدة يمكن أن يجعل اجتياز هذه المحادثات أسهل بكثير من تدمير العلاقة .
ابدأ بالاتفاق : إذا كنت تعرف أنّك ستنتهي بخلافٍ ما ، ابدأ مناقشتك بالأشياء المشتركة بينكم ، سواءً كان هذا اتفاقاً على صعوبة المناقشة وأهميتها أو اتفاقاً على هدفٍ مشترك ، اخلق جواً من التوافق .
اطلب من الشخص أن يساعدك على فهم موقفه ( يريد الناس أن يُصغَى إليهم ) ، اطلب من الشخص أن يوضِّح وجهة نظره ، تحكَّم في مشاعرك إذا لزم الأمر ، لكن ركِّز على فهم وجهة نظر الطرف الآخر .
قاوم دافع التخطيط لـعودة جديدة أو رد ( لا يستطيع عقلك أن يستمع جيداً ويستعدّ للكلام في نفس الوقت ) . استخدم مهارات إدارة الذات لإسكات صوتك الداخلي ، وتوجيه انتباهك للشخص الموجود أمامك .
ساعد الطرف الآخر على فهم موقفك أنت أيضاً وفهم وجهة نظرك ، اشرح انزعاجك وخواطرك
وأفكارك والسبب وراء تلك الأفكار .
تحدَّث بوضوح وصراحة امض قُدُمَاً بالمحادثة ، بمجرد أن يفهم كلٌّ منكما وجهات نظر الآخر ، حتَّى لو كان هناك خلاف ، يجب على أحدكما أن ينتقل للخطوة التالية .
أبقِ على اتصال وتفقَّد التطوُّرات باستمرار إسأل الطرف الآخر إذا كان راضياً أم لا وابق على اتصالٍ معه كلّما مضيت قُدُمَاً .
لقد قمت بنصف ما يتطلبه الأمر لتحافظ على سير العلاقة بسلاسة . 

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

مستويات العلاقات الاجتماعية Levels Social relations

  


مستويات 
العلاقات الاجتماعية 

 

١ - المقدمة : 
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله ،
خلق الله الإنسان في حالة من الضعف الشديد لا تمكنه من إشباع حاجاته . فالطفل لا يستطيع القبض على الأشياء بيديه إلا في الشهر السادس تقريباً . 
ومع أن هذا الضعف دليل العجز إلا أن له ميزة ووظيفة كبيرة في حياة الإنسان ، لأن هذا الضعف يجعله دائماً في حاجة إلى الآخر الذي يقوم بإشباع حاجاته .
من هنا ينشأ التفاعل الاجتماعي بين الوليد وأمه ، ثم يتسع نطاق تفاعله الاجتماعي مع الآخرين من الأقارب ثم الغرباء ثم جماعة الرفاق والأصحاب ثم زملاء المدرسة ... وهكذا . 
وهذا معناه أنه كلما نما الفرد زاد نطاق تفاعله مع الآخرين من خلال ما يُعرف أو يُسمى بـ ( العلاقات الاجتماعية ) . 
 

٢ - مفهوم العلاقات الاجتماعية : 
يعد التفاعل الاجتماعي من أكثر المفاهيم انتشاراً في علم الاجتماع وعلم النفس على السواء ، وهو الاساس في دراسة علم النفس الاجتماعي الذي يتناول دراسة كيفية تفاعل الفرد في البيئة وما ينتج عن هذا التفاعل من قيم وعادات واتجاهات ويحتل موضوع العلاقات الاجتماعية مكانة هامة في علم الاجتماع وقد عرفت العلاقات الاجتماعية بأنها 
( الروابط والآثار المتبادلة بين الافراد والمجتمع وهي تنشأ من طبيعة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع ) .
وتعتبر العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد في مجتمع ما نتيجة تفاعلهم مع بعضهم البعض من أهم ضرورات الحياة . ولا يمكن تصور أية هيئة أو مؤسسة أن تسير في طريقها بنجاح ما لم تسعى جاهدة في تنظيم علاقاتها الاجتماعية .
 
 

٣ - العلاقات الاجتماعية المتبادلة :
تتأثر العلاقات التبادلية بالروابط داخل الجماعة وتؤثر في تشكيل بنيتها وتوجيه مسيرتها ، من خلال عمليات محددة منها التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية .

أ - التفاعل الاجتماعي :
هو العملية والموقف الذي تكون فيه ردود أفعال الفرد إستجابة لردود أفعال فرد آخر . ويتميز التفاعل الاجتماعي بعدة خصائص 
منها :
( ١ ) أنه وسيلة للاتصال بين الأفراد وعن طريقه تفهم الأم حاجة طفلها وبواسطته يفهم المرؤوس ما يريده رئيسه منه ، ومن خلاله تحكم الجماعة على درجة سوية أو سوء تصرفات أعضائها .
( ٢ ) للتفاعل الاجتماعي مظاهر واضحة سواء كانت في صورة لفظية أو غير لفظية ( كالإيماءات والإشارات والحركات والمسافة بين الأفراد وغيرها ) وبواسطة تلك المظاهر تدرك الجماعة مقدار تماسك أعضائها أو تفككهم وموقفهم من السلطة والقيادة الرسمية وغير الرسمية ، والعلاقات الوجدانية المتبادلة بينهم .
( ٣ ) يتميز التفاعل الاجتماعي بالتوقع ، فيتوقع أن يوجد تشابه كبير بين قيم أعضاء الجماعة الواحدة ، فإذا حدثت فجوة كبيرة اختل التفاعل الجتماعى وتأثرت الروابط الخاصة بالجماعة .
( ٤ ) التفاعل الاجتماعي دائماً موجه نحو هدف ، وهذا الهدف بدوره يدعم الروابط المستمدة من وجود هدف مشترك وفي الوقت نفسه يتأثر هذا الهدف الخاص بالأهداف المشتركة للجماعة .
( ٥ ) يؤدي التفاعل الاجتماعي إلى تمايز الادوار داخل الجماعة ، إذ يؤدي إلى تحديد الأدوار الاجتماعية أو المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الأعضاء .

ب - مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي :
الأساس في علاقات التفاعل الاجتماعي تبادل التأثير و التأثر ويعد التبادل بهذا المعنى أعلى أنواع علاقات التفاعل الاجتماعي .
العلاقات الاجتماعية هي الصلة التي تقوم بين فردين أو أكثر يحدث بينهم تأثير متبادل بناءً على ما يراه او يتوقعه الفرد في الآخر . 
وتتمثل هذه العلاقات في الاختيارات التلقائية لبعضهم سلباً أو إيجاباً في مختلف المواقف ، ويُقصد بالسلب أو الإيجاب نمط التجاذب أو التنافر بين الفرد والآخرين .
والأساس في العلاقات الاجتماعية تباين التأثير والتأثر ، ويُعد التبادل أرقى أنواع العلاقات الاجتماعية إذ إن للعلاقات الاجتماعية عدة مستويات هي : 
 
  
 
( ١ ) المستوى الأول : 
( العلاقات اللاتبادلية ) 
وهي علاقات تعتمد على الصدفة ، حيث يوجد فردان أو أكثر ولا يوجد بينهما تعامل حقيقي ومن ثم لا يحدث أي تأثير أو تأثر بينهما .
في هذا النوع من العلاقات اللاتبادلية لا يتزامن وجود الفرد( أ ) مع وجود الفرد ( ب ) . 
ولا يؤثر ( أ ) في ( ب ) ولا يتأثر به ، و كذلك الحال بالنسبة للفرد (ب) . 
ومعنى هذا أن يوجد ( أ ) ويوجد ( ب ) ولا يوجد بينهما تفاعل اجتماعي حقيقي . 
أو يوجد ( ا ) وتوجد بيانات عن ( ب ) ويطلب من ( ا ) أن يحكم على سلوك ( ب ) . 
ولقد كان ذلك هو الأسلوب الذي اتبعه الباحثون قديما في دراساتهم لعملية الإدراك الاجتماعي .

 

  
( ٢ ) المستوى الثاني : 
( علاقات الاتجاه الواحد )
في هذا النوع من علاقات الاتجاه الواحد
 لا يتزامن فيها وجود الفردين ولكن يتأثر أحدهما فقط بسلوك الآخر ، مثل المذيع والمشاهدين حيث لا يوجد بينهم تفاعل حقيقي .

 

   
( ٣ ) المستوى الثالث : 
( علاقات شبه تبادلية )
في هذا النوع يتزامن وجود الفردين وتتم العلاقة بينهما وفق خطة مرسومة أو حوار مكتوب مثل التمثيل المسرحي .
حيث يقوم كل ممثل بدوره في مواجهة الآخر ، و لكن كل شيء يقوم به قد حدد له من قبل فهو عندما يغضب على الممثل الذي يواجهه أو يعطف عليه أو يحاوره فانه يبدو أمام الناس على انه يتفاعل معه ، لكنه في الحقيقة يؤدي دوره وفق خطة مرسومة ووفق حوار مكتوب و تبعا لتوجيهات مخرج يترجم الحوار الى واقع .

 

  
( ٤ ) المستوى الرابع : 
( العلاقات المتوازية )
وفيها يتزامن وجود الفردين ويجمعهما موقف واحد ، ولكن أحدهما يتحدث والآخر لا ينصت إليه ثم يحدث العكس .
و مثال ذلك ما يحدث أحيانا بين الأمهات حيث تستغرق كل منهما في حديثها عن طفلها ولا تتنبه الى حديث الأخرى لأنها إنما تجد متعتها في حديثها عن طفلها لا في حديث الأم الأخرى .
و يحدث مثل هذا التوازي أيضا في حديث مرضى الشيزوفرانيا حيث يتحدث كل منهما الى الآخر دون أن يعي ما يقوله الآخر أو يتأثر به ، وإنما هو يتحدث عن عالمه هو الذي يصوره له مرضه ويظن انه عالم واقعي وهو عالم غير واقعي وكذلك حال الشخص الآخر .

 

  
( ٥ ) المستوى الخامس : 
( العلاقات المتبادلة غير المتناسقة )
وفيها يتزامن وجود الفردين ، ولكن تعتمد استجابات أحدهما على سلوك الآخر ، ولا تعتمد استجابات الآخر على سلوك الأول ، كما في المقابلة الشخصية.
ومثال ذلك العلاقات التي تنشا بين المعلم وتلميذه في سؤال المعلم لتلميذه وكذلك بين الطبيب والمريض ، فجميعها علاقات غير متناسقة قد تتحول الى شبه متبادلة إذا تأثرت أسئلة المعلم و الطبيب بالاستجابات التي تصدر عن الفرد الآخر .

 

  
( ٦ ) المستوى السادس : 
( العلاقات المتبادلة )
تكون علاقات التفاعل بصورة اجتماعية صحيحة عندما تصل إلى هذا المستوى ، حيث يتزامن وجود الفردين أو الأفراد . 
ويعني التبادل تحول اتجاه التأثير من فرد إلى آخر فكما يؤثر فرد ما في غيره فإنه أيضاً يتأثر به ويصبح الفرد بذلك مؤثراً ومستجيبا في نفس الوقت وتتأثر هذه المستويات بالروابط داخل الجماعة .
 
٤ - الروابط داخل الجماعات :
وللجماعات أهميتها للأفراد والمجتمعات ، وتتميز الجماعات بخصائص معينة تظهر واضحة جلية في الروابط داخل تلك الجماعات . وتتعدد الروابط ما بين روابط للسلطة والقوة وروابط وجدانية وروابط اتصالية وروابط مستمدة من وجود هدف مشترك . 
وهذه الروابط ذات علاقات تبادلية بينها وبين كل من التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بمستوياتها المختلفة .
وتأخذ العلاقة التبادلية شكل التأثير والتأثر ، أي أنها ليست علاقة ذات اتجاه واحد .  
 
٥ - تعديل الروابط داخل الجماعة : 
أثبتت الدراسات أن تلك الروابط تتأثر بعوامل متعددة ومن ثم يمكن تشكيلها بالتحكم في تلك العوامل . 
فمثلاً روابط السلطة يمكن تشكيلها إذا استطاعت قيادة الجماعة تجنب الصراعات حول السلطة وإذا لم تنعزل عن سائر أفراد الجماعة وإذا قامت القيادة الوظيفية على توزيع السلطة وعدم تركيزها في يد فرد أو مجموعة .
والروابط الوجدانية يمكن تشكيلها إذا تبنت الجماعة نمطاً قيمياً موجهاً لصالح الجماعة وأعضائها وساد بين الأعضاء معيار المساندة الاجتماعية تحقيقاً لأهدافهم الفردية التي هي جزء من الأهداف العامة للجماعة .
والروابط الاتصالية يمكن تشكيلها وتعديلها إذا كانت المعلومات مشتركة بين الأعضاء من خلال نظام متعارف عليه لتبادل المعلومات .
وجود هدف مشترك يمكن تشكيل وتعديل الروابط المستمدة منها بزيادة الشفافية بين أعضاء الجماعة في معرفة الأهداف المشتركة وعدم شيوع ( الأجندات ) الخاصة بالأعضاء . 
كما أن وضع خطة منظمة لتحقيق الهدف والتغلب على ما يواجهه من عقبات ومشاركة الأعضاء في وضع هذه الخطة وتوزيع الأدوار يسهم في تقوية هذا النوع من الروابط وتشكيله .

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

تدريبات تنمية الذكاء الاجتماعي Social intelligence development exercises



تدريبات 
تنمية الذكاء الاجتماعي

أولا - المقدمة :
 
إنَّ الذكاء الاجتماعي هو النظر إلى خارج الذات للتعلُّم من الآخرين وتقديرهم ، بدلاً من النظر إلى الداخل وإدراك وفهم ذاتك . 
ويعتمد الوعي الاجتماعي على قدرتك على ملاحظة وفهم مشاعر الآخرين ، فتآلفك مع مشاعر الآخرين أثناء تعاملك معهم سوف يساعدك على الوصول لرؤيةٍ أكثر دِقّةً لما يحيط بك من أمور ، ممَّا يؤثِّر على كلّ أشكال العلاقات الإنسانية .  
بينما يبدو أن بعض الأشخاص قادرون على تعزيز وتطوير الذكاء الاجتماعي دون بذل أي مجهود ، يكون آخرون في حاجة إلى العمل بجد من أجل تطوير ذكائهم الاجتماعي ، وبإمكانهم فعل ذلك من خلال اتباع بعض التدريبات .
 
ثانيا - تدريبات تنمية الذكاء الاجتماعي :


١ - حيِّ الناس بأسمائهم : 
تُعَد تحيّة الأشخاص بأسمائهم أحد أكثر تدريبات الوعي الاجتماعي أهميّةً وتأثيراً ، فهي طريقةٌ شخصيّةٌ معبّرةٌ لجذب انتباه شخصٍ ما . 
إذا كانت لديك نزعةٌ للانسحاب من المواقف الاجتماعيّة ، فإنَّ تحية شخصٍ ما باسمه طريقةٌ بسيطةٌ تدفعك في خِضَمّ الموقف حيث أنَّ استخدام اسم شخصٍ ما يُحطِّم الحواجز بما ينطوي على ودٍّ وترحيب . 
وحتَّى إن كنت شخصاً اجتماعياً فإنَّ تحية الناس بأسمائهم استراتيجيّة تُفيد في التعايش . 
إذا كنت تنسى الأسماء كثيراً فخصِّص هذا الشهر للتدريب على قول ( أهلاً يا .... ) لشخص ما كلَّ مرةٍ تدخل فيها إلى غرفة أو يتم تقديم بعض الأشخاص إليك . تأكَّد من استخدام اسم الشخص مرّتين على الأقل خلال المحادثة .  
 

٢ - راقِب لغة الجسد : 
تُمكِّنك لغة الجسد من إدراك حقيقة مشاعر الناس ومن ثمَّ الرد بالاستجابة المناسبة . وعليه فإنَّ تقييم لغة الجسد من الرأس لأخمص القدمين يُمكِّنك من الحصول على إدراكٍ تامّ لمكنون شخصٍ ما ، وأكثر أجزاء الجسم تواصلاً هي العين ، يُمكِنُك الحصول على كثير من المعلومات عبر العينين ، لكن حذارِ من التحديق . 
اعقد النيَّة على مراقبة لغة الجسد خلال الاجتماعات واللقاءات الوديّة والمقابلات الأولى ، وحينما تألف لغة الجسد ستغدو رسائله واضحةً وسرعان ما ستلاحظ التلميحات وتكشف خبايا شخصٍ ما .  
 

٣ - اختر التوقيت الصحيح : 
لعلَّك قد سمعت العبارة القائلة ( التوقيت هو كلّ شيء )  لتوضيح مئات من المواقف وتطوُّرات الأحداث ، فعند التعامل مع الناس ومشاعرهم يكون التوقيت فعلاً كلّ شيء ، لذلك لا تطلب زيادةً في المُرتَّب بينما العمل ليس على ما يرام ولا تطلب معروفاً من شخصٍ يقع تحت وطأة الضغوط أو يشتعل غضباً . 
ولكي تمارس اختيار التوقيت كجزءٍ مرتبطٍ بالوعي الاجتماعيّ اسعَ للعمل على اختيار التوقيت عبر طرح الأسئلة . 
والهدف من ذلك هو طرح الأسئلة الصحيحة في الإطار العقلي السليم واضعاً المتلقِّي نصب عينيك وبينما تتدرَّب على اختيار التوقيت تذكَّر أنَّ أساس الوعي الاجتماعي هو التركيز على الآخرين بدلاً من التركيز على ذاتك، واستمر على ذلك حتَّى تصبح أكثر فاعليّة . 
 
٤- جهّز سؤالاً في حافظة الجيب : 
في بعض الأحيان لا تسير المحادثات وفق ما هو مخطَّطٌ لها . 
يمكنك استخدام ( سؤال الجيب ) في حالة الطوارئ عندما تسعى للتخلُّص من لحظات الصمت أو اللحظات غير المريحة . 
ويعمل هذه التدريب على إمدادك بالمزيد من الوقت حتَّى تستطيع أن تتعرَّف على الشخص على نحوٍ أفضل وتوضِّح له اهتمامك بآرائه ومشاعره وأفكاره . 
وقد يكون السؤال كالآتي : 
ما رأيك في .....  ؟ 
إختر أحد الموضوعات التي تتطلَّب بعضاً من الشرح كالعمل أو الأحداث الجارية ، لكن تجنَّب السياسية والدين والمواضع الحسَّاسة الأخرى . 
 

 
٥ - لا تدوِّن ملاحظات في الاجتماعات : 
عندما تشغل عقلك بأوراقك ويديك بالتدوين ستفقد دلالاتٍ مهمّة توضِّح بشكلٍ كاملٍ حقيقة مشاعر الآخرين وما يدور ببالهم من أفكار . 
لا تدوِّن أيَّة ملاحظات وانظر في وجه كلّ شخصٍ ، ولاحظ ما يظهر عليه من تعبيرات . تَوَاصَل بالعينين مع المتحدِّث أيّاً كان . 
سوف تشعر بزيادة التركيز والتفاعل مع الآخرين وتنتبه إلى أمور يُفقدك إياها القلم والورق . 
لا شكَّ أنَّ لتدوين الملاحظات قيمته الخاصّة لكن لا حاجة ليكون أسلوبك في العمل ، وإذا احتجت إلى تدوين ملاحظات لأغراضٍ عمليَّة ، فتوقّف مؤقّتاً على فترات منتظمة لتراقب ما يدور حولك . 
 

٦ - خطِّط مقدَّماً للقاءات اجتماعية : 
إنَّ التخطيط المُسبَق لحدثٍ ما قد يبدو لك طوق النجاة ، سواءً كان الحَدَث حفل عشاءٍ أو اجتماع عمل . 
إذا خَطَوْتَ عبر الباب مخطِّطاً لذلك فإنَّك توفِّر طاقتك العقليّة وقوَّتك الذهنيّة ومن ثمَّ تستطيع التركيز على اللحظة الراهنة . 
لن يعمل بعض التخطيط على تجهيزك للحدث فحسب بل سوف يساعدك على الاستمتاع بالحَدَث بشكلٍ أكبر لأنَّك سوف تصير أقلّ توتُّراً وأكثر حضوراً بينما تتواجد في الحَدَث . 
 

٧ - حافظ على تركيزك :
تخلّص من الركام حتَّى يرتفع وعيك الاجتماعي يجب أن يكون لديك حضورٌ اجتماعي ، وأن تتخلَّص من جميع مصادر التشويش داخل عقلك حيث تُعَدّ مصادر التشويش الداخليّ بمثابة الركام الموجود في مِرآبك أو خزانتك . 
ولترتيب ذلك الركام اتّبع بعض الخطوات البسيطة ، إذا كنت طرفاً في محادثة فلا تُقاطع الطرف الآخر ما لم ينته من كلامه بالكامل ،
والآن ركِّز تفكيرك من جديد على وجه وكلمات الطرف الآخر ، وإذا لزم الأمر فمِل للأمام ناحية المتحدِّث ليعبِّر جسمك عن تركيزك في المحادثة . 
إذا اعتدت أن تسترد تركيزك فسوف يتحسَّن مستواك في تهدئة الأفكار المستعرة داخليّاً وترتفع مهاراتك في الاستماع . 

 


 
٨ - عش اللحظة : 
اجعل من العيش في اللحظة الحاليّة عادةً بأيّ مكانٍ ، وسوف يعمل ذلك على الارتقاء بمهاراتك في الوعي الاجتماعي . 
فلتتَّسم بالحضور قدر الإمكان وتدرك الناس من حولك وتعش الحياة في لحظتها . 
وإذا وجدت عقلك قد رحل ذهنيّاً إلى مكانٍ آخر فارجع بسرعةٍ إلى الحاضر . 
تذكَّر أنَّ التخطيط للمُستقبل والتأمُّل في الماضي بمثابة تمارين قيّمة لكنَّ القيام بذلك طوال اليوم يتداخل مع حاضرك .  
 

٩ - اخرج في جولة بعض الوقت :
خصِّص خمس عشرة دقيقة من جدولك الزمني للمرور في مكان عملك مرَّتين في الأسبوع لمدَّة شهرٍ لملاحظة الأشياء التي لم تُلاحظها من قبل كمظهر الآخرين ومشاعرهم تجاه العمل ، وأيّ الأشخاص يسعى للتفاعل مع الآخرين في مقابل من يبقون على مكاتبهم طوال اليوم .
ثم اختر يوماً آخر لتقوم بجولةٍ في مكان العمل متقصِّياً الحالات المزاجيّة للآخرين التي قد تمدّك بلمحاتٍ مهمَّةً عن مجرى الأمور على الصعيدين الفردي والجماعي .
في الأيام التي تعقد فيها جولاتك تجنَّب الافتراضات أو الاستنتاجات المسبقة ، لاحظ الوضع فحسب وسوف تُدهَش لما سوف تراه . 
 

 ١٠ - اعمل على تعزيز ذكائك العاطفي :
يعتمد الذكاء العاطفي على كيفية التحكم في مشاعرك وكيف تعبر عنها إزاء الآخرين ، ويتطلب الذكاء العاطفي معرفة أي من العواطف عليك التعبير عنها بصورة تخدم موقفك وتساعدك على تعزيز علاقتك بالآخرين وتنظيم المشاعر والعواطف وعدم الإسراف في التعبير عنها .
الشخص الذكي عاطفياً هو القادر على السيطرة على مشاعره السلبية مثل الإحباط والغضب والحد من تأثيرها السلبي على علاقاته بالآخرين .

١١ - شاهد الذكاء العاطفي في الأفلام : 
الفنّ مُحاكاةٌ للحياة والأفلام مصدرٌ ثريٌّ بمهارات الذّكاء العاطفيّ بشكلٍ عملي ، راقب السلوكيات إمّا لمحاكاتها وإمّا لتجنّبها بشكلٍ تام . 
حدد في هذا الشهر هدفاً بأن تُشاهد فيلمين خاصةً لملاحظة تعامل الشخصيّات مع بعضها وعلاقاتها وصراعاتها . 
راقب دلالات لغة الجسد لتخمِّن مشاعر كل شخصيّة وراقب كيفيّة تعامُل الشخصيّات مع الصراعات . 
استكشف المزيد من المعلومات حول الشخصيّات ، استرجع اللحظات الماضية وراقبها لتحدِّد الدلالات التي فاتتك في المرّة الأولى . 
تُعَدّ مشاهدة أفلام أحد أكثر الطرق المفيدة والمسليّة لممارسة مهارات ذكائك الاجتماعي على أرض الواقع . 
  

١٢ - أنصت إلى الآخرين :
من أجل تعزيز ذكائك الاجتماعي عليك تطوير مهارات الاتصال الخاصة بك ، ما يتطلب الاستماع إلى الآخرين والاهتمام بما يقولونه لك . 
لا تقاطع حديث أي شخص ، وخذ وقتك للتفكير فيما يقولونه لك ، وفكر جيداً قبل الإجابة على أي سؤال .
يعتقد أغلب الناس أنَّهم يجيدون الإنصات ، إلَّا أنَّ الإنصات يتطلَّب تركيزاً وهو ليس بالأمر السهل لأنَّه يمتدّ في عدّة جوانب . فالإنصات لا يتوقّف على الاستماع للكلمات فحسب ، بل يتعدّاه للاستماع إلى نبرة الصوت وسرعة الكلام ومستوى الصوت . 
ما الذي يُقال ؟ هل هناك أشياء لا تُقال ؟ 
ما الرسائل الكامنة تحت السطح ؟ 
عندما يتحدَّث شخصٌ ما إليك ، توقّف عن أيِّ شيءٍ آخر ، وأنصت إليه بشكلٍ تام حتَّى ينتهي من حديثه . 
وعندما يسألك ابنك سؤالاً ما ضع الكمبيوتر المحمول الخاص بك جانباً  ، وانظر إليه حينما تجيبه . فمثل تلك الأمور البسيطة ستساعدك على استيعاب التلميحات التي يبثّها الطرف الآخر .
 

١٣ - لاحظ الناس من حولك : 
انتبه لما يُقال ولمن يتحدث حولك
الأشخاص الذين يتحلون بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي يراقبون من حولهم وينتبهون لما يُقال وكيف يُقال ، إذا كنت ترى أن أحد الأشخاص يتحلى بمهارات قوية في التواصل مع الآخرين، فربما عليك مراقبة تصرفاته ومعرفة كيف يتفاعل مع الآخرين .
في بعض الأحيان يكون كلّ ما تحتاج إليه هو أن تستلقي مسترخياً وتراقب كلّ ما يجري في العالم أو تُراقب الناس . 
استرخِ في مقعدك في النادى او على المقهى ، ولاحظ فحسب المترددين ، فأنت في تلك الحال تشارك بالفعل في إحدى أكثر تدريبات الوعي الاجتماعي تأثيراً على الإطلاق . 
إنَّ مُراقبة الناس أمرٌ آمنٌ لتدرك عبره الإشارات وتُلاحظ التعاملات وتخمِّن الدوافع أو المشاعر الخفيّة من دون أن تكون طرفاً في ذلك التواصل بذاتك . 
فالقدرة على التعرُّف على حالات الآخرين المزاجية ومشاعرهم يُمثِّل الشقّ الأكبر من الوعي الاجتماعي ، وهي في الغالب أمورٌ تقع في مستوى نظرك . 
 

١٤ - احترم اختلاف الثقافات :
عليك احترام الاختلافات الثقافية والتعرف على الثقافات المختلفة بهدف فهمها . لا تستقِ المعلومات المتعلقة بالثقافات من عائلتك واصدقائك والبيئة الصغيرة التي تعيش فيها ، فالشخص الذي يتحلى بالذكاء الاجتماعي يحاول استيعاب الآخر واكتشاف عوالم وثقافات مختلفة .
إنَّ أولى الخطوات لتتقن مجموعات عدَّة من قواعد الثقافة في الوقت ذاته هي المزيد من الاستماع والمشاهدة لفترةٍ زمنيّةٍ أطول من الوقت الذي تستغرقه في مشاهدة أناس من ثقافتك الخاصّة . 
 

١٥ - تحقَّق من دقّة ملاحظاتك : 
سواء كنت مبتدئاً أو خبيراً بالوعي الاجتماعي، نحتاج جميعنا إلى التأكُّد من الملاحظات الاجتماعيّة في بعض المواضع . 
وأفضل السبل لتتأكَّد من دقَّتك أن تسأل عمّا إذا كان ما لاحظته في الناس أو المواقف هو ما يحدث في الواقع أم لا . 
لعلَّك سعيت في اتجاه زميلك في العمل ، ولاحظت تلك النظرة الواجمة التي ارتسمت على وجهه وقد أطرق الرأس وخفض عينيه نحو الأرض . 
فتسأله عن حاله ويجيب بأنَّه ( على ما يرام ) يخبرك حدسك بخلاف ذلك ، فهو لا يبدو كذلك على الإطلاق . 
في هذه اللحظة ، اسأله سؤالاً تأمُّليّاً يشي بما تراه . مثلاً ( يبدو أنّك تشعر بالإحباط بسبب أمرٍ ما ؟ هل حدث شيءٌ ما؟ . 
قد تسمع ما يريد هو أن تعرفه الآن ، لكنّك على كلّ حال تواصلت معه وجعلته يُدرك اهتمامك بالأمر . 
إنَّ التحقُّق من دقّة ملاحظتك سوف يُضفي على فهمك للمواقف الاجتماعيّة المزيد من الوضوح ، وسوف يساعدك أيضاً على الانتباه للتلميحات التي عادةً ما توجد جوارك ولا تراها ، إن لم تسأل فلن تتأكَّد على الإطلاق . 
 

١٦ - ضع نفسك في مكانهم : 
إنَّ تقمُّص دور شخصٍ آخر أحد أفضل أشكال الوعي الاجتماعي . وذلك لكلّ من يريد أن تكون له رؤيةٌ وفهمٌ أكثرَ عُمقاً للآخرين ، وتواصلٌ أكثر تطوّراً وإدراكاً للمشكلات قبل وقوعها . ولكي تُمارس هذا التدريب عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة من النوعية التي تبدأ بـ ( ماذا أفعل لو كنت مكان هذا الشخص...؟ ) . 
 
١٧ - انظر للصورة بأكملها : 
نظراً لأنَّنا نرى أنفسنا من منظورنا الخاص ، فإنَّ الاحتمالات تشير إلى أنَّنا نرى جزءاً من الصورة فحسب . إذا أتتك فرصة ، هل تود أن ترى صورتك في أعين هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونك جيّداً ؟ . 
إنَّ التطلُّع إلى من حولك والسعي للحصول على التقييم أمورٌ تدخل ضمن أسس الوعي الاجتماعي ، لأنَّ ذلك يفتح أمامنا الأفق لندرك رؤية الآخرين لنا ولنشاهد الصورة كاملة ( ما يقوله الآخرون عنك في العادة أكثر دِقّة ممَّا تعتقده عن نفسك ) . وأيّاً كانت الإجابات ، فإنَّ رؤياهم مهمَّةٌ قطعاً لأنَّ آراء الآخرين فيك تؤثِّر عليك وعلى حياتك ، فإنَّ الوصول إلى الوعي بهذه الرؤى أمرٌ مهمٌّ لأنَّه يوضِّح لك الصورة التي يرسمونها لك . 
 
١٨ - التقط المزاج العام للمكان : 
حينما تتقن استيعاب تلميحات ومشاعر الأشخاص الآخرين ، فسوف تصبح مستعدَّاً لاستيعاب ذلك في غرفة ممتلئة بالأشخاص . هناك طريقتان تتوصَّل من خلالهما إلى الحالة المزاجيّة في غرفة مليئةٍ بالكامل : 
الطريقة الأولى : 
بالاعتماد على الغريزة الفطرية فحسب ، فالمشاعر مُعدِيَة أي أنَّها تنتقل من شخصٍ إلى آخر ، ما دامت هناك حالةٌ مزاجيّةٌ عامّةٌ واضحةٌ سوف تحسّ بها عند درجةٍ ما . 
أمَّا الطريقة الثانية : 
فتتمّ بإحضار مرشد خبير بالوعي الاجتماعي ، اتبعه واستمع إلى ما يشعر به ويراه . 
اسأله عما يحسّ به وما الدلائل التي تكشف عن الحالة المزاجيّة . 
ثمَّ تولّى القيادة وخمّن الحالة المزاجيّة في الغرفة وقارن أفكارك بأفكار مرشدك .


١٩ - قدّر قيمة الأشخاص الموجودين في حياتك :
الأشخاص الذين يتحلون بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي تجمعهم علاقات قوية مع الأشخاص المحيطين بهم ، والذين يعنون لهم الكثير . 
من الضروري أن تُشعر الأشخاص المقربين منك بأنهم مُهمون وبأنك تقدر وجودهم في حياتك ، وتثمن الجهود التي يقومون بها من أجلك .

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...