‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاتصال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاتصال. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills





تنمية
مهارات إدارة العلاقات 
 
أولا - المقدمة :
إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع مختلف أنواع البشر واختلاف طباعهم وشخصياتهم واتجاهاتهم لابد من تعلم فن إدارة العلاقات الاجتماعية وتنمية هذه المهارات ، واكتساب العديد من الخبرات التي تؤهل لهذه المهمة ، وتساعد في تحقيق تعامل ناجح ومثمر وبناء علاقات إيجابية دون التعرض لكثير من المشاكل والعقبات .
في الحقيقة فإنَّ كل العلاقات تتطلَّب بذل مجهود حتَّى العلاقات التي تبدو أكثر يُسراً . حيث يستغرق العمل على تنمية العلاقة قدراً من الوقت والجهد والخبرة .
وهذه الخبرة هي الذكاء العاطفي ، فإذا أردت علاقةً لها القدرة على البقاء والنموّ عبر الزمن ويمكنك فيها إشباع حاجاتك وحاجات الطرف الآخر ، فإنَّ مهارة الذكاء العاطفي هي ( إدارة العلاقات ) .
فالعلاقات جزءٌ أساسيٌّ لا يتجزأ من الحياة ونظراً لأنّك تمثِّل شطر أيّ علاقةٍ يقع عليك نصف المسؤولية لتقوية روابط هذه العلاقة .

 

ثانيا - تنمية مهارات إدارة العلاقات :


١ - كن متفتِّحاً وفضوليّاً :
لكي ترتقي سلّم النجاح وتحافظ عليه لابدَّ أن تجعل التفتُّح والفضول جزءاً من وظيفتك لا محالة .

والتفتُّح معناه مشاركة المعلومات عن نفسك وعن الآخرين ، ويمكنك الاستفادة من مهاراتك في إدارة الذات لتختار الطريقة التي تبدو بها متفتِّحاً وما الذي تشارك به ، أيضاً عليك أن تُبرز اهتمامك بما لدى الطرف الآخر أي أن تكون فضوليّاً لتعرف ما لديه .

وكلّما أبديت اهتماماً واكتساباً للمعلومات عن الشخص الآخر وأحسنت تحديد حاجاته وقلَّت فُرَص سوء فهمك له ، وعندما تطرح أسئلةً اعتمد على مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتختار المكان والزمان المناسبين .
دع حُب الاستطلاع يبدو على نبرة صوتك وعندما يبدو الطرف الآخر متفتِّحاً أمامك فلن تكتسب معلومات تساعدك على إدارة العلاقة فحسب بل سوف يُقَدّر لك الطرف الآخر اهتمامك به . 
 

٢ - عزِّز أسلوب التواصل الطبيعي لديك :
سواءً أدليت بدلوك في حوار الآخرين أو تراجعت في صمتٍ معترضاً ، فإنَّ أسلوب تواصلك الطبيعي يحدِّد شكل علاقاتك .
صِفْ في أعلى صفحة يومياتك ماهيّة أسلوبك الطبيعي ، أطلق عليه ما تشاء من صفات .
هل هو أسلوبٌ مباشرٌ أم غير مباشر ، هل هو مريحٌ أم جاد ، حادٌ أم فضولي ، معتدلٌ أم متطفِّل ؟
يرجع اختيارك للاسم إلى أنَّك من المحتمل أن تكون قد سمعت ذلك الوصف لأسلوبك أكثر من مرّة .
وعلى الجانب الأيسر من الورقة دوِّن مميِّزات أسلوبك الطبيعي ، وهي الجوانب التي ينظر إليها الناس بعين الاعتبار عندما تتعامل معهم . وفي الجانب الأيمن جهِّز قائمةً بالمواضع السلبيّة التي تؤدِّي إلى وقوع اضطراب أو ردود فعل غريبة أو مشكلات . حينما تنتهي اختر ثلاثاً من المميِّزات التي يمكنك الإكثار من ممارستها لتطّور من تواصلك .
واختر بعد ذلك ثلاثة مواضع سلبيّة وفكِّر في طُرُق إمَّا للتخلُّص من هذه السلبيّات وإمَّا للتقليل من أهميّتها أو تحسينها .
كن صادقاً مع نفسك فيما سوف تفعله وما لا تنوي فعله ، وإذا احتجت مساعدةً لتحديد أيّ الجوانب سيعود عليك بأفضل النتائج فما عليك سوى أن تسأل أصدقائك وزملائك في العمل وأسرتك ليسعفوك باقتراحاتهم .

 
 
٣ - تجنَّب إصدار إشارات متضاربة :
التناغُم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد ، وثقة الناس فيما تراه أعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه .
وعندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك تصيب الآخرين بالارتباك والإحباط وبمرور الوقت سيتسبَّب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثِّر على علاقاتك .
وللتخلُّص من مشكلة تضارب الإشارات استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرُّف على مشاعرك واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبِّر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها .
في الفترة المقبلة ركِّز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله ، سجّل ملاحظات ذهنيّة عندما تخبر شخصاً ما بأنَّك على ما يرام ، بينما يُرسِل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة .
وعندما تعي أنَّك ترسل إشارات متضاربة ، عليك القيام بإعادة الضبط للتطابُق أو فسّر ذلك التعارض .




٤ - تذكّر الأمور الصغيرة التي تقوِّي التواصل :
في العلاقات المتعلِّقة بكلٍّ من الإطارين الشخصي والعملي نادرا ما نسمع كلمات مثل
(( من فضلك - شكراً جزيلاً - معذرةً )) .
إنَّ سماع هذه الكلمات قد يكون له أثرٌ إيجابيٌّ على الروح المعنويّة .
فكّر في أغلب المرّات التي تقول فيها كلماتٍ من العيّنة السابقة عندما يتطلَّب الأمر ذلك ، إن لم تكن تستخدمها غالباً فقد يرجع ذلك إلى قلّة الوقت أو التعُّود أو الإحراج او ألم نفسي .
اسعَ إلى تبنِّي عادة إدخال المزيد من هذه العبارات في علاقاتك .

 
 
٥ - تقبّل النصيحة :
يُعَدُّ التقييم او النصيحة هبةً فريدة تهدف إلى مساعدتنا على التطوُّر بطرقٍ قد لا ندركها في شخصنا .
وحتَّى تتقبَّل التقييم على نحوٍّ جيّد فكّر أوّلاً في مصدر تقييمك .
ينبغي أن يكون شخصاً لديه وجهة نظر مناسبة ، وأن يكون على درايةٍ بك وسبق له رؤية أدائك ومهتمّاً بأن يراك تتطوَّر .
وإذا تسلّمت التقييم عليك الاستعانة بمهاراتك في الوعي الاجتماعي لتستمع وتصغي بالفعل لما يُقال .
اطرح أسئلةً للتوضيح واسأل عن أمثلةٍ لتفهم وجهة نظر هذا الشخص على نحوٍ أفضل ، وسواءً وافقت على ما يقال أم لم توافق قم بشكر هذا الشخص على رغبته في المشاركة لأنَّ تقديم التقييم هدية يقابلها قبول التقييم .
ومن المحتمل أن يكون تلقِّي التقييم أصعب جزءٍ من العمليّة ، وإذا قرَّرت ماذا ستفعل بشأن التقييم فأَتْبِع ذلك بالخُطط .
- إنَّ القيام بالتعديلات في الواقع سوف يوضِّح للشخص الذي قام بتقييمك أنَّك تقدِّر تعليقاته .
- تناول تقييم هذا الشخص بمأخذ الجد وحاول تطبيق مقترحاته ، فليس هناك ما هو أفضل من هذه الطريقة لتقوِّي أواصر علاقتك به .

 
 
٦ - بناء روابط الثقة :
الثقة تستغرق وقتاً ليتم بناؤها ويمكن فقدها في ثوانٍ ويمكنها أن تكون الهدف الأهمّ والأصعب في إدارة علاقاتنا .
ولكي تبني روابط الثقة استخدم مهارات الوعي الذاتي وإدارة الذات لتكون أوّل من يقوم ببعض المجازفة ، وشارك بعض أو جزء من الأمور الشخصيّة عن نفسك في كلّ مرَّة .
لا تعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون كتاباً مفتوحاً دفعة واحدة .
إدارة علاقاتك تحتاج إلى إدارة ثقتك بالآخرين .
لذلك حدِّد العلاقات الموجودة في حياتك التي تحتاج لمزيدٍ من الثقة واستخدم مهارات الوعي الذاتي لديك لتسأل نفسك ما الذي ينقصها . استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتسأل الطرف الآخر ما الذي يجب فعله لبناء الثقة واستمع للإجابة .
السؤال سيُظهِر أنَّك تهتم بالعلاقة وهو ما سيساعد في بناء الثقة وتعميق العلاقة .



٧ - إتباع اسلوب الباب المفتوح :
إذا كنت في حاجةٍ لأن تصبح أكثر انفتاحاً وأن تُظهِر للناس أنَّ بإمكانهم إجراء حواراتٍ غير محدَّدة مسبقاً وغير رسميّة معك ، فاعلم أنَّ اعتماد هذه الاسلوب هو الحلّ الأمثل لك . تسمح سياسة الباب المفتوح لأيّ شخص بالتحدُّث مع أيّ شخصٍ على أيّ مستوى وتشجِّع الاتصال المباشر والسهل على كافة المستويات .
اسأل الأشخاص من حولك عمَّا إذا كنت في حاجة لتبنِّي سياسة الباب المفتوح لتدير علاقاتك بشكلٍ أفضل .
وتذكَّر إنَّ زيادة إمكانيّة الوصول الخاصة بك يمكنها أن تحسِّن علاقتك وأنها تفتح فعلياً باباً للاتصال حتَّى لو كان افتراضيّاً ( عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف ) .
سيشعر الاشخاص بالتقدير والاحترام بسبب الوقت الذي تخصِّصه لهم وأنت ستحصل على الفرصة لمعرفة المزيد عن الآخرين .


 
 
٨ - لا تغضب إلا عن قصد :
إنَّ الغضب عاطفةٌ موجودة لسببٍ ما ، وهي ليست عاطفة يمكن كبتها أو تجاهلها ، لكن إذا أدركتها كما ينبغي واستخدمتها بشكلٍ هادف فبإمكانك أن تحصل على نتائج تعزِّز علاقاتك من دون شك .
فالتعبير عن الغضب بالطرق المناسبة يُوْصِل مشاعرك القويّة ويذكِّر الناس بخطورة الموقف .
ولاكن التعبير المُفرِط عن الغضب أو التعبير عنه في الوقت غير المناسب سيتسبَّب في جمود عواطف الآخرين تجاه ما تشعر به ويجعل أخذُك على محمل الجدّ صعباً عليهم .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لديك للتفكير وتحديد درجات غضبك المتفاوتة .
اكتب ذلك ومتى تشعر بهذه الطريقة ، ثمَّ حدِّد متى يجب عليك أن تُظهر غضبك بناءً على معيار أنَّ مشاركة هذا الغضب سيحسِّن من هذه العلاقة بطريقةٍ ما .
استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتفكِّر في الأشخاص الآخرين المشاركين وردود أفعالهم .

 
 
٩ - لا تتجنّب الأمور الحتميّة :
اذا كان هناك شخص يزعجك وقام رئيسك في العمل بإعطائك مهمة ضخمة لتعملا عليها معاً . والآن عليك اكتشاف كيف ستعملان معاً ؟
عند هذه النقطة تكون مهارات إدارة العلاقة ضروريّة بمعنى الكلمة ، وإليك استراتيجيّة أساسيّة للعمل مع شخص مزعج :
لا تتجنّبه ولا تتجنّب الموقف ، تقبّل الموقف واختر أن تستخدم مهارات ذكائك العاطفي لتمضي قدماً معه .
ستحتاج لأن تراقب عواطفك وأن تتّخذ قراراتٍ عن كيفيّة إدارة تلك العواطف بما أنَّك لست بمفردك في هذا الأمر ، استحضر مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتجعل هذا الشخص تحت سيطرتك ، ولتضع نفسك مكانه.
تقابل معه لتعرف ما الخبرة التي سيضيفها وخياراته للعمل معك في هذا المشروع .
راقب لغته الجسديّة لترى كيف يستجيب معك ، ربّما تسبِّب له نفس القدر من الإحباط .
شارك خياراتك لإدارة هذا المشروع وتوصّلا لاتفاق .
يمكنك أن تقول له أنّك تفضِّل أن تعملا في أجزاء منفصلة من المهمة وتتقابلا كل فترة لتضمنا أنّكما تسلكان المسار الصحيح .
إذا وافق على ذلك فهذا يعني أنَّ صفقة عملك قد تمَّ إبرامها .
أمّا إذا لم يوافق فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتطبِّق الكثير من مهارات إدارة الذات والوعي الاجتماعي حتَّى تتوصَّلا إلى اتفاق .
إذا شعرت بالإحباط على طول الطريق اسأل نفسك عن السبب وقرِّر كيف ستوجِّه نفسك في اجتماعكما المقبل ، ذكِّرا نفسيكما بهدف هذه المهمة في نهايتها ، ابحث عن طريقة لتعترف بما تم إنجازه بالعمل معاً .


 
 
١٠ - تقبّل مشاعر الطرف الآخر :
إنَّ أحد مفاتيح إدارة العلاقات هو أن تميل إلى الشيء الذي يزعجك وتأخذ دقيقةً لتعترف بمشاعر الآخرين ، وليس لتكبتها أو تغيِّرها ، ماذا يمكنني أن أفعل؟
يمكنك أن تقول ( أنا حزين لأنّكِ منزعج ) ، سيُظهر هذا للشخص أنَّه إذا كان البكاء هو ما سيساعده ، فإنّك مستعد لتقدِّم له منديلاً ورقيّاً .
إنَّ مثل هذه التصرُّفات البسيطة توضِّح المشاعر من دون أن تجعل منها موضوعاً كبيراً أو تهمِّشها أو ترفضها .
كلّ شخصٍ لديه الحق في الإعلان عن مشاعره حتّى لو لم تمر أنت بنفس الشعور .
لا يجب عليك أن تتَّفق مع الطريقة التي يشعر بها الناس ، لكن يجب عليك أن تعترف بأنَّ تلك المشاعر مَشْرُوعَة وأن تحترمها .


١١ - جامل مشاعر الشخص أو موقفه :
لكي تتدرَّب على مجاملة المشاعر في علاقاتك فكِّر في موقفٍ عاطفيّ أو موقفين مررت بهما ، وكان هناك شخص حاضر كيف تَجَاوَبَ معك الشخص الآخر ؟
هل تسبَّب ردُّه في تحسين مزاجك ، أم في جعله أسوأ ؟
هل كان هذا الشخص قادراً على مجاملة حالتك العاطفيّة ؟
بمجرّد أن تُجيب عن هذه الأسئلة يكون دورك أن تركِّز على مجاملة مشاعر الآخرين في المواقف التي يواجهونها .
امنح نفسك أسبوعاً أو أسبوعين لتكون مستعدَّاً لمساعدة الأشخاص في علاقاتك الأكثر قُرباً .
اكد على نفسك أنَّ دورك هو أن تُلاحظ حالتهم المزاجيّة وأن تكون متواجداً من أجلهم بشكلٍ إيجابي .
سواء كنت متحمِّساً أو قلقاً بشأنهم ستظهر أنك مرهف الشعور وأنك مهتمٌّ بما يمرُّون به . 




١٢ - أظهر اهتمامك :
هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ حولك يوميّاً .
عندما تهتمّ لأمرٍ ما أظهر اهتمامك لا تتردَّد أو تؤجِّل هذا إلى الأسبوع المُقبل .
افعل شيئاً هذا الأسبوع أو حتّى هذا اليوم .
إنَّ الأشياء البسيطة مثل بطاقات التهنئة أو الأشياء الأخرى غير المُكلفة ولكنّها معبّرة والتي تُلخِّص ما تشعر به هي كلّ ما تحتاج إليه لتترك انطباعاً وتقوِّي العلاقة .


 
 

١٣ - اشرح القرارات التي تتّخذها :
نحن لسنا أطفالاً بل راشدون ولكي نؤيِّد فكرةً ما يجب أن نفهم لماذا تمَّ اتّخاذ القرار .
عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات ، ضع هذا في اعتبارك بدلاً من أن تُحدِث تغييراً وتتوقَّع من الآخرين أن يقبلوا به ، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار موضِّحاً البدائل ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية .
إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار ومقترحات في وقتٍ مبكِّر فسيكون هذا أفضل .
في النهاية اعترف كيف سيؤثِّر هذا القرار على كلّ شخص ، يُقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة ، حتّى لو كان القرار سيؤثِّر عليهم سلباً .
إنَّ الشفافية والصراحة أيضاً يوضِّحان للناس أنَّهم مصدر للثقة والاحترام بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله وإبقائهم في الظلام .


 
 
١٤ - اجعل توجيهك مباشراً وبنّاء :
إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التوجيه ، إليك كيف تفكِّر في التوجيه مع الذكاء العاطفي :
إنَّ إعطاء التوجيه هو حدثٌ يبني العلاقات ويتطلَّب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعّالاً .
استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدِّد مشاعرك عن التوجيه . هل أنت مرتاحٌ لهذه العملية ؟ لماذا نعم ؟ ولماذا لا ؟
بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرِّر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة .
ثمَّ بعد ذلك استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكِّر في الشخص الذي يتلقَّى التوجيه .
تذكَّر إنَّ التوجيه يهدف إلى مخاطبة المشكلة وليس الشخص .
كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكلٍ واضح ومُباشر وبنَّاء ومحترم ؟
إنَّ التوجيه البنَّاء يتكوَّن من شقّين :
مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير .
كمثال : أسامة زميل في العمل رقيقة المشاعر ، وبما أنَّ هذه تجربة بناء العلاقات ، فضع أسامة في اعتبارك عند تخطيطك للتوجيه ، إنَّ استخدام عبارات مثل ( أنا أظن - أنا أعتقد ) في بداية الجملة قد يخفِّف الصدمة .
وبدلاً من قول ( إنَّ تقريرك بشع ) ،
استخدم ( أنا أعتقد أنَّ هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة ، هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات ؟ ) .
هنا يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً وليس إلزاميّاً .
في النهاية اطلب من الشخص أن يقدِّم أفكاره وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك .


 
 
١٥ - وفِّق بين قصدك وتأثيرك :
لكي توفّق بين كلامك وتصرُّفاتك وبين نيّتك او قصدك ، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه ، فكِّر قبل أن تتكلَّم أو تتصرَّف وقم بعمل تحليلٍ سريع واتّخذ رد الفعل المناسب والدقيق .
فكِّر في موقفٍ حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته ، سجله على قطعة من الورق ، قم بوصف الواقعة ( قصدك - تصرّفاتك - التأثير - رد فعل الآخرين - النتيجة النهائية ) .
بعدها اكتب ما لم تستوعبه او تفهمه في هذا الموقف ، واكتب ما استوعبته متأخِّراً وتفهمه الآن متضمِّناً الإشارات الغائبة ، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين .
أخيراً أكتب ما كان يمكنك فعله بشكلٍ مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك .
إذا لم تكن متأكّداً فاسأل شخصاً آخر كان مشتركا في نفس الموقف .



١٦ - إصلاح المحادثات المتصدعة :
في المحادثات المتصدِّعة قد تظهر أخطاء الماضي على السطح ، ويتم قول تعليقات مؤسفة ويكون اللّوم حاضراً .
لا يهمّ من قال ماذا أو من بدأ هذا ، إنّه الوقت المناسب للتركيز في إصلاح المحادثة بعبارة تصحيح الأمور .
لكي تفعل هذا يجب أن تتخلّى عن اللوم وتركز على الإصلاح .
هل تريد أن تكون على حق ، أم تريد حلاً ؟
استخدم مهارات الوعي الذاتي لترى ما الذي تقدّمه للموقف ، استخدم إدارة الذات لتضع ميولك جانباً واختر الطريق السريع .
ستساعدك مهارات الوعي الاجتماعي في تحديد ما يطرحه الطرف الآخر على الطاولة أو ما يشعر به .
إنَّ النظر في كلا الجانبين سيساعدك في اكتشاف أين انهار التفاعل بينكما وما هي عبارة ( تصحيح الأمور ) المُناسبة لبدء الإصلاح .
إنَّ عبارات تصحيح الأمور مثل نسمة من الهواء المنعش لهجتها محايدة وتجد أرضاً مشتركة . قد تكون عبارة "تصحيح الأمور" في منتهى البساطة مثل قول ( هذا الأمر قاسٍ أو سؤال الشخص عما يشعر به ) .
بالمجهود الواعي والممارسة ستكون قادراً على إصلاح المحادثات المتصدِّعة قبل أن تصل لمرحلة غير قابلة للإصلاح . 
 


١٧ - تعامل مع المحادثات الصعبة :
لا مَفَرَّ من المحادثات الصعبة لا تفكِّر في الهروب منها لأنّها بالتأكيد ستلحق بك ، ورغم أنَّ مهارات الذكاء العاطفي لا تجعل هذه المحادثات تختفي إلّا أنّ اكتساب بعض المهارات الجديدة يمكن أن يجعل اجتياز هذه المحادثات أسهل بكثير من تدمير العلاقة .
ابدأ بالاتفاق : إذا كنت تعرف أنّك ستنتهي بخلافٍ ما ، ابدأ مناقشتك بالأشياء المشتركة بينكم ، سواءً كان هذا اتفاقاً على صعوبة المناقشة وأهميتها أو اتفاقاً على هدفٍ مشترك ، اخلق جواً من التوافق .
اطلب من الشخص أن يساعدك على فهم موقفه ( يريد الناس أن يُصغَى إليهم ) ، اطلب من الشخص أن يوضِّح وجهة نظره ، تحكَّم في مشاعرك إذا لزم الأمر ، لكن ركِّز على فهم وجهة نظر الطرف الآخر .
قاوم دافع التخطيط لـعودة جديدة أو رد ( لا يستطيع عقلك أن يستمع جيداً ويستعدّ للكلام في نفس الوقت ) . استخدم مهارات إدارة الذات لإسكات صوتك الداخلي ، وتوجيه انتباهك للشخص الموجود أمامك .
ساعد الطرف الآخر على فهم موقفك أنت أيضاً وفهم وجهة نظرك ، اشرح انزعاجك وخواطرك
وأفكارك والسبب وراء تلك الأفكار .
تحدَّث بوضوح وصراحة امض قُدُمَاً بالمحادثة ، بمجرد أن يفهم كلٌّ منكما وجهات نظر الآخر ، حتَّى لو كان هناك خلاف ، يجب على أحدكما أن ينتقل للخطوة التالية .
أبقِ على اتصال وتفقَّد التطوُّرات باستمرار إسأل الطرف الآخر إذا كان راضياً أم لا وابق على اتصالٍ معه كلّما مضيت قُدُمَاً .
لقد قمت بنصف ما يتطلبه الأمر لتحافظ على سير العلاقة بسلاسة . 

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

مستويات العلاقات الاجتماعية Levels Social relations

  


مستويات 
العلاقات الاجتماعية 

 

١ - المقدمة : 
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله ،
خلق الله الإنسان في حالة من الضعف الشديد لا تمكنه من إشباع حاجاته . فالطفل لا يستطيع القبض على الأشياء بيديه إلا في الشهر السادس تقريباً . 
ومع أن هذا الضعف دليل العجز إلا أن له ميزة ووظيفة كبيرة في حياة الإنسان ، لأن هذا الضعف يجعله دائماً في حاجة إلى الآخر الذي يقوم بإشباع حاجاته .
من هنا ينشأ التفاعل الاجتماعي بين الوليد وأمه ، ثم يتسع نطاق تفاعله الاجتماعي مع الآخرين من الأقارب ثم الغرباء ثم جماعة الرفاق والأصحاب ثم زملاء المدرسة ... وهكذا . 
وهذا معناه أنه كلما نما الفرد زاد نطاق تفاعله مع الآخرين من خلال ما يُعرف أو يُسمى بـ ( العلاقات الاجتماعية ) . 
 

٢ - مفهوم العلاقات الاجتماعية : 
يعد التفاعل الاجتماعي من أكثر المفاهيم انتشاراً في علم الاجتماع وعلم النفس على السواء ، وهو الاساس في دراسة علم النفس الاجتماعي الذي يتناول دراسة كيفية تفاعل الفرد في البيئة وما ينتج عن هذا التفاعل من قيم وعادات واتجاهات ويحتل موضوع العلاقات الاجتماعية مكانة هامة في علم الاجتماع وقد عرفت العلاقات الاجتماعية بأنها 
( الروابط والآثار المتبادلة بين الافراد والمجتمع وهي تنشأ من طبيعة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع ) .
وتعتبر العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد في مجتمع ما نتيجة تفاعلهم مع بعضهم البعض من أهم ضرورات الحياة . ولا يمكن تصور أية هيئة أو مؤسسة أن تسير في طريقها بنجاح ما لم تسعى جاهدة في تنظيم علاقاتها الاجتماعية .
 
 

٣ - العلاقات الاجتماعية المتبادلة :
تتأثر العلاقات التبادلية بالروابط داخل الجماعة وتؤثر في تشكيل بنيتها وتوجيه مسيرتها ، من خلال عمليات محددة منها التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية .

أ - التفاعل الاجتماعي :
هو العملية والموقف الذي تكون فيه ردود أفعال الفرد إستجابة لردود أفعال فرد آخر . ويتميز التفاعل الاجتماعي بعدة خصائص 
منها :
( ١ ) أنه وسيلة للاتصال بين الأفراد وعن طريقه تفهم الأم حاجة طفلها وبواسطته يفهم المرؤوس ما يريده رئيسه منه ، ومن خلاله تحكم الجماعة على درجة سوية أو سوء تصرفات أعضائها .
( ٢ ) للتفاعل الاجتماعي مظاهر واضحة سواء كانت في صورة لفظية أو غير لفظية ( كالإيماءات والإشارات والحركات والمسافة بين الأفراد وغيرها ) وبواسطة تلك المظاهر تدرك الجماعة مقدار تماسك أعضائها أو تفككهم وموقفهم من السلطة والقيادة الرسمية وغير الرسمية ، والعلاقات الوجدانية المتبادلة بينهم .
( ٣ ) يتميز التفاعل الاجتماعي بالتوقع ، فيتوقع أن يوجد تشابه كبير بين قيم أعضاء الجماعة الواحدة ، فإذا حدثت فجوة كبيرة اختل التفاعل الجتماعى وتأثرت الروابط الخاصة بالجماعة .
( ٤ ) التفاعل الاجتماعي دائماً موجه نحو هدف ، وهذا الهدف بدوره يدعم الروابط المستمدة من وجود هدف مشترك وفي الوقت نفسه يتأثر هذا الهدف الخاص بالأهداف المشتركة للجماعة .
( ٥ ) يؤدي التفاعل الاجتماعي إلى تمايز الادوار داخل الجماعة ، إذ يؤدي إلى تحديد الأدوار الاجتماعية أو المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الأعضاء .

ب - مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي :
الأساس في علاقات التفاعل الاجتماعي تبادل التأثير و التأثر ويعد التبادل بهذا المعنى أعلى أنواع علاقات التفاعل الاجتماعي .
العلاقات الاجتماعية هي الصلة التي تقوم بين فردين أو أكثر يحدث بينهم تأثير متبادل بناءً على ما يراه او يتوقعه الفرد في الآخر . 
وتتمثل هذه العلاقات في الاختيارات التلقائية لبعضهم سلباً أو إيجاباً في مختلف المواقف ، ويُقصد بالسلب أو الإيجاب نمط التجاذب أو التنافر بين الفرد والآخرين .
والأساس في العلاقات الاجتماعية تباين التأثير والتأثر ، ويُعد التبادل أرقى أنواع العلاقات الاجتماعية إذ إن للعلاقات الاجتماعية عدة مستويات هي : 
 
  
 
( ١ ) المستوى الأول : 
( العلاقات اللاتبادلية ) 
وهي علاقات تعتمد على الصدفة ، حيث يوجد فردان أو أكثر ولا يوجد بينهما تعامل حقيقي ومن ثم لا يحدث أي تأثير أو تأثر بينهما .
في هذا النوع من العلاقات اللاتبادلية لا يتزامن وجود الفرد( أ ) مع وجود الفرد ( ب ) . 
ولا يؤثر ( أ ) في ( ب ) ولا يتأثر به ، و كذلك الحال بالنسبة للفرد (ب) . 
ومعنى هذا أن يوجد ( أ ) ويوجد ( ب ) ولا يوجد بينهما تفاعل اجتماعي حقيقي . 
أو يوجد ( ا ) وتوجد بيانات عن ( ب ) ويطلب من ( ا ) أن يحكم على سلوك ( ب ) . 
ولقد كان ذلك هو الأسلوب الذي اتبعه الباحثون قديما في دراساتهم لعملية الإدراك الاجتماعي .

 

  
( ٢ ) المستوى الثاني : 
( علاقات الاتجاه الواحد )
في هذا النوع من علاقات الاتجاه الواحد
 لا يتزامن فيها وجود الفردين ولكن يتأثر أحدهما فقط بسلوك الآخر ، مثل المذيع والمشاهدين حيث لا يوجد بينهم تفاعل حقيقي .

 

   
( ٣ ) المستوى الثالث : 
( علاقات شبه تبادلية )
في هذا النوع يتزامن وجود الفردين وتتم العلاقة بينهما وفق خطة مرسومة أو حوار مكتوب مثل التمثيل المسرحي .
حيث يقوم كل ممثل بدوره في مواجهة الآخر ، و لكن كل شيء يقوم به قد حدد له من قبل فهو عندما يغضب على الممثل الذي يواجهه أو يعطف عليه أو يحاوره فانه يبدو أمام الناس على انه يتفاعل معه ، لكنه في الحقيقة يؤدي دوره وفق خطة مرسومة ووفق حوار مكتوب و تبعا لتوجيهات مخرج يترجم الحوار الى واقع .

 

  
( ٤ ) المستوى الرابع : 
( العلاقات المتوازية )
وفيها يتزامن وجود الفردين ويجمعهما موقف واحد ، ولكن أحدهما يتحدث والآخر لا ينصت إليه ثم يحدث العكس .
و مثال ذلك ما يحدث أحيانا بين الأمهات حيث تستغرق كل منهما في حديثها عن طفلها ولا تتنبه الى حديث الأخرى لأنها إنما تجد متعتها في حديثها عن طفلها لا في حديث الأم الأخرى .
و يحدث مثل هذا التوازي أيضا في حديث مرضى الشيزوفرانيا حيث يتحدث كل منهما الى الآخر دون أن يعي ما يقوله الآخر أو يتأثر به ، وإنما هو يتحدث عن عالمه هو الذي يصوره له مرضه ويظن انه عالم واقعي وهو عالم غير واقعي وكذلك حال الشخص الآخر .

 

  
( ٥ ) المستوى الخامس : 
( العلاقات المتبادلة غير المتناسقة )
وفيها يتزامن وجود الفردين ، ولكن تعتمد استجابات أحدهما على سلوك الآخر ، ولا تعتمد استجابات الآخر على سلوك الأول ، كما في المقابلة الشخصية.
ومثال ذلك العلاقات التي تنشا بين المعلم وتلميذه في سؤال المعلم لتلميذه وكذلك بين الطبيب والمريض ، فجميعها علاقات غير متناسقة قد تتحول الى شبه متبادلة إذا تأثرت أسئلة المعلم و الطبيب بالاستجابات التي تصدر عن الفرد الآخر .

 

  
( ٦ ) المستوى السادس : 
( العلاقات المتبادلة )
تكون علاقات التفاعل بصورة اجتماعية صحيحة عندما تصل إلى هذا المستوى ، حيث يتزامن وجود الفردين أو الأفراد . 
ويعني التبادل تحول اتجاه التأثير من فرد إلى آخر فكما يؤثر فرد ما في غيره فإنه أيضاً يتأثر به ويصبح الفرد بذلك مؤثراً ومستجيبا في نفس الوقت وتتأثر هذه المستويات بالروابط داخل الجماعة .
 
٤ - الروابط داخل الجماعات :
وللجماعات أهميتها للأفراد والمجتمعات ، وتتميز الجماعات بخصائص معينة تظهر واضحة جلية في الروابط داخل تلك الجماعات . وتتعدد الروابط ما بين روابط للسلطة والقوة وروابط وجدانية وروابط اتصالية وروابط مستمدة من وجود هدف مشترك . 
وهذه الروابط ذات علاقات تبادلية بينها وبين كل من التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بمستوياتها المختلفة .
وتأخذ العلاقة التبادلية شكل التأثير والتأثر ، أي أنها ليست علاقة ذات اتجاه واحد .  
 
٥ - تعديل الروابط داخل الجماعة : 
أثبتت الدراسات أن تلك الروابط تتأثر بعوامل متعددة ومن ثم يمكن تشكيلها بالتحكم في تلك العوامل . 
فمثلاً روابط السلطة يمكن تشكيلها إذا استطاعت قيادة الجماعة تجنب الصراعات حول السلطة وإذا لم تنعزل عن سائر أفراد الجماعة وإذا قامت القيادة الوظيفية على توزيع السلطة وعدم تركيزها في يد فرد أو مجموعة .
والروابط الوجدانية يمكن تشكيلها إذا تبنت الجماعة نمطاً قيمياً موجهاً لصالح الجماعة وأعضائها وساد بين الأعضاء معيار المساندة الاجتماعية تحقيقاً لأهدافهم الفردية التي هي جزء من الأهداف العامة للجماعة .
والروابط الاتصالية يمكن تشكيلها وتعديلها إذا كانت المعلومات مشتركة بين الأعضاء من خلال نظام متعارف عليه لتبادل المعلومات .
وجود هدف مشترك يمكن تشكيل وتعديل الروابط المستمدة منها بزيادة الشفافية بين أعضاء الجماعة في معرفة الأهداف المشتركة وعدم شيوع ( الأجندات ) الخاصة بالأعضاء . 
كما أن وضع خطة منظمة لتحقيق الهدف والتغلب على ما يواجهه من عقبات ومشاركة الأعضاء في وضع هذه الخطة وتوزيع الأدوار يسهم في تقوية هذا النوع من الروابط وتشكيله .

الاثنين، 24 أغسطس 2020

تنمية مهارات الإتصال ومواجهةالإعلام  Developing communication skills and facing the media




 

تنمية مهارات الإتصال ومواجهةالإعلام 


١ ـ المقدمة :

تحتل وسائل الأتصال مكانه حيوية ورئيسية فى عالمنا المعاصر فلايوجد الآن مجتمع متقدم أو نام يمكنه مواجهة المتطلبات المعاصرة من النمو والتقدم بغير وسائل إتصال سريعة ومؤثرة ومتنوعة .
والإنسان يعرف الإتصال منذ مولده فسلاح المولود الجديد في مواجهة العالم الجديد الذي يخرج إليه هو الصراخ والبكاء ، والذي لا يستمر طويلاً حتى يكتسب بصورة فطرية أولي المهارات التفاوضية والتي تزداد مع نمو الطفل لتتناسب مع نموه العقلي والنفسي والمجتمع المحيط به وتعتمد في المراحل الأولي علي الجانب العاطفي وتنتقل تدريجياً علي ما يتمتع به الفرد من ذكاء وقدرات شخصية . 
وقد يواجه الفرد عند النمو أمراض نقص المهارة التفاوضية حيث أن الفرصة لم تتح له لاكتساب المعارف والمهارات الضرورية بما يتناسب مع مرحلته العمرية والاجتماعية لذا فالإتصال يعتبر عملية مستمرة .

٢ ـ مفهوم الإتصال من مناظير مختلفة :
لقد تعددت مفاهيم الإتصال بتعدد التخصصات التي تناولت موضوعه ولذلك لم تقتصر هذه المفاهيم علي مهنة معينة ،أو تخصص معين دون الآخر وفيما يلي عرض لأهم هذه المفاهيم :
أ ـ مفهوم الإتصال :
الإتصال بمعناه العام والبسيط يقوم علي نقل أو تبادل المعلومات بين أطراف مؤثرة ومتأثرة ويرجع أصل كلمة إتصال communication إلي الكلمة اللاتينية ومعناها common أي مشترك وعام ، وبالتالي فإن الإتصال كعملية يتضمن المشاركة أو التفاهم حول شئ أو فكرة أو إحساس أو إتجاه أو سلوك أو فعل ما.
ب ـ 
مفهوم الإتصال من مناظير مختلفة :
( ١ ) مفهوم الإتصال من منظور علم الإجتماع :
عملية إشتراك ومشاركة في المعني من خلال التفاعل الرمزي وتتميز بالإنتشار في المكان والزمان فضلاً عن إستمراريتها وقابليتها للتنبؤ ويشمل هذا التعريف عناصر عديدة توضح عملية الإتصال في إطار الفكر الإجتماعي لعلم الإجتماع ومن هذه العناصر :
( أ ) إن عملية الإتصال منتشرة زمانياً ومكانياً .
(ب) إن عملية الإتصال مستمرة من الماضي إلي الحاضر ومتجهة نحو المستقبل .
(ج) إن عملية الإتصال تقوم علي المشاركة والتفاعل في الإحداث المحيطة .
( د ) إن عملية الإتصال قابلة للتنبؤ في إطار إدراك الحاضر ورسم خطط لمواجهة ما يعوق عملية الإتصال بين أفراد المجتمع في المستقبل . 

 

 

 

( ٢ ) مفهوم الإتصال من منظور علم النفس :
عملية عصبية حيوية يتم فيها تسجيل معاني ورموز معينة في ذاكرة الإفراد وأنه عملية نفسية حيث يتم إكتساب معاني الرموز من خلال التعليم كذا نقل إنطباع أو تأثير من منطقة إلي أخري ..أي من فرد إلي آخر أو من البيئة إلي الفرد وذلك من خلال عدة أساليب جوهرها الكلام وإستخدام الحواس التي تشعر الآخرين بالإهتمام فالإتصال يشمل التأثر الذاتي بين الفرد وذاته ويتمثل في الشعور والوعي والتخيل والتفكير وغير ذلك من العمليات النفسية الداخلية كما يشمل الإتصال بين الفرد وآخر من خلال الحديث والتفاعل وينعكس ذلك كله في تحقيق التوازن النفسي والتوافق مع المجتمع ويعتبر ذلك من العمليات الخارجية التي يعبر بها الفرد عن ذاته بما يؤدي إلي خلق وإشاعة التفاهم بين الناس آي تبادل ونقل الأفكار ونرها بين الأفراد والجماعات ويؤكد علماء النفس علي عدة أسس في هذا المفهوم منها :
( أ ) إستثارة إنتباه الطرف الآخر ( المستقبل ) وإستعمال رموز مفهومة .
(ب) أن تكون الرسالة مرتبطة بحاجات المستقبل ومتوافقة مع القيم والمعايير الإجتماعية .
(ج) مراعاة الحالة النفسية للمستقبل ومراعاة الدقة في إختيار الوقت والمكان والوسيلة المجدية . 
 

 

( ٣ ) مفهوم الإتصال من منظور علم الإعلام :
عملية الاتصال ظاهرة عامة ومنتشرة تقوم بدور لتحقيق التفاعل الفكري والحضاري داخل المجتمع الواحد وبين المجتمعات من خلال بث رسائل واقعية أو خيالية تتصل بموضوعات معينة علي أعداد كبيرة من الناس مختلفين فيما بينهم في النواحي ( الإقتصادية / الإجتماعية/ الثقافية / السياسية ) ويوجدون في مناطق متفرقة بهدف تحقيق التوافق في العلاقات العامة لصالح المجتمع وذلك من خلال التعرف علي القوي المؤثرة فيهم وإكتشاف المصالح المشتركة بينهم ورسم الخطط المناسبة لمواجهتها لذا يعتبر لها دور في تكوين الرأي العام وتعديله . 
 
( ٤ ) الإتصال من منظور الخدمة الإجتماعية :
تلك العملية التي من خلالها يتم نقل الآراء والأفكار والمعاني والخبرات من شخص ( الإخصائي الإجتماعي ) إلي شخص آخر ( الفرد ـ الجماعة ـ المجتمع ) بما يسهم في تحقيق التوافق الإجتماعي ومواجهة المشكلات . 
ويتضمن هذا التعريف عدة جوانب :
( أ ) أن وحدة الفرد قد تكون فرد ، جماعة ، مجتمع .
(ب) أن جوهر العمل هو تبادل الخبرات - الأفكار - الآراء - المعاني .
(ج) أن يتم من خلال هذه مشاركة بين الإخصائي الإجتماعي والوحدات التي يتعامل معها سواء كانت فرد أو جماعة أو مجتمع.
(د) تعتمد علي التفاعل والتبادل المشترك للأفكار والخبرات والمعاني .
(هـ) يترتب عليها مواجهة المشكلات وتحقيق التوافق الإجتماعي .
(و) يستخدم في الإتصال عدة رسائل ( سمعية - بصرية - سمعية بصرية ) بما يتلائم مع طبيعة الموقف وتحقيق الأهداف المرجوة . 
 
٣ ـ علاقة الإتصال بغيره من المفاهيم الأخري:
يوجد علاقة بين الإتصال وبعض المفاهيم الأخري التي ترتبط به وبما يؤدي إلي الخلط مثل الإعلام ـ الدعاية ـ الإعلان العلاقات العامة وفيما يلي تحديد لتلك المفاهيم السابقة :
أ - الإعلام :
هو كافة العمليات الإتصالية الهادفة والتي تسعي إلي إمداد المستهدفين بالمعلومات في صورة حقائق وأخبار وآراء عن الموضوعات والقضايا وما يدور في المجتمع بصورة موضوعية دون تحيز أو تحريف للأمور . 
ويهدف الإعلام بصفة عامة نشر المعرفة الضرورية واللازمة لخلق الوعي والإدراك للمستهدفين بما يمكنهم من التفكير الصحيح وممارسة دورهم في المشاركة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وبما يسهم في تنوير الرأي العام في الإتجاه الصحيح من خلال هذا التعريف يتضح الآتي :
( ١ ) أن الإعلام بالدرجة الأولي عمليات إتصال تتكون من النماذج والعناصر الإتصالية وما يحكمها من عوامل مختلفة .
( ٢ ) الإعلام نشاط في أساسه يعتمد علي درجة عالية من الدقة في المعلومات والصراحة في القول والصدق في القصد ، والعمل علي تقديم الخدمة الإعلامية للجمهور دون تحريف أو تحيز وبصفة خاصة عندما يكون الإعلام عبارة عن بث مرئي أو مسموع أو مكتوب .
( ٣ ) يعكس الإعلام إتجاهات وآراء المستهدفين بصفة خاصة ، والجمهور بصفة عامة ولذلك فهو لا يعتبر نشاطاً خاصاً أو ذاتياً يعبر عن آراء وإتجاهات القائمين به أو حتى يتأثر بميولهم .
( ٤ ) يسعي الإعلام إلي إحداث تطوير في مفاهيم وإتجاهات الجمهور وينقلهم من الأوضاع الخاطئة في التفكير إلى الأكثر تطوراً والتي تخدمهم في حياتهم فهو يسعي إلي محاربة الخرافات ويعمل علي تنوير الأذهان والعقول وإمدادها بالمعلومات والحقائق والإتجاهات التي تحقق ذلك .
( ٥ ) يساهم الإعلام بشدة في توصيل الحقائق للفئات والجماعات والمستويات المختلفة والمتباينة من الجمهور ، فهو يستخدم المناهج والأساليب والأدوات المختلفة في التبسيط والشرح والتوضيح للمعلومات والمصطلحات والحقائق والظواهر والوقائع وكل ما يدور في المجتمع حول الجمهور بصفة عامة والمستهدف بصفة خاصة .
( ٦ ) التأثير الفعال القوي للأنشطة والجهود الإعلانية وفق إسلوب تفكير الجمهور والمعتقدات والرغبات والميول التي يتبناها كما أنه يؤثر علي إدراكه للأحداث وإنتمائه ويتوقف علي ذلك مدي النجاح في إحداث اليقظة والنمو التكيف الحضاري في المجتمع .
( ٧ ) التأثير علي الرأي العام من خلال حشد الأنشطة المختلفة للتثقيف والتنوير وتحقيق الأهداف السامية للنظام الثقافي والاجتماعي ويعمل علي الإرتقاء به وتطويره . 
 
ب - الدعاية :
هي الأنشطة أو الجهود الإتصالية المخططة والهادفة من أصحاب المصلحة في نقل معلومات أو أفكار أو إتجاهات تم إعدادها مسبقاً وإخراجها بإسلوب يؤدي إلي تحقيق النتائج المطلوبة والمرغوبة من فئة مستهدفة محددة من الجمهور ويقصد بإخراج المعلومات والأفكار و الإتجاهات هو إعدادها وصياغتها من حيث المحتوي والمضمون والتنظيم والترتيب والتنسيق وطريقة التقديم والعرض بإسلوب يؤدي إلي إحداث التأثير المطلوب والمحسوب وتهدف الأنشطة الدعائية إلي السيطرة علي الرأي العام للفئة المستهدفة وسلوكها الإجتماعي بما يحقق أهداف القائمين بعملية الدعاية وفيما يلي خصائص نشاط الدعاية :
( ١ )الدعاية نشاط إتصالي لها نفس المكونات والخصائص الإتصالية .
( ٢ ) الدعاية تقدم وتعرض الموضوعات وتسعي إلي نشر الحقائق والأفكار والآراء ولكن بعد تحريفها من خلال إدخال بعض التعديلات علي المضمون والشكل بما يحقق ويخدم الأهداف الدعائية وقد نجد البعض يستخدم بعض المعلومات والأكاذيب والشائعات غير الصحيحة لتحقيق أهدافه الدعائية .
( ٣ ) الدعاية عملية ذاتية تتأثر بمصالح وشخصية القائمين بها .
( ٤ ) تسعي الدعاية إلي تحقيق الأهداف المحددة والمحسوبة للتأثير المتعمد في الآراء والإتجاهات وبالتالي في سلوك المستهدفين طبقاً لرغبات وميول القائمين بالدعاية .
( ٥ ) الدعاية هي نوع من التأثير والسيطرة والإلحاح المستمر الذي يسعي إلي الترغيب في قبول وجهات نظر القائمين بالدعاية وآرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم .
( ٦ ) الدعاية فن من فنون الإقناع حيث تعمل علي دفع المستهدفين إلى أن يسلكوا سلوكاً معيناً تحت تأثير الأفكار والأساليب الدعائية المستخدمة .
( ٧ ) العمل علي إيجاد حالة من التشتت العقلي والفكري تؤدي إلي إضفاء نوع من الغموض يسهل عملية إقتناع المستهدف بالرأي أو الفكرة المطروحة عليه حيث أن ذلك يعني عدم إعطاء الفرصة للفرد أن يفكر بمنطقه الذاتي ، وتمارس الدعاية عليه نوعاً من الضغوط المعنوية والتوجيه الفكري من خلال عدة أشكال . 
انواع الدعاية : 
( أ ) الدعاية البيضاء :
هي الدعاية الواضحة المكشوفة والمعلومة المصدر وتهدف غالباً إلي إحداث تأثيرات إيجابية مرغوبة علي الجمهور المستهدف من خلال نقل المعلومات والآراء والأفكار والحقائق التي تظهر وتؤكد الجوانب الإيجابية وفي هذه الحالة تقترب الدعاية بدرجة كبيرة من الإعلام مع وجود إختلاف في أن الدعاية مازالت تعمل من خلال أهداف تأثيرية مسبقة ، وتخفي الجوانب الغير مرغوبة أو السلبية حيث أنها تركز علي الجوانب المضيئة فقط . 
 
( ب ) الدعاية الرمادية :
تعتمد علي إستخدام المضامين والأساليب الأكثر تأثيراً علي الجمهور فهي تعتمد علي بيانات ومعلومات وحقائق صحيحة ولكن تعاد صياغتها وترتيبها وتنسيقها وإخراجها بشكل جديد ولامانع من إضافة بعض الأكاذيب بشكل دقيق وغير ملموس بين سطور أو معاني الحقائق السابقة ويصعب علي العين أو الأذن غير المتخصصة إكتشاف هذا الخداع أو التحريف وتركز الدعاية الرمادية علي مخاطبة الغرائز مع العقل ويعتبر مصدر هذا النوع من الدعاية غير واضحة وغامضة للجمهور . 

 

 

 

( ج ) الدعاية السوداء :
تعتمد علي الشائعات والأكاذيب والتحريف الواضح للمعلومات والآراء والحقائق ويهدف هذا النوع من الدعاية إلي التأثير الهدام علي الروح المعنوية للمستهدفين وغالباً ما تكون مصادر هذا النوع من الدعاية غير معلومة وسرية ولا تفصح عن نفسها ويصعب إكتشافها بسهولة .

( د ) الدعاية المضادة :
تعتمد علي الجهود التي يبذلها المستهدفون أو الجهات التي تعمل علي حمايتهم لإحباط تأثير الدعاية المغرضة أو الضارة بالمستهدفين مثل الأجهزة الأمنية وجهات الدعوة والتنوير ..إلخ . 

 

 

 

ج - الإعلان :
هي المجهودات الإتصالية غير الشخصية التي تقوم بها المنظمات والهيئات الهادفة وغير الهادفة للربح وكذلك الأفراد ويسعي إلي تعريف الجمهور المستهدف بمعلومات معينة وحثه علي القيام بسلوك معين ويستخدم كافة الوسائل والمضامين الإعلانية المحققة لذلك ويعقب الإعلان جهد إتصالي يسعي بالدرجة الأولي التأثير الإيجابي علي المستهدف لإتخاذ قرار الشراء والتأثير علي السلوك والإتجاه الشرائي وتتعدد وسائل الإعلان مثل الصحف ـ المجلات ـ الراديو ـ التليفزيون ـ السينما ـ الأماكن المتميزة في الميادين والمباني ـ المطبوعات ـ والدوريات المتداولة . 
خصائص الإعلان :
( ١ ) الإعلان عملية إتصالية من حيث التكوين والأساليب .
( ٢ ) يختفي العنصر الشخصي في الإعلان لحساب هدف ترويج السلع أو الأفكار والخدمات التي تنتجها المنظمة أو الفرد المعلن .
( ٣ ) المحتوي الإعلاني المنشور أو المعروض بالوسائل المختلفة مدفوع الأجر عن طريق المعلن .
( ٤ ) لا يقتصر النشاط الإعلاني علي المنظمات الساعية للربح بل يمتد إلي المنظمات والهيئات غير الساعية للربح وكذلك الأفراد .
( ٥ ) يستخدم الإعلان كل الوسائل الإعلامية المتاحة والمبتكرة لنقل الرسالة الإعلانية ، ويختار المناسب منها بما يضمن إحداث الأثر المرغوب .
( ٦ ) يعتمد الإعلان علي الوضوح وظهور الشخصية المعلنة وإسمه في الرسالة الإعلانية .
( ٧ ) يوجه الإعلان رسالته إلي جماعات محددة من المستهلكين سبق أن أجريت الدراسات عليهم لمعرفة خصائصهم الإجتماعية والسيكولوجية والسكانية والثقافية لمعرفة الطرق الإعلانية المناسبة لمخاطبتهم .
( ٨ ) يسعي الإعلان إلي إمداد الفئات المختلفة من الجمهور بصفة عامة والمستهدفة بصفة خاصة بالمعلومات المناسبة .
( ٩ ) يستهدف الإعلان إقناع المستهدفين من المستهلكين بشراء أو الحصول علي السلعة أو الخدمة المعلن عنها بالإسلوب المناسب ويتم ذلك من خلال كونه نشاطاً إتصالياً يؤثر علي السلوك .

 



د - العلاقات العامة :
نشاط إتصالي متميز يعمد علي المهارات البشرية والإمكانات المادية المتوفرة لمساعدة المنظمة أو الأفراد في تحقيق أهدافهم من خلال ما توفره من قنوات تحقق من خلالها المصالح والتفاهم المشترك بين الأطراف المعنية . 
 
هـ - الإعلام الداخلي :
هي الجهود والأنشطة الإتصالية التي تحدث من الفئات والقوي المختلفة داخل الدولة ويكون موجهاً إلي مواطنيها . 
 
و - الإعلام الخارجي :
هي الجهود والأنشطة الإتصالية التي تقوم بها أجهزة الدولة المنوطة بالإعلام الخارجي في توصيل الرسالة الإعلامية إلي المستهدفين في الدول والمجتمعات الأخرى . 
 
٤ ـ أهمية الإتصال :
أ - ربط كافة المكونات الداخلية للمنظمات مع بعضها وفي تدعيم علاقة المنشأة بالبيئة المحيطة .
ب - إكساب أفراد المجتمع معلومات جديدة تعمل علي زيادة فرص التفاعل الإجتماعي فيما بينهم .
ج - أداة فعالة لمواجهة أي شائعات أو معوقات تتصل بالمجتمع المحلي المحيط .
د - تعتبر وسيلة أساسية في تحسين الأداء والتبادل الفكري
 وتعمل علي خلق فرص الإحتكاك والتقارب بين الأفراد والجماعات والمجتمع .
هـ - إمداد الأفراد بالمعلومات والبيانات الضرورية لتحقيق الأهداف المخططة .
و - تدفق المعلومات والبيانات داخل المؤسسة لضمان حسن الأداء وتنفيذ المهام .
ز - توفير البيانات الدقيقة والموقوتة لمتخذي القرارات على المستويات المختلفة لضمان صحة وسلامه القرارات .
ح - التنسيق بين جهود الأفراد والقيادات على المستويات المختلفة بما يحقق تناسق هذه الجهود وعدم تضاربها .

٥ ـ أهداف الإتصال ووظائفه :
تسعي عملية الإتصال لتحقيق هدف عام وهو التأثير في المستقبل حتى يتحقق المشاركة في الخبرة مع المرسل وقد ينصب هذا التأثير علي أفكاره لتعديلها وتغييرها أو علي إتجاهاته أو علي مهاراته لذلك يمكن تصنيف أهداف الإتصال إلي :
أ - هدف توجيهي :
ويتم عن طريق إكساب المستقبل إتجاهات جديدة أو تعديل إتجاهات قديمة أو تثبيت إتجاهات قديمة مرغوب فيها .
ب - هدف تثقيفي :
وفيها يتجه الإتصال نحو تبصير وتوعية المستقبلين بأمور تهمهم بقصد مساعدتهم وزيادة معارفهم وإتساع أفقهم بما يدور حولهم من أحداث .
ج - هدف تعليمي :
الاعلام وسيلة يمكن من خلالها تزويد الأفراد بالمعلومات والحقائق ورفع مستواهم الثقافي والفكري، وتنمية القيم الروحيه والاجتماعيه لبناء الشخصية المتكامله .
د - هدف ترفيهي :
ويتحقق هذا الهدف حينما يتجه الإتصال نحو إدخال البهجة والسرو والإستمتاع إلي نفس المستقبل .
هـ - هدف إداري :
وفيها يتجه الإتصال نحو تحسين سير العمل وتوزيع المسئوليات ودعم التفاعل بين العاملين وأعضاء الفريق الواحد .
و - هدف إجتماعي :
حيث يتيح الإتصال الفرصة لزيادة إحتكاك الجماهير بعضهم بالبعض الآخر وبذلك تقوي الصلات الإجتماعية بين الأفراد وفي الواقع أن الإتصال قد يجمع بين أكثر من هدف في وقت واحد . 
 

 


٦ - مكونات الإتصال :

تتضمن عملية الإتصال خمسة مكونات رئيسية هي :
أ ـ المصدر : ( المرسل ) 
كل فرد او مجموعة أو الموصل أو المصدر الذي يقوم ببث أو نشر معلومات أو أفكار معينة بهدف ( إعلام - تعليم - ترفيه ) لإقناع طرف آخر هدف الرسالة ( الهدف المخاطب ) . 
 
ب ـ المستقبل :
هو الطرف الآخر ( فرد - مجموعة ) القائمة بإستقبال الرسالة او الأفكار والإتجاهات بهدف الآتي :
( أ ) الحصول علي معلومات جديدة تساعد المستقبل علي إتخاذ او دعم أو تعديل القرار .
( ب ) تعلم مهارات جديدة وفهم ما يحيط به من أهم ظواهر أو أحداث .
( ج ) الإستمتاع أو الإسترخاء أو الهروب من مشاكل الحياة . 
 
ج ـ الرسالة :
وهي تمثل المعني الذي يحاول المرسل أن ينقله ويمكن أن يحصل عليه المستقبل كما يلي :
( ١ ) الهدف من عملية الإتصال ( الفكرة أو الأحاسيس أو المعتقدات أو الإتجاهات ) التي يحاول المرسل نقلها إلي المستقبل أو ما يطلق عليه بصياغة مضمون الرسالة في رموز وشعارات معينة قد تأخذ صورة التعبيرات القولية .
( ٢ ) ويراعي عند صياغة وإعداد الرسالة الآتي :
( أ ) السهولة والفاعلية مع الوضع في الإعتبار المستوي الثقافي والتعليمي للمستقبل .
( ب ) عدم صياغة الفكرة أو مضمون الرسالة في صيغة الأمر أو الإستكبار أو التعالي علي المستقبل .
( ج ) أن تصاغ الرسالة وتنشر بنفس لغة ولهجة المستقبل .
( د ) أن تستهدف إثارة الإهتمام والحاجة لدي المستقبل .
( هـ ) إستخدام الرموز المشتركة بين الطرفين من واقع بيئة وثقافة ومعتقدات وتقاليد ونظم المجتمع . 
 
د ـ تحويل الأفكار إلي رموز :
وفيها يقوم المرسل بتجميع أفكاره ويرتبها وينسق بينها ويضعها في صورة الرسالة ويقوم بإختيار رموز يعبر بها عما في ذهنه وتعتبر اللغة أو الإشارات والحركات الجسمانية من الرموز الشائعة التي يختارها الناس ليعبروا عما في أذهانهم ولذلك فإن المرسل هو غالباً الذي يقوم بعملية الترميز .
 
 
هـ ـ إختيار وسيلة الإرسال :
وفى هذه المرحلة يقوم المرسل باختيار الطريقة التى يرغب فى استخدامها لبث رسالته ، وقد تكون الوسيلة مكتوبة او شفوية او مرئية و يعتبر اختيار الوسيلة المناسبة من العوامل الهامة فى إنجاح عملية الاتصال .
تعتبر الحواس الخمسة للإنسان وبصفة خاصة السمع والبصر هي حلقة الوصل بين المرسل والمستقبل إلا أنه يمكن إختبار الوسائل المناسبة أو الموفرة لتوصيل الرسالة منها السمعية فقط أو البصرية أو التي تجمع بين السمعية والبصرية يمكن أن يكون الإتصال مباشراً دون حاجة لوجود وسيلة وسيطة صناعية وفي هذه الحالة تكون الوسيلة طبيعية حيث يكون الإعتماد علي الحواس بشكل مناسب . 
 
و ـ فك أوتحليل الرموز :
يتوقف تفسير المستقبل للرسالة علي مهاراته وإتجاهاته وخبراته وإتفاق كل من المرسل والمستقبل علي معني الرموز المستخدمة ودلالتها وإختبار الرموز من قبل المرسل يعتمد علي مدي قدرة المستقبل علي فكها وفهمها وعندما يتوصل المستقبل أو المستلم للرسالة إلي التحليل الصحيح أو ترتيب الكلمات بصورة صحيحة ومتفقة مع إتجاهات المرسل فإنه يكون بذلك قد توصل إلي فهم هدف الرسالة ويستجيب لها إيجاباً أو سلباً .
 
ز ـ الإستجابة : ( الأثر )
يجب أن يلاحظ المرسل أثناء و بعد انتهاء الاتصال الأثر الذي طرأ على الفئة المستهدفة و هل حصل على نتيجة أم لا ؟
لأنه لا فائدة من اتصال لا يؤدى لتغيير معلومة أو سلوك أو إضافة شي جديد لشخصية المستقبل .

 


 

ح ـ التغذية العكسية : ( التغذية المرتدة )
التغذية المرتدة هى رد فعل المستقبل للرسالة وهي عملية مستمرة تتمثل في الإجابة التي يجيب بها المستقبل علي الرسالة التي يتلقاها من المرسل وتأتي في شكل مجموعة من ردود الفعل من جانب المستقبل "رسائل مضادة من المستقبل إلي المرسل "كما يجب علي المرسل خلال هذه العملية أن يقوم بمراقبة وتطوير ودعم الرسائل علي ضوء الأثر الذي طرأ على الفئة المستهدفة . 
 
٧ - مراحل عملية الإتصال :
من الأسس العلمية المسلم بصحتها أن تقبل أي فكرة جديدة أو ممارسة أي وسيلة جديدة لا يحدث فجأة بين يوم وليلة وإنما يستغرق ذلك من الشخص وقتاً طويلاً يتم علي خطوات أو مراحل متعددة .
أ - مرحلة الإدراك :
في مرحلة الإدراك يسمع المرء ( المستقبل ) عن طريق الفكرة الجديدة وعن الغرض منها ، ونوع ما تحققه من أهداف وتركز برامج الإعلام والتوعية والإقناع علي تلك الفكرة الجديدة ويمكن تحقيق ذلك عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية كالإذاعة والتليفزيون والصحافة والمطبوعات .
ب - مرحلة الإهتمام :
وفي هذه المرحلة يتم الإهتمام بمعرفة المزيد من المعلومات من الفكرة الجديدة التي نسمع عنها ومن خصائص هذه الفكرة ومدي ما يمكن أن تحققه من أهداف والأغراض المختلفة التي تستعمل من أجلها ويكمن تحقيق ذلك عن طريق عقد الإجتماعات والمناقشات أو الزيارات المنزلية ،كما يمكن الإستعانة في تزويدهم بالمعلومات بكافة الوسائل السمعية والتعبيرية مثل ( الأفلام - الرسومات - الصور ) .
ج - مرحلة التقييم :
في هذه المرحلة يقوم الفرد بتقييم المعلومات التفصيلية التي حصل عليها عن الفكرة ، وغالباً ما يناقش الشخص هذه المعلومات مع أقاربه أو جيرانه أو أصدقائه المقربين الذين يثق فيهم أو مع غيرهم  من ذوي الخبرة الذين يعتز برأيهم وبعد أن ينتهي الشخص من تقييم المعلومات التي حصل عليها ويقتنع بصحتها ويتأكد من صلاحية الوسيلة لتحقيق أغراضه فإنه يتقبل الوسيلة ويبدأ في إتخاذ قراره .
د - مرحلة المحاولة والتجربة :
وفي هذه المرحلة يسعي المرء إلي تجربة الفكرة الجديدة ومحاولة إستعمالها بتحفظ ، وفي هذه المرحلة يكون دور المرسل هو تشجيع المستقبل وطمأنته والعناية به والإهتمام به ولن يتحقق ذلك إلا من طريقة الإتصال الشخصي في الإجتماعات الصغيرة والزيارات الفردية التي يشرح فيها ما يستجد من إستفسارات أو غموض حول الرسالة المراد توصيلها .


 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...