الخميس، 17 سبتمبر 2020

تنمية مهارات إدارة الذات Self management skills development


تنمية مهارات إدارة الذات


١ - المقدمة : 
لقد حظية الذات ودراستها باهتمام كبير ومنذ فترة بعيدة ، وبدا ذلك واضحاً في تعدد مناحي دراستها التي انعكست في كثرة المصطلحات المرتبطة بها .
وإذا كان مفهوم الذات من أقدم المصطلحات أو الصفات التي خضعت للدراسة سواء من الفلاسفة أو من علماء النفس ، فإن إدارة الذات مصطلح حديث نسبياً .
 
 
٢ - أهمية إدارة الذات : 
ظهر الاهتمام بإدارة الذات ضمن دراسات التعلم الوجداني الاجتماعي وفي مجال تعديل السلوك الذي يستخدم تكتيكات خاصة للتخلص من السلوك غير السوي وإحلال سلوك سوي محله ، ويسعى إلى استمرارية السلوك السوي بناءً على التعزيز الذاتي وإدارة الذات .
إن الاهتمام بإدارة الذات لم يكن لبواعث علمية فقط بل لبواعث عملية أيضاً .
 
لقد بينت الدراسات أن إدارة الذات تمكّن الأفراد من الاستفادة بالطاقات والإمكانات والمهارات الكامنة لديهم ، وتحقق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعملي والنجاح في إحداث توازن بين متطلبات الأدوار المختلفة التي يكون على الفرد القيام بها ، واكتساب العديد من المهارات مثل القدرة على التخطيط ومهارة ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية ومهارة التطوير الذاتي . 
 

٣ - تعريف إدارة الذات :
تعددت واختلفت تعريفات إدارة الذات فمن الباحثين من تناولها كتكوين فرضي أو مفهوم ، ومنهم من تناولها كأسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً .
أ - النوع الأول ( كتكوين فرضي أو مفهوم ) :  
إدارة الذات هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إليها ، أي هي عملية الإنجاز الشخصي الذاتي . وتشمل إدارة الذات مجموعة من المهارات مثل : 
تنظيم الفرد لانفعالاته حتى يستطيع التعامل مع القلق وضبط الاندفاعية التعبير عن والتعامل مع القلق والغضب والمثابرة في التغلب على العقبات ووضع ومراقبة التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية والتعبير عن العواطف بشكل مناسب والسيطرة على العدوان والضغوط الشخصية وبين الأشخاص وتعديل الأوامر في ضوء ردود الفعل .
وإن إدارة الذات هي مهارات وآليات شاملة ، تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد في مواقف متعددة ومن خلال أنماط سلوكية متنوعة كوسيط يدل على فاعليته في تحسين السلوك . 
وتشمل مهارات الانضباط الوجداني والثقة والتكيف الواعي والتفاؤل الإنجازي وتحديد المشكلات والتعرف عليها .
ويُلاحظ على تعريفات هذه الفئة أنها تُعد إدارة الذات مجموعة من المهارات والقدرات التي تظهر في شكل إجراءات يمارسها الأفراد تحقيقاً لأهداف معينة وأن هذه الإجراءات تتضمن مراقبة الذات في أدائها وتقييم هذا الأداء في ضوء الأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها  وتوجيه الذات في ضوء نتائج تقييم الذات، وتقدير الذات بناءً على إنجازها . 
  

ب - النوع الثاني من التعريفات ( أسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه أو تحت إشراف مدرب حتى يستطيع القيام به مستقلاً ) :
فيمثلها تعريف إدارة الذات بأنها إجراء يتم فيه تعليم الأفراد أن يصفوا سلوكهم المستهدف ، وأن يسجلوا حدوث هذا السلوك أو عدم حدوثه . 
إنها أسلوب لمساعدة الأفراد على تحقيق مستويات أكبر من الاستقلالية في ممارسة الأنشطة وبتعلم أساليب إدارة الذات يمكن أن يصبح الفرد أكثر قدرة على توجيه ذاته وأقل اعتماداً على الإشراف المستمر .
ومن تعريفات الفئة نفسها ، أن إدارة الذات برنامج علاجي سلوكي يتدرب فيه الفرد على أن يطبق بنفسه الفنيات التي تساعده على أن يعدل سلوكه الشخصي ، فيتعلم الشخص أن يحدد المشكلة وأن يضع أهدافاً واقعية وأن يستخدم الاحتمالات العديدة ليصدر السلوك المرغوب فيه ويحافظ عليه وأن يراقب تقدمه الشخصي .
وهي عملية تتضمن توجيه الفرد لذاته للقيام بالتطبيق العملي لفنيات تعديل السلوك على نفسه وبنفسه ، من أجل ضبط سلوكه وإحداث التعديل المطلوب فيه بما يحقق قيامه بالسلوك الإيجابي المستهدف على النحو المطلوب وفق المعيار المحدد سلفاً ، خلال فترة زمنية محددة .
يُلاحظ على تعريفات هذه الفئة نظرتها إلى إدارة الذات بوصفها برنامجاً أو عملية يقوم بها الفرد أو يدربه عليها مدرب وذلك حتى يمكن تعديل السلوك وضبطه وتوجيهه ذاتياً . 
 
٤ - مهارات إدارة الذات :
تنقسم مهارات إدارة الذات إلى ثلاث فئات:
- مهارات مُهيَّئة .
- مهارات التمكين .
- مهارات التدعيم . 
 
أ - مهارات مُهيِّئة :
( ١ ) التغلب على المعوقات : 
يُقصد بها المهارات التي تساعد الفرد في التغلب على معوقات حل المشكلة مثل نقص الإمكانات .
( ٢ ) بناء الثقة بالنفس : 
زيادة الدافعية للإنجاز فمع كل خطوة إنجاز تزداد الثقة بالنفس وتزداد الدافعية الذاتية .
( ٣ ) الاتجاهات المتوازنة : 
تبني اتجاهات متوازنة ، بمعنى التوازن بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية ، ثم تنمية الاتجاهات الإيجابية ومواجهة الاتجاهات السلبية .
( ٤ ) زيادة المعلومات : 
يؤدي حرص الفرد على زيادة معلوماته إلى زيادة فهمه للمشكلات والقضايا ووقوفه على الحقائق . 
 
ب - مهارات التمكين :
( ١ ) وضع الأهداف :
 
وتتضمن مهارات وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق ، فإذا استطاع الفرد تحقيق هذه الأهداف زادت ثقته بنفسه ودافعيته للإنجاز .
( ٢ ) التقييم الذاتي : 
ويتضمن تقدير الفرد نفسه حق قدرها ، والقدرة على تفسير إمكاناته وفهمها بصورة حقيقية واقعية .
( ٣ ) المتابعة الذاتية : 
ويُقصد بها المهارات التي يمارسها الفرد لمتابعة تقدمه وإنجازاته ، وتساعد هذه المهارات في ان يكَوِّن الفرد صورة واقعية عن ذاته .
( ٤ ) التخطيط الذاتي : 
يُقصد بها تخطيط الفرد بنفسه ولنفسه من أجل تحقيق الأهداف .
( ٥ ) حسن الأداء : 
ويُقصد بها امتلاك الفرد للمهارات اللازمة للأداء الناجح للعمل .
( ٦ ) التعامل والتفاعل مع المواقف : 
ويُقصد بها النظر إلى الأمور والأشياء بطرق جديدة ومناظير مختلفة ، وهذا يساعد على المزيد من الفهم ، ومن ثم المزيد من الثقة بالذات وبالإنجاز .
( ٧ ) إدارة الوقت : 
يؤدي حُسن إدارة الوقت والتوزيع الزمني للمهام في ضوء اولوياتها ومحددات إنجازها إلى المزيد من النجاح . 
 
ج - مهارات التدعيم :
( أ ) التدعيم الاجتماعي : 
ويتضمن تعلم مهارات كيفية الحصول على الدعم الاجتماعي من الآخرين .
( ب ) التدعيم الذاتي : 
المشتق من الأداء الناجح والإنجاز الفعال . 
 
هذه المجموعة من المهارات لا بد من اكتسابها حتى يمكن للفرد إدارة ذاته بطريقة صحيحة ، مستخدماً تدريبات وإستراتيجيات متعددة منها :
أ - مراقبة الذات : وتتضمن ملاحظة الذات والتقارير الذاتية والتسجيل الذاتي .
ب - التعليقات والتغذية الراجعة الذاتية .
ج - تقويم الذات .
د - تعزيز الذات .
هـ - توجيه الذات .

 تعلم أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

 

موضوعات ذات صلة :

لغة الذات The language of the self

 تدريبات تنمية إدارة الذات  Self management development exercises   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...