السبت، 5 سبتمبر 2020

المشاعر ولغة الذات Feelings and Self Language


المشاعر ولغة الذات


١ - المقدمة :
أن تكون قادرًا على الإحساس هو جزء من كونك انسانًا ، والكثير من الأشخاص يعانون لفهم مشاعرهم أو سبب إحساسهم بهذا العمق .
ومن ناحية عاطفية نحن غالبًا نواجه مشاعر عديدة كردة فعل لموقف ما ، إذا كنت مكتئبًا فهنالك اعتقاد سائد أنك تشعر بالحزن ، ولكن على الأرجح أنت تشعر بالعديد من الأحاسيس مثل : 
الوحدة وأنك غير مرئي وغير مهم وبائس والعديد من الأحاسيس الأخرى .
والسبب وراء معاناة الكثير في تحديد مشاعره هو أنها غالبًا تختفي بسرعة ، فنحن نتعرض إلى الكثير من الأحداث الجديدة مما يعني أن مشاعرنا غير مستقرة وبالتالي تحديدها أمر معقد .

٢ - الإحساس والشعور :
الإحساس والشعور كلمتان مترادفتان في المعنى إلى حدٍ كبير ، فالإحساس نابعٌ من الحواس التي تُعدّ وسيلة الإدراك لدى جميع الكائنات الحية ، وهي التي تُساعد في معرفة الأشياء وتصنيفها .
أما الشعور فهو تابعٌ للإحساس ، لهذا يتداخل معنى الإحساس والشعور دون أن يعي الكثير من الناس ما الفرق بين الإحساس والشعور .
أما الشعور أو المشاعر فهو نشاط عقلي شديد يأتي نتيجة تجربة واعية لها درجة معينة من المعاناة أو المتعة ، ورغم كل هذا لا يوجد تعريف واضح للشعور ، لأنه متشابك بين العواطف والأحاسيس الإنسانية والشخصية والمزاج والدافعية وغير ذلك .
 
 
٣ - الفرق بين الإحساس والشعور : 
يتداول الناس كلمات الإحساس والشعور بشكلٍ شبه يومي ليصفوا حالاتٍ عدّة يمرّون بها ، لكنهم قد لا يعرفون ما الفرق بين الإحساس والشعور وقد يخلط الكثير من الناس بين هذين المصطلحين ويعتبرون أن معناهما واحدًا ، لكن في الحقيقة يوجد بعض الفروقات بين هذين المصطلحين ، وأوّل هذه الفروقات هو الفرق في المعنى . 
أ - معنى الإحساس في معجم المعاني : 
ظاهرة فسيولوجية نابعة من الداخل مثل ( العطش والجوع والألم ) وهو ناتج عن إحدى حواس الإنسان حين تتأثر بمؤثر ما ويمكن قياس الإحساس بحسب المتغيرات والمنبهات كما يمكن أن يكون الإحساس متبادلًا ويعني ( الانسجام والتفاهم والاتفاق ) وعكس الإحساس هو التبلّد . 
 
ب - معنى الشعور في معجم المعاني :
هو العلم بما في النفس أو بما يُحيط ويشمل ما في العقل من وجدانيات وإدراكات ونزعات ولهذا في علم النفس يوجد للشعور ثلاثة مظاهر وهي ( الوجدان والنزوع والإدراك ) ، والشعور هو الإدراك بلا دليل ، أما الشعور المشترك بين الناس فهو التضامن والإحساس الجماعي ، وعكس الشعور هو اللاشعور ، وينتج عن عدم خضوع العقل الباطن أو ما فيه من تكوين نفسي وعقلي للسيطرة والإدراك مما يؤثر على طريقة التفكير والتصرف .
 

٤ - مفهوم المشاعر :
المشاعر ( Emotion ) هي كلمة مشتقة من المصطلح اللاتيني ( emovere ) ويعني التجاوز ، المصطلح مزيج من الطاقة والحركة ويعد تعبيرًا يوضح أن الحياة حركة دائمة . 
المشاعر هي شيء نشعر به باستمرار عندما يحصل حدثًا يتطلب استجابة معينة في داخلنا قد نحس بالمشاعر من موقف أو تجربة أو ذكرى ، تساعدنا العاطفة على فهم التجارب التي نتعرض لها وتوضح لنا كيف نشعر تجاه تلك التجارب سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية .
احياناً في حالة الصدمة قد لا نستطيع تحديد مشاعرنا لأنها قد تتعثر ولا يمكننا معالجة المشاعر أو التفاعل معها بطريقة صحيحة .
تهدف المشاعر الإيجابية إلى تعزيز متعة التجربة حتى نسعى إليها مرة أخرى وتُنشّط المشاعر الإيجابية نظام المكافأة في أدمغتنا والذي يجعلنا نشعر بالأمان .
أما المشاعر السلبية فهي تحذرنا من المواقف الخطيرة وترفع من غرائز البقاء داخلنا حتى نصبح أكثر وعياً . 

٥ - تصنيف المشاعر :
المشاعِر المتعرّف عليها ثمان وأربعون والمقررة في الملاحظاتِ العاطفية واللغات التعبيرية .
ويمكن وُصف المشاعر على شكل شجرة تبدأ بجذعها الشخصية ثم بفروعها المشاعر الأولية ثم الثانوية ثم ما بعد الثانوية ، تلك الشجرة كانت الخطوة التالية من عجلة ( بلوتشك ) . 
أ - المشاعر الأولية :
المشاعر الأولية هي استجابة الجسد الأولى وغالباً يسهل التعرف عليها لأنها قوية جداً .
تخيل أن شيئاً قد حدث وفجأة شعرت بإحساس ، إحساس قوي ، إحساس يعبر عن ردة الفعل الأولى لما حدث وأكثر المشاعر الأولية شيوعاً ( الخوف والسعادة والحزن والغضب ) وهي مشاعر غريزية أولية تبقينا على قيد الحياة .
هذه المشاعر قد تكون مشاعر ثانوية أيضًا في مواقف مختلفة ، ولكن ردة الفعل الأولى هي عادة إحدى تلك المشاعر ، فإذا رن الهاتف وبدأ شخص ما بالصراخ بلا سبب فأنت على الأرجح قد تشعر بالغضب أو الخوف أو إذا اتصل شخصٌ ما وأخبرك بأن كلبك قد مات سوف تشعر بالحزن ، بالرغم من أنه ليس هناك دافع قوي يستخرج مشاعرنا الأولية فهي قابلة للتكيّف .
المشاعر الأولية عابرة أو مؤقتة أكثر من المشاعر الثانوية ولهذا السبب هي أقل تعقيداً وأسهل للفهم ، أول شيء نشعر به مرتبط مباشرةً بالحدث أو المحفز ولكن مع مرور الوقت نكافح لربط تلك المشاعر بالحدث لأن عواطفنا قد تغيرت .

ب - المشاعر الثانوية :
تعد العواطف الثانوية أكثر تعقيداً لأنها غالباً تشير إلى شعورك تجاه المشاعر الأولية وتلك هي المشاعر التي نتعلمها من والدينا أو أولياء أمورنا مع تقدمنا في العمر مثال ( عندما تشعر بالخوف قد يؤدي إلى الغضب والغضب يؤدي إلى الكراهية والكراهية تؤدي إلى المعاناة ) .
 
٦ - دائرة بلوتشك للعواطف : ( خارطة المشاعر )
أسس عالم النفس روبرت بلوتشك خارطة للمشاعر ( عجلة العواطف ) صممت العجلة بطريقة سهلة حتى يفهمها العملاء ، لأنها أيضاً تستخدم الألوان لتصنيف كل من المشاعر الإيجابية والسلبية، وأيضا سهلت تحديد المشاعر المعاكسة ، من فوائد هذه العجلة أنها سهلت التعرف على شدة المشاعر والعلاقة بين شعور واحد بالمشاعر الأخرى .
 حيث  اعتقد أن هناك ثمانية عواطف أولية ذات قطبين : 
الفرح مقابل الحزن . 
غضب ضد الخوف . 
الثقة مقابل الاشمئزاز . 
والمفاجأة مقابل الترقب . 
نموذجه أيضا يربط بين فكرة دائرة العاطفة وعجلة الألوان . العواطف الأولية يمكن التعبير عنها تماما مثل الألوان في كثافات مختلفة ويمكنك خلط مع واحد مع الآخر لتشكيل المشاعر المختلفة .
العدوان = الغضب + حذر رعب ورهبة
ازدراء = الاشمئزاز + الغضب . ويقابله : تسليم وخضوع
الندم = الحزن + الاشمئزاز. ويقابله: الحب
استنكار = وخيبة مفاجأة + الحزن. ويقابله: التفاؤل
رهبة = الخوف + مفاجأة. ويقابله: العدوان
تسليم وانقياد = الثقة + الخوف. ويقابله: الاحتقار وازدراء
حب = مرح + الثقة. ويقابله: الندم
التفاؤل = التوقع + الفرح . ويقابله: الرفض





المشاعر الأساسية :
في عام ١٩٨٠ وضع روبرت بلوتشيك مخطط عجلة العواطف و وضح فيه ثمانية مشاعر أساسية
وقسمها على أربع مجموعات زوجية متضادة وهي 
( الفرح والحزن - الغضب والخوف - الثقة والارتياب - الاندهاش و التوقع ) .
وهذه المشاعر الأساسية المترابطة أو ما تسمى ( ببرامج التأثير ) هي فطرية و شاملة و تلقائية ومحفز عالي لسلوك قيمة البقاء ، 
أن المشاعر الأساسية لها دور أساسي في انتاج مشاعر معقدة عن طريق دمج المشاعر الأساسية . على سبيل المثال: 
الاحتقار هو عبارة عن دمج بين الغضب والاشمئزاز
وضع روبرت بلوتشيك مخطط عجلة العواطف ووضح فيه ثمانية مشاعر أساسية باللإضافة إلى ثمانية مشاعر مشتقة تتكون كل منها من عاطفتين أساسيتين .
في حين أن المشاعر المعقدة قد تكون نتيجة مزج بين المشاعر الأساسية والإدراكية ويكون هذا المزيج شائع ومهم بشكلٍ كافٍ لتسميته في اللغة ، وبالتالي يمكن للإحباط أن يرقى إلى مستوى الغضب ممزوجاً بالاعتقاد وبأنه ليس هناك ما يمكن فعله ، 
إضافة إلى أن المشاعر الأساسية قد تكون الى حد ما نتيجة الإدراك المعقد جدا ، فالمشاعر المعقدة هي المشاعر نفسها التي كونتها وأنشئها ثقافة الفرد وليست دوافعها المحتملة ، فالشماتة مثلا ليست شعور شائع مع كل الناس في مختلف الازمنة .
مثال : ذعر أحمد عندما أدرك أو حتى اعتقد أنه نام عن اختبار مهم واذا كان أحمد المسكين خائف من فوات اختباره فإن التأثير الأكبر يعود الى قيمة النجاح الأكاديمي لثقافته وخلفيته .
 


٧ - تصنيف بلوتشك للعواطف : 
وطبقا لهذا التصنيف يمكن تميز  ٤٨ عاطفة .
مشاعر سلبية قوية :
( غضب - انزعاج - اشمئزاز - ثوران - احتقار ) 
مشاعر سلبية استسلامية :
( ملل - يأس - إحباط - جرح - حزن )
أفكار ايجابية :
( شجاعة - أمل - تواضع - ثقة - إشباع - اقتناع )
سلبية وغير متحكم فيها :
( توتر - خوف - بؤس - عجز - قلق - ارتباك )
إيجابية هادئة :
( هدوء - استرخاء - راحة - قناعة - صفاء )
إيجابية نشطة :
( إثارة - سعادة - سرور - مرح - بهجة - تسلية )
أفكار سلبية : 
( فخر - شك - حقد - شعور بالذنب - عار - إحباط )
مشاعر اهتمام :
( مودة - تعاطف - حب - تودد )
مشاعر تفاعلية :
( لطف - أدب - دهشة - تشويق )
مشاعر إثارة : 
( هياج - ضغط - صدمة - شد عصبي )

موضوعات ذات صلة  :

تدريبات تنمية الوعي الذاتي Exercises Self awareness development  

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...