الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

القياسات النفسي ولغة الشخصية Psychometrics and personality language 

 


القياسات النفسي ولغة الشخصية 

١ - المقدمة :
لقد شهد العالم نقلة نوعية في التقدم في كافة المجالات معتمداً على قدرات الإنسان واستخدامه الأمثل للطاقات البشرية المتاحة واكتشاف الفروق الفردية فى القدرات بين الأفراد عامة والمبدعين خاصة ووضعهم فيما يناسبهم من عمل ، وتحقيق الإشباع الأمثل لاحتياجات الأفراد .
ويمكننا تحديد الفروق الفردية بين الأفراد بطريقة علمية وهى القياس النفسي والذي كان مواكباً فى تقدمه لعلم النفس ومتقدماً معه منذ منتصف القرن التاسع عشر مع المحاولات الجادة لدراسة الظواهر السيكولوجية من منظور علمي يقوم على الملاحظة المضبوطة بعيداً عن التأمل العقلي . 
 
٢ - القياس النفسي :
يستخدم تعبير القياس في الحياة اليومية بمعنى العملية أو العمليات المتعددة التي نحصل بها على تقديرات دقيقة للأشياء بما يؤدى إلى ضبط التعامل بين الناس .
وتتحدد قيم الأشياء المتداولة بناء على مقاييس متعارف عليها ، وتستخدم المقاييس فى كل الحالات لنحدد بها مقادير الأشياء أو الفروق الكمية بين الأشياء ، ولنتعامل بها فيما بيننا بقدر من الثبات والاتساق الذي يجعل القيم والمفاهيم والمعاني غير متغيرة من فرد لأخر أو من موقف لأخر .

٣ - عناصر عملية القياس النفسي :
القياس فى العلم عامة وفى علم النفس خاصة هو ( قواعد استخدام الأعداد بحيث تدل على الأشياء بطريقة تشير إلى كميات من صفة أو خاصية ) ، ومعنى ذلك أن القياس النفسي يعتمد فى جوهره على استخدام الأعداد ، إلا انه في صورته المحكمة يتضمن فكرة الكم والتي تعنى مقدار ما يوجد في الشخص من خاصية معينة .
وكلمة قياس تستخدم في معان متعددة ومن هذه المعاني ما يلي :
أ - إنها النتيجة التي نحصل عليها من عملية القياس ، أي القيمة التي نخرج بها من قياسنا لشيء ما يتضمنه بالإضافة إلى تحديد كمه تقديراً لوجود الشيء أو غيابه أو وجود أو غياب خاصية من خصائصه .
ب - إنها الوحدة أو المعيار المستخدم في القياس كأن نقول إن قياسنا بالجرامات أو الأمتار أو الساعات أو الدقائق أو غير ذلك من الوحدات المستخدمة فى المقاييس المختلفة .
ج - إنها تعبر عن تقدير إحصائي لخصائص الأشياء ، فالمتوسط مقياس والانحراف المعياري مقياس والارتباط مقياس ، ويعبر كل منها عن خاصية تميز الأشياء .

٤ - التقويم النفسي والتقييم النفسي :
من المفاهيم التي يحدث بينها خلط كبير فى مجال علم النفس مفهوما التقويم النفسي والتقييم النفسي ، وفيما يلي معنى التقويم والتقييم النفسي :
أ - التقويم النفسي : 
أكثر عمومية من القياس فالتقويم النفسي يعتمد على المقاييس أو على غيرها من طرق جمع المعلومات عن السلوك الإنساني .
ب - التقييم النفسي : 
يكون متركزاً على أحكام تتوافر لدينا عنها دلالات واضحة في الذهن ونكون على درجة كبيرة من الوعي بها ، معتمدين في ذلك على فهم واف وكاف للظاهرة التي نقوم بتقييمها وعلى تحليل دقيق لعناصرها ومكوناتها وتكون أحكامنا ذات طبيعة استدلالية . 

٥ - ما
 الذي نقيسه :
قبل أن نحدد ما الذي نقيسه بالضبط لابد أن نفرق بين السمة والقدرة :
أ - السمة : 
مفهوم كمي يخضع للقياس بحيث تصبح الفروق الفردية فروقاً فى الدرجة وليست فى النوع مثل ( تحمل الضغوط في المواقف الضاغطة – الاتزان الانفعالي ويقصد به القدرة على ضبط النفس ) .
ب -القدرة : 
وهى إمكانية الفرد لأداء بعض الأعمال الذهنية أو الحركية إذا ما توفرت له الظروف الخارجية مثل ( الذكاء العام ويقصد به القدرة على التخطيط السليم – وحسن التصرف ) .
ج - ومن خلال تحديد السمة والقدرة يمكننا قياس الآتي :
( ١ ) القدرات العقلية : 
لنميز بها تميزاً دقيقاً فنقيس قدرة الفرد على التجريد وقدرته على الاستدلال وقدرته على تكوين المفاهيم ، ونميز في مجال القدرات خصائص اكثر تحديداً .
( ٢ ) قياس السمات المزاجية : 
لنحصل على تقديرات لمستوى التوتر وعلى درجة العصابية ودرجة الانطواء والاجتماعية والانفعالية .
( ٣ ) المهارات الحركية : 
فنقيس الدقة في أداء أعمال معينة والمهارة في جوانب أخرى والسرعة الحركية .
( ٤ ) اضطرابات الشخصية : 
التي يتعرض لها الفرد وكيف تنعكس على أدائه من خلال عدد من الاختبارات المقننة التي تسمح بتقدير كمي لهذه الاضطرابات .
( ٥ ) الدافعية والاتجاهات والقيم وقدرات حل المشكلات والإبداع وغيرها من الوظائف والعمليات وجوانب السلوك الأخرى ، وترجع أهمية تحديد تلك السمات والقدرات إلى حسن اختيار الأعمال التي تلائم ميول وقدرات الفرد .

 



٦ - لماذا نقيس السلوك والوظائف النفسية :
ويمكن تحديد هدفين رئيسيين لعملية القياس وما تتميز به من تحديد نسب كمية للوظائف والقدرات والسلوك وهما : 
أ - أن نقوم بتصنيف هذه الخصائص النفسية والتعرف على جوانبها والمتغيرات المتعلقة بها للوصول إلى القوانين التي تحكم سلوكنا وقدراتنا العقلية ، وذلك لأن عملية القياس في جوهرها ملاحظة مضبوطة نحصل من خلالها على معلومات مقننه معينه بالأرقام ، ننتقل منها إلى تصنيف هذه الملاحظات وتنظيمها وفق انساق رياضية معينه تؤدى في نهاية الأمر إلى صياغة القانون العلمي .
ب - أن نستخدم نتائج القياس للحصول على معلومات محدده تفيدنا في توظيف العلم لصالح المجتمع سواء على المستوى العام أو المستوى الخاص . 
 
٧ - شروط القياس النفسي :
الاختبار النفسي يشكل أداة أساسية في ممارسة الأخصائي النفسي ، وأن الاختبار النفسي له شروطا وقواعد ينبغي الالتزام بها أثناء التطبيق بغية الحفاظ على موضوعية الممارسة .
ولذلك ينبغي على الفاحص أن يتبع الشروط الموضوعية لتطبيق الاختبار . ويهدف استخدام الاختبار الى الحصول على معلومات هامة عن شخصية المفحوص وإمكانياتها وقدراتها وديناميتها .
 
وتعتبر هذه المعلومات معطيات أساسية يبني الفاحص على أساسها استنتاجاته وتشخيصه للحالة . 
وهناك بعض الاعتبارات التي ينبغي على الفاحص أن يراعيها أثناء تطبيق الاختبار وهي :
أ - المعرفة التامة بطبيعة كل اختبار ومدى ملاءمته لقياس السمة التي تريد قياسها .
 وصلاحيتها لمستوى الفرد الذي سيطبق عليه من حيث مستوى سنه ومستوى تعليمه أو ثقافته وإطاره الاجتماعي .
ب - تختلف الاختبارات فيما بينها 
لذلك ينبغي على الفاحص التأني في اختيار الاختبار المناسب ومدى توافقه مع الظاهرة التي يريد دراستها أو قياسها .
وأن يلمّ كلياً بالاختبار وأن يعرف طبيعته وحدوده وأهدافه وأوجه الصعوبة والسهولة فيه . 
 
٨ - مجالات القياس النفسي : 
تطبق الاختبارات النفسية والتربوية في كثير من المجالات بقصد تحلیل قدرات الفرد ومواهبه واستعداداته وميوله ، والتعرف على الكثير من الجوانب المختلفة لشخصية الفرد .
وتتوفر للسيكولوجي مجموعة متنوعة ومتعددة من الإختبارات والمقاييس للإختيار من بينها حسب متطلبات الموقف .
ويتحتم أن يكون الإختبار المعين مناسبة لجنس المفحوص وسنه ومستواه الذهني والثقافي والتعليمي والاجتماعي ، بحيث لا تختلف هذه الخصائص عن خصائص مجموعة تقنين الإختبار .
ومن مجالات القياس النفسي ما يلي :
أ - القياس النفسي في المجال التربوي :
في المجال التربوي تطبق الإختبارات لخدمة التوجيه التربوي حيث تقاس قدرات التلاميذ وميولهم واستعداداتهم الدراسية المختلفة .
وعلى هذا الأساس يمكن للإدارة التعليمية أن توزع التلاميذ على أنواع التعليم التي تتناسب وقدراتهم واستعداداتهم وميولهم وذكائهم العام.
وبذلك يمكن تقسيم التلاميذ إلى مجموعات متجانسة من حيث ما يملكون من ذكاء أو قدرات خاصة ، وبحيث يمكنه تطبيق طرق مختلفة من طرق التدريس تتناسب كل طريقة مع مستوی کل مجموعة .

ب - القياس النفسي في المجال المهني :
الاختبارات والمقاييس النفسية المختلفة تطبق في التوجيه المهني، والاختيار المهني، والتدريب والتأهيل المهني.
( ١ ) التوجيه المهني : 
الذي يعني توجيه الفرد الى نوع من المهن التي يحتمل أن يحرز فيها أكبر قدر من النجاح والتقدم .
معنى ذلك أننا في التوجيه المهني تختار للفرد من بين عدد كبير من المهن مهنة واحدة ، بحيث تكون هذه المهنة أكثر مواءمة مع قدراته واستعداداته وميوله وذكائه .
وهذا التوجيه المهني يقوم على أساس من دراسة شخصية الفرد بإستخدام كثير من الوسائل الإختبارات والمقابلات الشخصية ، بحيث تحصل على صورة حقيقية وشاملة لشخصية الفرد . 
 
( ٢ ) الاختيار المهني : 
في الاختيار المهني نكون أمام عدد كبير من الأفراد المتقدمين لشغل وظيفة معينة ، ونختار لها من بين الأفراد الشخص الذي يناسبها . 
 
( ٣ ) التدريب المهني : 
هو نوع من التعليم أو اكتساب المهارات والخبرات والمعارف ، ويستخدم فيه القياس لتحديد مدى احتياج الأشخاص لنوع معين من التدريب والتنبؤ بنجاحهم واستفادتهم مما يقدم لهم من تدريب . 
 
( ٤ ) التأهيل المهني : 
ويقصد به تدريب الأفراد أو ذو العاهات والعجزة على الأعمال التي تتناسب ما لديهم من قدرات ومواهب واستعدادات . 
وهى نوع من التدريب أو التعليم ولكنه يعيد أيضأ تكيف الفرد النفسي إلى جانب إعادة تكيفه المهني . 
 


ج - القياس النفسي في المجال العيادي:
تستخدم الاختبارات النفسية في المجالات الإكلينيكية أي في المستشفيات والعيادات النفسية لمعرفة نوع الاضطرابات والأمراض النفسية التي يعاني منها المريض ، فعلى أساس من تطبيق الإختبارات يمكن تشخيص الاضطراب ومن ثم يمكن رسم خطط العلاج وبرامجه . ولا يقتصر القياس النفسي في مجال العلاج على التشخيص ولكنه يتضمن أيضا معرفة قدرات المريض وذكائه العام وذلك لمعرفة مدى أثر هذه العوامل في اضطرابه ومدى توظيفها في إعادة تكيفه في الحياة . 
 
٩ - طرق وأساليب القياس النفسي :

أ- طريقة المقابلة :
( ١ ) هي نوع من المحادثة يحاول بها الباحث القائم بالمقابلة أخذ فكرة عامه أو خاصة عن بعض النواحي الشخصية للمختبر ونواحي القوة والضعف البارزة فيه أو صفات معينه يهمه الكشف عنها .
( ٢ ) ولكن المقابلة لا يمكن الاعتماد عليها دون طرق أخرى ، ذلك لان القائم بالمقابلة قد تغلب عليه فكرة ثابتة عن المختبر كأن يرتاح لشكله أو طريقته فى الكلام فيحكم عليه حكم خاطئ .
( ٣ ) لذلك يجب أن تحدد أسئلة المقابلة قبل إجراءها وشكلها وطريقة إلقائها وتوحيدها بالنسبة للآخرين ، كما يجب أن يدرب القائم بالمقابلة نفسه على الموضوعية وتجنب التحيز أو العدوان والأنانية حتى يمكنه أن يحسن التقدير دون التأثر بالأهواء والميول الذاتية .

ب - الاستخبار أو الاستبيان :
( ١ ) قائمة من الأسئلة تعطى لمجموعه من المختبرين ليجيبوا عنها ويتحدد موضوع الأسئلة بدقة ويكون السؤال مفهوماً وواضحاً ويشير إلى ما يراد معرفته ولا يعطى فرصة للتزوير والكذب ولا يعرض للإحراج .
( ٢ ) تكرار الأسئلة بصيغ مختلفة لمعرفة هل الاجابه كانت دقيقة أم مهملة .

ج - الاختبارات النفسية :
( ١ ) الاختبار امتحان وصل إلى مرحلة القانون أو القاعدة بحيث يمكن القول بأنه إذا طبق على نفس الأفراد في مكان آخر وظروف أخرى يعطى نفس النتيجة وانه يقيس ما يراد قياسه .
( ٢ ) الاختبار عبارة عن مشكله يطلب من الفرد حلها أو عمل يقوم به أو أسئلة يجيب عليها ، وهو إما اختبار عملي يستخدم فيه أجهزة فنية أو اختبار ورقة وقلم أو اختبار موقفي أو تفاعلي .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...