السبت، 4 يوليو 2020

التفكير ولغة العقل Thinking and language of mind


التفكير ولغة العقل

١ - المقدمة :
      الحمد لله الذي فضل الإنسان على كثير من خلقه وميزة بالتفكير والتأمل مستخدما العقل الذي ميزه به عن باقي المخلوقات ، فبه اهتدى الإنسان لخالقه وبه ساد الكون ، فالثروة الحقيقية لأي مجتمع والتي تغذي أي حضارة بشرية إنما تتمثل في عقول ابنائها المبدعين .

٢ - مفهوم التفكير :
     التفكير هو أي عملية أو نشاط يحدث في عقل الإنسان ، فهو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس ، وما نلاحظه أو نلمسه هو في الواقع نواتج فعل التفكير سواء أكانت بصورة مكتوبة ، أم منطوقة ، أم حركية ، أم مرئية . 
     وهو أيضا عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك ، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة ، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والثقافي الذي تتم فيه . 
 ويعرّف أيضاً بأنّه العمليّة التي يتم ّبها نقل الحقيقة إلى الدماغ من خلال استخدام الحواس المختلفة، والعمل على ربطها بالمعلومات السابقة من أجل تفسيره أو إصدار حكم عليه .

٣ - أركان التفكير :

 أ - الواقع :
الواقع هو الوحيد الذي يسمح لأيّ إنسان أن يكون قادراً على التفكير به ، فلا يمكنه التفكير في غير الواقع ، وبمعنى آخر هو لا يستطيع التفكير في لا شيء .
ب - الحسّ :
الحسّ عبارة عن الحواس الخمسة
 
( السمع ، والبصر ، والشم ، والذوق ، واللمس) بحيث تعمل على نقل الواقع بطريقة معيّنة إلى الدماغ .
ج - العقل :
الإنسان العاقل والسليم هو الوحيد القادر على ربط الأمور ببعضها البعض، والتواصل مع الآخرين ومع الحقائق .
د - المعلومات السابقة :
هو كل ما سبق للحواس أن نقلته إلى الدماغ ، واختزنه الدماغ ، وهذا يمثّل كل صور الوقائع باختلافاتها، حيث عملت الحواس على نقلها من قبل .
 

٤ - أنواع التفكير :
أ - التفكير السطحي :
يكون هذا التفكير عندما لا يعطي الشخص لعملية التفكير حقّها ، أي لا يطلق لها العنان ، ولا تتمّ فيها كل أركان التفكير ، فلا يتم تقليبه للواقع على صورته الحقيقية ، ولا يقوم بنقل كامل الصورة الظاهرة ، أو تقتصر على حاسّة واحدة فقط بعيداً عن الحواس الأخرى ، ولا يقوم بإحضار المعلومات السابقة واللازمة من أجل تفسير الواقع ، ولا يتم الربط بين الواقع والمعلومات ببعضها البعض .
ب - التفكير العميق :
هو في المضمون عكس السطحي ، فهو يحيط بالواقع من جميع أركان التفكير ، فيبقى ينظر إلى الواقع العديد من المرات ، ويعمل على تقليبه من كل النواحي ، ثم يعاود النظر إليه مرة أخرى ، ويبحث بعمق في الذاكرة من أجل جلب المعلومات السابقة والتي لها علاقة بالواقع .
ج - التفكير المستنير :
يعمل على الربط بين الواقع مع الوقائع الأخرى التي يكون لها علاقة به ، ويقوم بالتفكير بعمق كبير

٥ - وظائف التفكير :
أ - التفكير طريق الإنسان للإيمان حيث جاء في القرآن الكريم (( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار )) 
( آل عمران : ١٩٠ – ١٩١ ) .
ب - التفكير طريق الإنسان لعمارة الكون وجلب المنافع ، فهو قرين النهضة والتقدم للفرد والجماعة والمجتمع ، فتاريخ الحضارات قد قام على الذكاء والقدرات العقلية وأعمال التفكير . 
ج - التفكير من أجل الفهم والاستيعاب والحكم على الأشياء او التخطيط أو حل المشكلات  والإحساس بالبهجة والاستمتاع والتخيل . 
التفكير طريق الإنسان للاجتهاد والتفكير وسيلة لاتخاذ القرار . 


٦ - أنماط التفكير
أ - التفكير البديهي ( الطبيعي ) .
ب - التفكير العاطفي ( أو الوجداني ) .
ج - التفكير المنطقي .
د - التفكير الرياضي .
هـ - التفكير الناقد .
و - التفكير العلمي .
ز - التفكير الابتكاري أو الإبداعي .
أ - التفكير البديهي ( الطبيعي ) :
وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي ( الأولي ) حيث لا يتم التدخل في أنماط التفكير الأولية . 
وتتسم خصائص التفكير البديهي بما يلي : 
( ١ ) التكرار .
( ٢ ) التعميم والتحيّز .
( ٣ ) عدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات .
( ٤ ) الخيال الفطري والأحلام .
( ٥ ) معرض للخطأ .
( ٦ ) يحدث بالتداعي الحر للخواطر .
ب - التفكير العاطفي :
وأحيانا يطلق عليه التفكير الوجداني أو الهوائي ، ويقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه . 
وتتسم خصائص التفكير العاطفي بما يلي :
( ١ ) السطحية .
( ٢ ) التسرع .
( ٣ ) التبسيط .
( ٤ ) الاستيعاب الاختياري .
( ٥ ) حسم المواقف على طريقة أبيض وأسود أو صح وخطأ .
ج - التفكير المنطقي :
يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري . 
والصفة الأساسية للتفكير المنطقي ، أنه يعتمد على التعليل لفهم واستيعاب الأشياء ، والتعليل يعد خطوة على طريق ( القياس ) .  
ويلاحظ أن وجود علة أو سبب لفهم الأمور لا يعني أن السبب وجيه أو مقبول . 

  
د - التفكير الرياضي :
ويشمل استخدام المعادلات السابقة والاعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين ، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء . 
وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة ( المعادلات ، الرموز ) ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد .
 
 
 
هـ - التفكير الناقد :
التفكير النــاقد هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة ، مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي . 
والتفكير الناقد تفكير تأملي يهدف إلى إصدار حكم أو إبداء رأي . ويكفي هنا أن يكون الفرد صاحب رأي في القضايا المطروحة ، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيرا ناقدا .  
ويتم ذلك باخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن .
 ( ١ ) خطوات التفكير الناقد :
( أ ) تحديد الهدف من التفكير .

( ب ) التعرف على أبعاد الموضوع .
( ج ) تحليل الموضوع إلى عناصره بما يتلاءم مع الهدف .
( د ) وضع المعايير و المؤشرات الملائمة لتقييم عناصر الموضوع .
( هـ ) استخدام المعايير في تقييم كل عنصر من عناصر الموضوع .
( و ) التوصل إلى القرار أو الحكم .
 
و - التفكير العلمي :
هو العملية العقلية التي يتم بموجبها حل المشكلات أو اتخاذ القرارات بطريقة علمية من خلال التفكير المنظم المنهجي .
( ١ ) خطوات التفكير العلمي لاتخاذ القرار :
( أ ) تحديد تحديد المشكلة والهدف من اتخاذ القرار .
( ب ) جمع البيانات والحقائق عنها والتنبؤ بآثارها المحتملة .
( ج ) وضع الحلول البديلة للمشكلة Alternatives
( د ) تقييم كل بديل من البدائل Evaluation
هـ ) اتخاذ القرار الأنسب الذي يمثل أحسن مسار لتحقيق الهدف في ضوء الإمكانيات والموارد المتاحة .
( ٢ ) خطوات الأسلوب العلمي للمعرفة :
( أ ) الملاحظة .
( ب ) الرغبة في المعرفة ( تساؤل ) .
( ج ) وضع الفروض .
( د ) تحديد أفضل الطرق للإجابة على التساؤل .
هـ ) اختبار الفروض .
( و ) الاستنتاج .
( ز ) التعميم الحذر .


ز - التفكير الإبداعي :
الابداع هو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة ، ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ، ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال . 
( ١ ) مميزات التفكير الإبداعي :
( أ ) تجنب التتابعية المنطقية .
( ب ) توفير بدائل عديدة لحل المشكلة .
( ج ) تجنب عملية المفاضلة والاختيار .
( د ) البعد عن النمط التقليدي الفكري . 
هـ ) تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد .
( ٢ ) خصائص التفكير الا بداعي :
( أ ) الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل .
( ب ) البحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها .
( ج ) الاستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة ، ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة .
( د ) الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد .
هـ ) الثقة بالنفس والتخلص من الروح الانهزامية .
( و ) الاستقلالية في الرأي والموقف .
( ز ) تنمية روح المبادرة والمبادأة في التعامل مع القضايا والأمور كلها 

( ٣ ) معوقات التفكير الا بداعي :
( أ ) الخوف من الفشل ، والخوف من النقد .
( ب ) عدم الثقة بالنفس ، ( كأن يقول أحدهم : إن طاقتي محدودة ، أو لا يمكن أن أغيّر الواقع ، أو لا أستطيع مقاومة التيار ، أو أنا أطيع الأوامر وحسب ) .
( ج ) الاعتياد و الألفة ( اللي تعرفه ... ) ( من خرج من داره.... ) .
( د ) الخوف من المجهول أو من الجديد .
هـ ) المناخ المشحون بالتوتر ، والتخوف ، والاستبداد الفكري .
( و ) الرغبة في التقليد ، والمحاكاة للنماذج السابقة .
( ٤ ) قدرات الشخص المبدع : 
الشخص المبدع نجد أنه يدرك المشكلات ويتحسسها أكثر من غيره ويسعى لإيجاد حلول لها ، في حين يرى الآخرون أن كل شيء على ما يرام وانه يتميز بقدرات اساسية ، وهي :
( أ )  الطلاقة : 
يستطيع المبدع انتاج عدد كبير من الأفكار وبسرعة كبيرة ، سرعة في  انتاج الكلمات وطلاقة وسهولة في التعبير عنها وصياغتها صياغة مفهومة . 
( ب ) المرونة : 
المبدع قادر على تغيير زوايا التفكير ويستطيع التخلص من القيود الذهنية .
( ج ) الأصالة: 
تعني أن المبدع قادر على انتاج الأفكار الجديدة المفيدة والعملية . 
( د ) الذكاء:  
أثبتت الدراسات أن الذكاء العادي يكفي لانتاج الابداع . 
( ٥ ) صفات الشخص المبدع :
 عليك أن تكون : 
( أ ) واثقا بنفسك ومعتدا بها وبقدراتها ولكن احذر الغرور .
( ب ) قوي العزيمة والإرادة ، محبا لله مطيعا له .
( ج ) قادرا على تحمل المسؤولية .
( د ) متعدد الميول والاهتمامات .
هـ ) قادرا على اكتساب الأصدقاء ، متصفا بالمرح .
( و ) قادرا على نقد ذاتك والتعرف على عيوبها .
( ز ) مخلصا في عملك وحريصا على الوصول لدرجة الاتقان .
( ح ) مثابرا لا يستسلم بسهولة.
( ط ) مجددا في اساليبك ومبتعدا عن الروتين الممل .
( ى ) لاتكن متعصبا ولاتتحامل على الآخرين .
( ك ) كن واسع الخيال ، أكثر من التفاؤل .
( ل ) كن حازما وابتعد عن التردد ، ابتعد عن التقليد .

 موضوعات ذات صلة :

تنمية مهارات التفكير Improving thinking skills 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...