الجمعة، 3 يوليو 2020

 تنمية مهارات المقابلة Development of interview skills




 تنمية مهارات المقابلة
 
١ - مفهوم المقابلة :
تعد المقابلة من أهم أنواع الاتصال الشفهي المباشر ، وذلك لحدوثها وجهاً لوجه .
تعرَّف المقابلة بأنها تفاعل لفظيٌّ بين شخصين في موقف مواجهة ، حيث يحاول القائم بالمقابلة أن يستثيرَ بعض المعلومات أو التعبيرات لدى الآخر وهو المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته ، فهناك 
بيانات ومعلومات لا يمكن الحصول عليها إلاَّ بمقابلة للمبحوث وجهاً لوجه .

٢ - أنماط المقابلة :
تقسيم المقابلة وفقاً لنوع الأسئلة إلى :
أ - المقابلة المقفلة : 
وهي التي تتطلَّب أسئلتها إجاباتٍ دقيقة ومحدَّدة ، فتتطلَّب الإجابة بنعم أو بلا ، أو الإجابة بموافق أو غير موافق أو متردِّد ، ويمتاز هذا النوع من المقابلة بسهولة تصنيف بياناتها وتحليلها إحصائياً . 
 ب - المقابلة المفتوحة: 
إجابات أسئلتها غير محدَّدة مثل : ما رأيك ببرامج تدريب المعلِّمين؟ 
والمقابلةُ المفتوحة تمتاز بغزارة بياناتها ، ولكن يؤخذ عليها صعوبة تصنيف إجاباتها .
ج - المقابلة المقفلة المفتوحة: 
تكون أسئلتها مزيجاً بين أسئلة النوعين السابقين أي أسئلة مقفلة وأخرى مفتوحة فتجمع ميزاتِهما ، وهي أكثر أنواع المقابلات شيوعاً ، ومن أمثلة ذلك أن يبدأ الباحث بتوجيه أسئلة مقفلة للشخص موضوع البحث مثل : هل توافق على تنفيذ برامج تدريب المعلِّمين ؟ ثمَّ يليه سؤال آخر كأن يكون : 
ما هى أسباب موقفك بشيءٍ من التفصيل ؟
 
٣ - اهداف المقابلة :
يجب أن يكون للمقابلة هدفٌ محدَّد مع ملاحظة سلوك الأفراد والمجموعات والتعرُّف على آرائهم ومعتقداتهم ، وفيما إذا كانت تتغيَّر بتغيُّر الأشخاص وظروفهم ، وقد تساعد كذلك على تثبيت صحَّة معلومات حصل عليها الباحث من مصادر مستقلَّة أو بواسطة وسائل وأدوات بديلة أو للكشف عن تناقضات ظهرت بين تلك المصادر .

 

٤ - أنواع المقابلة :

 هناك العديد من أنواع المقابلات وتصنَّف المقابلة بحسب أغراضها إلى أنواعٍ منها : المقابلة الإعلامية ، ومقابلة الاستشارات ، ومقابلة التدريب ، ومقابلة التوظيف ومن أكثرها شيوعاً الأنواع التالية :
أ - المقابلة الاستطلاعيَّة ( المسحيَّة ) : 
وتستخدم للحصول على معلوماتٍ وبيانات من أشخاصٍ ممثَّلين لمجموعاتهم والتي يرغب الباحث الحصول على بيانات بشأنهم ، ويستخدم هذا النوع لاستطلاع الرأي العام بشأن سياسات معيَّنة ، أو لاستطلاع رغبات المستهلكين وأذواقهم ، أو لجمع الآراء من المؤسَّسات أو الجمهور عن أمورٍ تدخل كمتغيِّرات في قرارات تتَّخذها جهةٌ معيَّنة منوط بها أمر اتِّخاذ القرارات ، وهذا النوع هو الأنسب للأبحاث المتعلِّقة بالعلوم الاجتماعيَّة ومنها التربية والتعليم .
 
ب - المقابلة التشخيصيَّة : 
وتستخدم لتفهُّم مشكلةٍ ما وأسبابِ نشوئها ، وأبعادها الحاليَّة ، ومدى خطورتها ، وهذا النوع مفيد لدراسة دوافع المستخدمين .
 
ج - المقابلة العلاجيَّة : 
وتستخدم لتمكين المستجيب من فهم نفسه بشكلٍ أفضل وللتخطيط لعلاج مناسب لمشكلاته ، وهذا النوع يهدف بشكلٍ رئيس إلى القضاء على أسباب المشكلة والعمل على جعل الشخص الذي تجرى معه المقابلة يشعر بالاستقرار النفسيِّ .
 
د - المقابلة الاستشاريَّة : 
وتستخدم لتمكين الشخص الذي تجرى معه المقابلة وبمشاركة الباحث على تفهُّم مشكلاته المتعلِّقة بالعمل بشكل أفضل والعمل على حلِّها .
 


 
٥ - الإعداد للمقابلة :
هناك عوامل رئيسة ومهمَّة تساعد على الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة بالمقابلة على الباحث أخذها باعتباره عند استخدامها ، من أبرزها :
أ - تحديد ( العينة ) الأشخاص الذين يجب أن تُجْرَى المقابلةُ معهم بحيث يكونون قادرين على إعطائه المعلومات الدقيقة ، وأن يكون عددهم مناسباً للحصول على بيانات ومعلومات كافية .
 
ب - وضع الترتيبات اللازمة لإجراء المقابلة بتحديد الزمان والمكان المناسبين ، ويستحسن أن تُسْـبَق المقابلة برسالة شخصيَّة أو رسميَّة أو بواسطة شخص ثالث تمهيداً للمقابلة .
 
ج - إعداد أسئلة المقابلة ووضع خطَّة لمجرياتها لضمان حصوله على المعلومات والبيانات المطلوبة ، مع ضرورة الأخذ بالاعتبار مرونة بالأسئلة إذْ قد تفاجئه معلومات لم يتوقَّعها .
 
د - إجراء مقابلات تجريبيَّة تمهيداً للمقابلات الفعليَّة اللازمة للدراسة .
 
هـ - التدرُّب على أساليب المقابلة وفنونها لكي يكسب المستجيبين ولا يثير مخاوفهم ولا يحرجهم ويحصل على إجابات دقيقة وناجحـة .
 
و - التأكُّد من صحَّة المعلومات التي توفِّرها المقابلات وتلافي أخطاء السمع أو المشاهدة ، وأخطاء المستجيب للزمن والمسافات ، وأخطاء الذاكرة ، وأخطاء المبالغات ، وخلط المستجيب بين الحقائق واستنتاجاته الشخصيَّـة .
 
ز - إعداد سجلٍّ مكتوبٍ عن المقابلة بأسرع وقت ممكن ، فلا يؤخِّر الباحثُ ذلك إذا لم يتمكَّن من تسجيل المقابلة في حينها ، فهو عرضة للنسيان والخلط بين إجابات المستجيبين ، وعليه أن يستأذن المستجيب بتدوين إجاباته ويخبره بأهميَّتها في دراسته ، فقد يرتكب الباحث أخطاءً بعدم الإثبات أو بالحذف أو بالإضافة أو بالاستبدال بسبب تأخير التسجيل ، ولا شكَّ في أنَّ التسجيلَ بجهاز تسجيل يعطي دقَّة أكبر ، ولكنَّ استخدام ذلك قد يؤثِّر على المقابلة .

٦ - مزايا المقابلة :
تعتبر المقابلة أداة رئيسية لجمع البيانات والمعلومات لدى الباحث القدير على استخدامها بشكلٍّ علميٍّ وموضوعيٍّ في إجرائها وتدوينها وتحليل بياناتها ومن أبرز مزاياها :
أ - أفضل أداة لاختبار وتقويم الصفات الشخصيَّة .
ب - ذات فائدة كبيرة في تشخيص ومعالجة المشكلات الإنسانيَّة .
ج - ذات فائدة كبرى في الاستشارات .
د - تزوِّد الباحث بمعلومات إضافيَّة كتدعيمٍ للمعلومات المجموعة بأدوات أخرى.
هـ - قد تستخدم مع الملاحظة للتأكُّد من صحَّة بيانات ومعلومات حصل عليها الباحث بواسطة استبانات مرسلة بالبريد.
و - أنَّ نسبة المردود منها عالية إذا قورنت بالاستبيان .
 
٧ - عيوب المقابلة :
للمقابلة عيوب تؤثِّر عليها كأداة لجمع البيانات والمعلومات أبرزها :
أ - نجاحها يعتمد إلى حدٍّ كبير على رغبة المستجيب في التعاون وإعطاء معلومات موثوقة دقيقة .
 
ب - تتأثَّر بالحالة النفسيَّة وبعوامل أخرى تؤثِّر على الشخص الذي يجري المقابلة أو على المستجيب أو عليهما معاً ، وبالتالي فإنَّ احتمال التحيُّز الشخصيِّ مرتفع جدّاً في البيانات .
 
ج - تتأثَّر بحرص المستجيب على نفسه وبرغبته بأن يظهرَ بمظهر إيجابيٍّ ، وبدوافعه أن يستعدي أو يرضي الشخصَ الذي يجري المقابلة ، فقد يخفى بعضُ المستجيبين الحقائق التي لا يفصحون عنها بالشكل الذي يظنُّونه سليماً .


 
٨ - تدريب المقابلة الشخصية :
     المقابلة الشخصية هى اللقاء الذي يتم بين مسؤول أو أكثر من جهة ، وبين المرشح ( المتقدم ) للوظيفة من جهة أخرى ، وذلك لتقييم مدى صلاحية المرشح لشغل هذه الوظيفة ، تذكر أن معظم أصحاب العمل يفضلون الأشخاص الذين :
- ينصتون .
- يدعمون إجاباتهم بأمثلة .
- يأتون للمقابلة مستعدين .
- يوجزون ما يجب إيجازه .
- يثقون بأنفسهم .
- يتصفون بالمرونة وسعة الأفق .
 
كيف تجتاز المقابلة الشخصية بنجاح ؟
أ - الاستعداد للمقابلة :
- تأكد من معرفتك التامة بمكان إجراء المقابلة الذي حدد لك وقدرتك على الوصول إليه في الوقت المحدد .
- اجمع معلومات عن جهة التوظيف والمهارات التي تتطلبها الوظيفة عن طريق النشرات أو الكتيبات أو مواقع الانترنت التابعة لها .
- توقع بأن تشمل المقابلة اختبار تحريري ، واستعد لذلك .
- اقترح لنفسك بعض الأسئلة التي تتوقع أن تطرح عليك وضع الجواب المناسب لها .
- يمكنك التدرب على المقابلة مع شخص ذو خبرة لتنمية مهارة الحوار .
- قم بإعداد الوثائق الخاصة بالمقابلة مثل: 
الشهادات العلمية وشهادات الخبرة والسيرة الذاتية والصور الشخصية واثبات شخصية .
- نم جيداً ، فذلك يساعدك على التركيز أثناء المقابلة.

ب - أثناء المقابلة :
- تأكد من وصولك في الوقت المناسب ، فذلك يؤكد مدى حرصك والتزامك واهتمامك بالمقابلة .
- اهتم بمظهرك جيداً ، فالمظهر الحسن يمنحك الثقة بنفسك ويعطي الآخرين انطباعاً جيداً عنك .
- أدخل الغرفة بكل ثقة ، وكن مبتسماً ، واطرح السلام ، وعرِف بنفسك . 
- أنظر لعيون من يجري معك المقابلة ، ووزع نظراتك بين المقابلين واشعر كل واحد منهم بأنه مميز .
- اجلس منتصب القامة مع انحناءة قليلاً إلى الأمام لتشعرهم بأنك مهتم لما يقولون .
- تذكر أن تصغي باهتمام .
- أجب عن الاسئلة بصوتٍ مسموعٍ دون مبالغة ، ويجب أن تكون الإجابة كافية ولكن دون اسهاب ، وفكر قبل الإجابة عن السؤال الصعب ، ولا تسأل أسئلة قد تثير علامات استفهام ، مثل التي تتعلق بالإجازات والإنتقال من مكان لآخر ، واجعل اهتمامك منصب على العمل .
- دافع عن وجهة نظرك بطريقة لبقة ، ولا تجعل ، وإياك أن تفقد السيطرة على نفسك تحت أي ظرف .
- وجه لهم ارشادات بطريقة غير مبالغ فيها .
 
 احرص على تجنب الآتي : 
- الجلوس قبل دعوتك لذلك .
- التململ على الكرسي .
- الحلف .
- انتقاد العمل السابق .
- هز الساق أو القدم .
- تشابك الذراعين .

ج - انتهاء المقابلة : 
- عبر للجنة عن مدى سعادتك بمقابلتهم .
- أكد رغبتك في الحصول على الوظيفة وقبول عرضهم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...