استراتيجية العصف الذهني
Brain storming strategy
١ - المقدمة :
الأفكار العظيمة هي التي تغيّر العالم ، إلا أن ابتكار فكرة جديدة وجريئة ليس أمرا سهلا أبدا ، ولهذا يلجأ المهتمون بالأفكار إلى عملية العصف الذهني من أجل توليد الأفكار واختيار الأفضل منها وتطويرها ، فالعقل يعصف بالمشكلة ويفحصها و يمحصها بهدف التوصل إلى الحلول الإبداعية المناسبة لها .٢ - مفهوم العصف الذهني :
إستراتيجية العصف الذهني واحدة من أساليب تحفيز التفكير والابداع الكثيرة التي تتجاوز في أمريكا أكثر من ثلاثين أسلوبا ، وفي اليابان أكثر من مئة أسلوب من ضمنها الأساليب الأمريكية .ويستخدم العصف الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي أو الفردي في حل كثير من المشكلات العلمية والحياتية المختلفة ، بقصد زيادة القدرات والعمليات الذهنية .ويعني تعبير العصف الذهني : استخدام العقل في التصدي النشط للمشكلة .
تهدف جلسات العصف الذهني إلى تحقيق الآتي :
أ - حل المشكلات حلا إبداعيا .ب - خلق مشكلات للخصم .ج - ايجاد مشكلات ، أو مشاريع جديدة .د - تحفيز وتدريب تفكير وإبداع المتدربين .
يتكون العصف الذهني من ثلاث مراحل أساسية
هي :
أ - تحديد المشكلة .ب - إيجاد الأفكار أو توليدها .ج - إيجاد الحل .
يعتمد استخدام العصف الذهني على مبدأين أساسيين هما :أ - تأجيل الحكم على قيمة الأفكار :يؤكد هذا الأسلوب على أهمية تأجيل الحكم على الأفكار المنبثقة من أعضاء جلسة العصف الذهني ، وذلك في صالح تلقائية الأفكار وبنائها ، فإحساس الفرد بأن أفكاره ستكون موضعاً للنقد والرقابة منذ ظهورها يكون عاملاً كافياً لمصادرة أية أفكار أخرى .ب - كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها :قاعدة الكم يولد الكيف ، حيث أن الأفكار مرتبة في شكل هرمي وأن أكثر الأفكار احتمالاً للظهور والصدور هي الأفكار العادية والشائعة المألوفة ، وبالتإلى فللتوصل إلى الأفكار ، غير العادية والأصلية يجب أن تزداد كمية الأفكار .
أ - ضرورة تجنب النقد للأفكار المتولدة :أي استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في أثناء جلسات العصف الذهني، ومسؤولية تطبيق هذه القاعدة تقع على عاتق رئيس الجلسة .
ب - حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما يكن نوعها :والهدف هنا هو إعطاء قدر أكبر من الحرية لأعضاء الجلسة في التفكير في إعطاء حلول للمشكلة المعروضة مهما تكن نوعية هذه الحلول أو مستواها .
ج - التأكد على زيادة كمية الأفكار المطروحة :وهذه القاعدة تعني التأكد على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار المقترحة لأنه كلما زاد عدد الأفكار المقترحة من قبل الجماعة زاد احتمال بلوغ قدر أكبر من الأفكار الأصلية أو المعينة على الحل المبدع للمشكلة .د - تعميق أفكار الآخرين وتطويرها :ويقصد بها إثارة حماس المشاركين في جلسات العصف الذهني لأن يضيفوا لأفكار الآخرين ، وأن يقدموا ما يمثل تحسيناً أو تطويراً .
٧ - أدوار المشاركين فى العصف الذهني :
هذا ولكي تحقق استراتيجية العصف الذهني هدفها في استثارة عقول الآخرين فهناك دور محدد لمدير اللقاء ودور اخر للمشاركين ويتضح ذلك كما يلي:ا - دور مدير اللقاء :( ١ ) تقديم المشكلة ، حيث يقدم المشكلة بشكل مختصر ومفيد .( ٢ ) منع المشاركين من الحديث في وقت واحد .
( ٣ ) منعهم من نقد وتشويش وتقويم أفكار الآخرين .
( ٤ ) التأكد من كتابة الافكار.
ب - دور المشارك :( ١ ) قول الفكرة مهما كانت غير مقبولة .
( ٢ ) لا ينقد ولا يقيم أفكار الآخرين .
( ٣ ) خير الكلام ما قل ودل ، لذلك فهو مطالب بالاختصار .
( ٤ ) يستمع لمدير اللقاء.
( ٥ ) يتأكد من أن فكرته قد كتبت.
هناك عدة مراحل يجب اتباعها في أثناء حل المشكلة المطروحة في جلسات العصف الذهني وهي :
أ - صياغة المشكلة .ب - بلورة المشكلة .ج - توليد الأفكار .د - تقييم الأفكار .
أ ـ مرحلة صياغة المشكلة :يقوم رئيس الجلسة وهو المسؤول عن جلسات العصف الذهني بطرح المشكلة على الاعضاء وشرح أبعادها وجمع بعض الحقائق حولها بغرض تقديم المشكلة للأعضاء .
ب ـ مرحلة بلورة المشكلة :وفيها يقوم الرئيس بتحديد دقيق للمشكلة وذلك بإعادة صياغتها وتحديدها من خلال مجموعة تساؤلات مثل :
- ما هي النتائج المترتبة على الكرة الأرضية إذا استمر التلوث بهذه الصورة ؟- كيف يمكن البحث عن بدائل جديدة لمصادر طاقة غير ملوثة مستقبلاً ؟
إن إعادة صياغة المشكلة قد تقدم في حد ذاتها حلولاً مقبولة دون الحاجة إلى إجراء المزيد من عمليات العصف الذهني .
ج - توليد الأفكار :
العصف الذهني لواحدة أو أكثر من عبارات المشكلة التي تمت بلورتها ، وتعتبر هذه الخطوة مهمة لجلسة العصف الذهني حيث يتم من خلالها إثارة فيض حر من الأفكار ، وتتم هذه الخطوة مع مراعاة الجوانب التالية :
أ - عقد جلسة تنشيطية .ب - عرض المبادئ الأربعة للعصف الذهني .ج - استقبال الأفكار المطروحة حتى لو كانت مضحكة .د - تدوين جميع الأفكار وعرضها ( الحلول المقترحة للمشكلة ) .هـ - قد يحدث أن يشعر بعض المشاركين بالإحباط أو الملل ، ويجب تجنب ذلك .
د ـ تقويم الأفكار :تتصف جلسات العصف الذهني بأنها تؤدي إلى توليد عدد كبير من الأفكار المطروحة حول مشكلة معينة، ومن هنا تظهر أهمية تقويم هذه الأفكار وانتقاء القليل منها لوضعه موضع التنفيذ .
لا بد من التأكيد على العناصر الآتية :أ ـ وضوح المشكلة مدار البحث لدى المشاركين وقائد النشاط مدار البحث .ب ـ وضوح مبادئ وقواعد العمل والتقيد بها من قبل الجميع ، بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح الأفكار دون تعليق أو تجريح من أحد .3 ـ خبرة قائد النشاط أو المحاضر وقناعته بقيمة أسلوب العصف الذهني كأحد الاتجاهات المعرفية في تحفيز الإبداع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق