الخميس، 9 يوليو 2020

تنمية مهارات تحديد الأهداف الشخصية skills development Set personal goals



تنمية مهارات 
تحديد الأهداف الشخصية
 
١ - المقدمة :
إن الحياة بدون هدف ليس لها معنى ، فوضع أهداف محددة لحياتنا يدفعنا لاتخاذ قرارات عملية أكبر لتحقيق هذه الأهداف ، والنجاح في النهاية يعني نجاحنا في الوصول لتلك الأهداف ، لذلك فإن الأهداف تعتبر هي المعيار الذي نقيس به مدى نجاحنا في حياتنا العملية .
إن السر الذي وراء هؤلاء الذين يصنعــون التـاريخ و يغيرون مجرى الأحداث ويضعون بصماتهم عبر الأعوام والسنين ، ذلك لأن لهــم أهدافاً جلية وواضحــة أمام أعينهم ، لا تفارقهم ليلًا ولا نهارًا . 

٢ - تحديد الأهداف :
مهارة تحديد الأهداف الشخصية هي عملية تفكير ووضع رؤية لتحقيق مستقبل مثالي ، وهذه العملية تساعدك على تحديد المكان الذي تريد أن تصل إليه في المستقبل .
في عام ١٩٥٣ أجرى الباحثون في جامعة يال Yale الأمريكية استبياناً على الدفعة المتخرجة  .. وكان الاستبيان عبارة عن ســؤال واحــد : هل لك أهـداف محــددة ومكتــوبة ؟  
وجدوا من خلاله أنه فقط ٣ % من الخريجين لديهم مجموعة من الأهداف المحددة بوضوح ومكتـوبة .  
و بعد عشرين عاما عاد هؤلاء الباحثون وبحثوا عن نفس المجموعة وكيف أصبحت ؟ 
فوجدوا أن نسبة ال ٣ % من الخريجين الذين كانت لديهم أهداف محددة و مكتوبة هم الذين حققوا انجازاً ونجاحاً كبيراً في حياتهم . 
والسؤال الذي يطرح نفســه هل تحديد الأهداف و كتابتها والعمل بموجبها أمراً أساسياً وحاسماً في تحقيق النجاح ؟ 
الإجابة واحــدة ولاتتغير : نعــم .  
وأنت ، ماذا عنـك؟ في أي جـانب تريــد أن تكــون؟ مع من يصــنعــون التاريخ ويعرفون إلى أين ينطلقون ؟ 
أم مع من لا يعرفــون لماذا يعيشــون ؟  
هـل تســاءلت يومـاً ماذا تفعل ؟ 
ولمــاذا تفعـله ؟ 
هل رسمت لك هدفـاً تريد أن تصــل إليه
 أســئلة كثيرة لا بد أن تجــد إجابات واضحــة ومحــددة . 
هنا تبرز أهمية تنمية مهارة تحديد الأهداف وذلك من خلال التعريف على الأهداف وخصائصها وكيف نحددها .

٣ - معنى الهدف :
الهدف هو الحلم الذي تطلب تحقيقه بعد فترة زمنية محددة ، ويتطلب أن يكون ذو خصائص محددة .
 
٤- قــواعد الاهـدف : 
لكل شيء في الحياة قواعد ، وكذلك للأهداف قواعد لا بد أن تكون قوية لكي تبنى عليها الأهداف .
ا - الرســالة :
 في أكثر من مكان بين الله عز وجل الهدف من خلق الإنسان حين قال : 
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات ٥٦ 
( قل إن صلاتي ونسكي ومحيأي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام ٦٢ ، 
من هنا تعلم أن لك رساله لا بد أن تعيها أولا وهي أول قاعدة لتحديد الأهداف ، أن تبلور وجودك على الأرض في رسالة واضحة تؤمن بها وتكون هادية لك ولأهدافك .
ولقد قالهـا Victor Frankl ( نحن لا نخترع مهمتنا في الحيـاة ، نحن فقط نكتشفهـا ، إنهـا في داخلنــا في انتظـار تحويلهـا إلى واقع ) . وبنوعية الرســالة التي نستشعرها ونكتشفهــا داخلنا تكون أهدافنــا ، وبنوعيــة أهدافنــا تكون جــودة الحياة التي نعيشــها .
  
ب - الرؤيـة : 
هنا نكتب ما نريده لأنفسنــا في كل مجال بدأنا ندرك أبعاده في حياتنــا ، ماذا أريد في علاقتى بالله عز وجل ، ماذا أريد أن تكون عليه علاقتي بأسرتي ، بأهلي ، بأصدقائي ، ماذا أريد في مجإلى المهني أن يكون ، ماذا أريد........الخ . 
فبالرؤيــا تتوازن أدوارنـا ، لأنها تنبع من ذاتنـا الداخلية ، والرؤيــا هي التي تعمل على أتحــاد أدوارنا مهمــا اختلفت وتجزأت ، إنها البوصلة التي تحدد اتجاهاتنا في الحياة .
 
٥ - أنواع الأهداف :
هناك ثلاثة أنواع من الأهداف مقسمة تبعًا لمعيار زمني وهي :

أ - أهداف قصيرة المدى : 
وهي الأهداف التي تحتاج لتحقيقها في فترة زمنية قصيرة تبدأ من ١٥ دقيقة وحتى عام كامل ، على سبيل المثال وضع خطة للاجتماع القادم أو القيام برحلة في أجازة نهاية الأسبوع أو غيرها من الأهداف التي تسعى لتحقيقها في فترة زمنية قصيرة ، ومن فوائد وضع هذا النوع من الأهداف أنها تعد وسيلة ممتازة لتدريبك على طريقة تحديد الأهداف وتنمية عادة التخطيط لديك .

ب - أهداف متوسطة المدى : 
وهي الأهداف التي يجب أن تحققها في فترة زمنية تتراوح من عام وحتى خمسة أعوام ، ومن أمثلة تلك الأهداف التخطيط لشراء منزل أو سيارة جديدة ، ومن فوائد هذا النوع من الأهداف أن استمراريتها تساعدك على الالتزام بتحقيق أهدافك .

ج - أهداف طويلة المدى : 
وهي الأهداف التي يجب أن تستمر معك طوال حياتك مثل تحديد علاقتك مع أصدقائك وعائلتك ، وأهمية هذا النوع من الأهداف أنها تسمح لك بتعديل مسارك وتصحيح أخطائك باستمرار .

ويجب أن نبدأ أولًا بوضع الأهداف طويلة المدى ، ويجب أن تكون أهداف واقعية ، وبعد ذلك نقوم بتقسيم الهدف الكبير لأهداف أقصر متوسطة وطويلة المدى وبمجرد الانتهاء من تحقيق هذه الأهداف نجد أننا قد وصلنا لتحقيق هدفنا الرئيسي طويل المدى .
إن تحــديد الأهــداف يتعـدى كونه كتابة لمجمـوعة من الأمنيات الفضفاضة  والرغبات الوقتيــة القصيرة وإن طالت ، فالأهــداف هيكل واضح ينطلق من داخلك ومن مبادئك ويتطلب منك أيضــا تحــديد الطريق ( التخطيط الإستراتيجي ) والوسيلة ووضع الإليات اللازمــة للتغلب على أية صعـوبات تقابلك ، وأن تكون مستعداً لأي من المتغيرات من حولك ، مع وضع المعأيير التي ســتقيس بها مدى إنجازك في تحقيقه . 
ولذلك فإن هنــاك صفات وخصــائص لكي يكــون هــدفك ذكيــاً وفعــالاً . 
 
٦ - خصائص الأهــداف الفعــالة :
  ولكي يكون الهدف فعالاً ، فلا بد أن يتميز ببعض الصفات ، التي جمعت في كلمـــة  SMART . 
 

أ - محــــــددة : 
S ) specific ) 
لا بد أن تكون في كتابتك للهــدف محــدداً وواضحاً بقدر ما تستطيع ، لأنه يعطيك وضــوحاً في رؤيتك لطريقك في الحيــاة ، فإنك لا تستطيع تحقيق هدف لا تراه .
 
ب - قابلــة للقياس : 
M ) measurable )
  يجب أن تربط هـدفك دائماً بوحدات قياس حتى يكون لك القدرة على معرفة مدى تقدمك ، مما سيزيد من ثقتك بنفسك وتقدمك أكثر لتحقيق هدفك .
 
ج - ممكن التحقيق : 
A ) achievable ) 
  إن التحـدى وقــود النجـاح والتفوق ، ولكن هناك حــد يقلب التحـدي من أن يكون أيجابياً إلى العكس ، وذلك عندما  يصبح التحدى مسـتحيلاً ، لذا لا بد أن يكون هـدفك غير عادي وموســوم بالتحـدي ، ولكن تحدي من الممكن حدوثــه وليس مستحيلاً .
 
د - واقعيـــة : 
R ) realistic )
عليك أن تضع هدفا يناسبك ويتلائم مع قدراتك ، أي أن يكون واقعياً لا خيإلياً وهمياً ، فيكون الهدف مناسباً لك في القدرة لإنجازه، وأن تمتلك ما تحتاجه من موارد لتحقيقه.    
 
هـ - محددة بزمن : 
T ) timed ) 
عليك أن تربط الهـدف بزمن حتى يمكنك أن تتابع انجازاتك ، وتُقيمهــا ، وأن تصوغه بطريقة تمكنك من قياس قربك من تحقيقه ، ولا بد أن يكون الزمن المحدد مناسباً للهــدف .
 
٧ - أهمية تحديد الأهداف :
وتحـديد الأهـداف يجعلك أكثر تركيزاً وقـوة ، لأنك تعلم إلى أين تريد أن تصل ، وبالتإلى يقلل حيرة الاختيار بين البدائل  المتعددة ولذلك يجب علينا قبل أن ننطلق أن نعرف جيداً إلى أين ننطلق .
أ - التحكم في الذات : 
عندما يكون لديك برنامج منظم فإن ذلك سوف يجعلك تشعر بأنك أكثر تحكمًا في حياتك ، وبالتالي سوف تشعر أنك قادر على تخطي أي عقبة ، وهذا يؤدي للشعور بالثقة في النفس وخاصة مع تحقيق مزيد من الأهداف كل يوم ، كما سيجعلك تكون شخص إيجابي أكثر فتقوم بمحاولة تحقيق مزيد من الأهداف .

ب - إدارة الوقت : 
سوف تصبح أكثر دقة وتركيز في سعيك لتحقيق هدفك ، فإن ذلك سوف يجعلك أكثر رغبة في تحقيق الهدف ، حيث تعتبر عملية تحديد الأهداف وعملية إدارة الوقت وجهان لعملة واحدة ، فلا يمكن تحقيق واحدة دون الأخرى .

ج - تحقيق حياة أفضل : 
إذا وضعت برنامج متوازن لأهدافك ، فإنك ستكون أكثر تركيزًا على أهدافك مما يؤدي لتحسين ورفع مستوى حياتك وستكون أكثر تحفيزًا وأفضل حالًا وأكثر سعادة ، لان النجاح في الحياة هو التوازن في كل جوانب حياتك ، وحتى تكون إنسانًا ناجحًا ، وتضع خطة متوازنة لحياتك ، يجب أن تركز على خمسة أركان في حياتك وهي :

( ١ ) الجانب الروحاني : 
وهذا الجانب هو الذي يشمل علاقتك مع الله سبحانه وتعالى ، وهو أهم جانب من جوانب الحياة المتزنة .

( ٢ ) الجانب الشخصي : 
وهو يشمل حياتك الشخصية وعلاقتك مع عائلتك وأصدقائك .

( ٣ ) الجانب المهني : 
وهو يشمل مستقبلك المهني وقدرتك على التعلم من أجل تقدمك في مركزك الوظيفي .

( ٤ ) الجانب المادي : 
وهو يشمل استقرارك المالي من دخلك والاستثمارات التي يمكنك القيام بها ، ووضع خطة لتقاعدك .

( ٥ ) جانب العامل الصحى : 
وتشمل صحتك البدنية والنفسية بشكل عام .

ويجب أن تدرك حقيقة أن أي خلل في أي جانب من تلك الجوانب سوف يؤثر بالسلب على باقي الأركان ، وهذا يشبه شخص يجلس على كرسي بثلاثة أقدام فقط ، فهذا الشخص يمكن أن يحافظ على توازنه لبعض الوقت ولكنه لن يستطيع أن يحافظ عليه طوال الوقت لأنه سرعان ما سيتعب فيفقد توازنه ويسقط .
 
٨ - كيف تحـــدد أهـدافك :
ا - عليك أن تطلق العنــان لتفكيرك وتخيلاتك عمــا تريد أن تكــون في كل جوانب حياتك ، ( الدينيــة ، والشخصيـة والعائليــة والعلميــة والرياضــية..الخ ) ، ثم قم بســؤال نفســك ماذا تريــد أن تكــون في كل مجــال منها، واكتب ما تفكر فيه في الدائرة الخاصة به

ب - ابدأ بكتابة رسالتك في الحيــاة ، التي تؤمن أنك ما ولدت إلا لتنفيذهــا ، احلم حلم كبير ولكن لا بد أن تكون مؤمناً به لكي تكتب أهدافك على أساسه . ثم ارجع لما كتبت عن  رؤيتك عن نفسك في كل مجالات حياتك ، ومن ثم استخلص أهدافك التي تريد تحقيقهـا وليكن بعد خمس سنوات في كل مجال على أساس رسالتك ورؤيتك ، لا بد من توافـر المعلومات اللازمة لك لتحديد الأهداف ، وعادة تستمد من الخبرات السابقة لك أو لأحـد تثق به .
 
ج - تبـدأ في تحــديد الأهــداف المرحليــة الموجــودة في كل مجــال من مجــالات حياتك ، وتبدأ في دراســتها بحيث تكــون كلهــا مرتبطــة بالهــدف الاجمإلى وأن تكــون جـزءاً منــه ، إذا حققت واحــداً منهـا تكــون قد أنجــزت جـزءاً من هــدفك الاجمإلى أو أنك قطعت شــوطاً في الطريق إليـه . 
 
د - دراسة النتائج والفوائد المترتبة على تحقق هذا الهدف بالنسبة لك وللآخرين ، ولك أن تتصور الهدف وقد تحقق تصوراً واضحاً أيجابياً بجميع حواسك ، وأن تتخيل نفسك وأنت تعيش مرحلة تحقق الهدف بكل تفاصيلها وتستمتع بذلك لأن ذلك يحفز طاقاتك ويوجه تفكيرك نحو الا بداع في كيفية الوصول للهدف ، ونتيجــة لذلك فإنك ستؤمن بهـدفك وقيمته وأهميته وأولويته على غيره ، وأنه سيضيف لحياتك بعداً جديداً ويزيد من قناعتك بذلك ،  وعلى قدر أيمانك بأهمية هدفك وضرورته لك ، يكون مقدار إبداعك ودأبك وسعيك وتجنيد جميع طاقاتك للوصول إليه .
 
هـ - من الأساسيات في وضع الاستراتيجيات ، أن تضع دائمــاً خطة بديلة ، إن لم تنجح الخطــة الأولى ، فوراً تتجه لتطبيق الخطة البديلة ، فلأيكون هناك وقت ضــائع أو مفقــود ، وهنــا يجب التركيز على أن البديل هـي الخطــة ، أي الوسيلة وليس الهــدف ، فإنك لا بد أن تعمــل جاهــداً للوصول لهدفك المنشــود .
و - وعليك أن تؤمن أنك المسؤول الأول عن تحقيق هدفك وأن جهود الآخرين في سبيل ذلك لا تتجأوز المساعدة التي لا بد من تحديدها ومعرفتها والتأكد من إمكانية حصولها والسعي لتوافرها ،  وعليك بالمرونة في التفكير والسلوك والتأقلم مع المستجدات والظروف من خلال تقليب وجهات النظر وتعدد زوأيا الرؤية وبعدم إغلاق الذهن أمام تعدد الاحتمالات يتيح لك تعدد الخيارات الممكنة والمتاحة لك للوصول لهدفك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...