الجمعة، 10 يوليو 2020

تنمية مهارات التحفيز الذاتي skills development Self stimulation




تنمية مهارات التحفيز الذاتي

١ - المقدمة:
 التحفيز الذاتي هو السلاح الذي يقتل به الفرد كل أعداء النجاح التي بداخله .
والتحفيـز هـو الوقــود اللازم لأن نســير في حياتنــا ، ونصبر على المشــكلات التي تقابلنــا حتى نصــل الى تحقيق أهــدافنا التي رسمنــاها وتخيلنــاها وشــحذنا كل هممنــا للوصــول إليهــا . 
وهو المثــابرة والتصــميم على أن نتغلب على كل العراقيل ، وهو النــور الذي يضيء داخلنــا لكي نرى في أحلك الظلمــات ، وهو أن لا أرى في الحيــاة إلا صــورتى وأنا أحقق هـدفي الذي حددتــه . 

٢ - مفهوم التحفيز :
التحفيز هــو شــعور يولد لدى الفرد ، يخلق لديه رغبــة في اتخــاذ قرار أو سـلوك أفضل ، بغية تحقيق الأهداف ، وهذا الشـعور يمكن أن يكون نتيجــة مؤثرخارجي من البيئة فيسميه البعض بالتحفيز ،  عكس الدافعية تأتي من الداخل أو من الذات ، ولكن مجازًا يطلق اسم التحفيز الخارجي والتحفيز الداخلي أو الذاتي .
وهو الأسلوب أو الطريقة التي يتبعها الفرد من أجل تشجيع نفسه على الاستمرار بالتقدم للأمام ، وهو الإصرار الذي يدفعه لتحقيق الهدف وبذل الجهود من أجل تطوير الذات وشحن المشاعر بالطاقة الإيجابية .
 وبشكل عام فحضور الدافع الذاتي ليس كافيا لكي نقول باننا سننجز عملا ما بشكل مذهل أو مثالي، ولكنه على الأقل يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع التوتر ، ويمنحنا القوة اللازمة للاستمرار في أدائه . كما أننا ببساطة نكون أكثر سعادة عندما نفعل ما نود فعلا القيام به .
 

٣ - أنواع التحــفيز الذاتي
أ - تحفـــيز ذاتي ( داخلي ) : 
وهــذا ينبع من داخلك نتيجــة أيمانك بهــدفك ، وخاصــة إن كان يتطــلب جهــداً وصــبراً ومثــابرة ، والبعض يطلقون عليه الدافعيــة .وقد يرتبط بعوامل داخليّة وهو أصل التحفيز الذاتي ويُقصد به وجود الدافع من ذات الشخص للقيام بعمل ما ويكون الفرد نفسه مسئول عنه فهو الذي يحفِّز ذاته على القيام بعمل معيّن ، إذاً فالتحفيز الذاتي هو شحن نفسك بالمشاعر والطاقة الإيجابية وإصرارك على امتلاك قوّة لا يمتلكها أحد غيرك ، والاعتماد عليها للوصل إلى ما تهدف له ولتحقيق النجاح الذي تصبو إليه
 
ب - تحفيز خارجي : 
وهــو ما نسـتمده ممن حولنـا أي من البيئة الخارجـية ، كالوالدين أو أفراد الأســرة أو من مكآفأة مإلية أو عينيــة من الجــامعــة أو جــائزة خــاصة لعمل معين .   
وهو أن يقوم شخص ما بتحفيز شخص آخر للقيام بعمل ما ، أو هو الحثّ من الآخرين على أن يقوم الفرد بالسلوك المطلوب . ويرتبط غالباً بين القيام بالعمل المطلوب والحصول على مكافأة أو ترقية ما أو غيرها .
ويقسم التحفيز الخارجي إلى نوعين:
( ١ ) إيجابي ( ترغيب ) 
ويكون للإنسان المهتم او الشغوف ، كالطالب الذي يذاكر بجد حباً في النجاح وبريق التفوق . 
( ٢ ) وسـلبي ( ترهيب ) 
ويكون للإنسان الغير متحمس ، كالطالب الذي يذاكر بجد خوفاَ من الفشل أو الرسوب .
 
٤ - عناصر التحفيز الذاتي
ا - الرغبة : 
وهي المتعة والحماس في الإنجاز والتحسين أو تلبية معاييرَ معينةٍ .

ب - الإعداد والتحضير : 
من خلال كتابة خطة عملٍ واضحة ومكتوبة .

ج - الالتزام بالأهداف الشخصية : 
من خلال التدريب على تنظيم وتقسيم الأهداف .

د - المرونة : 
هي التفاؤل والقدرة على الاستمرار ووضع الأهداف  وهي القدرة على تخطى العقبات والتحلي بالصبر للتعامل معها .

٥ - أهميّة التحفيز الذاتي :
لأن أقوى انواع التحفيز هو التحفيز الداخلي ، وأهــم العــوامل التي تســاعد على التحفيز الداخلي هــي :
 
أ - وضــوح الهــدف والرؤية ، دائمـاً ذكر نفسك به حتى يكون كالوقــود الذي يدفعك للأمام ، وعندما تقابلك المشــاكل أو بعض الصعوبات لا تتركهــا بل لابد أن تشحذ هممك ، وتســتدعي وقـوداً إضــافياً لتعضد نفســك به ، وتزيد من إصرارك لكي تنجح ،  وتتعدى الصعاب مهمــا كانت لتصل إلى ما تريـــد، وما أروعهــا لحظة، تلك التي تحقق فيهـا ما تريد .

ب - التحفيز الذاتي مهم عندما نريد تشجيع أنفسنا ومضاعفة جهودنا لتحقيق أهدافنا بشكل أسرع .
ج - مهم عندما نشعر بانخفاض طاقاتنا وحماسنا لنشاط أو عمل معّين أو عندما يقلّ حماسنا تجاه تحقيق ما نهدف له.

د - عندما نشعر بالملل أو اللامبالاة تجاه ما كنّا نخطّط لتحقيقه من نجاحات في حياتنا .
 
هـ - مهم لتحدّي الصعوبات والمعوّقات التي قد تعترضنا واكتساب الشجاعة اللازمة لتخطيها .
 
و - التحفيز الذاتي مهم عندما نشعر بالاكتئاب ونفقد الأمل في كل شيء من حولنا .
 
ز - عندما نقوم بخطوة نرى فيها نجاحنا لكن هناك إحساس يصاحبنا بعدم قدرتنا على القيام بها .
 
ح - التحفيز الذاتي هو المحرّك الأساسي للنجاح ويعد من أهم وأفضل أنواع التحفيز حيث أنّه يأتي من داخل الفرد ويدفعه للسعي نحو تحقيق أهدافه .
 
ط - التحفيز الذاتي يشحن الفرد بالطاقة والأحاسيس الإيجابيّة والتي تدفعه لتغيير نظرته التشاؤميّة فتتكوَّن لديه قناعة أنّ جميع أهدافه قابلة للتحقّق .
 
ى - التحفيز الذاتي يساعد الفرد على اتخاذ القرارات الصحيحة والتفكير في المستقبل من خلال التخطيط له ، وذلك من أجل الوصول لنتائج مُرْضِيَة ومُبْهِرَة .
 
لذلك يجب أن يكون التحفيز ذاتيّاً وبشكل مستمر وبدون توقُّف للوصول لأهدافك وتحقيق النجاح .
٦ - خطوات تحفيزية :
أ - الثقة بالله : 
      ولكي تزيد من تحفيزك الذاتي ، اجعل أهدافك مرتبطــة بالله عز وجل ، وما من هدف أسمى من أن يكون لله عز وجل ، ولكي تفهم هذه النقطة بالذات ، إرجع لحديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إنمـا الأعمـال بالنيــات، وإنمـا لكل امرئ ما نوى....إلى آخر الحديث" 
فالمقصود إنك تخطط لحياتك ، ولكن اجعل الفعل لله ولرفعة الدين ، وبذلك كما قيل تقلب العادة إلى عبادة بفعل النية . 
  
ب - أبعد تركيزك قليلا عن الأفكار العادية : 
 لا تكن إنسانا عاديا ، من غير المعقول أن تؤدي الطريقة ذاتها أو نفس الفكرة إلى هدف مختلف ، تعلم كيف تفكر خارج الصندوق .
 
ج - لا تخف من الوقوع في الخطأ :  
لا تخف من ردة فعل فلان وعلان فقط ثق في نفسك وانطلق .
 
د - تعلم كل يوم شيء جديد : 
 يكبر العقل بزيادة العلم ، و يأتي الحلم بالحكمة والعلم .
من أجمل الأبيات الشعرية عن العلم للإمام الشافعي :
ومن لم يذق مر التعلم ساعة       تجرع ذل الجهل طول حياته .
 
هـ - كن إيجابيا : 
لكي تكون إيجابيا اتبع ما يلي :
( ١ ) اهجر أصدقائك السلبيين وخاصة المقربين .
( ٢ ) تكلم مع نفسك بعبارات إيجابية واقنع عقلك اللاواعي بها ( أنا ناجح ، أنا أستطيع ، لن أتراجع ، لن أفشل ) .
( ٣ ) أكثر الجلوس والتواصل مع الايجابيين .
( ٤ ) ابحث عن نقاط القوة في شخصك .
( ٥ ) آمن بنفسك وبقدراتك وكفاءتك في أداء المهام الموكلة إليك .
( ٦ ) اجعل لنفسك شخص موثوقا تلجأ إليه وقت الحاجة حتى يعطيك شحنة إضافية .

و -  تقدير الذات : 
     لا تحتقر نفسك ، إذا توفرت لديك الرغبة فأنت تريد و إذا كنت تريد فإنك تستطيع .
 
ز - الرضا عن النفس :
     مهما كانت النتائج ومهما تعددت الطرق سواء بسيطة أم معقدة لا تلم نفسك ، لا تكن أنت والدهر عليها ، بل شجع نفسك و ألهمها رشدها ونشاطها حتى تستعيد انطلاقتها .
 
ح - تجنب التعب خاصة النفسي : 
     غير المكان ، ازرع نباتا ، اسد معروفا ، اصنع سعادة ، لا تدخل نفسك في متاهات أنت في غنى عنها خاصة بعد تسطيرك للأهداف .
 
ط - تذكر الماضي وانطلق إلى المستقبل : 
     قد يكون أحد منا أو معظمنا مر بظروف عصيبة و أوقات قاسية وقد تكون الدنيا أوقعت به في مهالك عديدة ، يمكنك الاستفادة من تلك التجارب ووضعها نصب عينها واجعل منها ركيزة حتى لا تعود إليها أو تقع فيها ، حفز نفسك بها لتقوية عزيمتك و إرادتك .
 
فمن المؤكد أنّك عندما تجد الدوافع ، وترسم الأهداف المناسبة ، وتعمل وتجتهد لتحقيق أحلامك ، سوف يكون لديك الحافز الذاتي لكي تنجح وتصل إلى مُبتغاك ، رغم جميع المصاعب التي قد تتعرَّض لها ، لأنّك أنت فقط من يستطيع حلَّها وتخطِّيها بمجهودك الذاتي من خلال تحفيز نفسك من الدّاخل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...