الثلاثاء، 30 يونيو 2020

١ - تنمية مهارات الاتصال Developing communication skills



تنمية مهارة الاتصــال
 
١ - مقدمة:-
من أبرز العوامل التي تؤثر في نجاح الفرد داخل المجتمع هي مهارات الاتصال ، وأثبتت الدراسات أن ٨٥ % من نجاح الفرد في عمله وحياته ومن ثم سعادته فيهما يعود إلى مهاراته في الاتصال بذاته والآخرين من حوله ، وهذه المهارات تعيننا على إقامة علاقات إيجابية مع الذات ومع الآخرين من حولنا ، الأمر الذي يستوجب ممارسة هذه المهارات والتفاعل معها .
     وقد تنأولنا في هذا الموضوع مهارات الاتصال كونها أداة تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للفرد ، وإحدى أهم مهارات تطوير الذات .
     يلعب الاتصال دورا أساسياً في نجاح العلاقات الإنسانية في مختلف مجالات الحياة ، ولذلك فهو مهارة يتعين على جميع البشر اكتسابها وتطبيقها ، ليتمكنوا من تحقيق مهامهم . 
ويتميز الاتصال الفعَال بالادراك والوعي والقدرة على توصيل الفكرة إلى الطرف المقابل وتحقيق الأهداف .
ويعد الاتصال الجيد أداة لتنمية الإنسان وتطور معارفه وخبراته فى النواحي الاجتماعية والتعليمية والوظيفية ، ومن ثم فالاتصال الفعال من أهم أسباب النجاح .
 

 ٢ - تعريف الإتصال :-
أ - الإتصال بمعناه العام والبسيط يقوم علي نقل أو تبادل المعلومات بين أطراف مؤثرة ومتأثرة ويرجع أصل كلمة إتصال communication إلي الكلمة اللاتينية ومعناها common  أي مشترك وعام ، وبالتالي فإن الإتصال كعملية يتضمن المشاركة أو التفاهم حول شئ أو فكرة أو إحساس أو إتجاه أو سلوك أو فعل ما . 
ب - يعرَف الاتصال بأنه تفاعل طرفين أو أكثر في موقف معين لتبادل المعلومات والأفكار والآراء بقصد التأثير في أي طرف وإحداث استجابة .
 
٣ - أهمية الاتصال :-
 ترجع أهمية الاتصال إلى أن القدرة علي المشاركة وتبادل الآراء تزيد من فرص الفرد في البقاء والنجاح والتحكم في الظروف المحيطة ولذلك تنبع أهمية الاتصال من خلال الآتي :
أ - يمثل الاتصال جزءاً كبيراً من أعمال الفرد إليومية ، حيث يمثل الاتصال بالآخرين من برنامج الإنسان إليومي ما نسبته ٧٥ % .
ب - تعد مهارات الاتصال من أهم عوامل النجاح المهني للفرد ، بحيث تمثل ٨٥ % من نجاحه المهني .
ج - القدرة على إنجاز الأهداف بالشكل المناسب .
د - ضمان التفاعل المشترك بين الأفراد .
هـ - معرفة الفرد بنفسه والآخرين من حوله .


٤ - مفهوم الذكاء :-
هو قدرة عقلية يمتلكها الإنسان تمكنه من القيام بالعديد من الأمور العقلية مثل تحليل المواقف ، والاستنتاج والتفكير المنطقي ، والقدرة على التفكير المجرد ، وإمكانية حل المشكلات ، والتصرف السليم في المواقف المختلفة .
الذكاء موجود لدى جميع الأشخاص العاديين ، فلا يوجد شخص ذكي وآخر غبي كما يعتقد الكثير من الناس ، وإنّما هناك أشخاصٌ أذكياء في مجال وتخصص واحد ، وآخرون أذكياء في مجالات عديدة أخرى ، ومن الطبيعي جداً أن تجد من يمتلك أصنافاً وأنواعاً متعددة من الذكاء .

٥ - الذكاء التواصلي :
نشأت فكرة الذكاء التواصلي من نظرية الذكاءات المتعددة ل ( جاردنر ) ، حيث تؤمن هذه النظرية بوجود أنواع مختلفة من الذكاء ، وهذا يعني أن الفرد قد يتميز بنوع أو أكثر من الذكاء ، ولعل من أبرز أنواع الذكاء :
١ - الذكاء اللغوي : 
أي القدرة على استخدام الكلمات بمهارة والتعبير عن الأفكار بطلاقة.
ومن خصائصه : 
- اختيار الألفاظ الأكثر دقة وإثارة .
- طرح الأسئلة المعبرة .
- الإدلاء بتعليقات ذكية .
 
٢ - الذكاء الذاتي : 
أي القدرة على معرفة الذات والتواصل معها ومعرفة سلبياتها وإيجابياتها وقدراتها.
ومن خصائصه:
- تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها .
- الاستقلإلية في التفكير .
- معرفة نقاط القوة والضعف .
- مسؤول عن الثقة بالنفس .
 
٣ - الذكاء الاجتماعي : 
هو القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم والتأثير بهم . 
ومن خصائصه :
- تكوين صداقات جديدة.
- مشاركة الآخرين والتفاعل معهم ومساعدتهم.
- سرعة التكيف.
- القيادة.
- ملاحظة الفروق بين الأفراد ومعرفة أنماط شخصياتهم.
 
٤ - الذكاء العاطفي : 
هو القدرة على تنظيم حالة الفرد النفسية ومنع الألم من تعطيل القدرة على التفكير ، والقدرة على التعاطف مع الآخرين والشعور بالتفاؤل .
ومن خصائصه:
- الاهتمام بمشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
- التروي والتفكير قبل الإقدام على أي فعل.
- ضبط النفس والسيطرة على الغضب.
- الشعور بالرضا والطمأنينة أثناء التواصل مع الآخرين.
 
٥ - الذكاء الفكاهي : 
هو القدرة على صناعة المفارقات الضاحكة وسردها .
ومن خصائصه : 
- سرعة البديهة .
- الإبداع في صياغة الموقف الضاحك .
- حس المرح وإثارة البهجة والابتسامة والألفة .
 


٦ - أنماط الشخصية وكيفية التعامل معها :-
     يختلف الأفراد في خصائصهم الشخصية سواءً كانت على مستوى الفرد نفسه ( وفقاً لإدراكه ) ، أم على مستوى تفاعله مع الآخرين ( وفقاً لسلوكهم التفاعلى ) ، ولذلك يمكن تقسيم الأفراد وفقاً لتشابههم في بعض الخصائص، وهذا ما يطلق عليه ( النمط ) ، ومن ثم يختلف كل نمط في خصائصه عن الأنماط الأخرى ، وهناك العديد من التقسيمات للأنماط البشرية سوف نتنأولها وفقاً للخصائص الذاتية ( الادراك ) ، والخصائص الاجتماعية ( السلوك التفاعلى ) .

٧ - تصنيف أنماط الشخصية :-
أ - تصنيف وفقاً لنمط الادراك :
( ١ ) نمط الإدراك السمعي :
يركز الاشخاص السمعيون في تعاملهم مع الآخرين على وقع الصوت وتأثيراته واستخدام الكلمات المرتبطة بالسمع 
مثل : أسمع ، أنصت ، أتحدث ، أقول...الخ .
 
( ٢ ) نمط الإدراك البصري :  
يركز الاشخاص البصريون في تعاملهم مع الآخرين على الأشياء المرئية كالصور والمناظر والعروض المختلفة والألوان ، وغالباً ما يستخدمون مفردات خاصة في كلامهم ، 
مثل : أرى ، أشاهد ، ألاحظ ، أتصور ، أحأول رسم الصورة في مخيلتي .
 
( ٣ ) نمط الادراك الحسي : 
يركز الاشخاص الحسيون في تعاملهم مع الآخرين على إحساسهم ومشاعرهم , وغالباً ما يستخدمون الكلمات والعبارات ذات الدلالات الحسية ، 
مثل : أشعر ، أحس ، ألمس .

ب - تصنيف وفقاً للسلوك التفاعلى :
( ١ ) مدَعي المعرفة : 
سماته :
-  لديه الإجابة عن كل سؤال .
 - يرغب في فرض رأيه على كل من يحأوره .
- يستطيع اخراج نفسه من أي مأزق بطريقة لبقة .
 - يبدي اعتراضات لا صلة لها بالموضوع .
 - يظهر معرفته بكل المواضيع .
كيفية التعامل معه :
- الثناء على ما لديه من معلومات صحيحة كنوع من المديح .
- حأول أن تختصر نقاشك معه قدر الامكان .
- اعرض وجهة نظرك بطريقة منطقية .
- تجنب الأحاديث الجانبية معه لأنه سيحأول أن يثبت لك أن لديه معلومات أكثر منك .
- استخدم معه الأسئلة المغلقة والتي لا تحتمل إلَا إجابة واحدة .
 
( ٢ ) النمط الثرثار :
سماته : 
- يتحدث في أي موضوع باستثناء الموضوع الأساسي .
- يسهب في التحدث لمدة طويلة حتى يقاطعه غيره .
كيفية التعامل معه : 
- قاطعه في حديثه مبيناً له أهمية الوقت بالنسبة لك ومدى حرصك عليه .
- وجه له بعض الأسئلة حول الموضوع الأساسي .
 
( ٣ ) الباحث عن الاخطاء :
سماته :
- يتركز اهتمامه في البحث عن أخطاء الآخرين .
- يستخدم أسلوب الهجوم في تعامله .
- ليس لديه احترام لمشاعر الآخرين .
كيفية التعامل معه :
- ابتسم وكن مرحاً معه واسمعه جيداً .
- لا تأخذ اتهاماته لك على محمل الجد حتى لا تفقد السيطرة على نفسك .
- تمسك بوجهة نظرك واطرحها بطريقة منطقية ولا تجعل العاطفة أساساً للنقاش .
- لا تجعله يسيطر على سير النقاش من خلال الإشارة غير المباشرة بأن لكل إنسان حدود يجب الالتزام بها .
 
( ٤ ) العنيد :
سماته :
- يتجاهل وجهة نظر الآخرين ولا يحترمها .
- لا يرغب في الاستماع إليك .
- يرفض الحقائق الثابتة ليظهر درجة عناده .
- قاس في تعامله مع الآخرين .
كيفية التعامل معه :
- اشرك الآخرين معك لكي توحِد الرأي أمام وجهة نظره .
- اطلب منه أن يقبل وجهة نظر المجموعة لمدة قصيرة .
 
( ٥ ) الخجول :
سماته:
- غير واثق من نفسه .
- متحفظ .
- يحأول الاختباء خلف الآخرين ليتجنب الحديث .
كيفية التعامل معه :
- وجَه إليه الأسئلة لتقديم وجهة نظره .
- ضعه في مواقف مضمونة النجاح لتعزيز ثقته بنفسه .
- لا تقدم إليه البدائل ، وحأول أن تعطيه حلاً واحداً ليثبت عليه .
- أخبره أن الإنسان يحترم لمعلوماته وأفكاره ومدى استفادة الآخرين منها ، وذلك من خلال اظهارها .

( ٦ ) المتكبر ( المتعإلى ) :
سماته:
 - يعامل الآخرين بتعالٍى لاعتقاده أنهم أقل منه مستوىً .
- يحأول أن يتصيد سلبيات المتكلم وأن يوقعه في المواقف المحرجة .
كيفية التعامل معه :
- استخدم معه عبارات مثل: نعم....ولكن....، أنت محق....ولكن.....
- لا تستخدم معه الأسئلة المفتوحة لأنها تعطية الفرصة لإظهار تعإليه .
 
( ٧ ) الإيجابي : 
سماته:
- يتخذ قراراته بعقلانية ويهتم بالنتائج .
- مواقفه إيجابية .
- مفأوض جيد ويوجه أسئلة بناءة .
- يعترض بأسلوب لبق ومقبول .
- يصغي لك جيداً .
- متحمس وذكي .
كيفية التعامل معه :
- ناقشه في مقترحاته بأسلوب منطقي .
- عامله باحترام وكن أميناً معه .
- تقبل تحدياته واستجب لها بفعإلية .

 
٨ - مهارات الاتصال مع الأخرين :-
أ - مهارة الحوار :     
( ١ ) مفهوم الحوار : 
عملية تتم بين طرفين أو أكثر ، ويتم من خلالها تبادل الآراء والأفكار حول موضوع معين دون وجود عوائق ، مما يساعد في فهم كل منهم للآخر ،أو تقبل رأيه أو الوصول إلى قناعات مشتركة ، أو في فهم المشكلات وحلها
والحوار يقرب الأفكار بين المتحاورين ويجعلهم يتفهمون بعضهم البعض حتى لو كانوا مختلفين في الآراء .

( ٢ ) آداب الحوار :
- البدء بالتحية والإنتهاء بالشكر .
- افساح المجال للتعارف بين المتحاورين .
- عدم المقاطعة في الحديث .
- عدم توجيه الانتقادات اللاذعة أو تبادل الاتهامات بين المتحاورين ، وعدم التهجم على أشخاص غير موجودين في الجلسة .
- مناداة الأشخاص بأسمائهم أو بالألقاب التي يحبونها .

( ٣ ) فنيات الحوار الناجح :
- الاحترام المتبادل بين المتشاركين في الحوار .
- الفصل بين الحقيقة والأهواء الشخصية لدى المتحاورين . 
- الابتعاد عن فرض الآراء .
- عدم احتكار الحوار وإتاحة فرصة التحاور لجميع المشاركين .
- احترام قواعد الحوار ( عدم مقاطعة المتحدث والاستماع إليه ، وعدم الإساءة للآخرين ، وعدم رفع الصوت عند الاختلاف ) .


ب - مهارة الإقناع : 
( ١ ) مفهوم الإقناع : 
وهو محاولة أحد الطرفين التأثير في الطرف الآخر لقبول أفكاره وآرائه بالاستناد إلى الأدلة والحجج والبراهين التي يقبلها العقل ، وعليك قبل أن تقنع الآخرين أن تقنع نفسك بالرسالة التي ترغب في أيصالها لهم .

( ٢ ) أساليب الإقناع :
- البراهين :
تزيد إليقين والثقة لدى الشخص المستقبل .
- التعابير الطبيعية : 
المتمثلة في الاحترام والتقدير والاعتزاز والسرور .
- التجارب الميدانية : 
من خلال الأدلة المعتمدة على الواقع .
- القصة القصيرة : 
يحدث الإقناع فيها بالتأمل أو التفكير .
- الأمثال : 
لتقريب الصورة إلى الذهن، فيكون المثال حافزاً لإثارة انفعالاتهم .
 
( ٣ ) طرق تنمية مهارة الإقناع : 
- اقتنع بالفكرة التي ستطرحها .
- كن صادقاً ولا تغير الحقائق .
- استخدم الأدلة على صحة ما تقول .
- استخدم اللين في الكلام ولا تمارس الضغط على الطرف الآخر .
 - كن واثقاً من نفسك أثناء الحديث .
- كن موضوعياً وتجرد من رغباتك .
- طمئن الطرف الآخر .
- لا تهاجم أفكار الآخرين منذ البداية ( تقبلها أولاً ثم ادحضها بالأدلة المنطقية إذا كانت خاطئة ) .
- احترم الرأي الآخر .
- استخدم لغة الجسد المناسبة التي تدل على صدق ما تقول .
- استخدم أسلوباً منطقياً في طرحك لأفكارك ( كأن تبدأ بالأمثلة ثم تصل إلى التعميم أو العكس ) .
- لا تحتكر الموقف فمن حق الطرف الآخر أن يسعى لإقناعك مثلما لك الحق في ذلك ( قوة الحجة هي الفيصل ) .
 
ج - مهارة التفاوض :
( ١ ) مفهوم التفاوض : 
هو عملية مشتركة لتقريب المصالح المتعارضة للوصول إلى حل يرضي الجميع ، وتأتي أهميته من كونه السبيل الفعَال الذي يساعد في الوصول إلى حل المشكلات المتنازع عليها 

( ٢ ) خطوات التفاوض : 
- تحديد القضية التفاوضية .
- تهيئة المناخ المناسب للتفاوض .
- قبول الخصم للتفاوض .
- التمهيد لعملية التفاوض الفعلية والإعداد لتنفيذها .
- بدء الجلسات التفاوضية .
- الوصول إلى الاتفاق الختامي وتوقيعه .

( ٣ ) طرق تنمية مهارة التفاوض :
- بدء التفاوض بالسلام .
- بناء الألفة مع الآخر .
- استخدام نبرات الصوت التي تحمل التقدير .
- استخدام العبارات المناسبة التي لا تحمل إساءة من كلا الطرفين .
- تقدير مشاعر واهتمامات الطرف الآخر .
- التركيز على المصالح المشتركة لكلا الطرفين والبعد عن المكاسب الشخصية . 
- التركيز على الحل وليس على المشكلة .
- استخدام أسلوب الحوار والإقناع ، والابتعاد عن أسلوب الهجوم .
- الابتعاد عن التعصب والسخرية .
- الإنتهاء بالسلام .



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...