١ - المقدمة :لغة الذات
إن الذات تكوين فرضي لا ندركه مباشرة بل نستدل عليه من مظاهره ، وهي مظاهر لا يمكن الإحاطة بها إحاطة كاملة تامة، لذلك يركز كل باحث على بعض المظاهر دون غيرها .٢ - وصف الذات :
من هنا ظهرت مصطلحات حاولت النظر إلى الذات نظرة وصفية مثل مفهوم الفرد عن ذاته أو كيانه الشخصي ، ومنها مصطلحات حاولت النظر إلى الذات بوصفها مجموعة من المكونات والعناصر كالقيم والاتجاهات ومنها مصطلحات حاولت النظر إلى الأهداف التي تسعى الذات نحو تحقيقها مثل فعالية الذات .
ومن الاتجاهات الحديثة في النظر إلى الذات اتجاه حاول وصف كيف تُدير الذات نفسها تحقيقاً لأهدافها وهو ما يسمى ( إدارة الذات ) .
الذات هي كينونة الفرد التي تنمو وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكي له ، وتتكون بنيتها نتيجة للتفاعل مع البيئة ، وقد تمتص قيم الآخرين وتسعى إلى التوافق والاتزان والثبات .
وهي تنمو نتيجة للنضج والتعلم وتصبح المركز الذي تنتظم حوله كل الخبرات .
الذات هى حجر الأساس في الشخصية وتتجمع حولها جميع الأنظمة الأخرى . وتُجمع هذه النظم معاً وتكون قادرة على إعطاء التوازن للشخصية كلها ، كما تحفظ النفس في حالة استقرار نسبي .
وقد اختلفت تعريفات الذات باختلاف محاور تصنيف هذه التعريفات .
أ - المحور الفردى :
( ١ ) يمكن تعريف الذات بوصفها اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه وفكرته عن نفسه فهي أفكار الشخص واتجاهاته عن من هو .( ٢ ) ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من العمليات السيكولوجية التي تحكم السلوك والتوافق ، وهي نشاط موحد ومركب للإحساس والتذكر والتصور والإدراك والحاجة والشعور والتفكير .
ب - المحور الثنائي :
ويمكن النظر إلى الذات بوصفها موضوعاً وعملية ، فالذات هي فكرة الفرد عن نفسه وهي أيضاً مجموعة من العمليات العقلية .
( ١ ) فالذات كموضوع ( هي اتجاه الشخص ومشاعره ومدركاته وفكرته عن ذاته وتقييمه لها ) .
( ٢ ) أما الذات كعملية ( فهي مجموعة العمليات النفسية التي تحكم السلوك والتوافق وتشمل مجموعة العمليات النشطة كالتفكير والتذكر والإدراك ) إنها الذات الفاعلة .
( ٣ ) تعتبر الذات ككيان قائم بالفعل لدى الشخص ، والذات بوصفها كياناً محتمل الوجود .
( أ ) وتمثل تعريفات النوع الأول ( أي الذات ككيان قائم بالفعل لدى الشخص ) الذات كقوة داخلية ، والذات كرقيب داخلي ، والذات كمركب ، أو ككل شخصي منظم مستمر على الرغم من تغير الزمن ، والذات بوصفها جماع الخبرة والتعبير الشخصي ، والذات بوصفها الشعور والوعي، أو المفهوم الشخصي عن النفس .
( ب ) أما الذات ككيان محتمل ، فينظر إلى الذات كهدف أو غاية نهائية يسعى الفرد إلى تحقيقها والوصول إليها .
( ج ) وثمة وجهة نظر أخرى للذات ترى أنها نظام ديناميكي للمفاهيم والقيم والأهداف والمُثل التي تقرر الطريقة التي يسلك بها الفرد .
٣ - مفهوم الذات :
لمفهوم الذات تعريفات مختلفة ، فهو تكوين معرفي منظم موحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات ، يبلوره الفرد ويعده تعريفاً نفسياً لذاته ، وهو ينظم السلوك ويحدده .
فهو رؤية كلية تعبر عن إدراك الفرد لذاته ، والتي يتم تشكيلها من خلال التفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به ، والتي في ضوئها يضع الفرد لنفسه صورة عن ذاته .
إنه صورة الشخص عن نفسه والوصف الكامل لها الذي يستدعيه الشخص في أي وقت ، إنه فكرة الفرد عن ذاته والصورة التي يشكلها عن نفسه في ضوء أهدافه وإمكاناته واتجاهاته نحو هذه الصورة ، ومدى استثماره لها في علاقاته بنفسه والواقع .
٤ - أنواع الذات :
أ - الذات المدرك :
ويتكون من المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات ، كما تعكس وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو ، أي تتكون من نظرة الفرد إلى نفسه .
ب - الذات الاجتماعي :
ويتكون من المدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد الفرد أن الآخرين يعتقدونها عنه ، أي فكرة الفرد عن الآخرين كما يراها هو .
ج - الذات المثالي :
ويتكون من المدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يريد أن يكون ، أي ما يتطلع الفرد نحو تحقيقه .
٥ - فعالية الذات :
هى مجموعة من الأحكام تتصل بما ينجزه الفرد من أداءات وأيضاً بالحكم على ما يستطيع إنجازه ، أي أنها نتاج للمقدرة الشخصية .
إنها قوة مهمة تفسر الدوافع الكامنة وراء أداء الأفراد في المجالات المختلفة .
إن فعالية الذات هي جزء من عملية تبادلية تحدد السلوك حيث ينتج الإحساس بفعالية الذات عن تفاعل عوامل شخصية وسلوكية وبيئية .
وهي ليست مثيراً لضبط السلوك ولكنها أحد المؤثرات الذاتية في السلوك ، وتُعد متغيراً شخصياً مهماً حينما يرتبط بأهداف معينة ، وبمعرفة الأداء في السلوك المستقبلي .
ومعنى ذلك أن مفهوم فعالية الذات يختلف من موقف إلى آخر ، ويتوقف اختلافه على مستوى الكفاءة المطلوبة للنشاط وعلى وجود أو غياب الآخرين وعلى الكفاءة المدركة لهؤلاء الآخرين خاصة إذا كانوا منافسين .
ولفاعلية الذات أربعة أنواع هي :
أ - فعالية الذات العامة :
ويُقصد بها إدراك الفرد لكفاءته في مجالات الحياة المختلفة حيث تعكس مجموع مهاراته التي يواجه بها المشكلات والمواقف المتوقعة . كما تحدد درجة الفعالية السلوك المتوقع ، وكمية الطاقة المبذولة للتحكم في الأحداث والمواقف المؤثرة في الحياة .
ب - فعالية الذات الخاصة :
وتعني الأحكام التي يصدرها الفرد عن مدى قدرته على تحقيق الأعمال أو الأداءات في مهمة محددة .
ج - الفعالية الجماعية :
وتعني أن مجموعة من الأفراد يؤمنون بقدراتهم ويعملون في نظام جماعي لتحقيق الأداء المطلوب .
أي حكم الجماعة على قدراتهم من خلال مقارنة أدائهم بأداء جماعات أخرى .
د - الفعالية القومية :
ترتبط الفعالية القومية بأحداث لا يستطيع المواطنون في مجتمع ما السيطرة عليها ويكون لها مردود وتأثير على من يعيشون داخل هذا المجتمع .
ومن خلال ذلك تتولد لديهم أفكار ومعتقدات عن أنفسهم بوصفهم أصحاب قومية واحدة .
وتُستمد فعالية الذات من عدة مصادر منها : الإنجازات الأدائية والخبرات البديلة والإقناع اللفظي والاستثارة الانفعالية .
موضوعات ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق