١ - المقدمة :الذكاء الاجتماعي
كونك ذكيا فقط غير كافي أن ما يكون حقيقة الإنسان ليس كمية الذكاء لدى الإنسان بل الذكاء الاجتماعي أو ثراء نوعية حياتنا هو ما يكون حقيقة الإنسان ، الذكاء الاجتماعي أنه ذلك النوع من الذكاء الإنساني الذي يرتبط بقدرة الأفراد على التعامل مع البيئة الاجتماعية بكافة عناصرها ،٢ - أهمية الذكاء الاجتماعي :
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يحب العيش والتعايش مع الآخرين ، والإنسان في سعيه الدؤوب نحو تحقيق أهدافه من أجل حياة أفضل فإنه يضطر إلى التعامل مع الآخرين على اختلاف أهدافهم وشخصياتهم ودوافعهم ، وذلك يستلزم منه أن يتميز بدرجة من الذكاء الإجتماعي تؤهله للخوض في غمار الحياة والتعامل مع الآخرين بطريقة تحقق له غاياته ، فالذكاء الاجتماعي هو قدرة الفرد على فهم مشاعر وأفكار الاخرين وعلى تكوين علاقات اجتماعية ناجحة معهم والتعامل مع البيئة بنجاح ، والاستجابة بطريقة ذكية للمواقف الاجتماعية والنفسية في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه المرء .
إن الذكاء الاجتماعي يرتبط ارتباط وثيق بالمعرفة والذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي ضروري للتعامل الناجح في مواقف المواجهة مع الآخرين ، فالمدرس الذي يفهم ويقدر ما يتمتع به كل تلميذ من ذكاء يعمل جاهداً على أن يُعدل من أسلوبه وطريقته بما يتلاءم ودرجة ذكاء هؤلاء التلاميذ .٣ - مفهوم الذكاء الاجتماعي :
وقد بينت الدراسات أن استخدام الذكاء الاجتماعي في عملية التعلم أدت إلى زيادة تحقيق الذات والقدرة على حل المشكلات والتحصيل الدراسي .والفرق بين البائع الماهر وغير الماهر يرجع إلى قدرة كلاً منهما على فهم احتياجات عملائه وزبائنه وقدرته على التعامل البناء معهم وإقناعهم .
تعددت تعريفات الذكاء الاجتماعي خلال مراحله التاريخية ، ولعل تعدد التعريفات يرجع إلى اختلاف وجهات النظر واختلاف النظريات التي حاولت تفسير الذكاء الاجتماعي عبر تاريخه الطويل .٤ - مؤشرات الذكاء الاجتماعي :
ومن هذه التعريفات :
أ - القدرة على تحقيق أهداف ملائمة في سياقات اجتماعية محددة، باستخدام وسائل ملائمة تؤدي إلى نتائج إيجابية.
ب - القدرة على فهم وإدراك تصرفات الآخرين والحساسية للتغيرات الطفيفة في أمزجتهم ومقاصدهم ودوافعهم ومشاعرهم والتمييز بينها والقدرة على الاستجابة بفاعلية لتلك المؤشرات .
ج - القدرة على قراءة الحالات النفسية والدوافع ، وكذلك الحالات العقلية للآخرين .
د - القدرة على فهم المشاعر والأحاسيس الداخلية والحالات العاطفية، أو الوجدانية للأشخاص الآخرين . ويتحقق ذلك من خلال تعبيرات الوجه ونبرات الصوت أو السلوك التعبيري .
هـ - قدرة الأفراد على التفاعل مع الآخرين على نحو فعال، مع القدرة على التحليل والتنبؤ بردود أفعالهم.
تتعدد مؤشرات الذكاء الاجتماعي نظراً لأنه يُمارس ويُستخدم في كل مواقف الحياة الاجتماعية . ومن هذه المؤشرات :
أ - الكفاءة الاجتماعية التي تظهر في :
( تقبل الآخرين كما هم - الاعتراف بالخطأ - الاهتمام بالمجتمع المحيط - إصدار أحكام عادلة - الحساسية لاحتياجات الآخرين ورغباتهم - الصراحة والأمانة مع الذات والآخرين ) .ب - الاستمتاع بالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين سواء المقربين أو الأغراب .
ج - يبدو قائداً على نحو طبيعي ، ويقدم النصيحة للأصدقاء الذين يعانون من مشكلات ، ويستلهم الأفكار من الآخرين .
د - يبدو ذكياً في تصرفاته أثناء التعامل مع الآخرين ، وينتمي إلى تنظيمات اجتماعية متعددة .
٥ - العوامل المؤثرة في الذكاء الاجتماعي :
أ - مقدار المعلومات التي لدينا عن الآخرين ، فكلما زادت معلوماتنا زاد فهمنا للآخر ، ومن ثم تشكل تفاعلنا الاجتماعي معهم .
ب - درجة اليقين في ما لدينا من معلومات عن الآخرين : فكلما زادت دقة المعلومات ودرجة اليقين فيها ، أثر ذلك في فهمنا وإدراكنا للآخرين .
ج - كلما زاد مستوى تحليل المعلومات ، زادت دقة الحكم على بعض خصائص الأشخاص .
د - كلما زاد ذكاء الفرد اللفظي زاد الفهم والتفسير وزاد المضمون الثقافي للغة بما ينعكس على زيادة الذكاء الاجتماعي .
هـ - للمستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه الفرد تأثيره على ذكائه الاجتماعي ، بناءً على ما يتيحه هذا المستوى من فرص للتعامل مع أُناس مختلفين والتعرض لمثيرات اجتماعية وثقافية متعددة ، نتيجة لإتاحة الفرص لمقابلة الآخرين والتعامل معهم ، وزيارة الأماكن المختلفة والتعرض لثقافات متباينة .
وتشير الدراسات إلى وجود فروق بين أبناء الريف وأبناء الحضر في الذكاء الاجتماعي ، لصالح أبناء الحضر الذين كانوا أعلى ذكاءً اجتماعياً .
موضوعات ذات صلة :
تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي skills development Social Intelligence
تدريبات تنمية الذكاء الاجتماعي Social intelligence development exercises
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق