الأحد، 19 يوليو 2020

تنمية القدرة على التذكر The development of the ability to remember

 
 
تنمية قدرات التذكر 

١ - المقدمة :
الذاكــرة هذه النعــمة الكبرى من الله عز وجل ، وما أكثر نعمــه ، هذا المخــزن الذي لا يعرف إنسان أين يكون ونتكهن بالقليل عما يكــون ، كيف تعمـل الذاكرة ؟ وكيف تحتفظ بالمعلومات ؟ وكيف نسترجع ما تم تخزينــه فيهــا عندمــا نريده .
اننا نقوم بقصد وبدون قصـد بتجمـيع كماً كبيراً جداً من المعلومات يومياً عن طريق الحواس الخمسة ، منها ما هو هام ومنها غير ذلك ، ومنها ما يمكن استرجاعه بسهولة عندما نريد ومنها ما يصعب استرجاعه ثم فجأة نتذكره في وقت لاحق .
إن اصطلاح الذاكرة ( Memory ) يشير إلى الدوام النسبي لآثار الخبرة ، حيث إن مثل هذا الأمر يعتبر أساسياً للعملية التعليمية . 
إن الذاكرة والتعلم يفترض كل منها وجود الآخر ، 
فمن دون الاحتفاظ فإنه لا يمكن التعلم ومن دون التعلم فإنه لا يكون هناك شيء للتذكر .

٢ - مفهوم التذكر :
يعد التذكر أحد العمليات العقلية الرئيسة التي يمارسها المتعلم في كل موقف يواجهه ، حيث إن التذكر يعني المخزون الذي يمكن استعماله في مواقف مماثلة ، والتذكر عملية اختيارية مقصودة ، وليست عملية عشوائية ، لذلك فإن بقاء التعلم ودوامه لدى المتعلم يرتبط بعوامل مختلفة ترجع إلى اهتمامات المتعلم ، وخبراته السابقة المرتبطة بالموضوع والعمليات العقلية التي يجربها على الخبرة التي يواجهها والزمن الذي يقضي على هذه الخبرة قبل إدماجها في الخبرات المتوافرة لديه وهكذا .
وترتبط عملية التذكر بعملية التعلم ، حيث إن التعلم في بعض معانيه احتفاظ المتعلم بالخبرات التي اكتسبها في عملية التعلم فإذا لم يتمكن من الاحتفاظ بأي شيء من ذلك يدل على أن التعلم لم يحدث . 
وهناك علاقة بين التذكر والواقع ، حيث وجد في التجارب أنه كلما زادت قوة الدافع إلى التعلم وإلى استعادة الخبرة كان نشاط الذاكرة أوضح وأقوى . ويستخلص من الدراسات أن الدافع القوي يؤدي إلى احتفاظ تعلمي لفترة أطول ويمكن استدعاء هذه الخبرة بفترة أقصر .
إن عمليات التذكر تتأثر بالانتباه ، وكما نلاحظ أن عملية الانتباه عملية اختيارية ، فنحن ننتبه إلى الخبرات باختيارنا ويحكمنا في ذلك هدف أو حاجة ، وكذلك العمليات التي تبنى على عملية الانتباه والإدراك ومنها عملية التذكر ، فلا يتذكر الفرد خبرة ما لم يمكن قد أدركها . 
 
ولاحظنا أن التذكر عملية تعلم مربوطة بدافع لذلك فإن ما يتذكره الفرد يرتبط بتعلمه الذي يرتبط بالدافعية المحكوم بعمليات الانتباه والإدراك .
فالتذكر إذن عملية تعلم تتحكم بها عمليات الانتباه والإدراك وبذلك يصبح مضمون الذاكرة يشمل توظيف عمليات الاكتساب والاحتفاظ والتذكر وهي عمليات تتضمن  الاستقبال للمعلومات والخبرات وتسجيلها ثم تذكرها بعد ذلك .

٣ - أقسام عملية التذكر :
يمكن تقسيم عملية التذكر بمعناها الشامل إلى مراحل ثلاث وهي :
 ا - مرحلة الاكتساب ( التحصيل ) .
ب - مرحلة الاحتفاظ ( التسجيل ) .
ج - مرحلة الاسترجاع والتعرف .
 
 
أ - الاكتساب :
وأن عملية الاكتساب عمليات شعورية ومقصودة ، وبالتالي فإن تذكر ما اكتسبناه بقصد يعتبر تذكراً أحسن مما اكتسبناه بغير قصد أو بالصدفة . 
فالدافع يجعل الفرد يلم بالتفاصيل بطريقة واضحة ومنظمة مما يتسنى له بعد ذلك تذكر ما اكتسب بوضوح ودقة .
ويمكن القول : إن ذاكرة الأطفال حسية في معظمها لأن أسلوب الاكتساب كان معتمداً على الصور الحسية ، وذلك يعني أن عملية التذكر وصورها ترتبط بالصورة التي يتم بها اكتساب الخبرة سواء كانت صورا بصرية أو احساسات لمسية أو خبرات شمية ، 
ويمكن القول : إن ما نتذكره يتوقف على أسلوب اكتساب الخبرة .
يرى علماء النفس أن لك لكل إنسان مدى للتذكر أو الاكتساب ولديه مدى للتعرض للخبرة لاكتسابها ، وبالتالي فإن ذاكرته تتأثر بمدى الاكتساب ، 
ويمكن تعريف مدى الاكتساب بأنه ( كمية المثيرات التي يمكن  للشخص أن يكتسبها من خلال ملاحظتها مرة واحدة ويستعيدها بالصور نفسها التي اكتسبها بها ) .
وإن ذلك يخضع للفروق الفردية بين الأفراد كما هي الحال بالتدريب حيث يصل المتعلم إلى أقصى إمكاناته في الاكتساب وينعكس ذلك على تذكيره ويرى بعضهم أن المدى يمكن أن يأخذ صورتين . 
( ١ ) المدى الحالي : 
ويمثل الاكتساب المباشر للخبرة وتسترجع الخبرة أيضًا مباشرة .
( ٢ ) المدى المؤخر : 
هو اكتساب مباشر ولكن يمكن استرجاعه بعد انقضاء فترة على اكتسابه .
وهكذا فإن الاكتساب يعتمد على عمليات الإدراك والانتباه ، وتتوقف درجة الاكتساب على نضج الفرد واستعداداته ودوافعه لعمليات الاكتساب ، والمدى الذى تكتسب به الخبرة سواء كان مدى حالياً أو مدى مؤخرا .
 
 
ب - الاحتفاظ :
هو العملية التي تتخلل الفترة ما بين عمليتي الاكتساب والاسترجاع ويطلق بعض العلماء على هذه العملية ( عملية التخزين ) . 
وتتضمن هذه العملية حفظ ما يتم اكتسابه ، وترجع صعوبة دراسة هذه المرحلة إلى أنها لا تظهر على صورة سلوك يمكن ملاحظته وتتبعه . 
وتتضمن هذه العملية الاستراتيجيات والعمليات المعرفية التي تهدف إلى بقاء المعلومات التي تم اكتسابها إلى مخزون الذاكرة لمدة قصيرة أو طويلة وذلك اعتماداً على احتمالات استخدامها في سلوكات أو مواقف نشطة .
ومن المعروف من وجهة نظر معرفية أن المعلومات المكتسبة والتي تخزن في مستودع الذاكرة تواجه بعمليات تمر فيها بتشابكات وتآلفات ، فمنها ما يندمج ويتكامل في البناء المعرفي ومنها ما يبقى منفصلاً كلياً ومنها ما يتداخل ويتكامل جزئيا ، كذلك من هذه الخبرات ما يدوم لفترة طويلة ومنها ما يدوم لفترة محدودة من الزمن .
ومن العوامل التي تؤثر في عملية الاحتفاظ ما يأتي:
( ١ ) الانتباه والاهتمام : 
زمن الانتباه ودرجة الاهتمام له علاقة بزمن الاحتفاظ ، والعمليات المعرفية الذهنية التي تجري على الخبرة . 
فكلما ازداد اهتمام المتعلم بالخبرة التعليمية التي يواجهها زادت درجة احتفاظ تلك الخبرة وقلت العوامل المشتتة لذلك . 
الأمر الذي يؤدي إلى سهولة المادة وتكاملها في البناء المعرفي ووضوحها .
( ٢ ) إشراك أكبر عدد من الحواس :
إن إشراك أكبر عدد من الحواس في الخبرة التي يواجهها الفرد يساعد على الاحتفاظ بتلك الخبرة ، لأن إشراك عدد من الحواس يعني تعدد المصادر التي اشتركت في أثناء عملية الإدراك وهذا بالتالي يوسع الخبرة ويزيد من تفصيلاتها . 
وهذه العمليات هي عبارة عن العمليات الذهنية التي تعددت لتقنية الخبرة وتسجيلها وبالتالي الاحتفاظ بها .
( ٣ ) نية المتعلم وتصميمه :
إن نية المتعلم والقصد الذي يقبل به على الخبرة ، وتصميمه على تحقيق الهدف الذي يتم بتعلم هذه  الخبرة عوامل ذات أهمية في تخزين الخبرة .
( ٤ ) اتجاه المتعلم من موضوع الخبرة :
إن المنتبه لموضوع التعلم ذي الاتجاه يسرع من اكتساب الخبرة وبالتالي من تخزينها ، ويقل من قوى الرفض لاستقبالها والعمل عليها وبالتالي إدماجها في بنية المتعلم المعرفية ( مخزون الفرد ) .
( ٥ ) درجة ذكاء المتعلم :
معروف أن هناك علاقة عالية موجبة بين كمية الاحتفاظ والتخزين ونسبة الذكاء ، وبالتالي وجد أن هناك علاقة عالية أيضًا بين نمط الفرد في الاحتفاظ ودرجة تعلمه وإتقانه لخبرة ما .
 
 
ج - الاسترجاع :
( ١ ) مفهوم الاسترجاع : 
هو استحضار الخبرات الماضية في صورة ألفاظ أو معاني أو حركات أو صور ذهنية والاسترجاع تذكر خبرة غير ماثلة أمام المتعلم .
وتتصف عملية الاسترجاع بأنها عملية انتقائية أيضًا ، حيث إن ما تم الانتباه له بدقة وتفحص وعناية يتم إدراكه بعناية ودقة ومن ثم يتم تخزينه بدقة وعناية وبالتالي فإنه يتم استرجاعه بدقة دون أن تتعرض لعملية تحلل أو تفتت أو تدخل في خبرات ليست ذات أهمية لدى المتعلم .
كذلك فإن هدف الاسترجاع للخبرة يحدد أسلوب تخزينها وحفظها . 
وكذلك مدى أهميتها ومدى فائدتها العملية وإشباعها لحاجات المتعلم الآنية والمستقبلية يحدد خصائص استرجاعها .
وتتوقف دقة الاسترجاع لدى المتعلم على العمليات الذهنية المعرفية التي أجراها الفرد على الخبرة عند اكتسابها وتخزينها ، ثم الزمن الذي استغرقه العمل عليها حتى خزنها .
فالخبرات التي تم تخزينها بصورة خام دون بذل جهد في تنظيمها وتعديلها وتكييفها مع خبرات الفرد ، وبالتالي إدماجها تظهر خبرات مفتتة وناقصة ولا تخدم صاحبها عند استدعائها ، ويظهر ذلك في أداءات المتعلم على الامتحان ، إن المادة التي تم تخزينها بصورة منظمة ودقيقة ومتكاملة يمكن استرجاعها بصورة دقيقة ومقاومة للتفتت والتحلل وبالتالي النسيان .
 
 
( ٢ ) عملية الاسترجاع :
الاسترجاع عملية  يكون فيها المتعلم نشطا وذا استراتيجية ، حيث يقوم فيها بتنظيم المنبه الذي يستدعي له الخبرة المناسبة من المخزون المعرفي الهائل الذي يمتلكه ، لذلك فإن عملية الاسترجاع تستدعي استراتيجيات معرفية محددة ومنظمة . 
وتتطلب من المتعلم استخدام الاستراتيجيات التي استخدمها في أثناء عملية التعلم والاكتساب والتخزين .
لذلك يقال : إن ما يمتلكه المتعلم من مخزون معرفي بحاجة دائماً لصيانة يتم فيها إضافة ما تساقط بفعل الزمن ، وصيانة ما هو موجود من أجل تدعيمه وتقويته والمحافظة على انتمائه للخبرات المعرفية الموجودة لديه .
لذلك يمكن القول : إن العمليات التي يتم بها استرجاع المخزون تمر بمراحل منتظمة متعاقبة ومتتالية ، وهذا ينطبق على معظم الخبرات المعرفية ( ولو أن بعض أنواع التعلم الآلي الصمي قد لا يتطلب ذلك ) 
( ٣ ) مراحل عملية الاسترجاع :
( أ ) مرحلة البحث والخبرة :
يرى المعرفيون وخاصة ( Mayer, 1981 ) أن الفروق في الذكاء في المستقبل ستصبح من خلال قياس الزمن الذي يستغرقه الفرد في البحث عن المعلومات للإجابة عن سؤال محدد أو إيجاد حل لمشكلة . كذلك تتم عملية البحث في مدى تحديد الفرد لمكان الخبرات التي يبحث عنها إذا كانت في مستوى السجلات الحسية أو في مستوى سجلات الذاكرة قصيرة المدى أو في مستوى العمليات التي مازالت في مرحلة التطوير ( الذاكرة العاملة ) أم أنها في مستوى سجلات الذاكرة طويلة المدى .
وسرعة الوصول إلى المعلومات أيضًا تتحدد بالعمليات والاستراتيجيات التي استخدمت في أثناء عملية تسجيل وتخزين الخبرة . 
فإذا كانت الخبرة قد سجلت وخزنت بتنظيم فإن ذلك لا يستدعي وقتاً طويلاً في البحث عنها .
 
( ب ) مرحلة جمع المعلومات وترتيبها وتنظيمها :
إن المعلومات التي يتم استرجاعها مرتبطة باستراتيجية المتعلم عند التعلم ، 
النمط الاول : ينظم خبرته وبالتالي يسهل عليه استرجاعها . 
النمط الثانى : يترك هذه العملية حتى يطلب إليه استرجاعها . 
وأصحاب النمط الثاني يعانون من ضعف الأداء في الاختبارات أو عمليات التذكر عند الحاجة لتلك المعلومات .
 
( ج ) مرحلة قياس وتقويم الاسترجاع :
تحدد هذه المرحلة نوع الخبرة التي تم تخزينها ، ومدى فعاليتها وقوتها في معالجة مواقف جديدة أو مشابهة أو للأغراض التي استدعيت من أجلها ، وقد تمثل عملية التغذية الراجعة التي يقوم المتعلم بها بالحكم على مدى فعالية استراتيجياته في أثناء عملية التخزين ومدى مناسبتها ومدى تقديمها للخدمات التي خزنت من أجلها .
وفي العادة تمثل نتائج الاختبارات تغذية راجعة (Feed back) لاستراتيجيات تخزين المتعلم لما اكتسبته ، فإذا كانت النتائج في المستوى الذي خطط له استمر على استخدامها وإلا فإن ذلك يستدعي منه استخدام استراتيجيات أكثر فعالية وخدمة لأهدافه .
يمكن إعداد مخطط لتحليل عملية التذكر إلى عناصرها الأولية كالآتي : 
 

٤ - العلاقة بين الحفظ والتذكر :
افترض أن هذه العلاقة يمكن توضيحها بعدد من المبادئ توضح العلاقة المفاهيمية بين عملية الحفظ والتذكر (خير الله ، ١٩٨١ ، ص ١٢٠ ) .
( ١ ) مبدأ تحويل الخبرة الجديدة إلى خبرة مألوفة :
يميل الأفراد إلى صياغة ما يسمعونه أو ما يتعلمونه بلغتهم ، ويتأكدون من المتحدث أو المعلم أن هذا المعنى هو ما يقصده المتحدث أو المعلم . 
وفي هذه الحال يطمئن المتعلم ما دام أنه استطاع صياغة المعلومة بلغته أو حسب فهمه إذن فهي قابلة للحفظ والاسترجاع .
 
( ٢ ) مبدأ الانفتاح على الخبرة الجديدة :
يشعر المتعلم بأنه يعرف شيئاً عن كل شيء يقدم له ، ولديه القدرة على إكمال الفكرة الناقصة ، أو توضيح الغامض منها .
 
( ٣ ) مبدأ التبسيط :
قيام المتعلم عادة بالتخلص من حالة الغموض وعدم الفهم بتفتيت المعلومات إلى أجزاء بسيطة ، ويتم التركيز على عموميات المعرفة في مجال المعلومة . 
تتوافر هذه المهارة عادة عند الطالب المتخصص والذي طور مهاراته في صياغة الخبرة بطريقة قابلة للفهم والاستيعاب ، بأقل قدر من المفردات والمفاهيم ، ومعيار استيعابها هو إمكانية شرحها أو نقلها للآخرين .
ويمكن تلخيص ذلك بالشكل الآتي:
 


( ٤ ) مبدأ الترابط : 
ويتم فيها تركيز المتعلم في أثناء المذاكرة على استرجاع المبادئ والأسس السابقة التي توجد في مخزونة الخبراتي ، حيث أن الخبرات المخزنة تشكل عموميات متعلقة توضح الخبرة الجديدة ، والمعلم الكفء معنى بمساعدة الطلبة على استحضار المبادئ والافتراضات المتعلقة بالنظرية الجديدة .
 
( ٥ ) مبدأ التشابه :
تشجيع الطلبة على إيجاد عناصر التشابه بين الخبرات والتي تقدم لهم وحثهم على استحضارها في كل مرة يزيد دافعيتهم ونشاطهم في تعلم ما يختبرونه ، يستند هذا المبدأ على أن الخبرات تتشابه في أجزاء منها ووظيفة المتعلم في كل موقف أن يستحضر نقاط التشابه ليسهل التعلم والتخزين .
 
( ٦ ) مبدأ الميل إلى التأويل :
التأويل عملية ذهنية بناءة يدرب عليها الطفل عندما يقدم تفسيرات لكل ما يشاهد أو يسمع ، ويدرب تفكيره على معالجة الخبرة بطرق جديدة مفيدة له في مواقف التعلم والحياة .
ويمكن تلخيص هذه المبادئ بعلاقاتها بالشكل الآتي:



٥ - أنواع الاسترجاع :
هناك أربعة من الاسترجاع وهي كالآتي:
( أ ) استدعاء : 
وفيها يستدعى المتعلم الخبرة السابقة في صورها المختلفة سواء خزنت بصورة ذهنية أو لفظية أو حسية . 
ونوعية الخبرة المستدعاة في هذا النوع من الاسترجاع تكون ناقصة أو محرفة عن الصورة التي تم بها اكتسابها .
 
( ب ) استرجاع تلقائي : 
وفيه يستدعي المتعلم بصورة تلقائية دون وجود مثير ظاهر أو ملحوظ ، مثل الحالات النفسية التي يمر بها الفرد في أثناء الاستجابات المرتبطة بمشاعر القلق حيث يستدعي الفرد عادة خبرات كثيرة مدفونة في ذاكرته ، قد تكون بهدف التكيف أو التخلص من تلك الحالة .
 
( ج ) استرجاع استجابي : 
وفيه يستدعي المتعلم الخبرات بتأثير مؤثر ما ، عرض له صورة من الصور من مثل سؤال أو خبرة لدى الفرد تستدعي استجابة من الفرد لتوضيحها .
 
( د ) استكمال :
وفي هذه العملية الذهنية يسترجع المتعلم الخبرة الماضية كاملة والتي تم تخزينها في السابق بسبب ظهور جزء من الخبرة أو ما يشير إليها ، والهدف هو أن تستكمل الخبرة لدى من يقوم بعرضها . 
وفي عملية الاستكمال تكون حالة إشباع وخلاص من حالة التوتر المعرفي ، لذلك يميل البعض إلى استكمال الخبرة المسترجعة دون أن يطلب إليه ذلك ، لأن في ذلك تحقيقا لأهداف سيكولوجية لدى المتعلم مثل تأكيد الذات أو لإستكمال خبراته ومعارفه .
 

٦ - أساليب التذكر :

إن عملية التذكر يمكن أن تحدث ضمن عمليتين هما:
( ١ ) عملية الاسترجاع : 
وهي عملية استحضار الماضي في صورة ( ألفاظ أو معايير أو حركات أو صور ذهنية ) 
أي يمكن أن نتذكر صورا حسية أو صورا غير حسية ، وكذلك عملية الاسترجاع يمكن أن يكون ذات استرجاع كلي أو جزئي أو متداخل بين الجزئي والكلي ورأينا أن ذلك يعتمد على صور تخزين الخبرة في أثناء تعلمها .
( ٢ ) عملية التعرف : 
فالتعرف إلى مثير أو منبه سبق أن تعرض له الفرد من قبل لا يتطلب منه استدعائه كي يتذكر ، لأن عملية التذكر في هذه الحالة تكون بموازنة بين الإثارة السابقة والإثارة الحالية وأن التعرف أحد مقاييس الحفظ مثل إجابة المتعلم على أسئلة الاختيار من متعدد . 
ويرى البعض أن التعرف أسهل من الاستدعاء لأن عملية التعرف فيه مقتصرة على تمييز ما هو ماثل أمام الفرد وليس شيئاً جديداً يريد المتعلم أن يستحضره ذهنيا .
( ٣ ) إعادة التعلم :
تعد طريقة إعادة التعلم مقياسا للتذكر ، حيث يوازن فيه الزمن أو عدد المحاولات اللازمة للتعلم التالي للخبرة بالتوفير في الزمن، أو عدد المحاولات اللازمة للتعلم الأصلي .

٧ - العوامل المؤثرة في عملية التذكر
هناك عدد من العوامل يمكن أن تؤثر في عملية التذكر ويمكن حصرها في عوامل ثلاثة هي : 
( ١ ) عوامل خاصة بالمتعلم نفسه . 
( ٢ )عوامل خاصة بالخبرات المراد تعلمها .
( ٣ ) عوامل خاصة بطريقة التعلم . 
 
( ١ ) عوامل خاصة بالمتعلم نفسه : 
إن النضج والعمر الزمني واستعدادات وقدرات المتعلم بالإضافة إلى ميوله ودوافعه وخبراته السابقة وخصائصه الانفعالية والعاطفية ونظام توقعاته ، 
كل هذه العوامل مجتمعة أو معظمها يمكن أن تؤثر في نوعية الخبرات التي تم تذكرها واسترجاعها . ويمكن أن توضع بالصورة .
 
( ٢ ) عوامل خاصة بالخبرات المراد تعلمها : 
وتتضمن وضوح الهدف، ودرجة وجود علاقات بين الخبرات، ودرجة ارتباط الخبرة -موضوع التعلم- بميول الفرد واتجاهاته.
  
( ٣ ) عوامل خاصة بطريقة التعلم : 
ويمكن تمثيلها باتجاهات التعلم السائدة حيث أن لكل اتجاه خصائص تنعكس على طبيعة الخبرات التي تم تعلمها وخزنها .
 
٨ -
أ - إستراتيجية التحويل غير المألوف إلى المألوف : 
ومثل ذلك ما يقوم به المتعلم من تحويل ما يريد حفظه إلى شيء آخر مألوف له عند تذكره ، أو محاولة المتعلم أن يفسر الخبرة الجديدة إلى مفاهيم ومعان مفهومة لديه يسهل عليه اكتسابها وبالتالي تذكرها .
 
ب - إستراتيجية الانفتاح :
وفيها يخلط الطالب بين النظرية وعكسها ، يكمل التفاصيل الموضحة من عنده وبخاصة عندما يبدأ بفكرة أو خبرة غير مكتملة .
 
ج - إستراتيجية التبسيط :
تتضمن تلك العملية وضع المعلومات النثرية التي تعلمها الفرد في نقاط متسلسلة ، إن لجوء الفرد إلى استخدام الرموز والأرقام في المسائل الحاسبية والأدبية وكذلك تأخذ هذه الصور صورة تحليل الخبرة المعقدة إلى عناصرها الأولية ومن ثم ضمها إلى الكلية التي ظهرت المتعلم في أول مرة .
 
د - إستراتيجية الترابط :
وفيها يستحضر التلميذ الخبرات السابقة المرتبطة بالخبرة الجديدة ويوجد بينها علاقات حتى يتم حفظها وحزنها ثم يسهل عليه استرجاعها، واستخدامها، وإذا درب التلميذ على ذلك فإنه يسهل عليه تذويب كل خبرة جديدة بحيث يمكن استخدامها في كل مرة تعرض له.
 
هـ -  إستراتيجية التشابه :
يقوم المتعلم بإيجاد عناصر التشابه بين الخبرات المخزونة لديه وبين الخبرات الجديد ، وبها يبدأ تعلمه للخبرات الجديدة ، كما أن إيجاد العناصر المتشابهة بين الخبرات توفر الزمن الضروري للتعلم الجديد تسهله .

٩ - مبادئ عامة لتنميــة الذاكرة :
أ - أول وأهم هذه المبادئ هو توطيد الصلة بالله ، الإمام الشافعي رحمه الله تعإلى يقول فيها :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نـــــــــــور ونور الله لا يهدى لعاصـــــــي


ب - التغذية : 
هامة جداً وخاصة الجلوكوز الذي يعتبر الوقود الرئيسى لخلايا المخ ، فلا بد أن تبدأ يومك بوجبة إفطار جيدة لتمكن المخ من الحصول على حاجته من الجلوكوز . وأيضا الحديد من العناصر الهامة جداً للمخ ، ونقصه يؤثر سلباً على المخ ونشاطه الدراسي وعلى استيعابه العلمي ، وعليك أن تكثر من تنأول الأغذية التي تحتوي على الحديد مثل الأسماك واللحوم والدجاج وكثير من الخضروات .
 
ج - الجــدية : 
الجدية في المذاكرة والحرص على التعلم والطموح والسعي لتحقيق أهدافك .
 
د - الإنتقاء والربط : 
العمل على إنتقاء المعلومات الهامة يساعد المخ على الاحتفاظ بها ، وهذا ينتج من الاصغاء الجيد في المحاضرات ، وربط المعلومات الجديدة بما هو مخزون لديك. الربط بين الأشياء . وتعتبر عملية الربط من العوامل الهامة جداً في عملية تذكر الأشياء ، فعندما نريد أن نتذكر كلمة ما فإننا قد نجد أنفسنا تلقائيا قد ربطنا بينها وبين كلمة أخرى لكي تساعدنا على سرعة التذكر ، وكلما كانت عملية الربط وعناصرها مسلية ومرحة كان من السهل تذكر الأشياء بطريقة بعيدة عن الملل .
 
هـ - الفهــم :
عامل هام جدا في عمل الذاكرة وتقويتها ، ويساعد الذاكرة على استرجاع المعلومات .
 
و - الثقــة والمعتقدات الإيجابية عن نفسك : 
الثقة تلعب دوراً فعالا في قوة ذاكرتك ، واعتقادك الإيجابي عن نفسك أنك قادر على التذكر واسترجاع معلوماتك .
 
ز - الخبرة والتجربة : 
المعرفة الجيدة ووفرة المعلومات تجعلك على دراية كاملة مما يقوي ذاكرتك .
 
ح - التنظــيم : 
كما رأينا أن المخ منظم جدا فتخزين المعلومات بنظام يزيد من مقدرتك على استرجاعها .
 
ط - ممارسة الأساليب الحديثة لتنمية الذاكرة: 
كلما أكثرت من تمارين تحفيز الذاكرة كلما لمست تقدم أكبر في المقدرة على استرجاع المعلومات المخزنة والتذكرالسريع .
 
ى - عدم مشاهدة التلفاز لمدة طويلة : 
أثبتت الأبحاث أن مشاهدة التلفاز لمدة طويلة تجعل المخ خاملاً وسلبياً ، ولذلك ينصح المختصون بقضاء ساعة يومياً على الأقل في أداء تمرينات ذهنية مثل القراءة او لعب الشطرنج أو حل الكلمات المتقاطعة لتشجيع عمل الذاكرة ، فالنشاط الذهني المستمر يحفزالذاكرة ويجعلها في نشاط دائم .
 

 
ك - القهوة والشاي : 
قد يساعدك فنجان القهوة أو الشاي على التفكير والعمل بكفاءة أكثر ، ولكن الإكثار منه يحدث العكس تماماً ، ويؤدي إلى ضحالة التفكير والتوتر العصبي .
 
ل - الرياضــة البدنيــة : 
تحفز المخ على افراز مواد كيمأوية تسمى الاندورفينات تجعل المرء يشعر بالسعادة والتفاؤل والثقة بالنفس وتساعد الرياضة كذلك على زيادة تدفق الدم إلى المخ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنمية مهارات إدارة العلاقات Development of relationship management skills

تنمية مهارات إدارة العلاقات     أولا - المقدمة : إدارة العلاقات الإنسانية فن ومهارة وجزء كبير منها يتم بالفطرة إلا أنه لتحقيق تعامل مثمر مع ...